ظهر أول لوح تزلج كهربائي ذكي ذي عجلة واحدة عام 2014م، من تصميم كايل دوركسن، الذي يحمل عدّة درجات علمية من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة. وفي عام ظهوره، كانت مبيعاته محدودة، أما اليوم، وبعدما ظهرت عدّة منتجات تجارية مُحسنة منه، صار يظهر في أماكن عديدة أكثر من ذي قبل. وهو عبارة عن لوح تزلج كهربائي مبني حول إطار عجلة واحدة يبلغ عرضها 16 سنتيمتراً.
بالنسبــة للشخـص المعتـاد على رؤية ألواح تزلج ذات عجلتين، أو ألواح تزلج ذات أربع عجلات، سيبدو هذا اللوح ذو العجلة الواحدة غير مستقر. فكيف لعجلة واحدة أن تبقى ثابتة من دون أن تتسبب في سقوط من فوقها عندما تتحرك؟ يأتي الجواب مع الذكاء الاصطناعي الذي يخلق أحياناً أشياءً غير مألوفة.
ففي طريقة استخدامه، يضع اللاعب قدماً على منصة اللوح الخلفية؛ فترتفع المنصة الأمامية. ثم يضع قدمه الأمامية على القسم الأزرق من شريط التحريـك المغناطيسي. وهناك، يوجد جهاز استشعار يحدِّد وجود قدمه؛ فتسمح هذه الإشارة للوح أن ينطلق.
يوجد داخل محور العجلة الكبيرة محرك كهربائي يتبدل أداؤه إلكترونياً، وهو نوع جديد من المحركات الذكية يعدل حركته وقوته تلقائياً حسب الحاجة. وهكذا يقوم بوظيفتين أساسيتين: يدفع اللوح إلى الأمام أو إلى الخلف بسرعة تصل إلى 25 كيلومتراً في الساعة، ولمسافة تتراوح بين 9 و12 كيلومتراً، ويجري عمليات ضبط صغيرة ثابتة للحفاظ على التوازن الذاتي التلقائي بواسطة مدوار (أو جيروسكوب) في اللوحة، ويتحرك بطريقة ملتوية لأن العجلة الضخمة تجعل أي مطبات أو تضاريس على الطريق سلسة.
كما يتكوَّن من ثلاثة مقاييس تسارع داخلية وعدد من الجيروسكوبات، تقيس بشكل مستمر اتجاه اللوحة، وزوايا الانعراج واللف. أما الجيروسكوبات في الداخل، فهي ليست من النوع التقليدي الذي يدور لمساعدة الآلة على البقاء في اتجاهها، بل هي على شكل أجهزة استشعار دقيقة على مستوى الرقاقة، تقيس معدّل الدوران. إنها تشبه على سبيل المثال، مقياس التسارع والدوران داخل ساعة أبل للمساعدة في قياس حركات رياضة السباحة، فتقوم المستشعرات الموجودة على اللوح الذكي بمراقبة ما تقوم به اللوحة 14,000 مرة في الثانية لتخبر المحرك بما يجب القيام به ومساعدة الراكب على التوازن أو الحركة.
ويأتـي مع هـذا اللــوح تطبيـق يمكّـن المستخـدم من تغييـر الطريقــة التي يعمل فيها لتناسـب أوضاعـاً مختلفة حسب تضاريس سطح الأرض الذي يعبر فوقها.
ويقول أحد الذين جربوه أول مرّة: “عندما تنظر أول مرَّة، ستجد أن الأنظمة التي تحافظ على توازن اللوحة ليست واضحة، ويصعب عليك تصديق أنها تتوازن تلقائياً. لذلك، عند الخطوة الأولى عليك أن تتحلَّى بالجرأة الكافية. وما إن تقف وتسير ستجد أن ركوب هذا اللوح سهلاً. لقد نجحت في التجول بين المشاة، ولم أواجه أية مشكلة أثناء السير على الممرات العامة المزدحمة بالسيارات في مدينة نيويورك”.
مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
سبتمبر – أكتوبر | 2019
لوح التزلج الذكي يكتفي بعجلة واحدة
مقالات ذات صلة
في عام 2077م، شهد معظم سكان أوروبا كرة نارية تتحرك في عرض السماء، ثم سقطت كتلة تُقدّر بألف طن من الصخور والمعادن بسرعة خمسين كيلومترًا في الثانية على الأرض في منطقة تقع شمال إيطاليا. وفي بضع لحظات من التوهج دُمرت مدن كاملة، وغرقت آخر أمجاد فينيسيا في أعماق البحار.
نظرية التعلم التعاضدي هي: منهج تتعلم عبره مجموعة من الأفراد بعضهم من البعض الآخر من خلال العمل معًا، والتفاعل لحل مشكلة، أو إكمال مهمة، أو إنشاء منتج، أو مشاركة تفكير الآخرين. تختلف هذه الطريقة عن التعلم التعاوني التقليدي، فبين كلمتي تعاون وتعاضد اختلاف لغوي بسيط، لكنه يصبح مهمًا عند ارتباطه بطرق التعليم. فالتعلم التعاوني التقليدي […]
حتى وقتٍ قريب، كان العلماء مجمعين على أن الثقافة هي سمةٌ فريدةٌ للبشر. لكن الأبحاث العلميّة التي أجريت على الحيوانات، منذ منتصف القرن العشرين، كشفت عن عددٍ كبيرٍ من الأمثلة على انتشار الثقافة لدى أغلب الحيوانات. وعلى الرغم من الغموض الذي يلفّ تعبير الثقافة، حسب وصف موسوعة جامعة ستانفورد الفلسفيّة، هناك شبه إجماعٍ بين العلماء […]
اترك تعليقاً