تقرير القافلة

الطُرُق البرِّية

من نشأتها إلى حالها اليوم

عندما يُقال اليوم إنَّ العالم أصبح قرية صغيرة، يذهب الفكر بالكثيرين إلى دور الاتصالات الحديثة، وبشكل خاص إلى شبكة الإنترنت التي مكّنت الجميع من أن يعرف ما لدى الجميع، من مواقع طبيعية وحوادث وتطورات وما إلى ذلك. ولا شك في أن العصر الإلكتروني أسهم إسهاماً كبيراً في هذا الأمر. لكن العالم بدأ “يصغر” منذ عصور قديمة، عندما أخذ البشر يشقُّون الطرق لوصل القرى والمدن ببعضها، ثم البلدان البعيدة. حتى ليمكن القول إن هذه الشرايين الجغرافية لعبت الدور الحاسم في نشوء الحضارات منذ العصر الحجري الحديث، ولا تزال حتى اليوم عنصراً فعَّالاً في تقدم الأمم ورخائها، إن لم نقل مقياساً لهذا التقدم. في هذا التقرير، نظرة سريعة إلى طرق العالم اليوم، والدول المتقدمة في هذا المضمار، وإلى مكانة المملكة العربية السعودية والبلاد العربية، في هذا المجال.

نشأة الطرق البرِّية
يعتقد بعض المؤرخين أن أول طرق ظهرت في التاريخ، هي طرق شقتها الحيوانات في سيرها عبر البراري والجبال، فاعتمدها البشر وحسّنوها.
وعلى الرغم من أن قطعان الأفيال والجواميس في هجراتها في إفريقيا، تسير في خط يكاد أن يكون ثابتاً، بحثاً عن المراعي ومصادر المياه، هناك معارضون لهذه النظرية يرون أن الحيوان لا يتّبع الطريق نفسها في كل مرة. لكن المؤكد حسب المؤرخين هو أن الإنسان المسافر استعمل دروباً محدَّدة في سفره منذ الألف العاشــر قبل الميلاد على الأقل.

طرق العالم القديم
ودور التجارة

ثمة غموض يلف تحديد أولى الطرق في العالم، ولكن أقدم طريق “دولي” تمكَّن العلماء من إثبات وجوده والدافع إلى شقه هو الطريق الذي يصل منطقتي ساري سانغ وبدخشان في أفغانستان، حيث كان يستخرج حجر اللازورد في الألف السابع قبل الميلاد، بوادي السند (باكستان والهند)، والغاية منه تصدير هذا الحجر الكريم الذي كان مرغوباً بشدة أينما كان.
وفي الألف الرابع قبل الميلاد امتدت تجارة السلعة نفسها من أفغانستان إلى بلاد ما بين النهريـن، ولاحقاً إلى مصر. وعلى طول هذا الطريق الطويل، تجمع قرويون لتقديم الخدمات لقوافل التجَّار، ومن نمو هذه القرى وتجمعاتها ولدت الإمبراطورية الفارسية لاحقاً.
وفي الألف الأول قبل الميلاد، عندما وصل الصينيون إلى أفغانستان بحثاً عن الخيول الجيدة، اكتشفوا اللازورد إضافة إلى عثورهم على الخيول فسمّوا الطريق الذي سلكوه “طريق اللازورد”. وعلى عهد أسرة هان الحاكمة ( 206 ق.م – 220 ب.م)، صار هذا الطريق يعرف باسم طريق الحرير بعدما امتد عبر آسيا الوسطى إلى شواطىء البحر الأبيض المتوسط، وكانت له تأثيراته الضخمة على التبادلات التجارية والثقافية والحضارية المعروفة.

%96 من الطرق المرصوفة في الولايات المتحدة، استُخدم الأسفلت في رصفه

الأمر نفسه ينطبق على طريق البخور القديم الذي كان يبدأ في اليمن ثم ينقسم في غربي الجزيرة العربية إلى طريقين: واحد يتجه شمالاً صوب فلسطين على ساحل البحر المتوسط، والثاني يتجه شرقاً صوب نجد ومنه إلى العراق وبلاد فارس. ويمكننا للدلالة على ما للتجارة من أهمية في نسج شبكات الطرق البرِّية العالمية، أن نقفز إلى عصرنا الحاضر، لنشير إلى أن أحد أضخم مشاريع الصين في السنوات القليلة الماضية هو إعادة إحياء طريق الحرير القديم لوصل الصين تجارياً بأوروبا براً، عبر طريق سريع وفق المواصفات الحديثة.

تطوَّرت وسائل النقل، فتطوَّرت الطرق، ثم تطوَّرت إشارات السيربدأت المؤسسات الحكومية المسؤولة عن تنظيم السير والطرق باستخدام إشارات السير على الطرق منذ زمن بعيد. وأول ما يذكره التاريخ حول هذا الموضوع يتناول البلاطات التي كانت تحفر عليها الاتجاهات وأسماء الأمكنة في الإمبراطورية الرومانية، وكانت توضع على جوانب طرقها، للإشارة إلى الاتجاه نحو روما، والمسافــة إليها. وفي العصور الوسطى، في أوروبا، انتشرت على نطاق أوسع، إشارات اتجاهات الطرق نحو المدن عند التقاطعات.
وفي عام 1686، أصدر ملك البرتغال بيتر الثاني أول قانون ينظِّم السير. وقد تم التركيز فيه على الإشارة إلى أولوية المرور عند تقاطع طريقين. كما أن أول إشارات سير واسعة الانتشار، وُضعت على جوانب الطرق في بريطانيا والولايات المتحدة لراكبي الدرَّاجات الهوائية، في أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر، لا سيما لتنبيههم إلى المخاطر التي أمامهم.
غير أن صناعة السيارات وانتشارها، شجَّعت إنشاء نظم إشارات سير متنوِّعة ومتعدِّدة، تطوّرت مع مرور السنين، إلى النظام الذي نعرفه اليوم. وفي العصور الحديثة تم ربط وتطوير الإشارات بمساعدة التقنية الإلكترونية، لا سيما بتوقيت إضاءة إشارات المرور، الخضر والحمر والصفر، وإشارات مرور المشاة، وتنسيقها مع إشارات مرور السيارات.

فئات إشارات السير
واليوم، تكاد إشارات السير على أنواعها، لا تُحصى. لكن يمكن تصنيفها في عدد من الفئات.
فهنالك فئة الإشارات التي تصدر أوامر للسائقين، مثل الحد الأعلى للسرعة، أو عدم المرور، أو عدم التجاوز، أو منع الاتجاه يساراً أو يميناً، أو الاتجاه الإلزامي، إلخ…
وهناك إشارات سير للإنذار، مثلاً أن على مسافة ما يجب أن يقف السائق بشكل إلزامي، أو أن الطريق أمام السائق سوف تضيق، أو أن أمام السائق أعمال صيانة للطرق، أو ممر قطار، أو منعرجات خطرة، أو مدارس، أو احتمال عبور غزلان عبر الطريق، ومثل ذلك….
وهناك الإشارات التي ترشد السائق إلى الوجهات التي أمامه، مثل المفترق إلى المدينة الفلانية على مسافة كذا، أو اللوحات الزرق الكبيرة التي ترشد إلى عدد من المدن المختلفة، أو المطارات، وكيف الاتجاه إلى كل منها، وهكذا.
ثم هناك إشارات استعلام، مثل الارتفاع الأقصى المسموح مروره تحت جسر، أو وزن السيارة المسموح مروره فوق جسر، أو مواقف خاصة لسيارات ذوي الإعاقة، أو إشارة تبيِّن الأولوية لمن، وهكذا.

هندسة الطرق تاريخياً
كانت الطرق التجارية القديمة المشار إليها أعلاه عبارة عن مسالك محدّدة، ترابية، ولا تعترضها عوائق محبطة. أما تطوير الطرق، بحيث يصبح السير عليها أسهل وأسرع فقد بدأ أولاً داخل المدن. ففي حين يرى مؤرخو وادي الرافدين أن طرقاً مرصوفة بالحجارة ظهرت في الألف الرابع قبل الميلاد في مدينة أور في العراق، يرد آخرون أقدم الطرق المعروفة إلى مصر الفرعونية، بين سنتي 2600 و2200 ق.م. وفي إنجلترا، عُثر على طريق مرصوفة بالعوارض الخشبية، أنشئت في عام 3807 أو 3806 ق.م، تسمّى “سويت تراك”. واستخدم الهنود القرميد في رصف الطرق منذ 3000 سنة ق.م.. وأنشأ الرومان شبكة “الطرق الرومانية” عبر إمبراطوريتهم في أوروبا والمشرق وشمال إفريقيا، وبلغ طول هذه الشبكة 78 ألف كيلومتر.
وفي القرن الميلادي الثامن، شقت الدولة العربية الإسلامية أول شبكة طرق في التاريخ يكسوها القار، وبذلك مهّدت لظهور هذه التقنيـــة في تعبيد الطرق، وهي التقنيـة التي لا تزال معتمدة عالمياً حتى يومنا هذا.

في عهد أسرة هان الحاكمة (206 ق.م. – 220ب.م.)، صار طريق اللازورد يُعرَف باسم طريق الحرير بعدما امتد عبر آسيا الوسطى إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وكانت له تأثيراته الضخمة على التبادلات التجارية والثقافية والحضارية المعروفة

معظم الطرق في العالم اليوم، صارت تُرصَف بالأسفلت، وهو مزيج من الحصى وبقايا الزيوت النفطية بعد تصفيتها من الوقود الثمين. وتقول الإحصاءات في الولايات المتحدة إن %96 من الطرق المرصوفة في البلاد، استُخدم الأسفلت في رصفها، فيما تنتشر في دول مثل ألمانيا الطرق المرصوفة ببلاطات من الخرسانة.
وكان أول طريق استُعمل الأسفلت في رصفه في الغرب في عام 1824، حين وُضِعت حجارة الأسفلت لتعبيد شارع الشانزيليزي في وسط باريس. وفي الولايات المتحدة، كان تعبيد الطرق بالأسفلت من عمل مهاجر بلجيكي اسمه إدوارد دي سميدت، في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك. ففي العام 1872 تمكَّن دي سميدت من هندسة أسفلت عصري عالي الكثافة “مُدرَّج جيداً”. أما أول استخدام لهذا “الأسفلت العصري”، فكان في باتري بارك، وفي الجادة الخامسة في مدينة نيويورك، سنة 1872، ثم في جادة بنسلفانيا (التي تبدأ من موقع البيت الأبيض الأمريكي) في مدينة واشنطن، سنة 1877.
هندسة الطرق في العصر الحديث
تشكِّل هندسة الطرق اليوم اختصاصاً جامعياً يندرج ضمن الهندسة المدنية. وقد شهد هذا التخصص تطوراً كبيراً خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ولا يزال يشهد مزيداً من التحولات بفعل التقدم المستمر في العلوم والتقنيات. ومن أبرز ما تتضمنه هندسة الطرق من أعمال: التخطيط والتصميم وشق المسار وتسوية الأرض والرصف وبناء الجسور والأنفاق وتزويد الطريق بمستلزمات الإرشاد والسلامة، والصيانة.
ومن أهم الجوانب التي تستوجب الدراسة عند الشروع في شق أي طريق:
1 – حجم حركة السير المتوقعة على الطريق المرتقب خلال السنوات اللاحقة، وهو الأمر الحاسم في تحديد مقاييس الطريق وعدد المسارب، وحتى بنيتها التحتية اللازمة لتحمل إجهاد معيّن.
2 – تضاريس الأرض التي سيمر الطريق فوقها، وهي العنصر الأشد تأثيراً في تحديد التكلفة، لأن الأنفاق والجسور هي، بالكيلومتر الواحد، أغلى تكلفة بكثير من شق كيلومتر في أرض منبسطة لا عوائق فيها.
3 – جيولوجية الأرض، التي تتطلَّب طبقات تأسيس قد تختلف كثيراً ما بين الأرض الرملية أو الصلصالية غير المستقرة والأرض الصخرية على سبيل المثال
4 – تقاطع الطريق المزمع إنشاؤه مع غيره من الطرق، وفي حالة الطرق السريعة دراسة المخارج اللازمة منه.
5 – العوامل المناخية والفروقات الحرارية التي يمكنها أن تكون بالغة التأثير على الطرق المكسوة بالأسفلت بشكل خاص.

العلاقة الشائكة بين الطرق البرِّية والبيئة
منذ الربع الأخير من القرن العشرين، تعاظم الاهتمام بالشأن البيئي بشكل كبير، وانعكس ذلك على تخطيط الطرق وشقها. وعلى الرغم من أن البُعد البيئي بات يلقى اهتماماً من مهندسي الطرق أكثر من أي وقت مضى، فإن تزايد الأبحاث وما تتكشف عنه بشكل متواصل من آثار شق الطرق على البيئة، يكاد أن يجعل من مشروع شق أي طريق سبباً لاستنفار البيئيين. ومن مبررات هذا “الجفاء” ما بين البيئيين ومشاريع الطرق البرية السريعة بشكل خاص يمكننا أن نذكر ما يلـي:
1 – يمكن للطرق البرية الكبيرة أن تجتاز بيئات طبيعية غنية بالحياة الفطرية، وتتطلَّب بالتالي قطع كثير من الأشجار وتدمير مواطن بعض الحيوانات. وهذه الفئة من الطرق هي الأشد استفزازاً للمدافعين عن البيئة. ( كان الاعتراض على شق طريق ريو دي جانيرو – برازيليا عبر غابات الأمــازون في البرازيــل في ستينيات القرن الماضي أول اعتراض بيئي عالمي على مشروع طريق).
2 – يمكن للطرق البرية السريعة أن تغير سلباً في نمط حياة الناس الذين يعيشون على جانبيها، وفي اقتصادهم.
3 – يمكن للطريق السريع أن يقسّم نطاق عيش بعض الثدييات الكبيرة إلى نطاقات صغيرة لا تجرؤ على الخروج منها، الأمر الذي يعني تدمير البيئة الحيوية لبعض الحيوانات لمسافة أميال عديدة على جانبي الطريق.
4 – وبشكل عام، تُعد الطرق السريعة مصدراً لثلاثة أنواع من التلوث:
أ – تلوث الهواء الناجم عن الأبخرة والغازات المنبعثة من عوادم المركبات.
ب – التلوث الصوتي الناجم عن حركة السير.
ج – تلوث اليابسة على جانبي الطريق بالجزيئات المتطايرة من إطارات السيارات.
ولذا، فإن من صميم هندسة الطرق في الوقت الحاضر، الموازنة ما بين حجم الضرر البيئي الذي يتسبب به شق أي طريق، والمنفعة المرجوة منه.

السلامة على الطرق البرِّية
بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية للعام 2017، يلقى نحو 1.25 مليون شخص سنوياً حتفهم نتيجة لحوادث المرور. وتمثّل الإصابات الناجمة عن حوادث المرور السبب الأول لوفاة الأشخاص البالغين من العمر من 15 إلى 29 سنة. وبحسب تقرير المنظمة العالمية فإن البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تشهد %90 من الوفيات الناجمة عن حوادث المرور، على الرغم من أنها لا تحظى إلا بنحو 45% من المركبات الموجودة في العالم.
وتتوزع المسؤولية عن السلامة على الطرق البرِّية خمسة أطراف:
1 – هندسة الطريق بحد ذاته وتكامل مستلزمات السلامة مثل الإشارات والإنارة والسعة. وقد تطوَّر هذا الجانب إلى حدٍّ كبير في السنوات الأخيرة.
2 – صيانة الطريق مما يطرأ عليه من أضرار، إما نتيجة حركة المرور، وإما بفعل العوامل المناخية.
3 – حال المركبات التي تسير عليه، وما إذا كانت مصونة جيداً.
4 – السائق وأسلوبه في قيادة مركبته.
5 – فرض التقيد بقوانين السير إما عن طريق التوعية، وإما عن طريق التشدد في تطبيق القوانين وفرض الغرامات الرادعة للمخالفات.

أشهر طرق العالم
1 – أقدم طريق مرصوف في العالم
يُصطَلَح على أن طريق “سويت تراك” في إنجلترا، هو أقدم طريق في العالم. ومع أن شبه المؤكد أن هناك طرقاً قديمة أشهر منه في التاريخ، إلا أنها لم تُكتَشف بعد. وبهذا يحتفظ هذا الطريق بلقب الأقدم. وقد لا يكون طريق “سويت تراك” مثيراً للدهشة، بمثل طرق روما التاريخية، التي كانت تصل بين ثلاث قارات، لكنه أول مثال على طريق عُبِّدَ عمداً من أجل التنقل.
وهذا الطريق هو ممر مرتفع يجتاز مستنقعاً بالقرب من مدينة سمرست الإنجليزية. ويقدَّر عمر الطريق بنحو 6 آلاف سنة، وهو مصنوع من عوارض خشبية مثبتة بنسيج نباتي فوق المستنقع، ويبلغ طوله نحو ميل (1609 أمتار). وقد أتاحت الطبيعة المتغضِّية للتربة والماء حفظ ممر الخشب من التآكل، بعد انخسافه، وبذلك أمكن تحليـل كيمياء الخشب وتقدير عمره.

2 – لكل مدينة طريقها الرئيس
لكل مدينة شارعها الرئيس الذي يلمع اسمه أكثر من غيره، وغالباً ما يكون ذلك إما لضخامة مقاييسه، أو لتميز طابعه التجاري أو النشاط الطاغي عليه. فكما تلمع في الرياض أسماء مثل طريق الملك فهد أو شارع العليّا، فلكل عاصمة شارعها ذو السمعة العالمية، مثل الشانزيليزيه في باريس، أو فيا فينيتو في روما أو برودو – في نيويورك.

3 – أخطر طرق في العالم
يُعد طريق يونغاس في بوليفيا، خَطِراً إلى درجة أنه يُسمَّى “طريق الموت”، ومعظمه طريق زلقة رطبة موحلة، وهو معلّق على سفح جبل، على حافة وادٍ سحيق عمقه نصف ميل (800 متر). ويمكن للحافلات السياحية أن تتقاطع على هذه الطريق بيسر، في الأماكن المستقيمة. أما عند المنعطفات، فالأمر مرعب حقاً. ومع وقوع ما بين 200 و300 ضحية في السنة على هذا الطريق، لا شك في أنه يستحق اللقب: أخطر طريق في العالم. لكن مع المشاهد المدهشة بجمالها، سيظل هذا الطريق يجتذب السيَّاح، ويتقاضى منهم ضريبة الموت.
ويرى الرحَّالة والمغامرون أن أخطر طرق العالم هي تلك التي تعبر جبال الهملايا في كشمير في الهند، وتلك التي تصل الهند بمملكة بهوتان، أو بالصين عبر النيبال.

4 – أطول طريق في العالم
يبدأ من مدينة ديدهورس في ولاية ألاسكا، قرب البحر المتجمد الشمالي، وينتهي في أوشوايا في الأرجنتين، عند مضيق ماجيلان. ويسمّى هذا الطريق “الجادّة الأمريكية السريعة” وطوله 30 ألف ميل، ويمر في 14 بلداً، ثلاثة بلدان منها تحتل المراتب الثلاث الأولى من حيث طول الطريق فيها، وهي كندا والولايات المتحدة والأرجنتين.

5 – “أذكى” طريق في العالم
ليس موجوداً بعد. لكن سيوجَد قريباً. فثمة مجموعات عديدة مستقلة في العالم، تحاول أن تسهم في نشوء بشرية “خضراء” بيئياً في القرن الواحد والعشرين، باستحداث “طريق الغد”. كثير من هذه المجموعات تدور حول فكرة تحويل المساحات الضائعة غير الصديقة للبيئة، من طرق الأسفلت والخرسانة، إلى طرق ذكية تنتج “طاقة خضراء”. من هذه المجموعات “سولارود” الأوروبية، و”سولار رودويز” الأمريكية.
في الجوهر سيكون أذكى طريق في العالـم، مبنياً من ألواح شمسية شديدة الصلابة. النموذج الذي تجربه “سولار رودويز” مثلاً، اختبره المهندس البروفيسور إدوين شميكبِبِر، فوجد أنه قادر على تحمّل أثقال هائلة تصل إلى مليون باوند مما يمر فوق الألواح. ويخطط المطوّرون لإضافة عناصر أخرى، مثل اللبادة الحرارية أو الصمام الثنائي الباعث للضوء (LED)، وتركيب الألواح على سطح الطريق، مع قنوات عريضة ومفتوحة قادرة على تمرير كابلات الكهرباء والاتصالات، وأدوات التصفية، لإزالة الملوثات.

صناعة السيارات وانتشارها، شجَّعت إنشاء نظم إشارات سير متنوِّعة ومتعدِّدة، تطوّرت مع مرور السنين، إلى النظام الذي نعرفه اليوم

نظرياً، النتيجة النهائية لهذا المشروع، هي طرق قادرة على توفير أربعة أضعاف الطاقة الكهربائية التي يستخدمها العالم اليوم، طرق لا تحتاج إلى الجرافات أو المواد الكيميائية التي تستَخدَم في إزالة الجليد عن الطرق في البلدان الباردة، حتى في أقسى الظروف المناخية، ويمكنها أن تنذر السائقين بالمخاطر التي يمكن أن تواجههم في طريقهم، وإرشادهم إلى الوجهة التي يقصدونها. بل إن ثمة مقترحات قد تحسب حساباً للسيارات من دون سائق، أو الكهربائية التي يمكن شحنها وهي في طريقها. وقد يكون الطريق الذكي هذا أهم تطور في حياة البشرية في الغد القريب.

شبكة الطرق البرية في المملكة العربية السعودية
تبلغ أطوال الطرق التي نفذتها وزارة النقل أكثر من 66 ألف كيلومتر صُممت استناداً إلى مقاييس عالمية لربط المدن الرئيسية بعضها ببعض مع امكانية التوسع في المستقبل لخدمة حركة النقل الكثيفة في ما بينها.
ويبلغ طول الطرق السريعة التي تقوم بتنفيذها والاشراف على صيانتها وزارة النقل أكثر من 5 آلاف كيلومتر في كافة مناطق المملكة.
و تعمل الوزارة على تطوير عدد من الطرق المفردة التي يبلغ طولها أكثر من 49 ألف كيلومتر لتصبح مزدوجة تدريجياً حيث يبلغ مجموع أطوال الطرق المزدوجة حالياً أكثر من 12 ألف كيلومتر، إلى جانب الطرق الترابية الممهدة والتي يبلغ طولها حوالي 144 ألف كيلومتراً.
فيكون مجموع طول الطرق البرية في المملكة ما يقارب الـ 227,000 ألف كيلومتراً.

الطرق السريعة
تم تنفيذ العديد من الطرق السريعة في مختلف مناطق المملكة وهي طرق محكمة المداخل والمخارج مكونة من عدة مسارات ومزودة بجميع وسائل الأمان من أهمها:
• طريق الرياض/الدمام السريع بطول (383) كلم
• طريق الرياض/القصيم السريع بطول (317) كلم 
• طريق القصيم/المدينة المنورة بطول (448) كلم
• طريق الرياض/الطائف/مكة المكرمة السريع بطول (820) كلم
• طريق مكة المكرمة/جدة السريع بطول (70) كلم
• طريق جدة/المدينة المنورة السريع بطول (410) كلم
• طريق مكة المكرمة/الطائف السريع (السيل) بطول (70) كلم
• طريق مكة المكرمة/المدينة المنورة السريع بطول (421) كلم

الطرق الدائرية حول المدن
ساهمت إلى حد كبير فى سرعة الانتقال من جهة إلى أخرى في وقت قصير وتم تزويدها بعدد من التقاطعات والطرق المحورية أدت إلى نقل حركة السيارات العابرة إلى خارج المدن وبذلك تلاشت الضوضاء وقل التلوث إلى حد كبير.
من تلك الطرق ما يلي:-

• الطريق الدائري حول مدينة الرياض بطول (76) كلم
• الطريق الدائري بمكة المكرمة بطول (28) كلم
• الطريق الدائري بالمدينة المنورة بطول (67) كلم
• الطريق الدائري بجدة بطول (103) كلم
• الطريق الدائري بالمنطقة الشرقية بطول (108) كلم
• الطريق الدائري بأبها بطول (12) كلم
• الطريق الدائري في بريدة بطول (58) كلم
 
طرق العقبات
• عقبة شعار بطول (14.2) كلم
• عقبة ضلع بطول (11.4) كلم
• عقبة الباحة بطول (46)كلم
• عقبة الجوه بطول (31) كلم
• عقبة سنان بطول (9.5) كلم
• عقبة الهدا/الكر بطول (12) كلم
 
محاور طرق الربط الدولية
إدراكاً منها لأهمية تسهيل حركة النقل البري على الطرق الدولية في المشرق العربي وضرورة زيادة التعاون والتبادل التجاري والسياحي بينها وبين الدول العربية والعالمية ولحرصها على المشاركة والانضمام إلى المنظمات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية وبشكل فاعل، فقد صادقت المملكة العربية السعودية على اتفاق الطرق الدولية في المشرق العربي الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 أكتوبر 2003 في إطار اللجنة الاقتصادية الإجتماعية لدول غرب آسيا ( الإسكوا) والتي تضم جميع الدول العربية في آسيا بالإضافة إلى جمهورية مصر العربية.
ويبلغ إجمالي الطرق لهذه الدول 31400 كلم، منها 12000 كلم داخل المملكة العربية السعودية، ويهدف هذا الاتفاق إلى تحديد شبكة طرق إقليمية دولية تربط أقطار المشرق العربي وتخدم أهداف تشجيع التبادل التجاري والسياحي فيما بينها.(عن موقع وزارة النقل السعودية)

المصادر
https://www.wonderslist.com/10-fantastic-roads-in-the-world/
https://www.mot.gov.sa/ar-sa/TKingdom/Pages/Road.aspx
https://elibrary.worldbank.org/doi/pdf/10.1093/wber/10.3.487
http://www.arabnews.com/saudi-arabia/news/725206
http://www.worldhighways.com/
https://www.thoughtco.com/history-of-roads-1992370
https://arabic.rt.com/news/844987-

 

أضف تعليق

التعليقات

مصلح بن تركي العتيبي

شكراً لكم تقرير مميز وجميل