بيوت من البلاستيك؟ قد تبدو الفكرة مستغربة وغير قابلة للتنفيذ، ولكن تجربة نيجيريا في بناء منازل من البلاستيك أثبتت مدى متانة هذه البيوت وقابلية السكن فيها.
لا شك في أن البلاستيك هو في كل مكان في العالم، وقد بدأ يشكِّل عبئاً كبيراً على البيئة. وعلى الرغم من حملات التوعية لاستخدام كميات أقل من البلاستيك، فإن سكان عديد من البلدان في العالم، بما فيها البلدان المتقدمة، لا يزالون يرمون كميات كبيرة من البلاستيك في المكبَّات، دون أي وعي لخطورة عملهم.
وقد دفعت هذه الحقيقة المرّة عديداً من الأشخاص إلى التفكير بطرق مبتكرة لاستخدام هذه المنتجات غير المرغوب فيها. وبما أن هناك أزمة سكن جدية في نيجيريا، وحاجة لبناء 16 مليون وحدة سكنية على الأقل، ولأن بناء البيوت بالوسائل التقليدية ذو تكلفة عالية، تبنَّى السكان المحليون فكرة كانت قد اقترحتها اثنتان من المنظمات غير الحكومية هما: «جمعية التنمية للطاقات المتجددة» و«منظمة إفريقيا الوقفية الجماعية». وقد بدأوا الآن ببناء بيوت من قناني البلاستيك.
وهذا المشروع أخذ يحل مشكلتين اثنتين: الأولى، معالجة مشكلة التشرد؛ والثانية، مساعدة البيئة. فمن خلال هذا المشروع ستكون هناك كميات أقل من البلاستيك في مقالب النفايات، كما أن تلك المنازل ستكون خالية من انبعاثات الكربون الضارة. وبالإضافة إلى ذلك، فهذه البيوت مدعومة بالكامل بألواح الطاقة الشمسية وغاز الميثان من النفايات البشرية والحيوانية المعاد تدويرها.
ومن أجل بناء منزل من غرفتين، يقوم العمال بتعبئة قناني البلاستيك بالرمل ومن ثم يلصقونها ببعضها بعضاً بواسطة الوحل والإسمنت. فيشكِّل ذلك جداراً أقوى من الطوب. وعلاوة على ذلك، فإن هذه البيوت الملوّنة مقاومة للرصاص والحريق ويمكنها أن تتحمل الزلازل.
يمكن بناء مبانٍ من ثلاثة طوابق، وليس أكثر من ذلك، بسبب وزن القناني المملوءة بالرمال. وبطبيعة الحال، فإن التنوع الرائع في القناني المعاد تدويرها يعطي كل بيت منظراً فريداً ومشرقاً. ويحتاج المنزل المؤلف من غرفتين حوالي 14000 قنينة. وإذا ما عرفنا بأن هناك حوالي ثلاثة ملايين زجاجة يتم رميها في نيجيرياً يومياً، يتضح لنا أن هناك ما يكفي لإيجاد منزل لكل من هو بحاجة إليه. وقد يكون هذا البلد الإفريقي، من خلال هذه الفكرة المبتكرة، مصدر إلهام لعديد من الدول لتحوِّل نفاياتها إلى ما فيه حل لمشكلاتها المستعصية.