ديوان اليوم

نخلة

  • Al-Mubarak-01
  • Al-Mubarak-04
  • Rida-01

هاهو القلب
منذ انفردتِ بهِ
يستجيرُ بظلكِ..

إن امتدادكِ في الصّحوِ
يُشعرهُ بالشموس القريبة
يلهمُه لغة الرفضِ
أنشودة القافلهْ:

لاشيءبين اثنتين:
العدالة والمشنقة.

وكان اختياراً فريداً
لجمر النداءاتِ
في البرعم الغضّ
ألاّ حياة بلا قافلهْ

إن امتدادكِ في الصّحوِ
يُنبت فيَّ اليقينَ
بأنّ الذي حاصر الضوءَ
يفقأ عينيهِ
وأن النباحَ الذي يملأ الأفق
سوف يفتش عن مخبأ
لن يراهْ.

إن امتدادك في الصّحوِ
بابٌ إلى رؤية النهر
ذاك الذي يتدفقُ
من تعب الكائنات
ليجرفَ كلَّ الغُثاء الذي دنّس الأرض.

إن امتدادكِ في الصّحوِ يزرعُ أجنحةً غيرَ مرئيةٍ
في الدماء
و يُودع في كلّ رأسٍ حديقهْ..
وجمراً نقياً بكل إرادهْ
و يُعلي الأناشيد
فوق شفاه الأملْ

إن امتدادك في الصّحوِ
يرضعنيْ
مرةً
ثانيهْ..!!

رضى يطلب المحال
الحب أبد الدهر، البقاء
على العهد، غدْر الواشين،
اليأس من اللقاء، الارتحال، البكاء، الحسرة.. حتى الجنون مصير شاعر الحب العذري.. هنا تختار نجاح طلعت من بستان الشعر أبياتاً لشعراء مختلفين يوحّد بينهم هذا الرضى بالمحال!
لقد سما الشاعر العذري العاشق بمحبوبته عن عالم المكان والزمان، وجعل ليلاه في عالم لا يدرك، غير أنه وهو في العالم الأرضي باق على العهد يتحمل حسرة البعد وغدر الواشين ولوعة الجوى.. سحابة ليس كالسحابة، هجر وليس كالهجر، سحر وليس كالسحر.

إنه لعجيب أن يرضى الشاعر بالفراق ويقبل بالهجر إلى ما لا نهاية… أو يرضى باللقاء في الأحلام، وبالآمال المخيّبة والفرح بما لا ينال… وإنه لطلب محال أن يطلب الشاعر من محبوبته أن تكون سحراً لا شفاء منه، وتكون أحياناً أخرى غمامةً زائلة، أو تكون طيفاً من أطياف الكرى.

لقد أنعم الشعراء العذريون على الشعر العربي بأبيات تمس أوتار القلوب وتترك عليها نغماتها بصمات. هذه عزة كثيّر كالسحابة الممطرة
لا يصيبه مطرها، لأنها لا تمطر إلا بعدما تتجاوزه!. وهذه ليلى أضافت إلى مفهوم الهجر بعداً آخر.. وجعلت الهجر يتخطى الحدود التي يصلها عادةً! أمّا بثينة فقد حملت جميلاً على الِرضى بإجابتها بـ”لا “، وبـ “لن أستطيع”!. ولو ألقت ليلى الأخيلية على تَوْبة السلام وكان هو في قبره لردَّ سلامها ببشاشةِ المحب، وهذا قيس بن ذريح يَهوى النوم لأنه يأمل أن تراوده حبيبته في حلُمه! وذاك قيس بن الملوح مستسلم لبَلواه …
فهي قضاؤه وقدره!

يقول كثيِّر:
وإني وتَهْيامي بعزّةَ بعدما
تخلَّيتُ مما بيننا وتخلَّتِ
لكالْمرتجي ظلَّ الغمامة كلما
تبوَّأ منها للمَقيل اضْمحَلَّتِ
كأني وإياها سحابة ممحلٍ
رجاها فلمَّا جاَوَزَتْهُ استَهَلّتِ

ويقول أبو صخر الهذلي:
فَيا هَجْرَ ليلى قدْ بلغْتَ بي الَمدى
وزدْتَ علَى ما ليس يَبْلُغُه الهَجرُ
ويا حُبّها زدْني جوىً كلَّ ليلةٍ
وياسَلْوَة الأيام موعدُكِ الحشْرُ
ويا حبذا الأحياءُ مادُمت حيةً
ويا حبّذا الأمواتُ مَاضمّكِ القبرُ

أما جميل بن معمر فيقول:
وإني لأرضى في بثينة بالذي
لوَ ابْصرهُ الواشي لقّرت بلابلُهْ
و لا ، وبأن لا أستطيع ، وبا لمنى
وبالأمل المرجوّ قد خاب آمِلُهْ
وبالنّظرة العجلى، وبالحولِ ينْقضي
أواخرهُ لا تلتقي وأوائِلُهْ

ويقول الصُمّة القُشيري:
فإنْ كنتمُ تَرجون أن يذهبَ الهوى
يقيناً وَنَرْوى بالشرابِ فننقعا
فردّوا هبوبَ الرّيح أو غيّروا الجوى
إذا خَلَّ ألواذ الحشا فَتَمنّعا

ويقول توْبة بن الحميّد:
وَلَوْ أنَّ ليلى الأخيليةَ سلّمتْ
عَلّيَّ ودوني جندلٌ وَصفائِحُ
لسَلَّمْتُ تَسْليمَ البشاشةِ أو رَقَا
إليها صدًى من جانبِ القبر صَائِحُ
وأُغبط فيْ ليلى بما لا أنالُه
ألا كلُّ ما قَرّتْ به العينُ صَالِحُ

ويقول قيس بن ذريح:
وإني لأَهوى النومَ في غير حينه
لعلَّ لقاءً في الَمنام يكونُ
تحدِّثني الأحلامُ إني أراكُمُ
فيا لَيْتَ أحلام المنام يَقيـنُ

وهذا قيس بن الملوّح يقول:
خليليّ لا والله لا أملك الذي
قضى الله في ليلى ولا ما قَضَى ليا
قَضَاها لغيري وابتلاني بحبّهـا
فَهلاَّ بشيء غير ليلى ابتلانيا
هي السّحرُ إلاَّ أنَّ للَسحر رُقيـــــة
وإنيَ لا أُلفي لها الدهرَ راقيا

أضف تعليق

التعليقات