هناك اعتقاد شائع بأن وجود الأهل إلى جانب أطفالهم عندما يقصد هؤلاء المسابح والشواطئ كفيل بدرء كل الأخطار التي تحيق بالصغار، وأهمها طبعاً هو خطر الغرق.
ولكن إضافة إلى خطر الغرق، ثمة محاذير عديدة تفرض أخذها في الحسبان خلال اصطحاب الأطفال لممارسة رياضة السباحة أو تعلمها.
أيمن طرقجي يجيب هنا عن الأسئلة العديدة التي قد تؤرق بال البعض، ولا يوليها البعض الآخر الأهمية التي تستحقها.
في فصل الصيف تكون المسابح والبحيرات والشواطئ أكثر الأماكن ارتياداً. ولكيلا يتحوَّل الترفيه والاستجمام إلى مأساة علينا اتخاذ احتياطات مناسبة لحماية أطفالنا من مخاطر الماء. فهناك حوالي 1000 طفل يموتون كل عام غرقاً, ومعظم هذه الحوادث تحدث في برك السباحة المنزلية حيث يمكن للأطفال الصغار أن يغرقوا في أقل من 6 سم من الماء. لهذا على الوالدين أن يستمروا بمراقبة أطفالهم أثناء السباحة, وعدم إغفالهم حتى لثوانٍ معدودة. فالغرق يحدث خلال لحظات أثناء الرد على الهاتف مثلاً أو تفحص الإيميل أو غير ذلك أثناء مراقبتك لطفل يلهو في الماء.
كما يجب على الأهل مراقبة جميع الأطفال، سواء من تعلموا السباحة أو من لم يتعلموها بعد. فكلهم معرضون للخطر. والغرق يحدث حتى عندما لا تتوقع حدوثه على الإطلاق.
إضافة إلى ذلك، هناك محاذير عديدة وتساؤلات يجب أخذها في الحسبان، وأهمها ما يأتي:
• هل يمكن للأطفال ارتداء الحفاظات في الماء؟
•
هناك عدة أنواع من الحفاظات مصممة للاستخدام تحت الماء. فهي تصد الماء وتلتصق بشكل محكم ومريح بالخصر والفخذين ولكنها ليست ضد الماء، حيث يمكن للبراز أن يتسرب منها مما يؤدي إلى تلوث بركة السباحة وانتشار الأمراض من خلال البراز الذي يمكن أن يحتوي على جراثيم مسببة للإسهال واضطرابات في المعدة.
ورغم أن البول في الماء أقل خطورة من البراز ولكن يصعب الفصل بينهما عند ارتداء الأطفال الحفاظات لهذا لا ينصح الآباء بالسماح لأطفالهم ممن يتردون الحفاظات النزول لبركة السباحة.
•
هل يمكن للأطفال ممن لديهم جبيرة أن يذهبوا للسباحة؟
•
إذا كانت الجبيرة مصنوعة من مواد مضادة للماء فمن الممكن أن يسبحوا بعد استشارة طبيبهم، أما إذا كانت الجبيرة مصنوعة من الجص فمن الأفضل أن يبقى بعيداً عن الماء لأن محاولة حماية الجبيرة بكيس بلاستيكي لا تنجح غالباً.
•
هل يمكن للأطفال ممن لديهم صمام في الأذن السباحة؟
•
يجب استشارة الطبيب أولاً حول سباحة الأطفال الذين يضعون صمامات في آذانهم. فبعض الأطباء ينصح بأن يرتدي هؤلاء الأطفال سدادات أثناء السباحة لمنع البكتيريا من دخول الأذن الوسطى. كما يجب استخدام تلك السدادات بانتظام حتى للأطفال العاديين عندما يسبحون في مياه غير معالجة كالبحيرات والأنهار.
•
ما هي أفضل طريقة لمنع إصابات الأذن أثناء السباحة؟
• شجع طفلك على ارتداء السدادات أثناء السباحة.
•
جفف أذني طفلك بعد السباحة بمنشفة أو مجفف شعر.
•
استخدم قطرات طبية لتنظيف الماء من أذنيه.
•
لا تستخدم أعواد القطن لتنظيف أذنيه لأنها قد تخدش قناة الأذن وتترك مكاناً ملائماً للعدوى.
•
لا تسمح له بالسباحة في أماكن ملوثة.
•
هل يشكِّل احمرار العينين بعد السباحة مصدر قلق؟
•
يشير احتقان العينين بعد نهار طويل من السباحة إلى حساسية ضد الكلور. كما أن البرك والبحيرات يمكن أن تحتوي على بكتيريا يمكن أن تسبب احمرار القرنية. وللحيلولة دون احمرار أو انتفاخ العينين، اجعل طفلك يرتدي نظارات الوقاية، وللتخفيف من الاحمرار بعد السباحة اغسل عيني الطفل بمعقم عيون.
• هل ابتلاع ماء البركة خطر على الأطفال؟
•
لا بد وأن يبتلع الطفل بضع جرعات من الماء أثناء السباحة ولا سيما في بدايات تعلمه السباحة. وقد لا يشكل ابتلاع كميات قليلة من الماء أي خطر على الطفل بينما قد يشكل ابتلاع كميات كبيرة خطراً كبيراً.
• ما هو أفضل عمر لبداية دروس السباحة؟
•
تؤيد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بداية دروس السباحة عند سن الرابعة وما فوق. وإذا قررت أن تسجل طفلك في عمر أبكر من الأربع سنوات في برنامج سباحة فحاول اختيار برنامج لا يتطلب غطس رأسه في الماء لأن ذلك يقلل كمية الماء التي سيبتلعها.
•
هل يمكن للأطفال السباحة عندما يكونون مرضى أو مصابين بجروح وخدوش؟
•
من المفيد للأطفال ممن لديهم نزلات برد أو غيرها من الأمراض البسيطة أن يسبحوا ماداموا
لا يشعرون بالتعب. وكذلك لا بأس للمصاب بالجروح أو الخدوش أن يسبح مادامت جراحه لا تنزف.
• ماذا عن السباحة بعد الأكل؟
•
لا بأس أن يسبح الطفل بعد وجبة خفيفة من الطعام، أما إذا كانت الوجبة ثقيلة وشعر بعدها بالخمول والبلادة فمن الأفضل أن يأخذ استراحة قبل السباحة.
• هل أحواض السباحة الحارة آمنة للأطفال؟
•
ترتفع حرارة الأطفال بسرعة في حوض استحمام مليء بالماء الساخن، لهذا لا تسمح له باستخدام الأحواض الحارة حتى يصبح طوله كافياً لإبقاء رأسه فوق الماء أثناء وقوفه وسط الحوض، ومع هذا يجب أن تكون زيارة الأحواض الحارة نادرة ولمدة قصيرة وألا تسمح له بغمر رأسه في الماء الحار لأن الحرارة المرتفعة تشجع نمو بعض الميكروبات مما قد يؤدي إلى التهاب في الأذن الخارجية.