هناك عديد من النظريات حول ما هو الذكاء. فبينما يقترح بعض الباحثين أن الذكاء هو قدرة عامة واحدة، يعتقد البعض الآخر أن الذكاء يتفاوت بين مجموعة من القدرات والمهارات والمواهب. لكن واحدة من النظريات الأكثر قبولاً هي نظرية هوارد غاردنر، أستاذ الإدراك والتعليم في جامعة هارفارد الذي يُعرِّف الذكاء بأنه: “قدرة بيولوجية نفسية لمعالجة المعلومات التي يمكن تفعيلها في بيئة ثقافية لحل المشكلات، أو إنشاء منتجات ذات قيمة في ثقافة معيَّنة”. وهو يجادل بأن الذكاء ليس وحدوياً، وأنه لا يوجد “ذكاء عام” يولد مع الفرد ويستمر معه طوال حياته، بل هناك ذكاءات متعدِّدة، ويمكن لفرد أن يكون ذكياً في أي من هذه المجالات وغير ذكيٍ في أخرى:
• الذكاء اللغوي، في القراءة والكتابة وفهم الكلمات المنطوقة
• الرياضي، في حل مسائل الرياضيات والتفكير المنطقي
• المكاني، في الانتقال من مكان لآخر، وترتيب الأغراض في المكان كغرفة البيت وغيرها
• الموسيقي، في الغناء أو التأليف أو تقدير قطعة موسيقية
• الجسدي الحركي، في الرقص وألعاب الكرة وغيرها
• الذكاء الطبيعي، في فهم الأنماط في الطبيعة كالتناظر في الموجات أو النباتات
• الذكاء الشخصي، في التواصل مع أشخاص آخرين وفهم سلوكهم أو دوافعهم أو عواطفهم
• الذكاء الشخصي، في فهم أنفسنا ومن نحن، وكيف يمكننا تغيير أنفسنا بالنظر إلى القيود على قدراتنا ومصالحنا
واقتضى هذا التصنيف دراساتٍ وأبحاثاً وإحصاءاتٍ عديدة، وتم تعديلها مرات عديدة. وقد أحدثت النظرية ثورة في علم النفس والإدراك والتعليم منذ ثمانينيات القرن العشرين وحتى اليوم، وتحدت فكرة “نسبة الذكاء” IQ الشائع، الذي يفترض أن البشر يمتلكون “كمبيوتر” مركزياً واحداً، حيث يوجد الذكاء، حسب تعبير غاردنر.
هوارد غاردنر
اترك تعليقاً