في مناطق عديدة من العالم يحول عدم توفر الكهرباء أو ارتفاع ثمنها دون تنعّم كثير من الناس بأنظمة تبريد أو تدفئة ملائمة في منازلهم أو أماكن عملهم. ولكن المهندس الهندي مونيش سيريبورابو، طوّر حلاً منخفض التكلفة لمعالجة هذه القضية التي تُعد من بين المشاكل الأكثر شيوعاً في الهند، فضلاً عن عديد من البلدان النامية في العالم. إذ ابتكر نموذجاً أولياً لمكيف هواء يستخدم تقنيات التبريد التبخيري التقليدية لتبريد الهواء الساخن.
يضم هذا التصميم المبتكر عدة مئات من أنابيب الطين المشوي (التيرا كوتا)، ذات شكل أسطواني ومرصوفة ضمن إطار دائري، ويُملأ الفراغ من حولها بالرمل الذي يحافظ على المياه لوقت أطول. ويبدأ نظام التبريد التبخيري هذا بالعمل بعد أن يتم ضخ المياه على وحدات (التيرا كوتا) التي تمتص الماء بسهولة، فتنخفض حرارتها وهكذا عندما يمر الهواء الساخن داخلها يتحوَّل إلى هواء بارد. وقد تم تصميم كل أنبوب بدقة متناهية من حيث الشكل والحجم من خلال التحليل الحاسوبي المتقدم وتقنيات المعايرة الحديثة.
ويذكرنا نظام التبريد الكروي هذا بخلية النحل. وكان أول تطبيقاته جزءاً من مشروع تجميلي في مصنع “ديكي للإلكترونيات” في الهند، حيث أضاف هذا الحل البسيط المنخفض التكلفة بعداً جمالياً إلى المكان، إذ بدا أشبه بشلال مياه جميل أكثر منه كجهاز تكييف.
وقد استمد مونيش سيريبورابو فكرته هذه من أجهزة تبريد مماثلة وجدت منذ آلاف السنين، مثل أوانٍ طينية استخدمت للمساعدة في تبريد المياه منذ 3000 سنة قبل الميلاد شبه القارة الهندية. وعلى الرغم من أن هذا النظام يعتمد ضخ المياه كهربائياً، إلا أنه يمكنه العمل من خلال وصل الجهاز بأي مصدر للمياه المتدفقة بشكل طبيعي، ليكون حقاً جهازاً لا يستخدم أي نوع من الطاقة.
بقي أن نشير إلى أن هذا المكيف يستطيع تخفيض الحرارة حوله ما بين ستّ وعشر درجات مئوية.