ساعات الكوارتز وسرُّ الدقة
يتساءل البعض لماذا تتميز الساعات العاملة على الكوارتز, مهما كانت رخيصة الثمن، بدقة تفوق دقة الساعات الميكانيكية، حتى بعض ما هو باهظ الثمن منها.
يعود السبب إلى خاصية يتميز بها حجر الكوارتز وتدعى بيازوكهربائية ، وهي أن هذا الحجر يرتج باستمرار إذا مسه تيار كهربائي.
وفي المراحل الأولى من ابتكار ساعات الكوارتز كانت القضية في مواءمة كمية الطاقة وعدد الارتجاجات في رقاقة كوارتز صغيرة يمكن وضعها داخل الساعة. وبعد التجارب والدراسات استقر العلماء على ذبذبة مقدراها 32,768 هيرتز، تولد في الكوارتز 215 ارتجاجاً في الثانية يمكن تحويله بسهولة إلى عدَّاد قادر على قراءتها.
فالشبكة الداخلية تعد هذه الارتجاجات، وتجمع كل مجموعة منها في ثانية واحدة, وتمررها عبر الأسلاك إما إلى جهاز ميكانيكي يحرِّك عقرب الثواني, وإما إلى شاشة رقمية، حسب نموذج الساعة.
جوائز علمية.. أين نوبل منها؟
نمت في أمريكا مؤخراً ظاهرة تخصيص جوائز مالية للإنجازات العلمية يتجاوز الكثير منها قيمة جائزة نوبل.
أولى هذه الجوائز العملاقة كانت جائزة أنساري x التي بلغت قيمتها 10ملايين دولار, وكانت من نصيب أول شركة خاصة تمكنت من إرسال إنسان لمرتين إلى مدار حول الأرض قبل 1 يناير 2005م.
وخصص أحد أثرياء لاس فيغاس المستثمرين في القطاع الفندقي, جائزة مقدارها 50 مليون دولار لأول من يستطيع فك الشيفرة الجينية لشخص محدد خلال بضعة أسابيع, على أن يتم ذلك قبل العام 2010م.
ومنحت المؤسسة الأمريكية لتشجيع الابتكار جائزة مقدارها مليوني دولار لمخترع أول عربة من دون سائق اجتازت بنجاح 210 كيلومترات في صحراء نيفادا..
ويسهل على مانحي هذه الجوائز تفسيرها بالقول إن عوائدها الاقتصادية مضمونة. إذ أن الجائزة تدفع بعد تحقيق الإنجاز. كما أنها تسرِّع الوصول إليه لأنها تعزز المنافسة, وتشغِّل عدداً كبيراً من فرق الأبحاث بدلاً من فريق واحد.
المسح العالمي للمرجان
أكمل العلماء خلال الأشهر الماضية أول عملية مسح شامل بواسطة القمر الصناعي لاندسات لمواقع المرجان في كافة البحار والمحيطات.
وقد استغرقت العملية نحو سنوات أربع، جمع خلالها العلماء نحو 1800 صورة. أما النتيجة فلم تكن تبعث على الفرح.
فعلى الرغم من أن الدراسة حددت 19 موقعاً بحرياً كمحميات للشعب المرجانية, إلا أنها خلصت إلى التأكيد على أن المرجان يتعرض إلى أضرار بالغة فيها نتيجة الصيد العشوائي والتلوث.
الخبر الجيد الوحيد يتعلق بالمحمية التي تبلغ مسافتها 400 كلم مربع شمالي جزر هاواي، والتي أصبحت منذ شهر يونيو الماضي أكبر ملجأ لتنوع الحياة البحرية في العالم.
ارتفاع حرارة المدن..
قلي البيض على رصيف الشارع؟
ارتفاع حرارة المدن عن حرارة ضواحيها ليس جديداً, فقد تحدث عنه عالم المناخ البريطاني لوك هوارد منذ عشرينيات القرن التاسع عشر. الجديد هو ما وصل إليه هذا الارتفاع.
فقد أشارت مجلة نيوساينشست مؤخراً إلى أن معدل ارتفاع الحرارة في بعض المدن بلغ نهاراً درجتين عن حرارة الضواحي, وست درجات ليلاً!
وهذا الفارق الكبير يعود إلى الأسمنت والأسفلت اللذين يمتصان الحرارة أكثر من مواد البيئة الطبيعية. إضافة إلى الاستهلاك الكبير من الطاقة في السيارات وتكييف الهواء والصناعة. ولم تستبعد المجلة أن يكون الاحتباس الحراري ذا أثر معين على هذا التحول في حرارة المدن.
وتشير المجلة إلى أن معدلات الارتفاع المشار إليها أعلاه هي نتيجة دراسة شملت مدناً في مواقع مختلفة. أما في المناطق الصحراوية مثل ولاية أريزونا فيمكن لهذا الفارق الحراري أن يصل إلى عشر درجات مئوية في مدينة مثل فينكس. الأمر الذي يجعل قلي البيض ممكناً على أرصفتها!
وإضافة إلى زيادة عنف التيارات الهوائية الساخنة الذي يؤدي بدوره إلى زيادة عنف العواصف وخاصة الرعدية منها فوق هذه المدن, يمكن لهذا الفارق الحراري أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، مثلما حدث في فرنسا في عام 2003م, عندما توفي نحو 20,000 شخص نتيجة ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت في باريس نهاراً إلى ما فوق الأربعين درجة, ولم تنخفض ليلاً إلى أقل من ثلاثين.
والحل ؟ لا حل إلا بزيادة التشجير والمساحات المعشبة داخل المدن.