الانقراض الكبير بسبب جرثومة صغيرة
اكتشف العلماء مؤخراً نوعاً من الجراثيم الصغيرة جداً تعيش في قاع المحيط، وما أن بدأوا في دراستها حتى حمَّلوها مسؤولية الانقراض الكبير الذي واجهته الحياة على الأرض قبل 252 مليون سنة.
فمعلوم أن أمراً غامضاً حصل على الأرض قبل 252 مليون سنة رفع من نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما رفع بدوره من حرارة الأرض وحموضة المحيطات التي لم تعد صالحة لحياة أنواع عديدة. واستمر هذا الوضع نحو 20 ألف سنة، قُضي خلالها على %90 من الحياة على الأرض.
الجرثومة المسماة «ميثانوسيرسينا» هي صغيرة الحجم جداً، لدرجة أن كشتباناً صغيراً من الوحل المستخرج من قاع المحيط يحتوي على مليار واحدة منها. وفي دراسة لتركيبتها الجينية، تبيَّن لعلماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أنها استضافت جيناً عزَّز قدرتها على إنتاج غاز الميثان قبل نحو 400 مليون سنة. ولكن، لكي تتمكن هذه الجرثومة من إنتاج الميثان من الأحماض المختلفة، فإنها تحتاج إلى معدن النيكل كمحفِّز على ذلك.. ولأن الانقراض الكبير بدأ في رأي العلماء في سيبيريا، أغنى بقاع الأرض بمعدن النيكل، وفي عصر كان فيه كثير من البراكين المتفجرة، فقد شكَّلت الحمم الغنية بهذا المعدن «الغذاء» اللازم لهذه الجراثيم لكي تضخ الكميات الكبيرة من الميثان إلى مستويات قاتلة لمعظم الأنواع الحية.
ويقول العلماء إن «الانقراض الكبير لم يكن «دراماتيكياً» وسريعاً مثل انقراض الديناصورات المفاجئ قبل 60 مليون سنة، ولكنه كان أسوأ منه».
http://www.theguardian.com/science/2014/mar/31/methane-producing-microbes-mass-extinction-methanosarcina
كيف تشكَّلت الصفائح القارية
بعدما فسَّر العلماء تفجر البراكين ووقوع الزلازل بتحرك الصفائح القارية، ينصرفون اليوم إلى دراسة الأسباب التي أدت إلى تشقق القشرة الأرضية الواحدة إلى عدة صفائح متحركة فوق الدثار السائل.
وفي هذا المجال، طوَّر عالِمان هما دايفيد بركوفيشي ويانيك ريكارد نظرية، نشرا خلاصتها في مجلة «نايتشر»، تقول إن طبقات الدثار العليا عندما راحت تبرد كانت تغوص إلى الأسفل، مما يولد شدَّاً للصخور القابعة فوقها مباشرة، الأمر الذي ينتج عنه تحولات ميكروسكوبية على مستوى الهيكلية البلورية لهذه الصخور. وهذا ما يشكِّل نقاط ضعف تتسع بانتقال حركة هبوط الدثار إلى منطقة أخرى. ويرجّح العالِمان أن مسار تكسّر القشرة الأرضية بدأ قبل أربعة مليارات سنة، وتسبب بهذا التكسر فعلاً قبل ثلاثة مليارات.
واستناداً إلى هذه النظرية، فسَّر العالِمان غياب الصفائح القارية عن كوكب الزهرة، بالقول إن الحرارة العالية على سطح هذا الكوكب، تعجِّل في «شفاء» نقاط الضعف الناجمة عن حركة الدثار تحت القشرة اليابسة.
ومعلوم أن الأرض هي الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية الذي يحتوي على يابسة مقسَّمة على عدة صفائح متحركة.
http://www.nature.com/news/new-origin-seen-for-earth-s-tectonic-plates-1.14993?WT.ec_id=NEWS-20140408
الحيوان أيضاً يصنّف الأشياء
هل هذه حبة صنوبر أم كوز صنوبر؟ هل هذا عدو أم صديق؟ التفرقة بين الأمرين تحتاج إلى مراقبتنا الأشياء وتصنيفها في ذهننا. ويبدو أن هذه المقدرة ليست حكراً على الإنسان.
فبحسب الباحثين في جامعة أيوا الأمريكية، يشاركنا الحمام في المقدرة على التعرّف إلى الأشياء الجديدة والمهمة، وتجاهل ما ليس كذلك.
يقول إدوارد فاسرمان: «العامل الأساسي هنا هو الانتباه الانتقائي. فالعالم معقّد، ولسنا على اطلاع على كل ما في بيئتنا وخصائص ما فيها. لذلك نهتم بما هو جديد ومهم». وفاسرمان هو أستاذ علم النفس، وهو الباحث المساعد في كتابة البحث، الذي نشرته مجلة «جورنال أوف إكسبريمنتال سايكولوجي»، وعنوانه: «تعلّم الحيوان وإدراكه».
لقد ظن الباحثون حتى الآن أن الانتباه الانتقائي، هو من خصائص البشر وحدهم. لكن الباحثة ليري كاسترو، التي قادت البحث في جامعة أيوا، تقول إن العلماء الآن يعرفون أن «جميع الحيوانات في البر، يحتاجون من أجل بقائهم، إلى التمييز بين ما هو طعام، وما هو سم، وبالطبع معرفة أي الحيوانات مفترسة، وأيها غير خطرة». أكثر من هذا، يبدو أن الكائنات الحية الأخرى، غير البشر، تتبع أسلوب تفكير البشر، في التمييز بين الأشياء. وأثبتت دراسة كاسترو وفاسرمان، أن التعرّف إلى خصائص الأشياء والتصرف حيال هذه الخصائص، يسيران معاً في الوقت نفسه.
وقد استخدما للدلالة على هذا شاشة تعمل بالملامسة، كانا يمرران عليها صوراً مختلفة، فتنقر الحمامة على الصورة المناسبة في كل مرة، دون خطأ.
http://phys.org/news/2014-04-pigeons-animals-everyday-categories-humans.html