الاحتباس الحراري..
درهم فوائد مقابل قنطار المصائب
لم يعد ثمة شك في أن الاحتباس الحراري سيحمل مخاطر كبيرة على النبات والحيوان إضافة إلى البشر. غير أن العلماء لاحظوا أن للاحتباس الحراري بعض النتائج التي قد تكون قابلة للتصنيف ضمن خانة «الفوائد»، وإن كانت هذه الفوائد محدودة جداً مقارنة مع المخاطر، ومؤقتة مقارنة مع الخسائر المرتقبة على المدى الطويل، كما هو الحال في بعض البلدان الباردة التي ستستفيد موقتاً من الاحتباس الحراري. ففي أيسلندة، التي اتخذت اسمها من اسم الثلج بالإنجليزية «آيس»، ستذوب المجالد (أكوام الجليد المزمنة في الجبال)، وتوفر دفق مياه يزيد القدرة على إنتاج الطاقة الكهربائية. ويقول العالم الجغرافي توماس جوهانسون، إن زيادة دفق مياه الأنهار %25 عند نهاية القرن، ستزيد إنتاج الطاقة %45. لكن جوهانسون نبَّه إلى أن هذا موقت، لأن مخزون المجالد سينفد فيما بين 100 سنة و200 سنة.
في هذه الأثناء، تبيَّن بعد دراسة سلوك عصفور البساتين الذي يشبه الدوري، أنه يتكيف بالاحترار، على النحو الذي يبعث أملاً في أن تكون الفصائل الحية الأخرى قادرة أيضاً على هذا التكيف. فقد اكتشف علماء الحيوان في جامعة أكسفورد، أن هذا العصفور صار يبكِّر في وضع البيض في الربيع، ليتفق موعد التفقيس مع تكاثر الديدان، الذي صار مبكراً أيضاً، بسبب الاحترار في الأرض. ويقدِّر العلماء أن الفصائل القادرة على التكيف أكثر بكثير مما نعلم حتى الآن.
أما الأعاصير، فهي أيضاً تخضع لإعادة نظر في قصة الاحتباس الحراري، وإن كانت الأخبار الطيبة لا تكمل الفرحة تماماً. فعلماء إدارة المحيطات والمناخ الأمريكية، يعتقدون الآن أن عدد الأعاصير في المحيط الأطلسي، الذي ازداد كثيراً في السنوات الأخيرة، سيتقلص في العقود المقبلة. أما الخبر السيئ فهو أن هذه الأعاصير ستزداد عنفاً، بسبب الاحتباس الحراري.
هل تُضعف المشروبات الغازية العظام؟
نعم، المشروبات الغازية، إذا أكثرت من شربها، تضعف العظام. أما الطريقة الكيميائية التي تعمل بها هذه المشروبات فهي كالآتي: يدخل ثاني أكسيد الكربون الموجود في المشروب الجسم، ويلامس الماء في الدم. وبذلك يكثر حمض الكربون. وقد يؤدي هذا التكاثر إلى اعتراض الكالسيوم الآتي من الطعام، والمتجه نحو العظام، أو يؤدي إلى تخفيف هذا الكالسيوم من داخل العظام نفسها.
ويقول روبرت هيني، عالم الهرمون في جامعة كرايتون، إن الإكثار من المشروبات الغازية يمكن أن يسبب أيضاً التقيؤ ووجع الرأس وتعطيل عمل بعض أعضاء الجسم. ويرى هيني أن ثمة مواد أخرى في المشروبات الغازية يمكنها أن تخفِّض الكالسيوم من الجسم. ويؤكد أن الكافيين يدفع الكليتين إلى سحب الصوديوم من الدم، باستخدام بروتينات، تجرف جزيئات الكالسيوم أيضاً. ويستمر أثر هذه المشروبات 24 ساعة.
وأشارت أبحاث كذلك إلى أن حامض الفوسفور في المشروبات الغازية ضار بالعظام. فحين تزيد نسبة الحامض على الكالسيوم، ينتهي الأمر بتقليل الكالسيوم في جسم الإنسان.
وينصح هيني من يحب شرب هذه المشروبات الغازية بألاَّ يكثر من شربها، وأن يتناول كوب حليب لتعويض ما يخسره من كالسيوم.
ما الذي يجعل القيام من النوم مزعجاً؟
ليس الكسل، مثلما قد نظن جميعاً. ليس الكسل دوماً على الأقل. فالراجح عند العلماء الآن أن ساعة الجسم البيولوجية، ليست على الدوام مضبوطة لتتفق مع ساعات الليل والنهار. ففي الدماغ البشري خلية تسمى: فوق التصالبية، تسيطر على وتيرة نشاط الجسم. وهي الساعة البيولوجية التي تضبط تواتر النوم والقيام. وتقول جين ماتيسون خبيرة اضطراب النوم الأمريكي، إن مواعيد المدرسة وبداية دوام العمل في الشركات ثابتة لا تتغير، أما مواعيد الساعة البيولوجية، فهي تختلف من شخص لآخر. والذين يستصعبون القيام في الصباح، قد تكون ساعتهم البيولوجية مضبوطة على مواقيت متأخرة عن ساعة الشمس وغيابها.
ويمكن لمن يعاني هذه المشكلة أن يصلح ساعته البيولوجية، لكن عليه أن يدفع الثمن. تقول ماتيسون: «عندما يتأخر الناس في النوم في عطل الأسبوع فإنما يسايرون ساعتهم البيولوجية، يذهبون إلى النوم في الموعد الذي تقرره لهم هذه الساعة. وهذا يجعل استفاقتهم من النوم في أول أيام الأسبوع أصعب. ولمعالجة تلك المشكلة، يمكن ضبط مواعيد الاستفاقة والنوم، 15 دقيقة باكراً في كل مرة، لكن على شرط ألا نُسكت المنبه بتأفف، وأن نستجيب لصوته من دون تردد. ذلك هو ثمـــن العــــلاج. ولا بـــــــد من أن نلاحظ كذلك أن تعريض العينين في المساء والليل للإنارة الصناعية يؤخِّر موعد النــــــوم فـــــــي الـســــــاعة البيولوجية. والضوء الخافت يساعد في تعديل هذا الخلل، وفي تقريب ساعة النوم. ويدخل في تصنيف الضوء الصناعي المؤخر للنوم ضوء شاشة الحاسوب والتلفزة أيضاً.
وإذا لم تكن هذه الأمور مسعفة في معالجة وضعك، فثمة أخبار طيبة: ففي جامعة كاليفورنيا في مدينة إرفنق، اكتشف العلماء حمضاً أمينياً يضبط الساعة البيولوجية. وهم يعكفون الآن على صنع دواء من هذا الحمض، لهذا الغرض.
حسن الإدارة ينقذ الكرة الأرضية
خصصت مجلة «علم وحياة» (Science & Vie) الفرنسية، عدداً خاصاً في يونيو 2008م، عنوانه: بناء عالم قابل للبقاء. وأما موضوعه فتناول استنزاف البشر موارد الكرة الأرضية، بالوتيرة القائمة الآن. وفصَّل العدد المخاطر الحاضرة، من تعاظم الكوارث والانفجار السكاني المتفاقم وتراكم النفايات والاعتداء المنهجي على البيئة وغلاء الطعام وقضم الأسمنت المساحة الخضراء. ولكن المجلة قالت إن في الأرض موارد كافية، تحتاج إلى حسن إدارة يناقض سوء الإدارة والتبذير الذي يسم سلوك البشر مع أمهم الأرض اليوم.
ففي موضوع الموارد المائية، وهي حيوية جداً لبقاء الحياة، لاحظت المجلة أن على الكرة الأرضية 1,4 مليار كلم مكعب من المياه، منها 1,365 مليار كلم مكعب مالحة، ونحو 40 مليون كلم مكعب مياهاً عذبة، ليست الأنهار والبحيرات سوى %0,3 منها. أما الباقي فثمة 12 مليوناً في المستنقعات، و13 مليوناً في الغيم ورطوبة الهواء، و17 مليوناً في الأرض الرطبة.
وفي المياه الجوفية تتفوق آسيا بمخزون يبلغ 7.8 مليون كلم مكعب، تليها إفريقيا ولها 5.5 مليون، فأمريكا الشمالية ولها 4.3 مليون، ثم الجنوبية ولها 3 ملايين، فأوروبا ولها 1.6 مليون، وأخيراً أستراليا ولها 1.2 مليون.
المسألة إذن ليست شحاً، بل سوء إدارة.