١ التجارب الشخصية والموسيقى في التكوين المعرفي
هــاني الصدير
مُعَلِّم
الأولويات في استقصاء المعرفة تتداخل بعضها ببعض، لعلها تكون في قطعة موسيقية أو لوحة فنية، أو تجربة ما لأحد الأصدقاء. كانت الحواس حاضرة والخيال خصباً إلى أن جاءت وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، فسهُل علينا الاستمتاع بالمعلومة وسماعها مباشرة. وفي تجربتي الشخصية، كلما قرأت مقولة لكاتب على مواقع التواصل الاجتماعي بحثت عن ذلك الكتاب الذي نُقلت منه المقولة، كي أستفيد أكثر.
بالنسبة إلي، حالياً الكتاب هو مصدر المعرفة، لكن مواقع التواصل الاجتماعي تأخذ كثيراً من الوقت؛ لأنها متاحة في كل الأوقات، وتأتي على شكل ومضات قرائية سريعة. لذا أستطيع أن أقول إنَّ الحياة المعرفية بوابتها التواصل الاجتماعي، أما العمق المعرفي فهو للكتاب. التواصل الاجتماعي محرّض ومشاغب ومتحدٍّ، بعكس الكتاب أو الفلم الوثائقي. التواصل الاجتماعي بحور شتى، ولكن ليس بها ذلك اللؤلؤ النادر والأصداف المتنوِّعة، شارع مليء بالجَمَال والقبح والفوضى، أما الكتاب فاللروح المستقرَّة والبحث الجاد. التواصل هو الخيط و”الفرقعة”، هو الضجيج والصخب مقابل السكينة والطمأنينة، أما الكتاب فهو الوثبة البطيئة بثقلها المعرفي، مقابل الخفة المعرفية المتاحة للجميع.
٢ المعرفة في الاختلاط
الدكتورة هند السليمان
متخصِّصة وأكاديمية نفسية
على المستوى الشخصي أجد أن المعرفة تنتج من تراكم الخبرات المعرفية وامتزاجها مع التجربة الشخصية للفرد نفسه.
فالقراءة ما زالت الطريقة الأساسية والكلاسيكية للمعرفة. ولكن القراءة لم تَعُد مقتصرة على الكتاب الورقي، بل تشمل أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي والمقالات المبثوثة من خلالها مثلاً. ومن جهة أخرى نجد أن السينما طريقة غير مباشرة لبث المعرفة، وهي أعمق من باقي الوسائل الأخرى، ولكني أجد أن الأهم والأصدق في المعرفة هو نتيجة التجارب الشخصية من خلال التواصل المباشر مع الناس باختلاف أطيافهم وأجناسهم.
٣ المعرفة في الوسائل الذكية
الدكتور محمد الشمري
سفير بوزارة الخارجية السعودية
يمكن الحصول على المعرفة والمعلومة من أي مصدر، سواء أكان المدرسة أو المجتمع أو الكتاب أو الأفلام السنيمائية أو التلفاز وغير ذلك. وقد تطوَّرت مصادر المعلومة في الوقت الحالي مع ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات حتى أصبح العالم الآن بين يديك أو في جيبك، بعد أن كان يوصف قبل سنوات أنه بمثابة قرية صغيرة، بسبب سهولة الحصول على المعلومة، وذلك بفضل تقنية الهواتف الذكية، وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المدهشة.
وعلى الرغم من ذلك، يبقى الكتاب مصدر المعلومة الموثوق والمحبّب للجميع، خاصة إذا كان مُحكّماً، من مؤسسة علمية أو أكاديمية.
أما الصحف الورقية والمجلات، فقد بدأ دورها بالانحسار تدريجياً بسبب البدائل المتاحة من مصادر المعلومات الأخرى عبر الهواتف الذكية. فنلاحظ عند ركوب الطائرة أنه لم يعد يوجد إقبال على الصحف والمجلات التي توزع على الركاب، بعد أن كانوا يتنافسون للحصول عليها في الماضي، حتى إن بعض شركات الطيران توقف عن توزيعها، وكذلك المؤسسات الحكومية.
٤ الكتاب مصدر حقيقي للمعلومة
الدكتور محمد الشويعر
كاتب ومستشار
من خلال تجربتي الشخصية مع مصادر المعلومات، يوجد مصدران أعتمد عليهما بشكل رئيس. الأول، هو الخاص بالمعلومات الإخبارية والتقارير الصحافية، لذا أعتمد عليها من خلال المواقع الإخبارية الرسمية والصحافة. إذ تحوّل تطبيق “الواتساب” إلى مصدر معلوماتي غير موثوق، يأتيني كثير من المعلومات عبره، ولكن حينما لا أعرف مصدرها، فأنا أستبعدها حتى من النقل أو الحديث عنها، فهي أقرب إلى الشائعات المُسرَّبة.
أما المصدر الأساسي بالنسبة لي فهو في القراءة، وأقصد الكتاب الورقي وليس الإلكتروني. لذا أرى أن الكتب والمكتبات هي المصدر الأكثر أماناً في استحضار أي معلومة في أي بحر من بحور العلم.
٥ المعرفة من خلال الأفلام القصيرة
أميرة المحسن
كاتبة قصة
لكل مرحلة عمرية كانت هناك مصادر مختلفة للمعرفة بالنسبة لي. في الماضي، كنت أعتمد على الكتاب، وقبل التطوّرات الإلكترونية كان الكتاب قيمة معرفية، نتعب ونجتهد في الحصول عليه وتبادله بين الأصدقاء. لذا أجد أن معرفتي مبنية على الكتاب الورقي، ولكنها تغيرت مع مرور الوقت وأصبح الكتاب الإلكتروني هو البديل في المعرفة، وكثيرٌ من المعلومات أحصل عليها عن طريق “اليوتيوب” لأنني مهتمة بالأفلام السينمائية القصيرة التي تقدِّم الحلول لواقعنا الاجتماعي. وكذلك، هناك مجموعة من الأفلام التي تهتم بتطوير الذات التي أحرص على مشاهدتها دائماً، وهي متاحة بكثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وفي اعتقادي أن انتشارها يبعث التغيير في سلوك المجتمع إلى الأفضل.
اعتمد علي الكتب المختلفه لكن الان صار عندي مصادر مختلفه لتعلم منها تطبيقات الموبيل او الأفلام المختلفه لفهم عن ثقافات مختلفه لكن تظل الكتب المقروءة هي المصدر الأساسي لتعلم