كتب (قافلة النشر)

كتب

كتب عربية

الإقتصاد
تأليف: دافيد أوريل مع بورين فان لون
ترجمة: هديل أبو زهرا
الناشر: منشورات المتوسط – 2016
يقودُ تقديم العلامة التجارية الجديدة إلى الموضوع الذي من شأنه حقاً أن يجعل العالم يستمر. في عام 1935، وصفَ الاقتصادي البريطاني ليونيل روبينس علم الاقتصاد بأنه ‮«علم النُدرة‮»، بيد أنه الآن في كل مكان، ولم يكن أكثر شيوعاً من قبل كحاله اليوم؛ ويشهدُ على ذلك كتاب Freakanomics الذي حقّق أعلى المبيعات. ولكن، ما هو علم الاقتصاد حقاً؟ بماذا يفكّر كبار الاقتصاديين، وما الذي يستطيع علم الاقتصاد أن يفعله من أجلنا اليوم؟ يوضّح ديفيد أوريل، مؤلف كتاب Economyths، كل ما يتعلّق بتقديم العلامة التجارية بصورة ذكية وبارعة، مصحوباً برسوم توضيحية عبقرية بيد الأسطورة بورين فان لون. أما ديفيد أوريل فهو عالم رياضيات كندي يعيشُ في أكسفورد؛ حيثُ حاز على شهادة الدكتوراة. وبرز عمله في تنبؤ الأنظمة المُعقّدة على غرار الطقس وعلم الوراثة والاقتصاد في مجلة نيو ساينتست وصحيفة فايننشال تايمز وراديو بي بي سي وتلفزيون سي بي سي. كتابه السابق هو Economyths والذي نشرته دار ICON في عام 2010. بورين فان لوُن: فنان سوريالي في الكاريكاتير والكولاج، وهذا هو الكتاب السادس عشر المصور له.

 

التنوع البيبليوغرافي: بيان في النشر المستقل
تأليف: سوزان هاوثورن
ترجمة: بلال زعيتر
الناشر: دار الفارابي، مؤسسة الانتشار العربي، 2016
تقدِّم سوزان هاوثورن في هذا الكتاب استعراضاً وافياً لمفهوم تنوّع النشر وانعكاسات ذلك على التنوّع الثقافي، وتفضح فيه آلية تخريب صناعة النشر وكيفية تحطيم الهوامش لمصلحة نوع واحد من الكتب، تلك التي تقع في باب “الأكثر مبيعاً”، وإزاحة كل ما عدا ذلك من واجهات المكتبات. وتضع هذا التخريب الثقافي المتعمّد في مقام التخريب البيولوجي للطبيعة على حساب التنوّع والتعددية.

فدور النشر الكبرى ومتاجر الكتب تعنيها الأرقام فقط، ولا تعبأ بسماع الأصوات المختلفة، ولا بتخصيب التربة الثقافية وتشجيع تنوّع الحالات المعرفية. ونقرأ في فصول الكتاب سبل وإيجابيات التنوّع في مواجهة خطر سيطرة هذا اللون الواحد من النشر الذي تمليه المؤسسات العملاقة.

وتَعُدّ المؤلفة أن النشر عمليَّة مشتركة تتضافر فيها كل الجهود، بما في ذلك خيار القارئ الواعي الذي يتبنى مفهوم تنوّع النشر وترويجه. وتركِّز هاوثورن على أهمية إسماع صوت المهمشين، ومن بينهم النساء والمجتمعات التي خضعت طويلاً لسيطرة النفوذ الاستعماري بما يحملــه من تذويـــب للثقافات المحلية.

 

مدن العرب في رواياتهم
تأليف: علي عبدالرؤوف
الناشر: دار مدارات للنشر والتوزيع بالقاهرة، 2017
بعد عمله المميَّز “من مكة إلى لاس فيجاس: أطروحات نقدية في العمارة والقداسة”، يطوف بنا د.علي عبدالرؤوف في رحلة شيِّقة بين مدن العرب في الأدب العربي الحديث؛ من دبي إلى الدار البيضاء مروراً بالرياض وبغداد ودمشق وعمَّان والقاهرة التراثية والمعاصرة، وصولاً إلى تونس والجزائر.

يبني الكاتب علاقة مركَّبة بين الأدب والعمارة، فيعيد رسم خريطة ذهنية للمدن وعمارتها كما نقلتها الروايات، وهو موضوع جديد على الدراسات الأدبية العربية التي تمزج العمارة الفعلية بالعمارة المتخيلة أو تلك التوثيقية لمدن بعينها كما جاءت في الروايات. ويجول بنا الكتاب في أعمال كبار الأدباء العرب المعاصرين التي صوّرت هذه المدن وشخوصها؛ لتصل الأدب بالعمارة والعمران، من خلال أعمال حنّا مينه وفواز حداد وغادة السمّان وعبدالرحمن منيف وغازي القصيبي وهاني النقشبندي وشاكر الأنباري والطيب صالح ومحمد الأشعري وياسمينا خضرا ونجيب محفوظ والطاهر وطّار ويحيى حقي وجمال الغيطاني ورضوى عاشور ويوســف إدريس وإبراهيم أصلان وبهاء طاهر وفتحي غانم وأحمد خالد توفيق وغيرهم.

 

سينما الشعر
جدلية اللغة والسيميولوجيا في السينما
تأليف: عبدالكريم قادري
الناشر: منشورات المتوسط – ميلانو، 2016
يلخص هذا الكتاب للناقد الجزائري عبدالكريم قادري نظريات البحث في مفهوم سينما الشعر، وتقريبها للمتلقّي؛ ليكون بمنزلة المرجع الذي يمكن العودة إليه كلما دعت الحاجة إلى ذلك. وسيكون جامعاً شاملاً لجوانب اللغة في السينما، وشرحاً مستفيضاً لنظرية بيار باولو بازوليني، وبوصلة تؤشر للباحثين والنقّاد لتقديم كتب وبحوث أخرى، لإثراء المكتبة العربية بمزيد من الدراسات والأبحاث التي تهم عشاق الفن السابع.

ويعرفنا الكتاب على جوانب عديدة في سينما الشعر، وما يتصل بها، من فروع اللغة السينمائية، من سيميولوجيا ومذاهب أدبية ونقدية أخرى، ناهيك عن الدراسات التحليلية والمُقارنة التي قام بها الكاتب كجانب تطبيقي، لتسهيل عملية فهم الجانب النظري المُعقّد.

ويحتوي الكتاب على جملة من التساؤلات حول قضايا إبداعية متعلِّقة باللغة والأسلوب السينمائيين في منجز المخرج الإيطالي بيار باولو بازوليني.

 

الرواية العربية في القرن العشرين
التأسيس والتطوير والظهور والأنماط
تأليف: مجموعة مشتركة من الباحثين والنقَّاد العرب
الناشر: المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، 2016
يُعد هذا الكتاب عملاً مسحياًّ للخارطة الروائية العربية من المحيط إلى الخليج، ويضمّ العمل خمسة أقسام. الأول بعنوان “الرواية العربية في مصر والسودان” كتبه الأكاديمي المصري محمد الشحات، والثاني بعنوان “الرواية في بلاد الشام” كتبه الدكتور الأردني إبراهيم السعافين، أما الثالث فخُصّص للرواية في العراق وكتبه الباحث العراقي نجم عبدالله كاظم. وجاء القسم الرابع حول الرواية العربية في المغرب العربي بقلم الناقد المغربي سعيد يقطين، بينما رصد الخامس تطوّر الرواية في الخليج والجزيرة العربية بقلم العراقي صالح هويدي.

وفي الخاتمة، تم رصد أهم النتائج البحثية، ومنها أن الولادة التاريخية للرواية العربية بدأت في مصر والشام والعراق في العقدين الأولين من القرن العشرين. وأن الرواية العربية عموماً تأثرت، سواء في النشأة أو في التطور، بالرواية العالمية، خصوصاً من ناحيتي البناء والتقنيات. وفيما يخص المذاهب والاتجاهات والأنواع، فقد بدأت الرواية في جلّ الأقطار العربية تعليمية، وكثيراً ما اقتربت من المقامة، ثم أصبحت عاطفية. قبل أن تنتقل غالباً إلى الواقعية، واختلطت الواقعية باتجاهات أخرى مثل: الرومانسية والوجودية والنفسية.

ويرصد الكتاب البحثي بروز المرأة العربية في مجال الرواية، ويتابع التغييرات التي طرأت على الرواية في نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين، حيث حصل تناغم في واقعها وحجم إنتاجها في كل إقليم وقطر، وزوال التفاوت في مستوياتها الفنية الذي كان موجوداً قبل تسعينيات القرن الماضي.

 

فجر العرب: شبابه وعائده الديمغرافي
تأليف: بسمة المومني
ترجمة: فادي ملحم
الناشر: سلسلة ترجمان
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة 2016
بحثت بسمة المومني في هذا الكتاب الذي وضعته أولاً بالإنجليزية شؤون الشباب العرب وشجونهم، وأحوال مجتمعاتهم، وطموحهم ورؤيتهم للمستقبل عشية ما يسمى “الربيع العربي” وخلاله. وتستند المؤلفة في بحثها إلى مجموعات مناقشة مركّزة أعدّتها في عدد من الدول، ومؤتمرات واجتماعات شاركت فيها، ومقابلات شخصية أجرتها، تتمحور كلها حول السؤال: كيف يفكِّر الشباب العرب وماذا يريدون؟

تتحدَّث المومني في الفصل المعنون بـ “الخبز: الكرامة الاقتصادية والعمل المنتج”، عن طلب الشباب العرب الخبز، مشيرة إلى الرغبة في الحصول على الكرامة الاقتصادية والعمل المنتج. وعلى الرغم من عدم وجود نقص في أعداد الشباب العرب المتعلّم، يواجه هؤلاء تحديات كثيرة عندما يبحثـون عن فرص تتيح لهم الاستفــادة من تعليمهم، فيبقى كثير من الشباب عاطلاً عن العمل كلياًّ أو جزئياًّ بعد التخرّج. ولكن نسبة ريادة الأعمال ترتفع بشكل غير مسبوق في العالم العربي، مع تراجع الخيارات التقليدية. وهي من الوسائل التي تعتمدها الشابات العربيات خصوصاً لمواجهة التحيّز الجنسي في مواقع العمل.


كتب من العالم

ولادة ناسج الأحلام: صحوة كاتب
Birth of a Dream Weaver: A Writer’s Awakening by Ngugi Wa Thiong’o
تأليف: نغوجي وا ثيونغو
الناشر: The New Press, 2016
يسترجع في هذا الكتاب الروائي والكاتب المسرحي الإفريقي البارز نغوجي وا ثيونغو الذي ولد في كينيا عام 1938. التجارب المبكّرة التي حوَّلته كاتباً، ويتحدَّث واثيونغو عن امتنانه لوالدته التي كانت تشجِّعه باستمرار على القراءة والكتابة، ويمضي في تسلسل زمني لطيف ليأخذنا إلى حياته العائلية وتعليمه المدرسي، واكتشافه لهوايته في الكتابة وموهبته الطبيعية لهذه الحرفة. فقد كتب المسرحيات في المدرسة وفاز في المسابقات الأدبية، ثم بدأ الكتابة للمطبوعات والمجلات المحلية، ومن ثم أدرك في نهاية المطاف أن عواطفه تكمن في الكتابة الروائية والدراما. وفي جميع محطات الكتاب هناك صور لأشخاص عرفهم وقصاصات من مؤلفاته المبكرة ومسرحياته الأولى. وبين سطور الكتاب تطفو صور عن سياسة ذلك العصر الشرسة وتلك التي ظهرت في نهاية الاستعمار، وصعود الديكتاتوريات والاشتباكات العرقية التي لا تُعد ولا تحصى. كما أنه يعترف، بالحظ الذي ساعده على تجنب المتاعب في وقت مبكِّر، لكنه يلمح أيضاً إلى سنوات لاحقة أمضاها في السجن، والخبرات التي تعلمها هناك، والتي أشار إلى احتمال تناولها في مذكرات لاحقة.

وعلى مدى صفحات هذا الكتاب، يحرص واثيونغو على التعبير عن امتنانه، ليس فقط لوالدته، ولكن لبعض المعلمين والأصدقاء، وأشخاص دعموه في مسيرة حياته، وبفضلهم كان قادراً على دراسة الأدب والنظرية الأدبية في جامعة ماكيريري في كمبالا، والكونغو، وبعد ذلك في جامعة ليدز في المملكة المتحدة. ومن خلال كل ذلك ظلت رغبته في نسج الأحلام مشتعلة.

 

اللغات المستحيلة
Impossible Languages by Andrea Moro
تأليف: أندريا مورو
الناشر: The MIT Press, 2016
هل يمكن وجود ما نسميه بـ “اللغة الإنسانية المستحيلة”؟ يمكن لعالم الأحياء أن يصف الحيوان المستحيل كالمخلوق الذي يتعارض مع القوانين الفيزيائية للطبيعة (الكون، على سبيل المثال، أو الجاذبيَّة)، ولكن هل هناك قوانين تحدّ اللغات؟ في هذا الكتاب، يحقق أندريا مورو، اللغوي المميز والمتخصص في علم الأعصاب، في إمكانية وجود اللغات المستحيلة، والبحث عن “بصمة” اللغة الإنسانية التي لا تمحى.

يظهر مورو كيف أن فكرة اللغات المستحيلة ساعدت في تركيز الأبحاث على الهدف النهائي لعلم اللغويات، وهو تحديد فئة من اللغات البشرية الممكنة. فيأخذنا أبعد من حدود بابل، إلى مجموعة من الخصائص التي، على الرغم من المظاهر، تشترك فيها جميع اللغات، ويستكشف مصادر هذه الخصائص، بالاعتماد على تجارب علمية قام بتصميمها هو شخصياً. ويقارن مورو تركيب الجُمل ليكشف عن هيكلية خفية ومعقَّدة، ويصف الدماغ بالغربال، ويستمع لصوت الفكر عن طريق تسجيل النشاط الكهربائي في الدماغ. ويقول لنا إن الكلمات والجُمل هي مثل السمفونيات ومجموعات النجوم، إذ ليس لديها محتوى بحد ذاتها، فهي موجودة لأننا نستمع لها وننظر إليها، وبذلك نصبح نحن كبشر جزءاً من البيانات.

 

الأمسيات: حكاية شتاء
The Evenings: A Winter’s Tale by Gerard Reve, Translated by Sam Garrett
تأليف: جيرارد ريف، ترجمة: سام غاريت
الناشر: Pushkin Press – يناير 2017
واحدة من أهم روايات الأدب الأوروبي الحديث، من تأليف جيرارد كورنيلس فان هيت ريف الذي ولد في أمستردام عام 1923، وكان قد نشرها في عام 1947، قبل وقت قصير من عيد ميلاده الرابع والعشرين، ولكنها لم تترجم إلى الإنجليزيَّة إلا في عام 2016. وتتبع الرواية تحركات فريتس فان إغترز البالغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً في العشرة أيام الأخيرة من عام 1946، حيث كان يعيش مع والديه ويعاني من أحلام فظيعة عن الدمار والموت. وكان من وقت إلى آخر يتحدَّث مع لعبته المفضَّلة على شكل أرنب. وإذا كان العنوان يشير إلى المساء، فذلك لأن فريتس كان نهاراً في مكان عمله، حيث لم يكن يشعر بوجوده على الإطلاق. ماذا كان يعمل؟ يجيب هو بنفسه عن هذا السؤال عندما طرحه عليه أحد الأصدقاء، فقال “أُخرج البطاقات من الملفات، وعندما أُخرجها أعيدها إلى الملف مرة أخرى”. ولكنه لا يتذمر من هذه الوظيفة أبداً، لأن ساعات النهار كانت معروفة ومحدَّدة بالنسبة إليه. ولكن الأمسيات هي التي كانت تمثِّل المشكلة، فكان يمضيها مع أصدقائه هائماً في المدينة الكئيبة بينما يحاول أن يجد معنى للدقائق والساعات والأيام التي تمتد أمامه. إنها رواية آسـرة، مضحكة ومحزنة حول الانتصارات والخيبات الصغيرة في حياتنا اليومية.

 

الموقتون: كيف أصبح العالم مهووساً بالوقت
Timekeepers: How the World Became Obsessed With Time by Simon Garfield
تأليف: سيمون غارفيلد
الناشر: Canongate Books 2016
منذ وقت ليس ببعيد، كان توقيت حياتنا يحدَّد من خلال حركة الشمس. أما في عصرنا الحالي فأصبح الوقت يصل إلينا في كل ما يحيط بنا من شاشات الكمبيوتر والتلفزة ويدخل في أجهزة المحمول وساعات اليد والحائط، حتى إن حياتنا أصبحت مبنية على أساس أنه لن يكون لديـنا ما يكفي من هذا المورد الثمين الذي نتوق إليه أكثر من أي شيء آخر.

كيف أصبح الوقت، هذا الشيء الاعتباطي، يهيمن على حياتنا بهذا الشكل؟ تستكشف القصص المقنعة في هذا الكتاب الهواجس الموجودة لدينا المتعلِّقة بالوقت. فهناك قصة الرجل الإنجليزي الذي يصل من كالكوتا لكنه يرفض ضبط ساعته حسب التوقيت الإنجليزي. والقصة التي تخبرنا كيف وصل إلينا الجدول الزمني بالقطار البخاري. وحكاية تصميم إحدى السيدات ساعة على مدار عشر ساعات فقط، وكيف أعادت اختراع التقويم الزمني. كما يوضح لنا الكتاب كيف بقي العدّاء البريطاني روجر بانيستر عالقاً في توقيت الدقائق الأربع، ويسرد حكاية نجاح ساعاتي بريطاني بالتنافس مع المنتجين الأقوياء في سويسرا، بالإضافة إلى محاولة أحد الأمراء إيقاف الزمن.

كتاب “الموقتون” استكشاف حي للطرق التي فهمنا بها الوقت، وحافظنا عليه وحاولنا التوفير فيه على مدى 250 سنة ماضية. كلها معروضة في أسلوب مبتكر ومسلٍّ للغاية. وعندما أصبحت إدارة الوقت التحدي الأكبر الذي نواجهه في حياتنا، فإن هذا العرض التاريخي لمفهوم الوقت المتعدِّد الطبقات يساعدنا على فهم الوقت في ضـوء جديد مختلف.

 

بلا سائق.. السيارات الذكية والمستقبل المفتوح
Driverless: Intelligent Cars and the Road Ahead by Hod Lipson & Melba Kurman
المؤلفان: هود لبسون وميلبا كورمان
الناشر: معهد MIT للتكنولوجيا، 2016
يشير عنوان الكتاب إلى أن أجيالاً متوقعة من سيارات المستقبل ستصل إلى شأن غير مسبوق من التطور، لدرجة أن تستغني عن قيادة السائق. وينبه مؤلفا الكتاب إلى أن هذه النوعية المرتقبة من السيارات لا بد وأن تصاحب التوصل إليها، ومن ثم تواكب باستخدامها، ‮«من سنغافورة وإلى كاليفورنيا‮»، شروطاً أساسية ضرورية. وفي مقدمة هذه الشروط ما يتعلّق بالطرق السليمة المعبّدة والمسالك النظيفة الممهدة، فضلاً عن توافر ظروف الطقس المواتية، بعيداً عن أنواء الأمطار أو الأعاصير أو الثلوج.. وما في حكمها.

وحين يتطرّق الكتاب إلى دور البشر في سيارة ‮«القيادة الذاتية‮»، يوضّح المؤلفان أن هذا الطراز المستجد من المركبات كفيل بإتاحة فسحة من الوقت وسعة من الجهد وجانب من ضرورات التركيز لصالح البشر راكبي هذه السيارات، إذ أصبح بوسعهم، كما تضيف فصول الكتاب، أن يتابعوا القراءة من داخل السيارة في مجالاتهم، وأن يتواصلوا مع الغير عبر المكالمات الهاتفية المطولة، وأن يديروا كافة شؤونهم وهم مرتاحون في السيارة غير مسؤولين عن تشغيلها أو قيادتها..

ويتحوَّل الكتاب إلى مناقشة ما يطلق عليه: ‮«اليوتوبيا المتوقعة‮»، مبيناً أنه بديهي أن المقصود هنا الأوضاع الموعودة أو المبشِّرة التي يمكن أن تتحقق في عالم المستقبل القريب بفضل انتشار وذيوع استخدام السيارات بغير سائقين: شوارع لا تكاد تضم سوى أساطيل من سيارات ذاتية القيادة. وبعد تعداد عديد من العقبات تساءل المؤلفان هل يمكن أن تتحوَّل يوتوبيا سيارة المستقبل، من مدينة ‮«فاضلة‮» إلى مدينة معاكسة..على نحو ما يخشى منه المتخصصون؟

بين كتابين

ألعاب الفديو
ما لها وما عليها

العب أي شيء: متعة الحدود واستخدامات الملل وسر الألعاب
تأليف: إيان بوغوست
الناشر: Basic Books – سبتمبر 2016
PLAY ANYTHING, The Pleasure of Limits, the Uses of Boredom, and the Secret of Games by Ian Bogost

 

 

الموت بلعبة الفديو: الخطر والمتعة والهوس على الجبهة الافتراضية
تأليف: سيمون باركين
الناشر: Melville House – يونيو 2016
DEATH BY VIDEO GAME, Danger, Pleasure, and Obsession on the Virtual Frontline by Simon Parkin

 

ظهر مؤخراً كتابان يسلِّطان الضوء على جاذبية ألعاب الفديو والغرض منها، ويحققان في أسباب رواج هذه الألعاب والإدمان عليها، وحتى الفوائد منها.

في كتابه “العب أي شيء ” ينظر إيان بوغوست إلى الموضوع من زاويته الأوسع واعداً بـ “زعزعة المعتقدات العميقة والبديهية التي تكوَّنت لدينا حول مفاهيم بسيطة في ظاهرها، مثل اللعب ونتيجته المفترضة، أي المتعة.”

يقول بوغوست، الفيلسوف والأستاذ في معهد جورجيا للتكنولوجيا والمصمِّم لألعاب الفديو، إن الألعاب تحارب مخاوف الحياة اليومية والشعور الذي ينتج عندما تتخبط عقولنا بين التزاماتنا المختلفة وقائمة من المصاعب والخيبات.

ويتمثَّل انجذابنا لألعاب الفديو بنقطة أساسية مهمة وهي أنها تُقيم الحدود، وتفرض هذه الألعاب قوانينها التي علينا اتباعها من أجل اللعب بها. لن تكون كرة القدم كما هي إذا لم تتألف من فريقين من أحد عشر لاعباً يستخدمون أقدامهم، ورؤوسهم، وأجسامهم لتسجيل الأهداف.

قد تبدو أن هذه القواعد تعسفية، لا داعي لها، وصعبة. ومع ذلك، فإنَّ القيود هي التي تجعل الألعاب ممتعة، تماماً كما أن الأمور الصعبة في الحياة هي التي تعطيها معنى.

ويشكِّل السؤال المتعلِّق بالأسباب التي تكمن وراء انجذابنا لألعاب الفديو أو حتى إدماننا عليها، المسألة الرئيسة في كتاب “الموت بلعبة الفديو”، حيث يستلهم سيمون باركين تحقيقه من الموت المروع لعدد من اللاعبين المهووسين في تايوان وغيرها من البلدان، ويؤكد باركين أن ألعاب الفديو، كوسيلة للتسلية، مختلفة إلى حدٍّ ما عن الأفلام أو الروايات. لأن الألعاب تضعنا في حالة من الحيرة والضياع وتجعلنا نحيا تجارب غريبة خارج الزمان والمكان.

تتقسم الحجة المطروحة في كتاب “الموت بلعبة الفديو” إلى فصول بعناوين مختلفة من بينها، “النجاح”، “الانتماء”، “الغموض”، و”الشفاء”، التي تبدو كالصفات التي يرسمها أي شخص للصورة الرمزية التي يعيشها من خلال الألعاب الرقمية.

يقول باركين إن “ألعاب الفديو تعطي الشخص الفرصة للازدهار ضمن نظام معيَّن”، ولكنها توجد أيضاً “أماكن غير مألوفة مع آفاق غير مألوفة” حيث “يمكن للناس أن ينتموا.” وعديد من الشخصيات التي ترسمها ألعاب الفديو هي أوعية فارغة يمكن ملؤها بكل ما يبرز أفكارنا وصفاتنا الخاصة. وقد تسمح لنا ألعاب أخرى استكشاف مواقع الظلام الخاصة بنا. فلعبة “تتريس”، على سبيل المثال، تعيد إنتاج الشعور الذي يتكوَّن لدينا عندما تطغى علينا مشكلات الحياة ومطالبها بما هو أكبر من قدرتنا على التعامل معها. وتعطينا بعض الألعاب الشعور بالقوة عندما نشعر بصعوبة الحياة. وبالنسبة لشخص يعيش حياة من الحزن تعطيه اللعبة الخيالية “سكيريم” ملجأ، أو عالماً من “المهام سهلة التنفيذ” تسمح له، حسب تعبير باركين، أن “يرسو”.

يدل كل من هذين الكتابين بطريقته الخاصة، على أهمية النقد الجدي والعميق لألعاب الفديو، إذ أصبح الناس متعلقين بوسيلة التسلية الجديدة هذه التي على عكس الأفلام والروايات والكتب، لم تتوفر لنا إلا منذ عقود قليلة.

أضف تعليق

التعليقات