قصة مبتكر
قصة ابتكار
شـسلـي بونستل
الدبّاسة
يعتبر الرسام الأمريكي شسلي بونستل رائداً في رسم الفضاء وما يجري فيه، ومبتكراً لآلاته وأدواته. ولد في سان فرانسيسكو عام 8881م وتعلم الرسم كهواية. أثارت خياله كتب الفلك والعلوم آنذاك، فبدأ ينتج رسوماً خيالية عن العالم الذي أحبه. وبعد إكمال دراسته الثانوية عمل مع والده في تجارة الورق وتلقى دروس الرسم في المساء. وفي عام 5091م قام بزيارة لسان خوسيه وذهب للتمتع بمشاهدة الفضاء عبر التلسكوب المنصوب هناك فسحره جمال ما شاهد وأجّج حلمه القديم، ثم بدأ برسم مجموعة لوحات فضائية.. ولكن زلزال 6091م قضى على جميع لوحاته. توجه بونستل إلى جامعة كولومبيا بنيويورك لدراسة المعمار نزولاً عند إرادة والده، وسرعان ما هجرالدراسة وعمل مصمّم ماكيتات ورساماً هندسياً لدى أشهر المعماريين آنذاك وشارك في تصميم جسر البوابة الذهبية المشهور. في عام 0291م تزوج البريطانية روبي هيلدر وعاش معها في بريطانيا لمدة ست سنوات عمل خلالها بالرسم الهندسي والإعلان، كما نشرت رسوماته في مجلات مرموقة. وحدث أن نشرت له رسوم هندسية في مجلة (ذي إلستريتيد لندن نيوز)، إلى جانب رسومات فنانين بريطانيين وفرنسيين، كان موضوعها الفضاء، فأثاره الموضوع مجددا، فذهب إلى هوليود للعمل كرسام مؤثرات خاصة، وسرعان ما ذاعت شهرته، فشارك في رسم خلفيات المشاهد لأفلام كبيرة أشهرها (المواطن كين). انفتح الطريق أمامه حين تعاقدت معه مجلّة (لايف) لرسم مجموعة رحلة عطارد مقابل ثلاثين ألف دولار، فكانت رسومه حية مدهشة، وكان أكثرها إثارة رسمه لأحد أقمار عطارد (تيتان) وهو مغطى بالغيوم والغازات، ورسم ذلك من خياله ليثبت فيما بعد ما تخيله. وفي عام 7491م شارك في مشروع الطائرة الفضائية وكانت لوحاته للطائرة في إقلاعها وهبوطها تفوق الخيال وتسحر الألباب. وفي عام 9491م جمع رسومه في كتابه الأول فصار أكثر الكتب مبيعاً. أقنعت رسوماته الكثيرين بأن الرحلات الفضائية يمكن أن تتحول إلى واقع، والكثير من مهندسي الفضاء ورواده بدأ حلمهم الفضائي بمشاهدة لوحاته في طفولتهم.. يقول كارل ساغان: لم أكن أعرف ما هي العوالم الأخرى حتى رأيت رسومات بونستل للنظام الشمسي. ازدادت شهرته مع رسومه لأفلام الخيال العلمي مثل رحلة إلى القمر، فارس الفضاء وغيرها. وكان صديقاً شخصياً لرائد صناعة الصواريخ الفضائية العالم الألماني الأصل فون براون الذي يقول عنه: كنت دائما أعطيه رسوماتي الأولية فيعيدها لي حية مع الكثير من الملاحظات . وكانت رسوماته، المفضلة شعبياً، من الأعمال التي عرضت على زعماء الكونجرس وشكلت دافعاً لتخصيص ميزانيات برامج الفضاء.
ظهرت الدباسة، بشكل متقطع وخطوات بطيئة، منذ الثلاثينيّات من القرن العشرين.. حيث ابتكرت مضاغط عليها دبوس واحد فقط يقتضي استعمالها على جانبي الورق، وظهرت ابتكارات أخرى تؤدي الوظيفة نفسها على دفعتين أو ثلاث، ولكن كل تلك الأنواع لم تكن مقنعة في أدائها لتاجر القرطاسية جاك لينسكي الذي كان يبيعها، وبذكائه تلمس حاجة الناس لدباسة عملية خفيفة الوزن، تحمل كمية كبيرة من الدبابيس في داخلها. ومن هنا نشأت الفكرة، حيث أقام لينسكي مصنعا لإنتاج الدباسات والدبابيس في آن واحد، وأنتج دبابيس مغرّاة (ملصقة إلى بعضها في شريط) وكان هذا من أهم الإضافات في الطريق إلى الدباسة الحالية، لكن نظام تعبئة الدبابيس ظل مزعجاً، إذ كان يحتاج إلى مفتاح براغي ومطرقة. كان لينسكي بائعاً ذا نظرة ثاقبة ويعرف حاجة الناس الحقيقية، وخلال رحلة لأوروبا عاد بأفكار جديدة لجعل تحميل الدبابيس أكثر سهولة. ابتكر نظام تعبئة الدبوس من أعلى الدباسة، وسجل هذا الاختراع وهو ما نعرفه حتى يومنا هذا، حيث أن الدباسة التي طوّرها لينسكي عام 7391م هي الدباسة نفسها التي نستعملها اليوم وهي دباسة القناة المفتوحة. والحق أن الدباسة كانت وما زالت اختراعاً بسيطاً مدهشاً غزا عالم التصميم الصناعي وبهر الصناعيين. ورغم ظهور الدباسة الكهربائية في الخمسـينيات إلا أن أفكار لينسكي ظلت هي الأساس. والغريب أن معظم الدباسات صممت لتكون موضوعة على الطاولة أثناء عملية التدبيس، ولكن من منا لم يرفع الدباسة إلى الورق بدلاً من وضع الورق بين فكيها في وضع أفقي! ولعل من الطريف أن شركة (هنت) لبت سنة 0991م هذا الغرض المحرف لوظيفة الدباسة، فصنعت دباسة رأسية تحتل مساحة أقل، وتتلقى الأوراق من أعلى ويمكن حملها باليد للتدبيس بسهولة.