كتب عربية
قصة الطب:
من بيت الحكمة إلى البيت الأبيض
تأليف: عبدالله بن علي الشنبري
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون، 2017
يعتقد الدكتور عبدالله بن علي الشنبري، الطبيب المتخصِّص في طب الأطفال، أن هناك أهمية كبرى لكتب الطب القديمة التي تركها العرب والمسلمون، وبالتالي يجب أن تكون من أولى واجبات أطباء اليوم العودة إلى تلك الكتب والإفادة مما قدَّمته من اكتشافات ونظريات ووصفات طبيَّة قيَّمة. يقول الشنبري إن هدفه من هذا الكتاب حثُّ العاملين في المجال الطبي من الشباب على الاهتمام بتلك الكتب والسعي إلى نشر بحوث حولها في المجلَّات العلمية العالمية، وتنظيم المؤتمرات لدراستها وتخصيص كليات مستقلَّة لتدريس الطب الإسلامي، وذلك كتقدير وعرفان لحضارتنا وأمتنا. كما يقدِّم الكتاب عرضاً لتاريخ ولادة الطب على يد أطباء مثل: أبقراط وهيروفيلوس وإراسيمتراتوس وسورانوس وجالينوس وأبو بكر الرازي والزهراوي وابن سينا وابن النفيس وأندرياسفيزاليوس وفان ليون هوك ووليام هارفي ومارتشيلو مالبيجي وإدوارد جنر وأجناتس سيملفيس وغرغور مندل وكارل لاندشتاينر وفيلهم كونراد رونتيغن ولويس باستر وروبرت كوخ وسيغموند فرويد ووليام توساك وألكسندر فلمنج وجانيت روي… وآخرون. ومن خلالهم يقدِّم نبذة عن مجمل التاريخ الطبي والنظريات والاكتشافات الطبية التي ظهرت في الطب الروماني واليوناني والهندي والعربي والإسلامي والأوروبي والأمريكي وبلدان أخرى على مرّ التاريخ، إلى آخر ما توصَّل إليه الطب الحديث من علوم واختراعات.
صعود السينما المستقلة في مصر
تأليف: محمد ممدوح
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2017
يبحث الكاتب في عمق عن تعريف لمصطلح السينما المستقلة وعن المعايير التي تميِّزها عن السينما بمعروفها التقليدي. وهناك بالفعل ضبابية فيما يتعلَّق بتحديد تلك المعايير، لأنه من غير الواضح إلى الآن إذا كان تعريف تلك الأفلام يحدّد بكونها تعتمد على الهواة أكثر من المحترفين، أو تلك التي تحدّد من حيث جهة الإنتاج أو تلك التي لا تتقيَّد بشروط السوق السينمائي من حيث العرض والتوزيع. ويَعُد المؤلِّف أن هذه الأفلام انطلقت مع التقدُّم التكنولوجي الذي ساعد الهواة الشباب على إنتاج أفلام خارج إطار المنظومة السينمائية التقليدية في مصر. وكانت هذه السينما قد قدَّمت حوالي خمسمائة فِلم في سنواتها الأولى وصنعت حالة مختلفة، إن كان في السينما الروائية القصيرة أو الطويلة أحياناً كما في السينما التسجيلية. وقد يكون عام 2010 يمثل الانطلاقة الحقيقية للسينما المستقلة في مصر، باعتباره العام الذي شهدت فيه تلك الأفلام عروضاً جماهيرية لهذه النوعية من الأفلام في دور العرض، أبرزها أفلام “عين شمس” للمخرج إبراهيم البطوط، و”بصرة” للمخرج أحمد رشوان، و”هليوبوليس” و”ميكروفون” للمخرج أحمد عبدالله، وكلها أفلام اختلفت عن السينما السائدة؛ لأنها حاولت فك قيود صناعة السينما الكلاسيكية وجاءت لتعبّر عن فكر جديد وروح مختلفة من حيث الرؤية واللمسة الفنية.
ولا يقف الكتاب عند الجانب النظري لدراسة السينما المستقلـــة فى مصر منذ بدايتها، بل إنه يقدّم عدداً من الدراسات النقدية لأفلام بارزة فيها؛ إما لأنها لاقت نجاحاً متميزاً عند الجمهـور أو بسبب حصولها على جوائز سينمائية عالمية.
الهجرة في الأدب العربي المعاصر
تأليف: مجموعة من الباحثين
الناشر: منشورات “جامعة محمد الأول”، 2017
يتناول هذا الكتاب مسألة تأثير الهجرة في صورتها الحديثة على مختلف أشكال الأدب العربي من القصة والشعر والرواية، وذلك من خلال إسهامات مجموعة باحثين بإشراف الكاتب المغربي المقيم في فرنسا محمد ميلود غرافي. فهناك أدب عربي جديد في المهجر يتناول قضايا أخرى غير قضية الهوية والآخر كما تناولها هؤلاء المثقفون الذين هاجروا من بلادهم العربية ودرسوا في أهم جامعات الغرب وتفاعلوا مع ثقافته أمثال الطيب الصالح وسهيل إدريس وغيرهم. وإنما منذ التسعينيات من القرن الماضي لم تدخل الوفود التي هاجرت إلى أوروبا وأمريكا الجامعات ولكنها عاشت في أوساط اجتماعية أخرى، مما أدى إلى ظهور أدب هجرة جديد يتحدَّث عن قضايا أخرى مثل الهجرة السرية كما خاضها معظم هؤلاء الكُتَّاب الشباب وصوروها في شهادات أدبيـة غالباً ما وصفوها بـ “اليوميات” ك “يوميات مهاجر سري” لرشيد نينـي، 1999، أو “السيرة” ك “سيرة مهاجر سـري في باريس” لمصطفى شـعبان 1988 . ومن القضايا الأخرى التي تناولها أدب الهجرة العربي المعاصر مسألة المرأة العربية في المهجر والعلاقة مع المهاجرين الآخرين سواء كانوا عرباً أم غير ذلك.
فبعد أن أصبحت الهجرة موضوعاً قائماً بذاته في الأدب العربي المعاصر يسلِّط هذا الكتاب الضوء على القضايا التي تحدَّث عنها المهاجرون الجدد أكثر من الاهتمام بتحليل الأسلوب والعناصر الأدبية والجمالية في كتاباتهم.
مكتباتهم
تأليف: محمد آيت حنا
الناشر: دار توبقال، الدار البيضاء، 2017
لأننا لا نكتب إلا قارئين عبر الآخرين، ولأنَّ كتابات الروائيين والفلاسفة والمفكِّرين ليست إلَّا عصارة أفكار اكتسبوها من خلال الكتب التي قرأوها، يحاول الكاتب والمترجم المغربي محمد آيت حنا في هذا الكتاب بناء تصوّر شخصي لمكتباتهم والغوص في عوالم الكتب والقراءة والمؤلفين. يفترض القارئ من عناوين فصول الكتاب التي تستدعي أسماء كتًاب من الشرق والغرب، بأنَّ الكاتب سيقدِّم بحثاً أكاديمياً أو تحقيقاً صحافياً، حول المكتبات، أو سيسبر في غور علاقة الكتّاب بالكتب.
ولكن آيت حنا يسعى من خلال أسماء هؤلاء الكُتَّاب إلى معالجة قضايا تتعلَّق بعوالم الكتب والمكتبات وتحدياتها ومستقبلها، في ظل انتشار البدائل الرقمية الأخرى التي أخذت تهدِّد وجود الكتاب الورقي والمكتبات باعتبارها حاضنة له. ومن خلال هذه الأسماء أيضاً يبني “مكتبة مفهرسة”، على حد تعبيره، لتشمل مكتبات “تواطأ مع أصحابها على بنائها أو إبرازها أو حتى نقضها أو هدمها”. تتأسس هذه المكتبة المفهرسة على أعمال وكتابات وأفكار هؤلاء الفلاسفة والكُتَّاب والعلماء أنفسهم.
هو مؤلَّف كُتب في أسلوب تخيلي يدخل معه الكاتب في كل فصل من فصوله عالماً جديداً ليتأمل في أسئلة عميقة تدخل إلى الروح الإنسانية من نافذة الكتب والمكتبات التي تحتضنها.
المخطوطات نفائس وحكايات
تأليف: صلاح حسن رشيد
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2017
يهتم هذا الكتاب بالمخطوطات العربية القديمة حتى منتصف القرن العشرين، والتي تُعد من المعالم المهمة في تراثنا العربي وتعكس جانباً مضيئاً منه. وقد سعى الكاتب إلى المحافظة على تلك المخطوطات وجمعها من المجامع اللغوية والجامعات وتوثيقها بشكل مفيد. ومن أبرز المخطوطات التي يعرضها في هذا الكتاب مخطوطات “علوم التفسير في الأندلس”، ومخطوطة “مصحف ابن البواب” الذي يُعد تحفة فنية في الخط العربي وأول مخطوطة في أدب الأطفال لابن الهيثمي التي تُعدّ سبقاً للعرب قبل غيرهم في هذا النوع من الأدب. كما يعرض لقصص تلك المخطوطات، فيسرد رحلة مخطوطة “طوق الحمامة” للإمام ابن حزم، ومخطوطة سِحر مزامير النبي داود -عليه السلام-، وقصة مخطوطة “كتاب الفوائد في أصول البحر والقواعد” لأسد البحار أحمد بن ماجد، ومخطوطة “أسرار الحج” التي غسل فيها الإمام أبو حامد الغزالي ذنوبه على جبل عرفات، ومخطوطة “أسرار التنزيل وأنوار التأويل” للإمام الرازي، ومخطوطة “المُجيد في إعجاز القرآن المَجيد” لابن خطيب الزملكاني.
وعرض الكتاب لمجموعة مهمة من المخطوطات العربية في المكتبة البريطانية وفي خزائن المكتبة الوطنية الإسبانية، لذا دعا الكاتب الباحثين والمؤرخين العرب إلى الاهتمام بالمخطوطات العربية التي تعدّ معلماً من المعالم الثقافية المهمة، على غرار اهتمام المستشرقين بها الذين سعوا لشرائها ونسخها وأعادوا إحيائها وبعثها من جديد لما تحتويه من علوم وفنون ومعارف وآداب. ومن هذا المنطلق يطالب رشيد بتدريس علم التحقيق في الجامعات العربية وتحديد منهاجه وفنونه وبرامجه.
الخبر العاجل في وكالات الأنباء والتلفزيون والصحف
تأليف: طارق الخوري
الناشر: دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، 2017
يسعى هذا الكتاب لتوضيح أسلوب التعامل مع الأخبار العاجلة حول الأحداث التي تجري في العالم والتي تواجه الصحافيين في حياتهم العملية ويتوجب عليهم التعامل معها لنقلها للهدف الأخير الذي تكتب من أجله الأخبار وهم القرَّاء والمستمعون أو المواطنون العاديون. ويتوجه الكتاب بشكل خاص للأجيال الصاعدة من العاملين في الصحافة الذين لم يطلعوا بشكل كافٍ على تجربة التعامل مع الخبر العاجل في المؤسسات التي يعملون فيها.
يتناول الكاتب مختلف جوانب الخبر العاجل من كونه يتعلق بحدث بارز يقع بشكل مفاجئ وبالتالي لا تكون عناصره مكتملة كما في الخبر العادي ولا تنطبق عليه نفس الشروط. كما يستكشف الخوري عالم وسائل الإعلام التي تتعامل مع الأخبار العاجلة كوكالات الأنباء ومحطات التلفزيون والإذاعات والصحف الإلكترونية، كونها وسائل مفتوحة تستطيع بث الأخبار العاجلة في أي وقت خلافاً للصحف والمجلات المطبوعة التي تأخذ وقتها في الصدور. هذا بالإضافة إلى أن الكتاب يعرض نماذج لأخبار عاجلة كاملة بثتها وكالات أنباء ومحطات تلفزيون عربية وأجنبية ليبيَّن كل ما ورد في الكتاب من خصائص الخبر العاجل، وذلك من خلال تحليل هذه الأخبار وكيفية تسلسلها حتى نهاية الحدث العاجل، مع بيان كيفية نشرها في اليوم التالي في الصحف المطبوعة عند اكتمال عناصرها وكيفية متابعة الصحف ووسائل الإعلام الأخرى لموضوع الحدث والقضايا المتعلِّقة به.
كتب من العالم
وعد غوروغو
The Gurugu Pledge by Juan Tomás Ávila Laurel, Translated by Jethro Soutar
تأليف: خوان توماس أفيلا لوريل
ترجمة: جيثرو سوتار
الناشر: 2017 ,And Other Stories
يقع جبل غوروغو في المغرب بالقرب من مدينة مليلية على الجهة الإسبانية من ساحل شمال إفريقيا. ولأنَّ العبور إلى مليلية يسمح للاجئين الأفارقة الموجودين على الجبل بمواصلة طريقهم إلى أوروبا، يقصد عديد من الأفارقة هذا الجبل وهم يحلمون بحياة أفضل. ولكن تنفيذ القانون على كلا الجانبين من الساحل يمنعهم من ذلك. ولذلك، فإنَّ الشخصيات التي قدَّمها أفيلا في هذه الرواية والتي رسمها بدقة كانت عالقة على هذا الجبل لشهور طويلة، وكانت تمضي وقتها في أحاديث طويلة تدور فيما بينها، لتفضي فيها بحكم فلسفية وتروي القصص التي تتراوح بين ما هو هزلي حيناً وما هو قاتم مأساوي أحياناً.
فأحدهم يروي قصة فتاة صغيرة تمتلك القدرة على أن تتحوَّل إلى امرأة عجوز والعودة مرة أخرى إلى ما كانت عليه، ويتحدَّث آخر عن قصيدة استفزازية كتبها والده، وآخر عن جشع أحد السماسرة الذي كان يقدِّم له المساعدة. وتتسارع أحداث الرواية في صفحاتها الأخيرة، مع قصص الضرب من قِبل الشرطة وإساءة معاملة النساء من قِبل الرجال داخل المخيم، والتسابق لتسلق السور إلى مليلية. وكل تلك الأحداث أتت لتوضِّح كيف أن تجريد اللاجئين من إنسانيتهم كان ذريعة تتَّخذها السلطات لتبحث عن أي عذر لطردهم من المخيم. لقد كتب أفيلا رواية محزنة ومفرحة في آنٍ، ليظهر وجهة النظر الإفريقية في واحدة من أبرز قضايا هذا العصر.
القلم والفرشاة: تأثير فن الرسم على الرواية في القرن التاسع عشر
La plume et le pinceau: L’empreinte de la peinture sur le roman au XIXe siècle by Anka Muhlstein
تأليف: أنكا مولشتاين
الناشر: 2016 ,Odile Jacob
تستكشف أنكا مولشتاين في كتابها الجديد “القلم والفرشاة” سبب اهتمام الروائيين الفرنسيين في القرن التاسع عشر بالرسم والرسَّامين. وتقول إننا إذا ما قرأنا روايات ستندال أو فلوبير أو موباسانت وبالطبع بروست، نكتشف أهمية فن الرسم وتأثيره على كتابات هؤلاء الكُتَّاب. وبالكثير من الطرافة وقوة الملاحظة التي يعرفها قرّاء أنكا مولشتاين صاحبة كتاب “مكتبة السيد بروست”، تسلِّط المؤلفة الضوء في هذا الكتاب على الدور الحاسم الذي يلعبه الرسَّامون كشخصيات في روايات أهم الكتاب في القرن التاسع عشر، وتغوص في استكشاف التأثير العميق الذي تلعبه اللوحة على تقنيات الروائيين، في حين تقدِّم نظرة حميمة إلى العوالم المتشابكة للرسَّامين والكتّاب في ذلك العصر.
وتظهر القصائد المختارة التي تضمنها الكتاب صورة عن المجتمع الفني المتشابك في القرن التاسع عشر، حيث صادق الرسَّام الشهير سيزان والروائي البارز زولا بعضهما بعضاً عندما كانا فتيين صغيرين. وكان الكاتب الشهير بلزاك صاحب “الكوميديا الإنسانية” يتوق دوماً للحصول على موافقة الرسَّام وصاحب أروع الجداريات ديلاكروا على مختلف أعماله. ومن خلال كل ذلك، تقود مولشتاين القارئ في رحلة اكتشاف عفوية لتظهر أهمية فن الرسم وقدرته على إطلاق المخيلة وإشعال نار الإبداع.
العالم ليس مستطيلاً: صورة للمهندسة المعمارية زها حديد
The World Is Not a Rectangle: A Portrait of Architect Zaha Hadid by Jeanette Winter
تأليف: جانيت وينتر
الناشر: 2017 ,Beach Lane Books
عنوان هذا الكتاب مأخوذ من حديث أجرته صحيفة الغارديان البريطانية مع المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد عندما صرّحت عن رفضها حصر التصاميم المعمارية بالشكل المستطيل. وقالت إن “العالم ليس مستطيلاً. فلا يدخل المرء إلى الحديقة العامة ويتعجب ويقول: يا إلهي لا توجد هناك أية زوايا”.
“العالم ليس مستطيلاً: صورة للمهندسة المعمارية زها حديد”، كتاب موجَّه إلى الناشئة الذين تتراوح أعمارهم بين الخمس والعشر سنوات، حيث تتبع فيه وينتر حياة حديد من طفولتها في العراق إلى بروزها في صفوف أهم المهندسين المعماريين في العالم مع مشاريع في جميع أنحاء العالم، وحتى وفاتها غير المتوقعة في عام 2016م. يأتي الكتاب على شكل قصة مبسطة تجمع فيه وينتر بين الرسومات البيانية التوضيحية البسيطة مع النص المتدفق، لتظهر أفكار المصممة المعمارية العراقية البارزة. ومن خلال هذا السرد يسلّط الكتاب الضوء على أبرز التصاميم المعمارية التي ابتكرتها، والتي تؤكد على قدرة حديد على إدخال منحنيات الطبيعة على مبانيها.
ويشير كتاب وينتر إلى الانتقادات التي تعرّضت لها حديد على خلفية أصولها العربية وانتمائها الديني والنكسات التي واجهتها والتي استطاعت التغلب عليها وشق طريقها لتصبح واحدة من أشهر المهندسين المعماريين في العالم.
كلمة بكلمة: الحياة الخفية للقواميس
Word by Word: The Secret Life of Dictionaries by Kory Stamper
تأليف: كوري ستامبر
الناشر: 2017 ,Pantheon
يظن كثيرون أن عملية تأليف القواميس هي ميكانيكية ومباشرة. ولكن قلّة منا تدرك أنّ كتابة القواميس هي، في الواقع، عملية حيوية وديناميكية كاللغة نفسها.
فبكثير من الدقة وسعة الاطلاع، تستكشف كوري تشامبر مراحل تأليف المعاجم المعقَّدة، من القرارات الصعبة حول تحديد التعريفات وكيفية صياغتها بدقة، إلى الأسئلة المعقَّدة حول طريقة استخدامها في لغة متغيرة باستمرار. وتفسر لماذا الكلمات الصغيرة هي الأصعب من ناحية التعريف، وكيف يمكن أن يستغرق تسعة أشهر لتحديد معنى كلمة واحدة، وكيف يؤدي أي انحياز عن اللغة والنطق الصحيح إلى تأثير اجتماعي هائل. كما يتكشف هذا الكتاب عن مفاجآت غير معروفة، ومنها على سبيل المثال، أن “OMG” المستعملة اليوم بكثرة على وسائط التواصل التي هي اختصار “يا إلهي”، استخدمت لأول مرة في رسالة إلى ونستون تشرشل في عام 1917.
كما يأخذنا هذا الكتاب في رحلة إلى قاعات ومكاتب شركة ميريام- وبستر الأمريكية ومقصوراتها، التي تصدر أهم المعاجم في العالم، لنكتشف معها عالماً غنياً ومذهلاً، يسكنه أهم الخبراء اللغويين ذوي الثقافة العالية.
السقوط سبع مرات والنهوض في الثامنة: صوت شابٍّ من صمتِ التوحد
Fall Down 7 Times Get Up 8: A Young Man’s Voice from the Silence of Autism
by Naoki Higashida, Translated by, KA Yoshida & David Mitchell
تأليف: ناوكي هيغاشيدا
ترجمة: ديفيد ميتشل، كيكو يوشيدا
الناشر: 2017 ,Sceptre
لاقى ناوكي هيغاشيدا النجاح العالمي عندما أصدر كتابه “لماذا أقفز: الصوت الداخلي لفتى في الثالثة عشرة من عمره”، الذي يروي قصة حياة فتى يبلغ من العمر ثلاثة عشرة عاماً يعاني من التوحد. وهو الآن يقدِّم نظرة مضيئة على نحو مماثل إلى التوحد من وجهة نظره كشاب بالغ. فمن خلال أجزاء موجزة وجذابة، راح يشارك أفكاره ومشاعره حول قائمة طويلة من المواضيع التي تتراوح بين الخبرات المدرسية والعلاقات الأسرية، ومن تجارب السفر إلى صعوبات الكلام. وإدراكاً منه للكيفية التي يمكن أن تبدو عليها تصرفاته الغريبة تجاه الآخرين، يصف هيغاشيدا تأثره بالأشياء العادية مثل التغيير المفاجئ للخطة، أو الخطوات الذهنية التي يتعيَّن عليه القيام بها ليدرك بأنها تمطر. وفي جميع الأحوال، كان هدفه تعزيز فهم أفضل للتوحد وتشجيع التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة على أنهم أناس ، وليسوا مشكلات.
ندخل في هذا الكتاب إلى عقل شاب ملهَم يواجه تحديات التوحد بمثابرة وثبات فريدين، بينما لا يتخلَّى عن روح الفكاهة. ومع ذلك، فكثيراً ما كان يسقط، ولكنه كان يعاود النهوض ليستمر في مشوار حياته وهو ينظر دوماً إلى الأمام.
مقارنة بين كتابين
دفاعا عن الفنون الحرة
يمكنك القيام بأي شيء:
القوة المفاجئة لتعلم الفنون الحرة “عديم الفائدة”
تأليف: جورج أندرز
الناشر: 2017 ,Little, Brown and Company
You Can Do Anything: The Surprising Power of a “Useless” Liberal Arts Education by George Anders
تعليم عملي:
لماذا يكون المتخصِّصون في الفنون الحرة موظفين ممتازين
تأليف: راندل روس
الناشر: 2017 ,Redwood Press
A Practical Education: Why Liberal Arts Majors Make Great Employees by Randall Stross
لأكثر من عقد من الزمان، تركَّزت الأضواء على تخصصي العلوم والهندسة باعتبارهما الخيارين الوحيدين الموثوق بهما لإيجاد مهنة ناجحة بعد التخرج، حتى إنه يمكن القول إنّ مصائر الطلاب باتت تحدَّد بالمعادلة التالية: إما تعلُّم كيفية كتابة رموز الكمبيوتر أو استحالة الحصول على وظيفة معتبرة. ولكن بهدوء، ومن دون إثارة الانتباه، كان هناك طريق مختلف للنجاح يتشكَّل في ظل “عصر الكمبيوتر”. فبعدما كان يُنظر إلى التخصصات المختلفة في مجال الفنون الحرة (التي تضم الأدب والفلسفة والرياضيات، بالإضافة إلى العلوم الاجتماعية والرياضية) على أنها لا تقدّم أية مهارات أساسيـة ولا تؤهّل الطلاب للعمل المهني، صدر كتابان حديثان أكدا أهمية الفنون الحرة وسلطا الضوء على فاعلية تعلمها والطرق التي يمكنها أن تفتح الأبواب على الآلاف من الوظائف المتطورة كل أسبوع.
في كتابه “يمكنك القيام بأي شيء”، يقول جورج أندرز، أحد الكتَّاب في مجلة “فوربز”، إن قطاع التقنية أصبح يولد فرصاً وظيفية في مجالات عديدة، منها: إدارة المشاريع، والتوظيف، والعلاقات الإنسانية، والعلامات التجارية، وتحليل البيانات، وأبحاث السوق، والتصميم، والبحث عن مصادر التمويل وغيرها الكثير. وذلك لأنَّ النجاح في هذه المجالات، يتطلَّب القدرة على التواصل بفاعلية، وقراءة الإشارات الاجتماعية والعاطفية الدقيقة، وتقديم الحجج المقنعة، والتكيف بسرعة مع البيئات المتغيرة، وغير ذلك من المهارات التي يتم اكتسابها وتطويرها في جميع تخصصات الفنون الحرة.
وبعد استكشاف أمثلة كثيرة من أرض الواقع، يظهر لنا أندرز كيف تمكَّن عديد من خريجي مختلف التخصصات في الفنون الحرة من ابتكار فرص عمل جديدة وترجمة المعرفة المكتسبة خلال الحياة الجامعية إلى نمط جديد من التعبير استطاع أن ينال تقدير أرباب العمل، وكيف استطاعوا، في كل مرحلة من مراحل حياتهم المهنية، إدخال المسحة الإنسانية إلى عالم التقنية.
أما راندل ستروس، الكاتب في صحيفة ال”نيويورك تايمز”، فيستكشف في كتابه “تعليم عملي” تجارب خريجي التخصصات في الفنون الحرة في وادي السيليكون بالتحديد. ويقول إنه على الرغم من أن فرص هذه التخصصات تبدو قليلة أو حتى معدومة في مثل هذا المكان، فإنه عاين هناك نجاح عديد من خريجي الفنون الحرة. فبرامج مثل اللغة الإنجليزية أو التاريخ تمثل إعداداً أفضل، حسب ستروس، لمطالب “قطاع العلاقات” الناشئ حديثاً أكثر من التخصصات الموجهة مهنياً مثل الهندسة أو التمويل. وعندما أعطيت لهؤلاء الطلاب الفرصة المناسبة، تمكنوا بسهولة من الانطلاق من التخصص باللغة الإنجليزية مثلاً إلى النجاح في مجال المبيعات، ومن التخصص في الأنثروبولوجيا إلى التألق في مهنة “أبحاث المستخدم”؛ ومن عالم الفلسفة إلى مجال عالم الاستثمارات عالية المخاطر.
وفي الواقع، عندما يحين الوقت الذي يصل فيه الأشخاص إلى ما يصفه ستروس بـ “عمر الذروة للكسب المادي”، ما بين 56 – 60 عاماً، يكسب المتخصصون في الفنون الحرة ما معدله 2000 دولار سنوياً أكثر من حاملي الشهادات في العلوم أو في علوم الهندسة والكمبيوتر.