فتاة عمرها 12 عاماً تشجِّع جيلها على القراءة
رغم صغر سنّها، فقد قرأت ميراي أكثر من ألف كتاب، ولها موقع تقدِّم فيه أسبوعياً تقييماً لكتابين جديدين، وتنتهي كل شهر من قراءة الكثير من الروايات المخصصة للأطفال والشباب، ويزور موقعها يومياً ما بين 50 و70 شخصاً، بعضهم من سنِّها، والبعض الآخر من المعلمين، الذين يتواصلون معها ويطلبون منها أن تنصحهم بكتب لتلاميذهم وطلابهم، وتحرص ميراي على ألا تكون الروايات التي تقرأها للفتيات فقط، بل للفتيان أيضاً.
في صغرها، كانت أمها تقرأ لها قبل النوم قصة، فتحرص ميراي على أن تنظر إلى الصور والحروف والكلمات في هذا القصة، حتى تعرفت عليها قبل أن تدخل الروضة. ثم التحقت بالمدرسة، وبدأت في قراءة القصص بسرعة فائقة، وأصبحت زائرة دائمة للمكتبة، يشتري لها والداها كتاباً جديداً كل يومين، وحين أصبحت التكاليف باهظة، عرضت الأم على صاحب المكتبة، أن يمنح ابنتها نسخة مجانية من الرواية، وفي المقابل تقدِّم له تقريراً مكتوباً عن الرواية، لا يقتصر على ملخص للأحداث، بل يتضمَّن رأيها فيها، وهل تراها شيقة، وتوصي بها لغيرها، إن كانت تستحق القراءة. فوافق على ذلك بعد أن جرَّب نتائج هذا الأمر، على المشترين.
وتطوَّر الأمر إلى أن تواصلت معها دور النشر، وعرضت عليها الروايات، حتى قبل أن تنزل إلى الأسواق، فأصبحت القراءة همها الشاغل في أثناء الذهاب إلى المدرسة وفي الاستراحة بين الحصص. الأمر الذي أصاب زميلاتها وزملاءها بالعدوى. ويبدو أن الأمر قد انتقل عن طريق موقعها إلى الكثيرين من عمرها. وتدريجياً، صارت ميراي تحرص على تطوير أسلوبها، فتختار الصور التي تنشرها للكتاب على موقعها، بطريقة شيقة، وتنشر تقارير الآخرين، ومن بينهم أختها الأصغر. كما تجري مقابلات مع مؤلفي الكتب، لتضيف ذلك إلى تقريرها، فيجعله أكثر تشويقاً.
ويبدو أن طموحاتها ليس لها حدود، فقد بدأت في حضور دورة لتأليف الروايات، وهي تحاول اليوم أن تدوِّن أفكارها لروايتها الأولى. وعندها ستترك لغيرها الحق في كتابة تقرير عنها، وتتعهد بأن يتسع له صدرها، لتستفيد من آراء الآخرين، كما سمحت لنفسها أن تقيّم ما يكتبه غيرها.
منى أمين
بون – ألمانيا
السينما: من المرحلة الصامتة إلى عصر الإنترنت
طاف بنا ملف القافلة لعدد يوليو / أغسطس 2019م، فى رحلة عبر عالم السينما الساحر، ووصف كيف حافظت على بقائها ورونقها بعدما مرَّت بعدّة تحولات تقنية مهمة، كنت أتمنى أن يتطرَّق إليها الملف بمزيد من التفصيل.
فمنذ ظهور التلفزيون، ثم الفيديو، وصولاً إلى الإرسال عبر الأقمار الاصطناعية، وضعت هذه التقنيات صناعة السينما في العالم أمام تحديات كبيرة خصوصاً مع الإقبال على مشاهدة التلفزيون الذي أصاب هوليود بذعر شديد، الأمر الذي دفع صانعو السينما إلى مواجهة هذا التحدي بإنتاج أفلام ضخمة يتم عرضها على شاشات كبيرة، كانت على مر السنوات تزداد ضخامة وإبهاراً مثل شاشات السينما سكوب، والسينيرامـا، وما إلى ذلك من اختراعـات ذلك الزمان.
ولم تهدأ المنافسة مع التلفزيون حتى وجدت السينما نفسها في منافسة جديدة مع سوق الفيديو. فلجأ السينمائيون إلى استخدام الشاشات العريضة، وتصوير الأعمال السينمائية، على أشرطة بقياس 65 ملم وعرضها في دور مجهزة بمعدات عرض سبعين ملم، واستخدام نظم صوت متعدّدة القنوات، من بينها نظام “تي أتش أكس” الذي ابتكره جورج لوكاس مخرج فِلْم حرب النجوم.
واليوم تُعدُّ “سينما الإنترنت” أحدث صيحة في عالم السينما. فقد دخل هذا المصطلح عالم السينما بقوة، ولا يقصد منه مجرد تلقي الأفلام السينمائية على الأجهزة الجديدة بل مجال صناعة السينما نفسه عن طريق تصوير أفلام قصيرة بواسطة أجهزة الهاتف المحمول، ولكن بشروط فنية دقيقة جداً، تجعلها خاضعة للتصنيف كأفلام سينمائية، بهدف أن تكون حافزاً للسينمائيين الشباب الذين تواجههم صعوبات مادية لتمويل أفلامهم واختبار مواهبهم وقدراتهم الفنية. كما تتمثل المزايا المهمة لهذه التقنية الجديدة، في قدرة أجهزة المحمول التي تتضمَّن وسائط تصوير رقمية، في تصوير أماكن من الصعب على آلات التصوير العادية الوصول إليها، وتسهم في الوقت نفسه في انتشار الفن السابع في العالم كوسيلة تأثير فنيـة وثقافيــة بالغـة القـوة، في عالم لا يزال يحتاج إلى مزيد من الثقافة والفنون.. والسينما.
خلف أبو زيد
مصر
اترك تعليقاً