لا حاجة لآلة لتسجيل الملاحظات
آمنه عبدالله ـ مصممة أزياء وفنَّانة تشكيلية
أحتفظ دائماً بورقة وقلم في حقيبتي اليدوية. وعندما أكون ذاهبة إلى محاضرة أو ندوة ؛ أحرص على التأكد من وجودهما لتدوين الملاحظات. ثم بعد انتهاء المحاضرة أسأل عن النقاط التي أودُّ الاستفهام عنها بشكل أوسع. لكن إذا كان النقاش مفتوحاً فأنا مستمعـة جيّدة، أتحدَّث وأتكلَّم وأسأل وأناقش من غير تسجيل، إلاَّ في حالات قليلة تكون المحاضرة فيها طويلة المدة، ويكون عليّ أن أحفظ المعلومات التي أريد أن أسأل عنها، لذا أضطر إلى التسجيل على الورقة بالقلم.
أفضِّل الاستماع ثم النقاش والحوار والمواجهة. ولكن مهما كان الأمر، فأنا لا أستخدم أي وسيلة إلكترونية، سواء كانت جوَّالاً أو آيباد أو حتى مسجّل صوت إلكترونياً لتسجيل ملاحظاتي؛ لأني ما زلت من جيل الورقة والقلم، ومعتادة على التعامل معهما، ولا أجد أن فعلاً كتسجيل الملاحظات يحتاج إلى عناء العمل على الآلات التقنية المتطوِّرة.
الورقة أولاً ثم الآلة
د. ابراهيم نتّو ـ عميد سابق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن
قبل حضور أي محاضرات التزمُ بحمل قلمين ودفتر ملاحظات لتدوين أكبر قدر ممكن مما يرد من معلومات في المحاضرات، ثمَّ أقوم بتبييضها وحفظها في ما بعد في دفتر ثابت أو على الآيباد أو الجوَّال.
فعموماً، أنا أعاني من استخدام الأجهزة الإلكترونية بسبب صغر حروف شاشة الطباعة، فأكتب كلمات كثيرة خطأً أثناء كبس الأزرار الصغيرة أو لمسها، وأضطر إلى إعادة الكتابة والمحو والإضافة. فكيف الحال لو كنا في محاضرة؟ لن يستقيم الأمر مع التسجيل مباشرة على جهاز إلكتروني. لذا ما زلت أجد القلم والورقة وسيلة مريحة ومواتية للتسجيل السريع. وإذا اضطررت إلى حفظ المعلومات في ما بعد، أعود وأدخلها في ذاكرة إلكترونية، ولكن بتمهل وتشذيب وتمعن.
الآلة الإلكترونية أقرب للفناء من الورقة
قمر الدروبي ـ فنَّانة تشكيلية ونحَّاتة
ما زلت أحتفظ بالورقة والقلم أو دفتر صغير في حقيبتي أينما ذهبت. فهي الأكثر حميمية بالنسبة لي والأسهل على التعامل معها سواء في تسجيل الملاحظات خلال المحاضرات والندوات، أو في تسجيل أي شأن في الحياة العامة. لذلك أحاول قدر الإمكان ألا يتمكّن الجوَّال مني في حفظ كل ما يهمني من معلومات. لأنه في حال ضياعه أو تعطله أو زوال المعلومات التي فيه أفتقد كثيراً منها، وبعضها أكون قد جمعته بعد جهد جهيد وخلال زمن طويل. لذلك، أعتقد أن الورقة والقلم وسيلة آمنة لحفظ المعلومات؛ فهي غير قابلة للأعطال كما هو حال الآلات الإلكترونية، ولا تسع كمية من المعلومات بقدرها. فضياع آلة إلكترونية واحدة تحتوي على كمية كبيرة من المعلومات، تساوي ضياع مئات الدفاتر الورقية ولو كانت مملوءة بالمعلومات عن بكرة أبيها. وأعتقد أن كثراً مروّا بتجارب تعطل أجهزتهم فجأة لأسباب مختلفة، فضاعت منهم معلومات لم يتمكَّنوا من استرجاعها.
أفضّل العودة إلى المدرسة القديمة
سارة الخريصي ـ طالبة جامعية
لا أنكر حبي للتقنية والأجهزة المتطوِّرة بأنواعها. لكن عندما يأتي الموضوع إلى تسجيل الملاحظات أثناء المحاضرات، فإني أفضّل العودة إلى “المدرسة القديمة” أي إلى الورقة والقلم. ربما يعود اختياري هذا إلى سنوات دراستي في المتوسطة والثانوية؛ حيث لم يكن مسموحاً لنا في مدارسنا اصطحاب أي نوع من الأجهزة الإلكترونية، أو ربما لأنَّ والدي كان يستخدم الورقة والقلم في كافة أموره وأمورنا، ولا يثق بأجهزتنا “هاذي” كما كان يشير إليها ممتعضاً. على أية حال، الورقة والقلم ساعداني في زيادة فهمي وترسيخ المعلومة وتفصيلها بالطريقة التي أفضّل بشكل أسرع.
لكن بالطبع هناك خواطر تكتبها في لحظات معيَّنة وأثناء مرور الوقت البطيء، فهذه يمكن كتابتها مباشرة على الكمبيوتر أو الهاتف الذكي، فتحفظ في الذاكرة الإلكترونية، التي تطوَّرت وتطوَّرت معها الأجهزة، فمنحتنا طرقاً للتدوين والكتابة والحفظ والنشر متطوِّرة جداً، وتسهِّل التواصل على الشبكة العنكبوتية الهائلة الاتساع.
بين زمني البطء والسرعة
رامي عبدالناصر ـ طالب جامعي
لم أعد أستخدم الورقة والقلم في أي حال من الأحوال، فجميع المحاضرات أسجِّلها صوتياً في هاتفي الجوَّال ذي القدرات الرائعة، سواء أردتُّ تسجيل المحاضرة صوتياً أو صوتاً وصورة، وهذا يتيح لي إعادة الاستماع مرة أخرى للمحاضرة، وفي أي وقت، وبالتالي تترسَّخ المعلومات في ذاكرتي. لم أعد أشتري أقلاماً ودفاتر. ولا أضطر إلى ذلك إلا عند أداء الامتحانات التحريرية، حيث أحمل معي قلماً جافاً أو سائلاً من الأقلام العملية الرخيصة المتوفرة في كل مكتبة أو قرطاسية.
أعتقد أن دور القلم سوف ينتهي بعد سنوات قليلة، كما انتهى كثير من وسائل التواصل والكتابة والإرسال والتلقي. بعد انتشار الأجهزة الإلكترونية والإنترنت. ومقولتي هذه لا تعني أنني مع انقراض القلم والورقة، ولكن هذه طبيعة الحال. فكما اختفى “الفلوبي” ليحل محله القرص المدمج، وحل الستالايت والريسيفر محل متلقي الإرسال القديم، وهناك كثير من الأمثلة الأخرى، والمستقبل يوحي بقرب اختفاء القلم والورقة. فعصر السرعة لن ينتظر البطيئين، بل سيخلفهم وراءه، فالبطيئون، وأصحاب القلم والورقة يعودون إلى زمن البطء.