قد يكون آخر مكانٍ يمكن التفكير فية لإنشاء مزرعة خضار وفاكهة، ملجأ يقع على عمق 100 قدم تحت سطح الأرض. أُنشىء هذا الملجأ في مدينة لندن أيام الحرب العالمية الثانية، وكان قادراً على استيعاب أكثر من 12000 شخص كانوا يتجمعون فيه للحماية من الغارات على المدينة في عام 1944م. وبعد هجره لمدة 70 عاماً، قرر رجلا الأعمال ريتشارد بالارد وستيفن درينغ الاستثمار فيه. فعملا على إقامة أول مزرعة جوفية في العالم. أما عامل الجذب الأول إلى هذا الملجأ، فهو التكلفة الزهيدة لإيجار مثل هذا المكان المهجور، بالإضافة إلى البيئة الخالية من المبيدات الحشرية التي توفرها بيئة الملجأ الجوفية ومقاومة الظروف المناخية الصعبة في مدينة لندن.
صممت هذه المزرعة بشكل حلقات مغلقة تسمح ببقاء جميع العناصر الغذائية محفوظة فيها. كما أنها لا تعاني من الجريان السطحي الزراعي الذي تتأثر به الزراعة في السهول المفتوحة. وتستخدم نظام ريّ يستهلك %70 أقل من كمية المياه المستخدمة في الزراعة التقليدية. ويتم تشغيل هذا النظام بشكل آلي بواسطة جهاز كمبيوتر يتحكَّم أيضاً بالإضاءة ودرجات الحرارة وتدفق الهواء ونسبة المغذيات. ومن المميزات الأخرى لهذه المزرعة قصر المسافة التي تقطعها منتجاتها لتصل إلى المستهلك لقربها من الأماكن السكنية في مدينة لندن وبذلك تبقى طازجة أكثر من غيرها.
أما المحاصيل الأولى في هذه المزرعة فتشمل براعم البازلاء، والقرنبيط، والثوم وبذور الخردل، وكذلك بعض الزهور الصالحة للأكل. ويجري العمل على تطويرها لكي تستطيع زراعة محاصيل أخرى، بما في ذلك الفطر وأصناف الطماطم المختلفة وأنواع أخرى من الخضار.
وهذا المشروع هو واحد من الطرق المبتكرة التي استطاعت فيها المدن الكبرى توسيع المساحات الزراعية فيها وإدخال الزراعة إلى البيئة الحضرية.