كتب عربية
المرأة والحدوتة
تأليف: الدكتور خالد أبو الليل
الناشر: دار العين للنشر (يونيو 2015)
كتاب «المرأة والحدوتة» هو دراسة في الإبداع الحكائي الشعبي للمرأة المصرية، جمعها ودرسها الدكتور خالد أبو الليل، وقدَّم لها الدكتور أحمد مرسي، أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة. ويقول الباحث فى كتابه إن المرأة هي المبدعة لمعظم أشكال المأثورات الشعبية والحافظة لها أيضاً. فحياتها زاخرة بأشكال متنوعة من الإبداع، سواء على صعيد السلوك؛ مما جعلها قادرة على أداء أدوارها المتعددة، أو على صعيد الإبداع الفني الذي عبَّرت من خلاله عن مشاعرها ورؤيتها لنفسها ولدورها في الحياة، من خلال الحواديت التي كانت تحكيها – وما زالت تفعل ذلك – لأبنائها وأحفادها.. والكتاب ثمرة للمقولة التي ترى «أن أكثر من %90 من مأثوراتنا الشعبية تحفظها ذاكرة المرأة المصرية». وهي مقولة دفعت الكاتب إلى الانطلاق منها كفرضية علمية بهدف إثباتها أو نفيها. وكان هذا الكتاب ثمرة ذلك البحث. وهو مقسم إلى قسمين، يبدأ أولهما بدراسة مستفيضة عن الحواديت، تبدأ بتعريف الحدوتة، والتوقف عند أهم خصائصها الفنية. أما مجموعة الحواديت – التي تمثِّل القسم الثاني من الكتاب – فهي في أصلها جزء قليل من مجموعة الحكايات الشعبية التي جمعها الكاتب من الأدب الشعبي.
حدثني ميخائيل نعيمه
تأليف: إسكندر داغر
الناشر: دار نلسن (2015)
عشية الذكرى المئوية لانتقال ميخائيل نعَيمه إِلى نيويورك عام 1916م، صدر كتاب «حدَّثَني ميخائيل نعَيمه»، متضمناً أربعة حوارات مع نعَيمه، وحواراً خامساً مع ابن أَخيه الدكتور نديم نعَيمه بعد سنوات خمس على غياب عمّه. وعلى مدى الأَحاديث الأَربعة في الكتاب، تنبسِطُ أَفكار نعَيمه في الحرية وعلاقة الأَدب بالحياة والسياسة، وبالإِنسان الذي يرى فيه طاقة عجيبة على الاكتشاف ستظهر قواها تباعاً في المستقبل.
وفي بعض أجوبته إلى المؤلف يظهر نعيمه أنه قرأ كثيراً في الأدب الروسي، ويحبّ منه كتابات تولستوي ودوستويفسكي، ويرى أنّ الأدب العربي لم ينفتح على العالمية إلَّا مع بداية عصر النهضة، وقبلَها كان متقوقعاً داخل حدود جغرافيته، حتى دخلَت على أُدبائِه النَّهضويين أَنسامُ الأَدب العالمي من قصة ورواية ومسرح، وشِعر خرجَ على نمطية المدح والفخر والرثاء إلى مواضيع إِنسانية شاملة. ويرى أن الأدب العربي تُبعده عن جائزة «نوبل» وسواها بمستواها قلَّة الترجمة إِلى اللغات العالمية الحية. وفي لفْتة مقْنعةٍ إِلى المتلقّي يرى نعَيمه أَنّ ضآلة القراءة في العالم العربي تُؤَثِّـر في ضآلة الإِنتاج الأَدبي الجيِّد، فالناس في بلادنا لا يُقبلون على القراءة إِقبال الغربيين عليها، ولا المدارس تشجِّع تلامذتها على القراءة، ولا أكثرية المدُن والقرى تَهرَع إِلى فتح المكتبات العامة والتشجيع على نشاطات القراءة، ولا أرباب البيوت يباهون بمكتباتهم مباهاتَهم بما فيها من تحف وجواهر وأدوات في المطابخ والحمّامات. هذا عدا تعثُّر النشر والتوزيع وخصوصاً خارج البلاد، وهدر حقوق المؤلف، فتُزوَّر مؤَلَّفاته ولا حيلة له أن يتابعَ أَو يحصِّل حقوقَه من القراصنة والمزوِّرين.
من قتل الإبداع؟
تأليف: أندرو جرانت وجايا غرانت
ترجمة: أحمد عبدالمنعم يوسف
الناشر: مؤسسة هنداوي للثقافة والتعليم (2015)
يلفت المؤلفان أندرو جرانت وجايا جرانت إلى أن البراءة الإبداعية التي كانت تعرفنا وتميِّزنا في صغرنا، قد تاهت وسط السعي إلى تحقيق الأهداف الشخصية أو المؤسسية. ويبدو أننا نتحوَّل إلى كائنات من الموتى الأحياء بلا مخيلة. يرى المؤلفان أن قتل الإبداع جريمة في حق الإنسانية. لذا، تعاملا معها من خلال فصول الكتاب التسعة كأنهما محققان قضائيان. ويقع عملهما في جزءين أساسيين، أولهما يحاول الإجابة عن الأسئلة الأساسية التالية: من قتل الإبداع؟ أَقَتلهُ الإجهاد المفرط في مكتب المدير التنفيذي بسلاح «الإرغام الساحق»؟ أم قتلته البيروقراطية في مكتب الحسابات بِطَعَنَات «السلبية الخبيثة»؟ إن التفكير الإبداعي يتناقص بدرجة مخيفة؛ فما السبيل إلى استعادته؟
وبعدما كشفت دراسةٌ أُجرِيت مؤخراً حول الرؤساء التنفيذيين أن الإبداع يُعَدُّ أهمَّ سمة من سمات القيادة، يبحث هذا الكتاب كيف تستطيع الشركات والقادة والمديرون والأفراد بناء، أو إعادة بناء ثقافة الابتكار، عن طريق تعزيز التفكير الإبداعي ومهارات التوصُّل إلى حلول أفضل وأسرع للمشكلات.
الماء يبحث عن إدارة
تأليف: د. محمد بن حامد الغامدي
الناشر: جامعة الملك فيصل /
دار الكفاح للنشر والتوزيع (مارس 2013)
من عاش يوماً غزارة مياه ينابيع واحة الأحساء، يدرك أكثر من غيره خطورة استنزاف المياه الجوفية. لقد عاش مؤلف هذا الكتاب؛ الدكتور محمد بن حامد الغامدي خبير المياه، وعضو هيئة التدريس في كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل ملامح نضوب مياه تلك الينابيع التاريخية، وهكذا تخلقت لديه قضية المياه الجوفية. ومن خلفيته العلمية والواقع الذي كان شاهداً عليه، استشعر عظم المسؤولية، وأصبحت قضية المياه الجوفية وما يتعلق بها جزءاً لا يتجزأ من حياته.
يبوح كتاب (الماء يبحث عن إدارة) عن هموم وقضايا المياه الجوفية في المملكة العربية السعودية وما يتعلَّق بها، بأربع وتسعين مقالة، كتبت على مدار سبع سنوات بدءاً من العام 2005م، في جريدة «اليوم السعودية». بدأ المؤلف بمجموعة مقالات العام 2005م، حملت عنوان (التنبؤات) تناول فيها موضوعات مثل؛ التصحر ومشكلاته، وذكرياته مع عيون الأحساء؛ التي كان عددها فيما مضى 70 عيناً تنتج كل منها 80 متراً مكعباً في الدقيقة ويرتفع عمود الماء من بعضها إلى مترين، والتي نضبت وأصبحت في عام 2000م على بعد أكثر من 20 متراً تحت سطح الأرض.
تطرَّق المؤلف في مقالاته إلى ندرة المياه والملوثات، وارتفاع منسوب مياه البحار. كما تحدث عن السيول والسدود وجدواها. وباعتباره خبيراً للمياه فإنه يحذِّر من انتشار السدود في المناطق الجافة، والممارسات الخاطئة في التعامل مع شح المياه.
كما يبحث قضايا التوسع الأفقي في الزراعة، الذي زاد بنسبة %2449 في 1990م مقارنة مع عام 1975م، وارتفاع أسعار الغذاء، والتنمية الزراعية المستدامة، مشيراً إلى الحاجة لإصدار قانون وطني للمياه. وفي استشراف لمستقبل المياه في آخر الكتاب، يحذِّر المؤلف من أن الأجيال القادمة ستدفع ثمن عدم الاستفادة من مياه الأمطار، واستنزاف المياه الجوفية.
متاهات
تأليف: روان بنت سليمان الجميل
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون (سبتمبر 2015)
يمكن قراءة كتاب «متاهات» كحصيلة من النوع النقدي المستند إلى خلفية معرفية وثقافية امتازت بها الكاتبة في مقاربة الحياة أو نصّ الحياة. تقول الكاتبة في «كلمة المؤلف»: «مجتمعنا أساسنا وثقافته من صنعنا. فعندما نسعى لتطوير ذواتنا لا بدَّ أن نميّز الحق من الباطل وألّا نسير وفق ما يريده الآخرون. فهناك من يغرس معتقدات باطلة في نفوسنا ليس لها مرجع سواه، وعندما نبحث عن أصلها فإننا قد نجد عكس ما قيل أو ما ينفي ذلك الاعتقاد.
إن تطوير الذات جزء من تقدم المجتمعات. ولما كان الشخص يُعد جزءاً من مجتمعه، فكل ما يحمله من أفكار ومعتقدات هو بمنزلة تمثيل لمجتمعه. فعندما ترغب أيها القارئ بتطوير ذاتك، تذكر أنك ستقوم بدور مجتمع بأكمله. وبناءً على مجموع ما يقوم به الأفراد من تطوير لذواتهم سيكون المجتمع إما مجتمعاً متقدماً بثقافته وفكره ومعتقداته، وإما مجتمعاً يحمل معتقدات باطلة ليس لها أي مرجع».
وتقول في مكان آخر من الكتاب «إن تطوير ذواتنا، على الرغم من ارتباطه بنا، له دور كبير في تقدم مجتمعنا أو تراجعه. وهذا الكتاب يحتوي على معتقدات باطلة يعتقد أشخاص مثلنا ومثل من حولنا أنها صحيحة نتيجة تداولها. ما نسعى إليه في هذا الكتاب هو أن نثبت عدم صوابية هذه المعتقدات لنسهم برقي المجتمع وتطوره بشخصياتنا وثقافتنا وفكرنا الذي يُعد أساس المجتمع».
كتاب سيبويه معتزلياً: حفريات في ميتافيزيقا النحو العربي
تأليف: إدريس مقبول
الناشر:
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (سبتمبر 2015)
يحاول إدريس مقبول في هذا الكتاب البرهنة على أن اللغة لم تنفصل في أي يوم من الأيام عن العقيدة، وأن العقيدة ليس لها وجود فعلي إلَّا باللغة؛ لأنها مضمرة ولا تظهر إلا باللسان. ويرى الكاتب أن أكثر من ضلَّ من أهل العقيدة وحاد عن القصد هو مَنْ كان في لغته ضعف. أما الهدف من هذا الكتاب فهو فحص الأثر المعتزلي في نصوص سيبويه. ولهذه الغاية، عمد الكاتب إلى القيام بحفريات في المدونة النحوية لسيبويه الموسومة بعنوان «الكتاب»، وإلى تتبّع الفكر النحوي لسيبويه. وقاده هذا المسار إلى قضايا التأويل النحوي للقراءات القرآنية، وإلى الردّ على بعض التيارات الاستشراقية التي تأبى إلَّا أن تردّ أيّ جهد فكري عربي إلى أصول غير عربية كاليونانية مثلاً. فقد سعى كثيرون إلى إقامة البرهان على أنّ النظر النحوي عند العرب مدين للفلسفة اليونانية في نشأته وبنائه. أمّا الكاتب، فينتصر لسيبويه الذي تأثّر بالثقافة الفقهية وبالمنهج الفقهي، إلا أنّه كان أحد بنّائي منهج النظر النحوي.
كتب من العالم
عار الجوع: الغذاء والعدالة والمال في القرن الواحد والعشرين
The Reproach of Hunger: Food, Justice and Money in the Twenty-First Century
تأليف: ديفيد ريف
الناشر: Simon and Schuster – أكتوبر (2015)
في هذا الكتاب الرائد الذي يستند إلى سنوات ست من الاستقصاءات العملية، يقدِّم الخبير ديفيد ريف عرضاً موثقاً حول ما إذا كان القضاء على الفقر المدقع والجوع في متناول أيدينا، كما وعدت جهات عدة في العالم.فهل بإمكاننا توفير ما يكفي من الغذاء لحوالي 9 مليارات شخص في عام 2050م خاصة في المناطق الأكثر فقراً في جنوب الكرة الأرضية؟
يتوقع عدد كبير من أبرع العلماء والسياسيين وأبرز العاملين في مجال التنمية، وضع حدٍّ لأزمة سوء التغذية في العقود القليلة المقبلة. ولكن النشطاء في حقوق التغذية والداعمين لوسائل الزراعة التقليدية يرفضون الحلول التي تعتمد على التكنولوجيات الحديثة والصناعات الزراعية.
يضع ريف، الذي كان يدرس ويعدّ التقارير حول المساعدات الإنسانية والإنمائية لمدة ثلاثين عاماً، مطالب الجانبين تحت المجهر ويسأل إذا كان بإمكان أي من هذه الجهود حل الأزمة. ويجيب أنه من غير الممكن حل هذه الأزمة المستعصية إلا إذا لم نخلط بين الآمال والحقائق وبين النيات الحسنة والإمكانات الفعلية.
الصيد في الشعر العربي: من الشعر البطولي إلى الغنائي إلى ما وراء الشعري
The Hunt in Arabic Poetry: From Heroic to Lyric to Metapoetic
تأليف: جاروسلاف ستيتكيفيتش
الناشر: University of Notre Dame Press
ديسمبر (2015)
من بين التقاليد الأدبية العريقة في العالم، يبدو أن الشعر العربي يتميز بتردد فكرة الصيد فيه بشكل استمر منذ ما قبل الإسلام مروراً بالعصرين الأموي والعباسي إلى العصر الحديث. وتخضع هذه الاستمرارية لهذه الفكرة، من الصياد ورفاقه وفرسه والصقر والفريسة، إن كانت حماراً وحشياً أو غزالاً أو أرنباً أو ثعلباً، إلى تحولات دراماتيكية في الأنواع الشعرية وبنيتها الأساسية.
ومن خلال الترجمات الأنيقة والتفسيرات المقنعة، يقدِّم ستيتكيفيتش، أستاذ اللغة العربية في جامعة شيكاغو الأمريكية، هذا التقليد العربي العريق ويدخله إلى حقول الدراسات الثقافية والإنسانية المعاصرة.
في الفصول الأولى من الكتاب، يستكشف ستيتكيفيتش مواضيع متنوعة من مغامرات الصيد البطولية ضمن القصائد العربية القديمة، وتحولها مع ظهور الإسلام إلى شاعرية التضحية والفداء. أما الجزء الثاني فيتتبع جماليات أشعار الصيد والتحول من مجرد الوصف إلى إطلاق العنان للمخيلة. ومن ثم ينتقل في الجزء الثالث إلى حداثة القرن العشرين مع الأشعار العربية الحرة وعودة الفكرة الكلاسيكية للصيد.
اصطياد الأغبياء: اقتصاد التلاعب والخداع
Phishing for Phools: The Economics of Manipulation and Deception
تأليف: جورج أ. أكرلوف و روبت ج. شيلر
الناشر: Princeton University Press – سبتمبر (2015)
منذ أن وضع آدم سميث نظريته الاقتصادية الشهيرة بقي المبدأ الأساسي للاقتصاد يعتمد على كون الأسواق الحرة قادرة على توفير الرفاه المادي. ولكن العالِمان الحائزان جائزة نوبل للاقتصاد، جورج أكرلوف وروبرت شيلر، قدَّما تحدياً أساسياً لهذه النظرية، وأكدا أن الأسواق الحرة يمكن أن تكون مضرة بقدر ما قد تكون مفيدة. فلطالما كان هناك سعي لتحقيق الأرباح كان هناك دافع لاستغلال نقاط الضعف لدى المستهلك، مما يجعل عمل الأسواق الحرة مملوءاً «بالخدع والكمائن التي تصطاد الأغبياء».
يدعم أكرلوف وشيلر نظريتهما هذه بعشرات القصص التي تُظهر كيف أن الاصطياد يمكن أن يطال الجميع في كل جانب من جوانب الحياة. فنحن ننجذب أكثر مما نظن إلى الإعلانات، كما أننا ندفع كثيراً من الأموال على الأمور التي لا تفيدنا بشيء. بالإضافة إلى عدة ظواهر تنتج عن استجابتنا لهذا التلاعب أهمها ازدهار النظام المالي العالمي ومن ثم انهياره في دورات متعاقبة.
إعادة التشغيل: كيف أعادت كرة القدم الألمانية اختراع نفسها وهزمت العالم
Das Reboot: How German Soccer Reinvented Itself and Conquered the World
تأليف: رافييل هونيغستين
الناشر: Nation Books – أكتوبر (2015)
يقول مارتن ليمس من الجامعة التقنية في ميونيخ في ألمانيا إن حوالي نصف الأهداف التي تُسجل في لعبة كرة القدم عشوائية. ولكن كتاب «إعادة التشغيل» لمؤلفه رافييل هونيغستين يركِّز على الجانب غير العشوائي لهذه اللعبة الرياضية الأكثر شعبية في العالم، ويؤكد أن الفريق المدرَّب والمجهَّز بشكل جيد قادر أن يتغلب على جميع الصعوبات وتحقيق الفوز المنشود.
فبعد فترة طويلة من الإنجازات الألمانية العظيمة في مجال كرة القدم، عانت هذه اللعبة تراجعاً كبيراً في تسعينيات القرن الماضي، مما أدى إلى اقتناع اتحاد كرة القدم الوطني هناك بوجوب اتخاذ خطوات إصلاحية جذرية للنهوض بهذه اللعبة من جديد. ويستعرض الكتاب أهم هذه الخطوات التي يمكن أن تتلخص بإنشاء الأكاديميات الكروية المتخصصة، التي تركز على تدريب الشباب الصغار، والإصلاحات الكبيرة التي أدخلها يورغن كلينسمان عندما بدأ عمله كمدرِّب للفريق الوطني في 2004م حين سلَّط الضوء على تطوير الجانب الفكري للاعبين إلى جانب قدراتهم الجسدية، كما عمل على تحسين إدارة الفريق بشكل مستمر.
حديقة الكوكب وكتابات أخرى
The Planetary Garden and Other
تأليف: جيل كليمان – ترجمة: ساندرا موريس
الناشر: University of Pennsylvania Press
يونيو (2015)
هذا الكتاب من تأليف جيل كليمان، المهندس المعماري للمناظر الطبيعية المعروف بتصميم أهم وأجمل الحدائق العامة في العاصمة الفرنسية، ولكنه غالباً ما يحب أن يُعرِّف عن نفسه بكونه مجرّد بستاني. يقول كليمان في هذا الكتاب إنه من أجل رعاية وزراعة أي قطعة أرض، يجب على البستاني العمل بطريقة تتناغم مع النظام البيئي الطبيعي للحديقة، وليس ضده. بهذا المعنى علينا النظر إلى كل كوكب الأرض كحديقة واحدة، وإلى كوننا المؤتمنين على الاهتمام به والمسؤولين عن احترام تعقيدات هذا الكوكب وتنوع الحياة الموجودة عليه.
يُعد هذا الكتاب بمنزلة بيان بيئي يرسم فيه كليمان القوانين العامة التي تحكم العالم الطبيعي والمبادئ التي ينبغي أن توجه إدارتنا لحديقة الأرض العالمية. وكل هذه المبادئ تؤكد على الفلسفة التي يشدِّد عليها كليمان، والتي تفترض عدم الفصل بين الإنسان والبيئة العالمية الطبيعية المحيطة به.
بين كتابين
أدوات التفكير الذكي
كتاب: عدّة العقل: أدوات التفكير الذكي. تأليف: ريتشارد نيسبيت
Mindware: Tools for Smart Thinking by Richard Nisbett
الناشر: Farrar, Straus & Giroux – أغسطس (2015)
التوقع الدقيق: فن وعلم التنبؤ. تأليف: فيليب تيتلوك ودان غاردنر
Superforecasting: The Art and Science of Prediction by Philip Tetlock and Dan Gardner
الناشر: Crown Publishers – سبتمبر (2015)
يقدِّم كتابان صدرا حديثاً بعنواني «عدّة العقل» و«التوقع الدقيق»، طرقاً مختلفة للتعامل مع العالم المعقَّد الذي نعيش فيه.
«عدّة العقل» هو كتاب مهم لعالم النفس ريتشارد نيسبيت، الذي قال عنه الكاتب مالكولم غلادويل، صاحب المؤلفات الشهيرة مثل «الومضة» و«المميزون»، بأنه «أكثر المفكرين تأثيراً في حياتي»، وأضاف أنه «هو الذي ساعدني على تكوين رؤيتي للعالم». يعرض الكتاب في أجزائه الستة لعدد من العوامل المهمة التي تؤثر في طريقة التفكير، من دور الوعي في إطلاق الأحكام واتخاذ القرارات، إلى دروس الاقتصاد السلوكي إلى مبادئ الإحصاء والاحتمالات، إلى علم المنطق وطبيعة المعرفة وكيفية اختبار الأفكار. وقد أشار نيسبيت إلى أنه «لا يوجد شيء في الكتاب لا يتطابق مع متطلبات الحس السليم».
والسؤال الذي يمكن طرحه هنا، هو: لماذا نهتم بكتاب يعلِّمنا كيفية التحلي بالحس السليم الذي نمتلكه جميعنا وإن كان بدرجات متفاوتة؟ يجيب نيسبيت نفسه عن هذا السؤال بقوله: إنه عند قراءة هذا الكتاب سيصبح القارىء أذكى، لأن الكتاب المذكور يُعد مكملاً للحس السليم من خلال عرضه لمجموعة من المبادئ والقوانين التي، عند اكتسابها بشكل جيد، يمكن تطبيقها تلقائياً لحل عدد كبير من المشكلات المعقَّدة. ويضيف أن من أهم نقاط الضعف التي نعاني منها هي أننا لا نعرف كيفية وضع أطر مختلفة للمشكلات التي نواجهها. ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب من حيث تقديمه لطرق مختلفة في التفكير بمسألة معينة، تكون كلها معتمدة على أدلة ثابتة. وكل ذلك يسمح باتخاذ القرارات الأنسب وتغيير حياتنا إلى الأفضل.
وبينما يتطرق كتاب «عدّة العقل» لفهم العالم المعقَّد الذي نعيش فيه من عدة جوانب، يركِّز كتاب «التوقع الدقيق» على مسألة واحدة: كيف نكوِّن النظريات حول ما سيحدث في المستقبل. هل ستنشب الحرب؟ هل أن الانهيار الاقتصادي قادم لا محالة؟ هل سيتفشَّى هذا الوباء؟ماذا ستكون نتيجة هذه الانتخابات؟ وغيرها الكثير من المسائل التي يمكن توقعها من أجل تجنبها أو التعامل معها بشكل أفضل.
قسّم تيتلوك الأشخاص إلى فئتين: «القنافذ» الذين يعتمد فهمهم للعالم على فكرة واحدة أو فكرتين، و«الثعالب» الذين يؤمنون بأن العالم الذي نعيش فيه معقَّد لدرجة أنه لا يمكننا أن نسير فيه تحت شعار واحد. والذين يستطيعون التوقع الدقيق هم بالطبع من الفئة الثانية. فهم واعون تماماً لخدع العقل التي يمكن توهمنا بأن ما نتوقعه هو دقيق بالفعل، وهم على استعداد دائم لتغيير توقعاتهم عند ظهور أدلة جديدة، كما أنهم منفتحون على الأفكار الجديدة، إضافة إلى تحلّيهم بميزة الحذر الدائم دون التخلي عن القدرة على الحسم. ويضيف تيتلوك أن التوقع الدقيق يستدعي وجود «التواضع المطلوب لإصدار الأحكام السليمة، الذي لا علاقة له بالتشكيك بالنفس ولا بالإحساس بعدم الموهبة وقلة الذكاء أو القيمة»، وإنما المطلوب هو التواضع الفكري الذي يشمل الإدراك بأن الحقيقة معقَّدة بشكل كبير، وبأن رؤية الأمور بوضوح هي معاناة مستمرة، وبأن إصدار الأحكام البشرية لا بدَّ وأن يكون مشوباً بالأخطاء.
يقدِّم الكتاب مجموعة من المبادئ الأساسية التي تعتمد على البيانات والمنطق والقضاء على التحيز الشخصي ومتابعة التقارير، لمعرفة دقة توقعاتك وتوقعات الآخرين وتفكيك أية مسألة إلى أجزاء والتمييز بين الحقائق والافتراضات. وليست هذه بالمبادئ الجديدة أو المثيرة، ولكن المثير هو دقة التوقعات التي تُمكِّن أشخاصاً عاديين من تحقيقها من خلال التطبيق الدقيق لهذه المبادئ الأساسية. ولسوء الحظ، يواجه معظم الناس صعوبة في تطبيق هذه المبادئ في حياتهم اليومية. ولكن مما لا شك فيه أن التوصيات المقدَّمة في كتابي «عدّة العقل» و«التوقع الدقيق»، تتيح للجميع فرصة التفاعل بشكل أفضل وأذكى مع العالم المُحيِّر الذي نعيش فيه.