يمثِّل المكان بُعداً دائم الحضور في صفحات الأدب بوجه عام، وبين سطور الشعر العربي بصفة خاصة. ويكفيك أن تُلقي نظرة خاطفة على بعض عيون القصائد العربية عبر العصور المختلفة، لتجد المكان يلوِّح لك بين الحروف، مُثقلاً بالرمز والحكاية والخيال تارة، ومتخفِّفاً منها تارة أخرى.
وإن كان حضـور الأماكن والمدن العربية في الشعر قد أُشبِع دراسة وتحليلاً، فماذا عن المدن الغربية؟ ماذا عن لندن على سبيل المثال؟
إذا ما أردنا الحديث عن لندن وموقعها في عالم الشعر الإنجليزي قبل الحديث عن هذا الموقع في الشعر العربي، فليس من العجيب أن تقفز إلى الذهن أسماء شعراء من الوزن الثقيل ألهمتهم مدينة الضباب، فتغنَّوا بها تارة، وتأسَّوا لحالها تارة أخرى، كما جعلوها مسرحاً للأحداث ترقص فوقه حروف الشعر. فجيوفيري تشوسر يسجِّل في مجموعته الشعرية القصصية “حكايات كانتربري” مشاهد من لندن في مجتمع القرن الرابع عشر. ووردزورث يتأمَّل جمال المدينة صباحاً عند جسر وستمينسر في نهر التايمز، أمَّا توماس إليوت فتتسلَّل العاصمة إلى أنامله أكثر من مرَّة رغم الغموض، وهو يناجي خيبة الإنسان في قصيدته “الأرض اليباب”.
علاقة العداوة الأولية التي نشأت بين لندن والشعر العربي لم تلبث أن اعتراها شيءٌ من التغيير، واتخذت أبعاداً أخرى تنمُّ عن اقتراب أكثر بين الطرفين، وإن لم يُفلح هذا الاقتراب في أن يحوِّل المدينة الأجنبية بين ليلة وضحاها إلى غادة حسناء يتغزَّل بها الشعراء.
وهكذا تُطِلُّ مدينة الضباب برأسها بين حروف الشعر الإنجليزي، قديمه وحديثه، فلا يكاد يُفلت شاعر من بوحها له، ولا تكاد تمرُّ حادثة بالمدينة العريقة، إلا وتتقمَّص لها روح شاعر تُفضي إليها بوحيها، من الحريق الكبير والطاعون العظيم وحتى الحرب العالمية الثانية وما بعدها. وهذا ما دعا الشاعر الإنجليزي المعاصر، ورئيس قسم اللغة الإنجليزية والأدب في كلية لندن الجامعية، مارك فورد، إلى أن يجمع شتات هذا الشعر في كتاب، ليؤرِّخ بذلك للندن لكن على لسان الشعراء.
وافدةٌ جديدة منبوذة
أمَّا في وجدان الشعر العربي، فإن العاصمة الإنجليزية القديمة تُعدُّ وافدة جديدة. وعلى الأرجح، فإن ظهورها الأول لم يكن ظُهوراً محبَّباً على الإطلاق؛ إذ إن العرب عرفوها أول الأمر عاصمة للإمبراطورية البريطانية المستبِدة والاستعمار الإنجليزي الغاشم.
إذن، لندن هي بؤرة القرار السياسي الذي يُلحق الدمار بالبلاد، ويبتزُّ عزة أهلها، ويسومهم خسف الذل، ويسلبهم الحرية والكرامة. فها هو أحمد شوقي يرجو أن يعود فراعنة لندن إليها، ويكفوا مصر شرَّهم وخيرهم.
وهذا معروف الرصافي يعرِّف المستر كِرايِن أن بؤس الشرق هو بإيعاز من العاصمة الإنجليزية في مناجاة المغبون للغابن، معرباً عن امتعاض أهل العراقَين من سياسة المدينة الغادرة.
“يا أهل لندنَ ما أرضت سياستكم
أهل العراقَين لا بدواً ولا حضرا
في كل يوم لنا معكم معاهدةٌ
نزدادُ منها على أوطاننا خطرا
أما مواعيدكم فهي التي انكشفت
عن مَين من مانَ أو عن غدر من غدرا”
أمَّا مصطفى التل فيُلمِّح إلى أن لندن، وإن عظُمت في أعين أهلها، ما هي إلَّا بشسع نعل الوطن، وأن نهرها الذي يتلاطم فيه الماء لا يروي الظمأ، بل إن سراباً في صحراء العرب هو أشفى للغليل منه.
لكن تلك الصور السلبية كان يختلجها شيءٌ من الإعجاب أو الإكبار في بعض الأحيان؛ إعجابٌ بالحضارة التي تمتدُّ بأطرافها ذات اليمين وذات الشمال، فما لندن إلا تجلٍّ آخر لبابل الحضارة، كما يُقرُّ لها بذلك مصطفى صادق الرافعي، وهي لندن العُظمى كما يعبِّر عنها أحمد الكاشف، ولندن ذات العزِّ الذي يضارع روما القديمة كما يشير إلى ذلك تامر الملاط.
مدينة الضباب.. وكُربة الغريب
لكن علاقة العداوة الأولية التي نشأت بين لندن والشعر العربي لم تلبث أن اعتراها شيءٌ من التغيير، واتخذت أبعاداً أخرى تنمُّ عن اقتراب أكثر بين الطرفين، وإن لم يُفلح هذا الاقتراب في أن يحوِّل المدينة الأجنبية بين ليلة وضحاها إلى غادة حسناء يتغزَّل بها الشعراء.
وكان سبب هذا التغيير أن عدداً ليس بالقليل من الشعراء العرب حطَّت بهم الرحال في مدينة الضباب، واضطرَّتهم أسباب الحياة المختلفة إلى الوفود إليها، بل والإقامة فيها أمداً طويلاً في بعض الأحيان، فإذا بها تُصبح دار الغربة الموحشة، والمنفى الكئيب، والمهجر البعيد عن الوطن.
ولعلَّ من الأمثلة البارزة في هذا الصدد، تجربة بدر شاكر السيَّاب، الذي ساقه المرض إلى مدينة الضباب، أو لندن الشوهاء كما كان سمَّاها من قبل، أملاً في الشفاء وفراراً من أوجاع البدن، فأضافت الغُربة إلى وهن جسمه الهزيل آلام روح قلقة حاصرتها الوحدة من كل مكان، فما وجدت لها أُذناً مصغية تبوح لها بمكنوناتها سوى سطور الشعر.
ولا نحتاج إلى التوغُّل كثيراً في المعاني لنتلمَّس معاناة السيَّاب في لندن، بل لعلَّ نظرة خاطفة إلى عناوين القصائد تفي بالغرض، مثل “سِفر أيوب”، و”الليلة الأخيرة”، و”وصية محتضر”، كانت من بين القصائد التي أوحت بها لندن إلى الشاعر الغريب، الذي لم يجد شيئاً من السلوى عن المرض في مدينة الشاعرة الإنجليزية إديث سيتول.
وبين أصداء أناشيد المطر الحزينة، راحت الذكريات تجيِّش مشاعر السيَّاب في بلد الغربة، فلمعت له عينا زوجته إقبال تقطران الدمع، وتناهى له صوت ابنه غَيلان، يشكو بهتافه المجروح من اليُتم.
مع مرور الوقت، اقترب العرب أكثر فأكثر من لندن، وتعدَّدت أغراض زيارتها والتوطُّن فيها. فمن سائح يطوف بمتاحفها وملاهيها، إلى تاجر يجوب أسواقها، ودارس يطلب المعرفة بين أروقة جامعاتها وباحث يؤمُّ مكتباتها. ولم يرضَ العرب إلَّا بمنزلة الضيف الثقيل، فاقتلعوا لهم شارعاً نسبوه إليهم، واستجلبوا إلى المدينة كلَّ ما أحبوه من بلادهم الشرقية، بل وكثيراً ممَّا لم يحبوه أيضاً.
“من خلَل الثلج الذي تنثُّه السماءْ،
من خلل الضباب والمطرْ،
ألمحُ عينيكِ تشعَّان بلا انتهاءْ
شعاعَ كوكبٍ يغيب ساعةَ السَحَرْ
وتقطران الدمع في سكونْ
كأن أهدابهُما غُصونْ..”
لقد ضاق ابن القرية ذرعاً بلندن، المدينة التي ترزح تحت ثقل أطنان الحديد والأسفلت، وتخنق الشمس بالسحاب والضباب، وراح يرجو الهرب إلى دورهام، المدينة الإنجليزية الأهدأ، لعلَّه يجد في أريافها ما يذكِّره بجيكور، قرية أحلام الصبا. وقد تجلَّى العراق البعيد للسيَّاب كأجمل ما يكون، فراح يمنِّي نفسه بالعودة إليه قبل أن يختطف الموت عمره، وإذا ما أسعده حظه العنيد بذلك، فإنه سيلثم التراب ويحتضن الأشجار.
“إن يكتب اللهُ ليَ العودَ إلى العراقْ
فسوفَ ألثم الثرى، أعانق الشجرْ،
أصيحُ بالبشر:
يا أرجَ الجنةِ، يا إخوةُ، يا رفاق،
الحسنُ البصري جابَ أرض واقِ واق،
ولندنَ الحديد والصخر..”.
المنفى الجميل.. عاصمة القلب
مع مرور الوقت، اقترب العرب أكثر فأكثر من لندن، وتعدَّدت أغراض زيارتها والتوطُّن فيها. فمن سائح يطوف بمتاحفها وملاهيها، إلى تاجر يجوب أسواقها، ودارس يطلب المعرفة بين أروقة جامعاتها وباحث يؤمُّ مكتباتها. ولم يرضَ العرب إلَّا بمنزلة الضيف الثقيل، فاقتلعوا لهم شارعاً نسبوه إليهم، واستجلبوا إلى المدينة كلَّ ما أحبوه من بلادهم الشرقية، بل وكثيراً ممَّا لم يحبوه أيضاً.
وبهذا بدت لندن أكثر أُلفة وأجمل، ومال إليها الشعراء بعض الميل، وإن ظلَّت كراهتها الأولى تطاردها بين حين وآخر، لا سيَّما وهي تحشر أنفها في شؤون الواقع الشرقي المثقل بالجراح.
ولعلَّ أقرب علاقة شعرية إلى الحب مع ابنة الإنجليز هي تلك التي تظهر في شعر نزار قباني، إذ يبدو أنه استطاع أن يرى في لندن الأنثى ما تستحقُّ من أجله أن تُمنح الغزل، فراح يتأمَّل جمالها بل ويراه منعكساً على وجه الحبيبة أحياناً، فلا يجد حرجاً في أن يُشبِّه حُسنها بحُسن المنفى.
“لندنٌ حُبي..
وفي باركاتها غنيتُ أحلى أغنياتي
لندنٌ مجدي..
ففيها قد تغرغرت بأولى كلماتي..
لندنٌ عاصمة القلبِ..
وفيها قد تلاقيت بست الملكات..”.
لقد استقرَّ الأمر بنزار في لندن آخر أعوام حياته، وقضى فيها زمناً طويلاً حتى غادرته الحياة هناك. فعرفها معرفة الخبير، حتى إن كثيراً من طرقاتها ومعالمها قد تسلَّل إلى شعره. فبين حروف الدمشقي تكاد تُبصر لندن كلَّها؛ تُبصر الهايد بارك، وقصر بكنغهام، وهارودز، وبيكاديللي، وفليت ستريت، وسوهو، ونايتس بريدج، وغيرها.
وعلى الرغم من كلِّ ذلك، يمكن القول إن الحُبَّ الذي حمله نزار للندن، لم يرفع عنه شعور الغربة تماماً، بل إنه ظلَّ يفتِّش في المدينة الباردة عمَّا يُشعره بالدفء؛ عن الشِعر والوطن العربي وحبيبته العربية.
ولهذا نجد نزاراً يعترف أن لندن مهما أمطرته بثلجها، فإنها لن تنزع عنه جنونه العربي، كما أنها ستبقى دائماً المدينة التي يعيش فيها غريباً، ومن المحتوم أنها ستسلمه إلى الحزن مفرداً عندما تحلُّ المصائب، وعندها لا أحد في شوارعها سيبكي عليه.
“لأي سماء نمدُّ يدينا؟
ولا أحد في شوارع لندن يبكي علينا..
يهاجمنا الموت من كل صوب..
ويقطعنا مثل صفصافتين”.
آخر الغجر.. غريباً في لندن
شعور الغربة تجده في غاية التجلِّي عند شاعر آخر، وجد في لندن المنفى الذي لا مفرَّ منه، بعد أن ضاقت عليه السُبل في بغداد. ذلك هو فوزي كريم، الذي استوطن مدينة التايمز قرابة الأربعين عاماً، لكن هذا العمر كلَّه لم يطرد عنه شعور المسافر الحائر، بل راحت الأسئلة تطارده كلما امتطى صهوة عربات الميترو، وما استطاعت الشوارع والحدائق المتشابهة أن تُثير فيه شعور الدهشة، إلا بمقدار ما أبصر في مراياها انعكاساً للتفاصيل المحرَّفة لوجهه.
“على مقرُبة من بيتي في غرينفوردْ
تتوقَّف عرباتُ السنترال لاينْ
لحظاتٍ، ثم تولِّي تقطعُ لندنَ نصفينْ
تأخذُني، حيثُ تلحُّ عليَّ الأسئلةُ: إلى أينْ؟
لشوارعَ ومبانٍ وحدائقَ أفسدَها التكرارْ،
أتصيَّدُ بين مراياها النُسخ الحائلةَ اللونِ لوجهي،
ثمَّ أعودُ بذات الخطِّ الأحمرِ للدارْ”.
لقد استقرَّ الأمر بنزار في لندن آخر أعوام حياته، وقضى فيها زمناً طويلاً حتى غادرته الحياة هناك. فعرفها معرفة الخبير، حتى إن كثيراً من طرقاتها ومعالمها قد تسلَّل إلى شعرِه. فبين حروف الدمشقي تكاد تُبصر لندن كلَّها؛ تُبصر الهايد بارك، وقصر بكنغهام، وهارودز، وبيكاديللي، وفليت ستريت، وسوهو، ونايتس بريدج، وغيرها.
وعناوين دواوين الشاعر تشي بذاته الإنسانية الغريبة دون خفاء؛ فهو فيها “آخر الغجر” المشرَّدين، يعلوه المشيب وهو يتأمَّل “عثرات الطائر”، وتوحي له المدينة المزدحمة بـ “قصائد من جزيرة مهجورة”، علَّها تنقضي “السنوات اللقيطة”، ويعود الغريب من “الربع الخالي” في المهجر إلى الوطن!
وكثيراً ما تظهر لندن صراحة في شعر كريم من خلال محطات الميترو فيها، كغرينفورد وواترلو وماربل آرتش وكامدن تاون وغيرهها، وكأنها إشارةٌ من اللاوعي تؤكد أنه هنا مسافرٌ دائم التنقل. على أن هذه الأنفاق وغيرها من شواهد المدينة، كالأوبرا والهايدبارك والمتاحف، إنما تذكره بشيء واحد هو حبيبته البعيدة عنه، بغداد.
“أخفيتُ القدمَ العاري في ماءِ بحيرتها،
علَّ الأسماكْ
تشهدُ لي أن مياه النهرينْ
ما زالت عالقةً بثيابي”.
إذن، لم تُصبح لندن وطناً لفوزي في حقيقة الأمر، بل ظلَّ يبحث فيها عن نفسه، ويتلمَّس طريق العودة إلى بلاده. وظلَّت تلك المدينة الكبيرة تُشعره باليُتم، وتلحُّ عليه بشعور من الحنين الأخرق، وظلَّ هو الضيف ثقيل الوطأة، الذي يتبعه الخوف كالظل.
وإذا كانت لندن لم تُنسِ نزار جنونه العربي، فإنها لم تُفلح أيضاً في أن تنزع عن فوزي فضوله العربي الباحث عن الأُنس بالإنسان، فتراه مثلاً يتفحَّص وجوه الراكبين في حافلات المدينة الحمراء، وينتخب لهذا الغرض مقعداً في الصف الأول، حتى لا تفوته رؤية الداخلين والخارجين في هذه البيوت الآهلة التي تجوب الشوارع.
ليلى الأسطورية.. بألف وجه ووجه
شاعرٌ آخر قضى في لندن ردحاً من الزمن، هو غازي القصيبي، الذي أمضى فيها ما يقرب من خمسة عشر عاماً ما بين الدراسة والعمل الدبلوماسي، وهي فترةٌ حفلت بكثير من الأحداث الشخصية، كما شهدت مقداراً ليس باليسير من نتاجه الفكري والشعري.
وعلى الرغم من أن لندن وجدت طريقها إلى العنوان في كتابين للقصيبي، أحدهما ديوان شعر “قراءة في وجه لندن”، والآخر مجموعة مقالات “باي باي لندن ومقالات أخرى”، إلا أن من يسبر غور السطور، قد يتوصل إلى استنتاج بأن ما كان للمدينة في الكتابين هو أقلُّ بمرات مما كان لغيرها. وهي إذ تبدو في شعره جميلة كوجه الحبيب، لكن جمالها يكتسي بالحزن، ويتغضَّن لروع يوم الفراق.
“وجهُ لندنْ
واجمٌ.. تكسوه حبات المطَرْ
وجهُها.. وجه حبيبٍ
راعه يوم الفراق
فتغضَّنْ
وهو يجتازُ تعابيرَ الكدرْ”.
وتتقاطع علاقة غازي الشعرية بلندن بعض التقاطع مع تلك التي نجدها في شعر نزار، لكنها لا تصل إلى القدر نفسه من العمق أو الأُلفة. فعلى سبيل المثال، فإن لندن تحلو وتقبح بقدر ما يجده الشاعر فيها مما يحبه أو يُبغضه من بلاد العرب؛ فلندن باردةٌ تتوشَّح بالحزن ويغتال روحها الغروب، لكن ما إن تصل إليها سُعاد حسني، الممثلة المصرية المشهورة، حتى يهرب الغروب وتشتعل لندن دفئاً.
“كان الغروبُ يخنق المدينةْ
يغتالُ روح لندن الباردة الحزينة
.. وفجأة تفجَّر الشارعُ بالهُتاف
سعادُ! يا سعادْ
يا أنتِ! يا كاملة الأوصاف!
تسلَّل الغروب لصاً مسرعاً يخافْ..
واشتعلت لندن مثل ليلةِ الزفاف..”.
ويبدو أن القصيبي، كما يليق بسفير خبير، قد اتخذ لنفسه مساراً دبلوماسياً في العلاقة مع لندن، يلتزم فيه بالمجاملات المعهودة لكنه لا يتجاوزها. ففي نهاية الأمر، فإن “لندن لا تعرف أحداً: لا تحب أحداً، ولا تكره أحداً، لا تهشُّ للقاء أحد، ولا تجزع لفراق أحد”، وهي “شبيهة بليلى الأسطورية، التي يدعي الجميع وصلها، وهي لا تحب إلا نفسها”.
اترك تعليقاً