أدب وفنون

أبو تمام

في ضيافة جامعة لايدن

SC bwتقف البروفيسورة الألمانية على منصة تحمل شعار جامعة لايدن الهولندية، وتقرأ على جمهور غالبيته من الأوروبيين، بلغة عربية رصينة البيت التالي:
كأنَّ بَنِي نَبْهَانَ يومَ وَفاتِه
نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنها البَدْرُ
الكل منصت لها، فهذا الجمهور خرج من بيته في هذا اليوم الممطر البارد، وسار في الظلام في شوارع هذه المدينة الهولندية العريقة، من أجل أن يستمع إلى أستاذة اللغة العربية بجامعة برلين الحرة، البروفيسورة بياتريس جروندلر، التي جاءت إلى هولندا لتتحدث عن كتاب «أخبار أبي تمام» تأليف أبي بكر محمد ابن يحيى الصولي، في محاضرة هي الرابعة في سلسلة المحاضرات التي ترعاها شركة أرامكو فيما وراء البحار وتتعاون على إقامتها مع جامعة لايدن الهولندية.

لأن الجمهور المستهدف بهذه المحاضرة هو في المقام الأول الجمهور الغربي، بدأت البروفيسورة جروندلر محاضرتها بمقولة: (الشعر العربي هو موسيقى الكلمات). فتحدثت عن كيفية التعرف على الشعر المكتوب في اللغة العربية، حتى لو لم يكن الإنسان متمكناً منها، فأوضحت أن هناك قافية، يراها الإنسان بسهولة في نهاية البيت، وكيف يتيح الخط العربي إمكانية مد الحرف، حتى تبقى الأبيات متساوية الطول. كانت هذه البداية قادرة على إزالة أي حاجز بين غير المتخصصين من الجمهور الحاضر، وبين الموضوع المتخصص.

DSC04430بعد ذلك، ربطت بين العالمين الغربي والعربي، بقولها إن الاختلاف بين الحداثة في العصر العباسي في القرن التاسع الميلادي، والحداثة التي شهدتها أوروبا خصوصاً في القرن التاسع عشر، لا يعني عدم وجود مظاهر مشتركة بينهما. وركزت على ما تعنيه هذه الحداثة في العصر العباسي من قدرة فائقة للغة العربية على استيعاب الثقافات الأخرى، مثل اليونانية والفارسية، فحدثت نهضة ثقافية وأدبية، احتل الشعر فيها مكانة عالية، وكان شعر أبي تمام من أفضل ما جادت به هذه الفترة.

بعدها انتقلت الأستاذة الألمانية إلى النقاشات التي كانت دائرة آنذاك، حول مكانة أبي تمام، والمشككين في تفوقه على غيره، وكيف رد عليهم الصولي. ورغم تحيز هذا الأخير إلى أبي تمام، فقد كان يعتمد أسلوباً علمياً، حيث يأتي بالأبيات التي كتبها أبو تمام، ثم يأتي بأبيات الآخرين، ويوضح للقارئ أسباب ريادة أبي تمام. وتضرب على ذلك المثال التالي:

قال أبو تمام:
إذا القصائد كانت من مدائحهم
يوماً فأنتَ لعمري مِن مدائحها
وقال البحتري:
ومن يكُنْ فاخرًا بالشعر يُذكر في
أصنافِه فَبِكَ الأشعارُ تفتخرُ

إشكالية القوامة والقِدم
وأطلعت البروفيسورة جروندلر جمهور المحاضرة، على القضية التي شغلت أذهان الناس آنذاك، وحجج الصولي بأن القوامة في الشعر لا تعتمد على القِدم فحسب، أي إن السبق الزمني لشاعر لا يعني بالضرورة التفوق على شاعر يأتي بعده، لأن المتأخرين يأخذون الفكرة السابقة، ويطوِّرونها، ويبدعون في صياغتها، حتى تصبح أكثر إمتاعاً، وبلاغة مما كانت عليه.

وجد أبو تمام مناخاً إيجابياً
في عصره، أتاح له البروز
والإبداع. فالثقافة العربية
في العصر العباسي كانت
منفتحة على العالم..

ILLUSTRATION6ثم تنهي المحاضرة بقصة إصدار كتاب الصولي أثناء الحرب العالمية الثانية، على يد عربيين هما محمد عبده عزام، وخليل محمود عساكر، اللذان تتلمذا على يد المستشرق الألماني الشهير جوتهيلف بيرجشترسر، أثناء تدريسه لهما في جامعة القاهرة، بالتعاون مع طالب ثالث اسمه نظير الإسلام الهندي، كان يعمل على الموضوع نفسه في جامعة بريسلاو، التي كانت آنذاك تابعة لألمانيا، ثم أصبحت بعد الحرب العالمية بولندية. فاشترك الثلاثة في إصدار كتاب الصولي. وتبدي المحاضِرة إعجابها البالغ بهذا الجهد المشترك، الذي لم تعرقله الحواجز الجغرافية أو الثقافية.

اللافت في المحاضرة أنها خاطبت في البداية جمهوراً، أكثره ربما لا يعرف الكثير، أو حتى لا شيء عن الشعر العربي، ثم أخذت بيده، وأوجدت له جسراً يربط بين الثقافتين، من خلال مفهوم الحداثة، حتى يجد ما يتكئ عليه في فهم ما تقوله. وخلال ثلث الساعة، كانت تنتقل من الحديث مع مبتدئين، لتخوض معهم في نقاشات أكاديمية، وتضرب الأمثال، ولا تتوانى عن ذكر الأبيات العربية، لتخلص إلى وجود نماذج رائعة للتعاون بين العالمين العربي والغربي، وتختتم بالأمل في مستقبل يشهد مزيداً من التعاون.

أبو تمام يرفع لها (عمامته)
58وعلى هامش المحاضرة، التقينا البروفيسورة جروندلر، وسألناها عما كان سيفعله أبو تمام لو كان حاضراً بيننا واستمع لما تقوله عنه، فقالت إنها تحاول دوماً أن ترى أبا تمام بعينه هو. لذلك قرأت كثيراً من الأخبار عنه، لتعرف كيف كان الناس يتصرفون في ذلك الوقت. تتخيل أبا تمام وهو يقرأ من شعره، وكيف يكافئه الممدوح، وكيف يلقي عليه الجالسون عمائمهم وكوفياتهم من فرط إعجابهم به، المهم أنها تسعى أن تفهم النص من داخله، دون أن تضيف إليه ما ليس فيه، ولذلك، فهي تعتقد أن أبا تمام كان سيرى نفسه فيما تقوله عنه، ثم تضحك وتقول مازحة إنها لا تستبعد أن يلقى لها بعمامته، لو كان سمعها بالأمس.

سألناها عن الفرق بين تعاملها مع شعر أبي تمام وما يفعله القارئ العربي، فقالت بتواضع جم إنها تنطلق من قناعة بأنها لا تعرف كثيراً، وتحتاج إلى جهد كبير لفهمه، وأن هناك إلى جانب كلمات القصيدة، كلمات أخرى لم يبح بها الشاعر، ربما لأن الناس في وقته كانوا يعرفون المقصود، ولا يحتاجون إلى أن يقوله الشاعر صراحة، إضافة إلى حرصها البالغ على ألا تضع في القصيدة ما ليس فيها. أما القارئ العربي فإنه سمع عن أبي تمام منذ التحق بالمدرسة، وترن كلمات قصائده في أذنه، ما يجعله يعتقد أنه يفهم النص وما فيه بصورة كاملة، وأنه ليس بحاجة إلى أن يغوص في أعماقه، لأنه لن يصل إلى شيء جديد، بل يمكنه أن يربط بين هذا الشعر وبين عناصر خارجية، مثل نظرية التحليل النفسي، وبذلك يصل إلى أشياء مختلفة عنها.

الدكتورة بياتريس جروندلر

• من مواليد عام 1964م، أستاذة اللغة العربية والأدب العربي بجامعة برلين الحرة، منذ عام 2014م.
• درست في جامعات ستراسبورج (الفرنسية)، وتوبنجن (الألمانية)، وهارفارد (الأمريكية).
• حصلت على الدكتوراة من قسم لغات الشرق الأدنى وحضاراته بجامعة هارفارد عام 1995م.
• عملت أستاذة مساعدة (من 1996 حتى 2002م)، ثم أستاذة الأدب العربي بجامعة ييل من 2002 إلى 2014م.
• ألَّفت وأصدرت عديداً من الكتب والأبحاث العلمية، آخرها: تحقيق وترجمة كتاب (أخبار أبي تمام: تأليف أبي بكر محمد بن يحيى الصولي)، المكتبة العربية، عام 2015م.

«أتحدث مثل البدو»
وتورد البروفيسورة أثناء حديثها النظري عن أبي تمام وشعره، بعض المواقف من حياته، مثل ما فعله الفيلسوف أبو إسحاق الكندي، حين مدح أبو تمام الخليفة المعتصم، قائلاً:
إقدامُ عَمْرٍو في سَماحةِ حَاتِمٍ
في حِلمِ أحنَفَ في ذَكاءِ إِيَاسِ

واعتراض الكندي على تشبيه الخليفة بهؤلاء، قائلاً إن الأمير فوق من شبهه بهم، لكن أبا تمام استطاع أن يفحمه، حين أنشد أبياتاً، استشهد فيها بالقرآن الكريم، حيث وصف الله نوره بالمشكاة، التي هي بالتأكيد أقل شأناً من نور الله – عز وجل -، حيث قال:
لا تنكروا ضربي لهُ مَنْ دونهُ
مَثَلاً شَرُوداً في النَّدى والبَاسِ
فاللَّهُ قد ضَرَبَ الأقلَّ لِنُـورِهِ
مَثَلاً مِنَ المِشْكَاةِ والنبْرَاسِ

وتشير الأستاذة الألمانية إلى أن حياتها الأكاديمية الطويلة نسبياً في الولايات المتحدة، جعلتها تميل إلى كتابة أبحاثها بأسلوب مباشر، وتختار دوماً لغة واضحة، دون تكلف ولا تصنع. ثم تضيف مازحة بأنها تشعر أنها تتحدث بإيجاز مثل البدو في مرحلة ما قبل الإسلام، وترى أن مخاطبة القارئ بأسلوب مباشر وواضح يعني احترامه.

وتضيف أنها اهتمت بالدور الذي كان يلعبه الشعر في العصر العباسي، وكيف أن الشاعر كان يحصل على المال الكثير مقابل قصيدة، وتسعى لاقتفاء أثر الشعر في حياة العرب اليوم، وتشير إلى البرامج التلفزيونية، خاصة الخليجية، التي تمنح جوائز باهظة مقابل الشعر الجيد، وكيف أن الشعر قادر على التأثير على الجماهير حتى الآن، الأمر الذي دفع بعض المرشحين السياسيين للاستعانة بالشعراء، في حملات الانتخابات البلدية في دول خليجية.

الأدب وصورة العرب في الغرب
HA2016020404652حين تسأل البروفيسورة جروندلر عما إذا كان كتابها الصادر باللغة الإنجليزية، قد شق طريقه إلى أقسام دراسة اللغة العربية والعلوم الاستشراقية في جامعات العالم، تقول إنه من المفترض ألَّا يتحدث شخص عن الكتاب الذي قام بتأليفه أو ترجمته، لكنها ترى أنه يتيح المجال لمن يتقن العربية بدرجة محدودة أن يتمكن من فهم الكثير والاستمتاع بهذه الأشعار، دون بحث مستمر عن معاني المفردات، وكيفية فهم المفردات في داخل البيت الشعري، من خلال الاطلاع على الصفحة المقابلة، التي تحتوي ترجمة أمينة، وقريبة إلى أقصى درجة من النص الأصلي. ولا يقتصر الأمر على الطلاب فحسب، بل أيضاً يمكن لأساتذة اللغة العربية الأوروبيين المتخصصين في مجالات أخرى غير الشعر، أن يقرأوه دون عناء. وفوق كل ذلك فإن الكتاب يفتح نافذة على الثقافة العربية لشريحة من القراء من غير المتخصصين، في ظل رغبة الكثيرين أن يفهموا الخلفيات الحضارية لهؤلاء اللاجئين القادمين من العالم العربي.

وتَرى الأستاذة الألمانية أن أبا تمام قد وجد مناخاً إيجابياً في عصره، أتاح له البروز والإبداع. فالثقافة العربية في العصر العباسي كانت منفتحة على العالم، تمتص ما تستطيع الوصول إليه من ثقافات وعلوم، ثم تضيف إليها وترتقي بها. هذه الروح هي التي كانت سائدة في المجتمع، الأمر الذي يوضح قصور فكرة اعتماد موهبة أبي تمام على فكر المعتزلة فحسب.

وتتحدَّث بأسف عن ارتباط العالم العربي في أذهان كثيرين في الغرب بالأزمات والمشكلات، واختزال صورتهم في الحروب والإرهاب وأنظمة الحكم الشمولية، والمشكلات الاجتماعية، وترى أن من أسباب ترجمتها لهذا الكتاب، الرغبة في إظهار أبعاد أخرى في صورة العرب، في ظل جهل الكثيرين في الغرب بأدب العرب وثقافتهم، اعتقاداً منهم بأنه يكفي ما تعلَّموه عن اليونانيين والرومان القدماء بوصفهم جذور الحضارة الغربية الحديثة.

وتكشف عن مشروعها القادم في إصدار كتاب يحتوي ترجمة أبيات للمتنبي أصبحت مضرب الأمثال في اللغة العربية، وذلك بالتعاون مع الشاعر السعودي حاتم الزهراني، الذي كان طالباً عندها في جامعة ييل.

DSC04388أبو تمام الإنسان
وعن رأيها في أبي تمام الإنسان، بعد أن قضت مع أشعاره عقدين من الزمان، قالت إن أحد الشعراء في عصر أبي تمام، قال ما معناه إنه طالما كان أبو تمام على قيد الحياة، فلن يمكن لشاعر آخر أن يكسب المال. لكنه على العكس من ذلك، فقد كان يساعد غيره من الشعراء، ويقدِّم لهم النصح ويرشدهم على من يكافئهم على أشعارهم، رغم ما كان يعرفه من حقد البعض عليه، وحياكتهم للمكائد له، لكنه كان إنساناً عظيم الخلق، كريم الطباع، ذكياً يفهم محدثه حتى قبل أن ينتهي الأخير من كلامه، فيرد على ما يقوله مباشرة. وكان أيضاً سريع البديهة كما ورد سابقاً في رده على الانتقادات لشعره، وكانت شخصيته قوية، وكان صادقاً مع نفسه، فقد جرب صنوفاً من الأدب غير الشعر، لكنه توقف عنها معترفاً بأنه غير قادر على كتابتها.

دور مثل هذه المحاضرات
إذابة الجليد بين الغرب والثقافة العربية

البروفيسورة بيترا سبستين، أستاذة اللغة العربية بجامعة لايدن، والمشرفة على برنامج التعاون مع أرامكو فيما وراء البحار، أوضحت في كلمة خاصة بالقافلة أن هذا التعاون بدأ قبل سنوات ثلاث، بالتزامن مع احتفال الجامعة بمرور 400 سنة على إنشاء قسم للدراسات العربية بالجامعة، وشمل نشاطات كثيرة تخاطب مختلف مكوّنات المجتمع، من أطفال مدارس إلى رجل الشارع العادي وصولاً إلى الأكاديميين والمثقفين، وشملت معارض وحفلات وإصدار كتب، إلى جانب هذه المحاضرات، التي تحظى بإقبال كبير من داخل الجامعة وخارجها.وذكرت أن ما من جامعة يمكنها أن تموّل مثل هذه النشاطات، التي تخرج عن الطبيعة الأكاديمية بالمعنى الضيق. وبصراحة أكثر، فإن الجامعات في الغرب مستعدة فوراً لتمويل دراسات تتناول الأوضاع الراهنة مثل الإرهاب وكيفية التعامل مع المهاجرين المسلمين، لكنها لن تتحمس لتخصيص ميزانيات لنشر الوعي بالشعر العربي أو بالثقافة العربية عموماً. ولذلك، فإن ما تقدِّمه أرامكو فيما وراء البحار، يسد ثغرة كبيرة. علماً بأن هناك خططاً مستقبلية للتوسع في التعاون ليخاطب شرائح أكبر من الناس، مثل نشر أفلام توثيقية لهذه المحاضرات في يوتيوب، لتصل إلى جمهور أكبر من الحاضرين.

وأشارت البرفيسورة سبستين إلى أن جامعة لايدن كانت تقدِّم دورة لطلاب المرحلة الثانوية في تخصصات العلوم الطبيعية، تتضمَّن خمس محاضرات، يحصل الطالب بعدها على شهادة حضور في الجامعة، وتهدف إلى اجتذاب الطلاب لهذه التخصصات. ولكنها تمكنت من خلال التعاون مع أرامكو فيما وراء البحار، باستحداث برنامج جديد باسم (ألف سر وسر) يتناول العلوم الإنسانية لأول مرة، وهو مخصص للطلاب في المرحلة العمرية 17 – 18 سنة، ويشمل تعريف الطلاب بالفن الإسلامي، والاختراعات العلمية للمسلمين في تخصصات علوم الطب والفلك والرياضيات، كما يسعى البرنامج لزيادة معارفهم عن الإسلام.

ورداً على سؤال حول أثر كل هذه النشاطات، قالت: «إنني لا أنتظر أن يعرف الناس كثيراً عن أبي تمام أو الجاحظ، بل يكفيني أن يذوب الجليد بينهم وبين هذه الثقافة العربية، وأن يعرفوا أن العرب أناس يتمتعون بخفة الظل، ولهم نفس الاهتمامات والطموح والهموم. وأن يدركوا أن الشعر العربي يحتوي أفكاراً جميلة، ولذلك يستحق أن يقرأه الإنسان. وإذا جاء في كل محاضرة خمسة أشخاص فقط من خارج الوسط الأكاديمي، فإنهم سيتحدثون عن هذه الأمسية في محيطهم العائلي والاجتماعي، ويصبح الحديث عن العرب وثقافتهم في إطار مختلف تماماً عما يقترن بالمشكلات والأزمات». وأضافت قائلة إن هذه النشاطات لا تحقق نتائج في اليوم التالي، ولا تسعى لأن يخرج الناس من المحاضرة أو هذا النشاط أو ذاك، ليقولوا إن الثقافة العربية ثرية وتمثل إسهاماً كبيراً في التراث الإنساني، مشيرة إلى أنهم يعملون باستراتيجية متوسطة وطويلة الأجل، تحتاج بعض الوقت، لكن تأثيرها يكون أعمق وأطول عمراً.

أما المهندس فهد العبدالكريم الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في شركة أرامكو فيما وراء البحار، فيرى أن هذا التعاون يأتي في سياق إحدى أهم قيم أرامكو وهي المواطنة، كما أكد أن الشركة تسعى إلى تفعيل هذه القيمة في البيئة الغربية والمجتمع الغربي، من خلال الشراكة الاستراتيجية مع جامعة لايدن العريقة، وقد أمكن تحقيق العديد من المشروعات، من بينها معرض الحج، الذي اجتذب حوالي 100 ألف زائر من داخل هولندا وخارجها، أما هذه المحاضرات فتقام بمعدل مرة كل ثلاثة أشهر، وتسهم في التقارب بين الحضارتين العربية والغربية، وهو من أهم أهداف الشركة أيضاً، ومن المأمول مخاطبة جمهور أوسع في المرحلة القادمة، من خلال برامج مرئية أو في صورة معارض.

وأوضح العبدالكريم أن أرامكو فيما وراء البحار أسهمت من خلال هذا التعاون مع جامعة لايدن في تعزيز العلاقة بين الجامعة وبين الملحقية الثقافية السعودية في لاهاي، كما شاركت الشركة في اليوم الوطني السعودي، الذي أقامته سفارة خادم الحرمين الشريفين في مملكة هولندا، وكذلك تتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام السعودية في أي برامج ثقافية تتقاطع مع برامج الشركة، مؤكداً أن أرامكو فيما وراء البحار مستعدة دوماً للتعاون في أي نشاط يخدم المملكة.

 

أضف تعليق

التعليقات