غريب أمر أئمة اللغة العربيّة القدماء! لقد اشتغلوا بكلّ شاردة وواردة في اللغة العربيّة. ومن أكثر ما انشغلوا به الألفاظ المعرّبة، وهي الألفاظ التي دخلت إلى اللغة العربيّة من اللغات الفارسية واليونانية والسّريانية والحبشيّة. فرصدوها، وعاينوها، ودرسوا أبنيَتها، ولاحظوا سماتها. فمّما قالوه إنّ عُجمة الاسم يُمكن أن تُعرف من ورود حروف معيّنة مع حروف معيّنة أُخرى على الشّكل الآتي:
• فليس هناك اسم يبدأ بنون ثمّ راء مثل «نرجِس»، و«نرد».
• ولا زاي بعد دال في آخر الاسم. نحو «مهندز»، فصيّره العرب «مهندِس».
• ولا تجتمع الصاد والجيم، نحو «صَولجان»، و«الجصّ»، و«الإجاص».
• ولا تجتمع الجيم والقاف، مثل «مَنجنيق»، و«الجُلاهق» (وهو البندُق)، و«الجوسَق» (وهو القصر).
• ولا تجتمع الطاء والجيم، مثل «طاجن» و«طيجَن».
وطريف أيضاً أن العرب كانوا يبدلون الحروف الأعجميّة إلى أقرب الحروف من مخارجها، كالحرف الذي بين الباء والفاء مثل بور إذا اضطروا قالوا : فُور؛ والفيروز أصلها بالفارسيّة: «بيروز» ومعناه المظفّر والمبارك. وقالوا «توت» وأصله الأعجمي: «توث» و«توذز» وهم يعرّبون الشين سيناً فيقولون: «نيسابور» وهي «نيشابور» في، و«دست» وهي «دشت».