الإنسان والبكتيريا
الهدنة.. أفضل للإنسان
بعدما شهد القرن العشرين انتصار الطب على البكتيريا من خلال سلاح المضادات الحيوية، تتجه الدراسات الحديثة إلى التأكيد على أن هذا الانتصار كان ظاهرياً فقط وأن الهدنة بين الطرفين قد تكون أفضل للإنسان.
فقد تأكد للعلماء أن العديد من أنواع البكتيريا اكتسب مع الوقت معرفة كافية لمقاومة هذه المضادات. وكلما مضت المختبرات إلى الأمام في سعيها إلى مضادات جديدة لم تعتد البكتيريا عليها بعد، تبين أن مصير هذه المضادات الجديدة لم يكن أفضل من سابقاتها، وأنها لم تسهم في الواقع إلا في تقوية البكتيريا وزيادة عدائيتها.
إزاء ذلك، وجد الباحثون أنفسهم مضطرين إلى إعادة التفكير في الاستراتيجية المتبعة، وبدلاً من الحرب، لماذا لايكون السلم؟
فقد اكتشف العلماء أن البكتيريا لا تهاجم الإنسان إلا إذا كانت تعرف أن أعدادها كبيرة إلى حد كافٍ للتغلب عليه. وهي تتوصل إلى ذلك من خلال لغة خاصة. تقول الدكتورة بوني باسلير من جامعة برنستون أنها «لغة كونية»، لذا بدأ العلماء بعقد هدنة مع هذا العدو التاريخي، بتصنيع عقاقير تخدع البكتيريا بدلاً من أن تقتلها، وتُشعِرها أنها ضعيفة وقليلة العدد من خلال تعطيل اتصالها ببعضها، وردعها عن القيام بأي هجوم على جسم الإنسان.
وقد بدأت بالفعل بعض شركات الأدوية مثل
«4SC» في ميونخ بألمانيا و«Quorex» في كاليفورنيا بمحاولة إنتاج هذه العقاقير. ويأمل العلماء أن تصبح هذه الطريقة قيد الاستعمال على نطاق واسع خلال السنوات العشر المقبلة.
شاشات المستقبل
الورق الإلكتروني الليّن
رقائق السيليكون المعتمدة تقليدياً وأينما كان في صناعة أجهزة الكومبيوتر والأجهزة الإلكترونية، قد تختفي لتحل محلها رقائق من البلاستيك!
فقد توصل العلماء منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي، إلى وضع تصور يؤدي إلى صناعة هذه الرقائق من مواد بلاستيكية أكثر خفة ورقة ومتانة وتحملاً من رقائق السيليكون، ولا تكلف أكثر من خمسة في المئة مما تكلفه هذه الأخيرة، وقد بدأ بالفعل التخطيط لإنتاجها صناعياً.
فبالإضافة إلى إمكانية إنتاج شاشات للكمبيوتر والتلفزيون وغيرها مسطحة مرنة (Flexible)، بالإمكان إنتاج ورق إليكتروني. وقد تمكن باحثون في جامعة لينكوبن في السويد من اختبار ناجح لمثل هذه الأوراق في السنة الماضية، واهتمت عدة شركات في كافة أنحاء العالم بإنتاج مثل هذه الأنواع الورقية.
وتطبيقات هذه الأوراق كثيرة ومتعددة، فبإمكاننا أن نستعمل هذا الورق على جدران منازلنا الداخلية، ونغير لونه ورسوماته ساعة نشاء وبالطريقة التي تلائم مزاجنا وذوقنا في أوقات معينة، فنستعمل ألواناً زاهية في أوقات الفرح وأخرى في أوقات الحزن. في الصباح نختار شيئاً نغيره في المساء. وربما حصلت ثورة في صناعة الإعلانات ولافتات المحلات التجارية والشركات وتعبئة المعلبات وألعاب الأطفال وغيرها وغيرها.
ولكن قبل ذلك، لا يزال مطلوباً من هذه الصناعة أن تتخطى بعض المشاكل الثانوية المتعلقة ببعض الألوان وتوصيل الطاقة.
خريطتك الجينية
.. قريباً بألف دولار فقط
بلغت كلفة الخريطة الجينية التي وضعها العلماء سنة 1002م نحو ثلاثة بلايين دولار، أي بمعدل دولار واحد لكل معلومة من الثلاثة بلايين معلومة التي تتضمنها، ولكن طرقاً جديدة لتسجيل الخريطة الجينية لكل فرد تبشر بتخفيض التكاليف بشكل لا يمكن تصديقه.
من هذه الطرق الواعدة ما يقوم على قراءة خلايا الحمض النووي ويسمح بالحصول على نتائج فورية . وهكذا صار الطبيب الأميركي كريغ فانتر يعرض على ممولي أبحاثه حول علم الجينات، خرائطهم الجينية الخاصة على اسطوانة مضغوطة مقابل 000,217 دولار.
هذه التكلفة التي لا تزال باهظة، قد تنخفض قريباً على يد الجمعية البريطانية«سوليكا»، التي ستعرض خلال خمس سنوات من اليوم، الخرائط الجينية الشخصية مقابل ألف دولار ونقطة دم فقط.
البصل الجديد
من غير دموع
حتى الأمس القريب، كان الباحثون يعتقدون أن سيل الدموع بسبب تقطيع البصل يعود إلى أنزيم محدد يتحرر وينتشر في الجو بمجرد تقطيع خلايا البصلة، وأن هذا الأنزيم مرتبط بنكهة البصلة، فلا يمكن التخلص منه من دون تغيير مذاقها.
باحثون في شركة الأطعمة المنزلية في اليابان، اكتشفوا أن هذا الأنزيم المسؤول عن مذاق البصل، لا يصبح مؤثراً على العينين إلا بفعل أنزيم آخر لا علاقة له بنكهة هذه الثمرة، وبعزل هذا الأنزيم من التركيبة الجينية صار من الممكن إنتاج بصل جديد يحتفظ بكامل طعمه ولا يتسبب تقطيعه بإسالة الدموع.
غير القطران والنيكوتين
لائحة مرعبة
القطران والنيكوتين كلمتان تختصران من باب التبسيط (أو عن سوء نية) مخاطر التدخين التي تبدو منحصرة في مادتين فقط. الدراسات المخبرية الدقيقة تضع لوائح أكثر تفصيلاً بمجموعة مرعبة من السموم تدخل جسم الإنسان مع كل نفس سيجارة. وأخطر هذه السموم هي:
– سائل قابل للاشتعال، يحتوى على نسبة عالية من المواد السامة والمهيجة للأعصاب: الآسيتالديهيد.
– مادة مذوبة تستعمل في صنع البلاستيك والمطاط الصناعي والأكريليك ومبيدات الحشرات: الآسيتونيتريت.
– سائل سام يفرز أبخرة مهيجة ومسببة للسرطان: الأكرولين.
– مادة تستعمل في صناعة الأنسجة والجلود: الأسيد فورميك.
– مركب معدني يستعمل في صنع المتفجرات والسماد الكيميائي والمواد المنظفة: الأمونياك.
– غاز سام يستعمل في إنتاج المطاط والمذوبات الداخلة في صنع الدهانات: كلور المميثيل.
– سمٌ يستخدم في إعدام المحكومين بالموت: سيانور الهيدروجين.
– غاز مهيج يستخدم كمنظف، مسبب معروف للسرطان: الفومالديهيد أو الفورمول.
– سائل كحولي يستخدم في صنع مضادات التجلد والمحروقات والمواد الصمغية والمخدرات: الميثانول.
– مادة خانقة تحد من تغذية الأنسجة العضوية بالأوكسجين: مونو أوكسيد الكربون.
– مركب حمضي سام جداً: الفينول.
– سائل يستعمل كمنظف أومطهر: البروبريونالديهيد.
ما هو أصل علامة السؤال؟
طرحت مجلة «نيو سينتست» سؤالاً حول أصل علامة السؤال (؟). وقد كان هناك أكثر من نظرية حول هذا الأصل: الأولى تقول إنها رُسمت هكذا لأنها تشبه شكل الأذن، والثانية تقول إنها كُتبت في الأساس على شكل الحرف الأول من كلمة سؤال باللاتينية (q)، الذي تحول إلى (؟) مع الاستخدام.
أما الإجابة الأكثر إقناعاً فتقول إن علامة الاستفهام بدأت تستخدم في القرون الوسطى كعلامة النوتة الموسيقية وتحتها نقطة. أما النقطة فهي مشتركة بين ثلاث علامات تنتهي معها الجُمل، السؤال والتعجب ونقطة التوقف العادية (؟ ! .). أما علامة النوتة الموسيقية فقد تحركت مع الوقت لتأخذ وضعاً مستقيماً (؟.) ويكتمل شكلها مع حركة اليد الطبيعية لتصبح كما نراها اليوم. وقد اســتخدمت في الطــباعة حوالي 0041م. الأسبان استخدموها مقلوبة في بداية جملة السؤال لفترة من الزمن ثم استخدموا واحدة في البداية وأخرى في النهاية، أما العرب فلم يستخدموا هذه الإشارات إلا في العصر الحديث، فجملنا كانت متشابهة تنتهي بمعانيها دون علامة توقف، كما هو معروف.