تبدأ القافلة رحلتها الجديدة بصيغتها المطوَّرة هذه، بتناول شأن بالغ الأهمية، نظراً للجهود المبذولة حالياً في المملكة على صعيد تطوير التعليم بكل مراحله، فخصصت باب “ورشة عمل” لورشة عُقدت مؤخراً في جدة في إطار “برنامج التطوير المهني للمعلِّم” واستهدفت الارتقاء بأداء المدرِّبين الذين سيتولون لاحقاً تدريب المعلمين.
أما باب بداية كلام فيتضمن ردوداً شخصية سريعة على السؤال الذي اخترناه لهذا العدد، وهو “أتقرأ من الشاشة أم من الورق؟” وبعد ذلك يلاحظ القارئ أن الكتاب صار يحتل مساحة لائقة به من خلال استعراض عناوين مختارة ومتنوعة من الإصدارات السعودية والعربية والعالمية.
وفي مناخ علوم وطاقة، سبعة مواضيع تتراوح ما بين تقرير عما توصَّل إليه استكشاف أعماق المحيطات الذي بات يشبه السباق القديم إلى استكشاف الفضاء، وزاوية ابتكار ومبتكر، وما بينهما عرض لقضية العلاقة ما بين الوقود العضوي وأزمة الغذاء العالمي وحقيقة الأبحاث الجارية في هذا المجال. إضافة إلى صفحات شيِّقة مختلفة، منها ما يتناول معادلة دريك التي تبحث في فرادة الأرض، وزاوية “منتج” المخصصة في هذا العدد لكاميرا الهاتف الجوَّال.
وفي مناخ الحياة اليومية ما يهم قطاع العمل والأعمال حول نمط جديد من “المكاتب” بدأ يظهر في العالم ويُعرف باسم مساحات العمل المشتركة، وزاوية جديدة تعرض تخصصاً جديداً موجهاً أساساً إلى الطلاب، وهي في هذا العدد لـ ”صحافة قطاع السيارات”. وبعد استعراض فن تصميم الأوراق النقدية التي بدأنا نلحظ تغيرات ملحوظة في تصميمها، يصل القارئ إلى باب ”عين وعدسة” وهو استطلاع مصوَّر مطعَّم بانطباعات شخصية، وموضوعه في هذا العدد محمية شيتوان في النيبال.
بالوصول إلى مناخ الأدب والفنون، يطالع القارئ، أولاً حفنة من الآراء في شأن ثقافي عام، وهو في هذا العدد حول “الإبداع العربي وما إذا كان يجف أم يتجدد”. وفي الزاوية الجميلة “فنَّان ومكان” التي تسلِّط الضوء على أماكن أثرت في الفنانين أياً كانت تخصصاتهم، يكتشف القارئ وادي ثقيف وريمه الذي تغنَّى به طارق عبدالحكيم في أغنية لا تزال مسموعة منذ نصف قرن. وبعد الشعر والشاعر هيثم الجحدلي وإحدى قصائده، وصفحة من أرشيف القافلة يصف فيها العلَّامة الشيخ محمد الجاسر مدينة الرياض كما كانت قبل نصف قرن، تزور القافلة النحَّات السعودي المعروف طلال الطخيس في محترفه وتعرض نبذة عن مسيرته الفنية.
وقبل الوصول إلى الصفحات الأخيرة من العدد، ثمة وقفة أمام التقرير الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي حول المحتوى الرقمي العربي، وخاصة في الشق الثقافي من هذا المحتوى، وما يتكشَّف عنه من أمور تتعلق بأحوالنا الثقافية عامة.
أما ختام الرحلة، فقد حرصت القافلة على أن يبقى في صيغتها الجديدة كما كان، مع الملف. وموضعه في هذا العدد هو “الإلهام”.. موضوع يتناغم جيداً مع التوجه الجديد للقافلة.