عشرة أمور لا يكررها الأشخاص
الناجحون
كلنا نرتكب الأخطاء ولكن الأشخاص الذين يتعلَّمون من أخطائهم هم الناجحون حقاً. لقد اكتشف الدكتور هنري كلاود مؤلف كتاب «عشرة أمور لا يكررها الأشخاص الناجحون» أن هؤلاء لا يكرِّرون ولا يتعاملون مع الأمور التي تؤدي إلى الفشل بالطريقة نفسها، وإنما يغيِّرون طرق تعاملهم معها، حتى ينجحوا فيها سواء أكان ذلك في العمل أو العلاقات الإنسانية أو في أي من أمور الحياة.
بدأ الدكتور هنري بدراسة تصرفات أنجح الأشخاص، وخلص إلى أن هناك عشرة أمور لا يكررها هؤلاء، وهي:
1 – لا يرجعون إلى ممارسة الطرق التي لا تؤدي إلى النجاح، سواء في العمل أو في أي من الأمور الحياتية الأخرى، وإنما يحاولون دائماً تغيير طرقهم حتى يصلوا إلى النجاح في الأمور التي فشلوا فيها سابقاً.
2 – لا ينفِّذون الأمور التي تتطلب منهم أن يكونوا عكس شخصيتهم وقناعاتهم، فهم دائماً يتساءلون: «لماذا أنا أفعل هذا الأمر؟ هل أنا الأنسب لهذا العمل؟ هل يناسبني؟». إذا كان الجواب «لا» عن أي من هذه الأسئلة فإنهم يتجنبون المضي فيها.
3 – لا يحاولون تغيير الآخرين. فعندما تلاحظ أنك لا تستطيع أن تجبر شخصاً على أن يفعل شيئاً، فإنك تعطيه الحرية وتسمح له أن يكتشف عواقب اختياره، وبذلك تنال أنت أيضاً حريتك.
4 – لا يعتقدون أن عليهم إرضاء الجميع، فهم يعلمون أن هذا الأمر مستحيل؛ لذلك هم يعيشون في راحة ورغد من العيش.
5 – متى علم الأشخاص الناجحون أن الأمر الذي يريدون تحقيقه يتطلب خطوة مؤلمة على المدى القصير، فإنهم لا يمانعون في اتخاذ هذه الخطوة المؤلمة؛ لأنها ستثمر بفائدة على المدى الطويل، وهو واحد من أهم الأمور التي تفرق بين الأشخاص الناجحين وغيرهم سواء على الصعيد المهني أو الشخصي.
6 – الأشخاص الناجحون لا ينشدون الكمال في موظفيهم أو أصدقائهم أو الشركات التي يتعاملون معها، فهم يعلمون يقيناً أنه لا يوجد إنسان أو سياسة ليس بها نقص أو عيب أو حتى أخطاء.
7 – الناجحون لا يغفلون عن رؤية الأمور من المنظور الشامل ومن كل الجوانب.
8 – هم لا يهملون النظر إلى الأمور من المنظورين الخارجي والداخلي معاً. ولا يكتفون بالحُكم على الأمور من المنظور الخارجي فقط.
9 – أحد أهم الفوارق بين الأشخاص الناجحين وغيرهم، هو أنهم يسألون أنفسهم ما هو دورهم في كل أمور الحياة سواء المهنية أو الشخصية. ولا ينظرون أبداً إلى أنفسهم على أنهم ضحية.
10 – لا يتناسون أن أعماقهم الداخلية تحدِّد نجاحهم الخارجي. فالحياة الجيدة عادة لا تؤثر كثيراً في الأمور الخارجية فنحن سعداء بحسب شخصياتنا من الداخل.
إن الكل يرتكب الأخطاء، حتى أكثر الناس نجاحاً، ولكن ما يجعل الأشخاص المنجزين ينجحون أكثر من غيرهم في الحياة هو حقيقة أنهم يتعرفون إلى ما هي أسباب الأخطاء فلا يعيدونها مرة أخرى. باختصار، إنهم يتعلمون من أخطائهم وأخطاء الآخرين.
ومن الأمور التي يجب أن نتذكرها دائماً أنه لا يمكن تجنب الأخطاء، فهي تقع، ولكن يمكن تجنب تكرار الأخطاء نفسها وذلك بالعمل وفق طرق غير تلك التي أدت إلى الخطأ.
صلاح النعيمي
الظهران
—————————————————————
إنها ثقافة التبرع التي نفتقدها
قرأت في العدد الأخير من «القافلة» تحقيقاً قيِّماً كتبه محمد أبو المكارم وفايز البيشي حول «المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي»، واستوقفتني الفقرة التي يتحدَّث فيها الكاتبان عن ركن التاريخ العربي والإسلامي، وفقره بالمعروضات، وتساؤل الكاتبين حول أسباب هذا الفقر.
والحقيقة أن السبب يكمن في كون معظم مجموعات هذا المتحف، كما هو الحال في غيره من المتاحف الأمريكية، وحتى الأوروبية، قد تشكَّلت من تبرعات أفراد، فضَّلوا وضع ما يملكونه بين أيدي مجتمعاتهم، لا الاحتفاظ بها في خزائنهم وقصورهم الخاصة.
إنَّ من يتفحَّص نوعية التبرعات التي يقدِّمها الغربيون، والأمريكيون بشكل خاص، سيصاب حتماً بالدهشة من الحدود التي يمكن أن يذهب إليها سخاؤهم. فالصائغ الشهير هاري ونستون، على سبيل المثال، تبرَّع بأكبر ماسة زرقاء في العالم لمتحف «سميثونيان»، الذي قام أساساً في القرن التاسع عشر على تبرع بالنقد وبكنز من الحجارة من العالِم البريطاني جيمس سميسون. ومن يزور هذا المتحف اليوم، يكتشف أن معظم ما فيه قد أتى عن طريق التبرعات..
الأمر نفسه ينطبق على متحف «ناشيونال غاليري» في واشنطن، الذي تمكَّن في أقل من قرن واحد من الزمن من تشكيل مجموعة من أعمال كبار الفنانين العالميين تنافس أكبر المتاحف الأوروبية في أهميتها، بما فيها مجموعة أندرو ميلون الشهير التي يستحيل تقديرها بثمن.
ولكي نختصر، نكتفي بالعودة إلى الأمس القريب، إلى عام 2013م، عندما نشرت وسائل الإعلام في العالم بأسره خبر تبرع رجل الأعمال الأمريكي ليونارد لودر بمجموعته من اللوحات التكعيبية التي تقدَّر قيمتها بنحو 1.1 مليار دولار، لمتحف الفن الحديث في نيويورك.
فهل ثقافة التبرع هذه موجودة عندنا في البلاد العربية، وعلى هذا المستوى؟
ما الذي يمنع كبار الأثرياء العرب الذين يمتلكون كنوزاً حقيقية من التحف الفنية العربية والإسلامية من التبرع بها أو حتى إعادتها للمتاحف، بدلاً من الاحتفاظ بها، حيث لا وظيفة لها غير تأكيد المكانة الاجتماعية لصاحبها، و«تفوقه» على محيطه المباشر؟
إن مجموعة الفن الإسلامي في متحف المتروبوليتان في نيويورك، تأسست بشكل رئيس عام 1891م بفضل قيام رجل الأعمال إدوار مور بوهب مجموعته من التحف الإسلامية لهذا المتحف. ومنذ ذلك الحين وهذه المجموعة تكبر باستمرار بفضل الهِبَات والتبرعات.
باختصار، فإن الأمريكيين يقومون بأكثر مما هو مطلوب منهم في نشر ثقافات الآخرين والتعريف بها، وإذا كان هناك من فقر في بعض الزوايا يتعلَّق بنا، فعلينا أن نحذو حذوهم لمعالجته.
عبدالله العطوي
الرياض