من الأمثال المشهورة «مواعيده مواعيد عُرْقوب»، ويضرب لمن لا يلتزم بوعوده. فما قصّة عُرقوب هذا؟
عُرقوب هو رجلٌ من العَماليق جاءه أخٌ يطلب منه أن يُعينه في حاجته، فقال له عرقوب: إذا أطْلَعَتْ هذه النّخلةُ فلَكَ طَلْعُها (الطّلع هو الغَريض وهو أوّل ما يُرى من عِذْق النّخلة).
فلمّا أطلَعَتْ أتاه أخوه، فقال له: دعها حتّى تصير بَلَحاً. فلمّا أبْلَحَتْ قال: دعْها حتّى تصير زَهْواً (الزّهو هو التلوّن بالحُمرة والصُّفرة). فلمّا أزْهَتْ قال: دعْها حتّى تصير رُطباً. فلمّا صارت رطباً، قال: دعْها حتّى تصير تَمْراً، فلما أتمَرتْ جاء إليها عُرقوب في الليل فجذّها، ولم يُعطِ أخاه شيئاً، فصار مَثلاً.
وفيه يقول الشّاعر :
وَعَدْتَ وكَانَ الخُلْفُ مِنكَ سَجِيَّةً مَواعيدَ عُرْقوبٍ أخاهُ بِيَثْرِبِ