مجرد تخيّل شكل هذه الحشرات يبعث القشعريرة في قلوب الكثيرين وخاصة النساء. وقد يكون اختفاء الصراصير خبراً ساراً لكل المهتمين بنظافة بيوتهم، حتى الأجزاء الخفية منها، حيث تتكاثر هذه الكائنات بصمت وفاعلية. اختفاء الصراصير سينزل برداً وسلاماً على قلوب أولئك المسكونين برعب احتمال العثور على أحدها بين ثنايا الملابس النظيفة المطوية، أو فوق فرشاة الأسنان صباحاً، أو مجرد تخيل أحدها يهرع فوق وجوهنا ونحن نيام!
هذه المخاوف الدفينة تدفعنا الى إنفاق المال بلا تردد لاقتناء المبيدات الحشرية. وسيكون اختفاء الصراصير ضربة قاصمة لسوق المبيدات والحال كذلك. لكن المسألة لها تبعات أعمق ومتعلقة بالتوازن الطبيعي للكوكب بأسره.
يوجد في العالم ما بين خمسة وعشرة آلاف نوع من الصراصير. ويستحيل إحصاء العدد الكلي لأفراد هذا الكائن. فالصراصير – والحشرات عموماً – هي مصدر مهم لغذاء عديد من الحشرات الأخرى والطيور والثدييات كالفئران والجرذان. بل إن بعض البشر يأكلونها. واختفاء الصراصير لن يقضي تماماً على الفئران لكنه سيحدّ منها بشكل كبير. ولكن نوعاً واحداً من الكائنات: الدبابير الطفيلية التي تقتات حصراً على بيض الصرصور، ستنقرض حتماً مع اختفاء الصراصير.
الانخفاض في تعداد الفئران والجرذان سيؤثر بدوره، على الأنواع التي تتغذى عليها، بما في ذلك القطط – البرية والمستأنسة على حدٍّ سواء – وعلى الثعالب والذئاب وعديد من الزواحف، وكذلك النسور وغيرها من الطيور الجارحة التي ستعاني كثيراً وستتقلص دائرة انتشارها.
والأهم من ذلك كله، فإن اختفاء الصراصير سيخلخل نظاماً يعنينا جميعاً، يُعرف بدورة النيتروجين. إذ إن معظم الصراصير تتغذى على المواد العضوية المتحللة، والمحتوية على كميات عالية من عنصر النيتروجين. وتعيد الصراصير إخراج هذا النيتروجين مع فضلاتها ليعود إلى التربة فتتغذى عليه النباتات. وهكذا فإن انقراض الصراصير سيكون له أثر عميق على صحة الغابات وبالتالي على جميع الأنواع التي تعيش بها.
بتصرف عن مقالة:
What If There Were No Cockroaches?
موقع: livescience.com