الإنصاف.. مسألة وراثية
ربما التقينا ببعضهم في المدرسة أو الجامعة أو العمل .. أو حتى في المرآة. هؤلاء الأشخاص الأذكياء، المتفوقون في الدراسة والعمل، والمتميزون في مهاراتهم وأدائهم، لكنهم لا يعرفون جيداً أنهم كذلك. ما الذي يجعل بعض الناس منصفين في نظرتهم لأنفسهم، وبعضهم ليس كذلك؟
يخبرنا علم النفس بالكثير عن الدور الذي يلعبه تقدير الذات والثقة في الطريقة التي نرى بها أنفسنا، لكن يبقى سؤال مهم هو من أين تأتي هذه الثقة بالتحديد؟
هذا السؤال هو ما حاول فريق من الباحثين بكلية «كينجز» البريطانية تقديم إجابة دقيقة له. وقد قام الفريق، بقيادة عالمة الوراثة كورينا جريفين، بدراسة 3700 زوج من التوائم من سن السابعة وحتى العاشرة، لدراسة مدى تأثير العامل الوراثي على الثقة بالنفس، أو بمعنى آخر على الطريقة التي يرى بها هؤلاء الصغار أنفسهم. ثم قام الفريق بمقارنة النتائج التي حصلوا عليها من دراسة التوائم، بتلك التي سجلوها بدراسة أخوة أشقاء لكن ليسوا توائم. وقد أتاحت هذه المقارنة للباحثين أن يحسبوا بدقة مقدار التأثير الذي يملكه كل من العامل الوراثي من جهة، وطريقة التربية والبيئة المحيطة من جهة أخرى، على ثقة الصغار بأنفسهم.
وعلى عكس الظن السائد، أثبتت الدراسة أن العامل الوراثي يلعب الدور الأكبر في اكتساب هذه الصفة. وعلى الرغم من كون التربية عاملاً مؤثراً، إلا أن الجانب الوراثي يفوقها في قدر التأثير. فكل إنسان يولد بقدر من الميل للنظر إلى نفسه نظرة منصفة، أو نظرة «محفوفة» بالحكم القاسي والمطالبة بمعايير عالية تكون في أغلب الأحيان غير واقعية.
أنظمة جديدة بالجملة
قامت شركة «آبل» مؤخراً بإطلاق نظام تشغيلها الجديد، والذي يحمل اسم «سنو ليبرد». وذكر مسؤولو «آبل» أنهم ركَّزوا اهتمامهم على تطوير مكونات النظام الداخلية والبعيدة عن عين المستخدم، وكانت النتيجة هي نظام أسرع وأكثر ثباتاً وملاءمة لأجهزة الكمبيوتر الحديثة. وقد طرحت الشركة نظامها الجديد بسعر يثير الحماس لشرائه. ولكن نظام «آبل» لن يكون وحده الجديد على الساحة. فقد أعلنت «ميكروسوفت» أنها ستقوم بإطلاق نظامها الجديد «ويندوز 7» قبل نهاية العام الحالي. وتصف «ميكروسوفت» نظامها الجديد بأنه سيكون تطويراً لأنظمتها السابقة أكثر من كونه ثورة عليها، لكنه سيكون نظاماً مثيراً للاهتمام ويقدِّم لمستخدمه استخداماً مريحاً وشخصياً أكثر من السابق.
وفي الوقت نفسه تستعد «جوجل» لإطلاق نظام تشغيل جديد، سيكون متاحاً للمستخدمين في عام 2010م. النظام الجديد والذي يحمل اسم «كروم» سيتم تسويقه مبدئياً من خلال أجهزة تصفح الإنترنت المحمولة (نت بوك)، تمهيداً لطرحه بعد ذلك على أجهزة الكمبيوتر الشخصية. وتقول الشركة إن نظامها الجديد يرتكز على ثلاثية أساسية هي: السرعة والبساطة والأمان. وينتظر المراقبون التأثير الذي سيحدثه نظام «جوجل» الجديد على سوق أنظمة التشغيل في العالم. وهو السوق الذي تحتكره «ميكروسوفت» بنسبة %95، تاركة نسبة الخمسة بالمئة الباقية لتشغلها أنظمة الماك واللينكس.
البطارية.. اقرأ التحذير
أصبحت بطارية الليثيوم جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. فهناك عشرات الأجهزة التي نستخدمها بصورة يومية تعمل كلها عن طريق هذه البطارية .. الهواتف والحواسيب المحمولة ومشغلات الموسيقى. ومع اتجاه كل شركات الإلكترونيات لإنتاج الجهاز الأقوى، أصبح الضغط على هذه البطارية شديداً. بطاريات اليوم أصبحت محملة بقدر من الطاقة يوازي ثلاثة أضعاف القدر الذي صممت في الأصل لتحمله. كما أن المساحة الصغيرة التي يتركها مصنعو الأجهزة للبطارية، لا تترك لها مساحة كافية كي «تتنفس»، أو بمعنى آخر لا تسمح للحرارة المتولدة من عملها بالانتشار في الهواء المحيط. وتؤدي هذه العوامل بالإضافة إلى طبيعة المادة المستخدمة في تصنيعها إلى ما يعرف باسم «حرائق البطاريات».
في الولايات المتحدة أصدر مجلس حماية المستهلك تقريراً عن 15 حادث حريق تفاوتت في أحجامها، تسببت فيها أجهزة إلكترونية شخصية. وفي السويد اندلع مؤخراً حريق داخل سيارة مغلقة، وكشف التحقيق عن كون الحادث قد نتج عن انفجار جهاز مشغل موسيقى تركه صاحبه في داخل السيارة. حرائق البطاريات سببها الرئيس تعرض البطارية لدرجة حرارة عالية، ولأجواء سيئة التهوية كتلك التي نجــــــــدها فــــــــي السيارات المغلقة. كذلك فإن تعرُّض البطارية للحرارة أثناء عملية شحنها، يزيد من سرعة وحدة التفاعلات التي تجري بداخلها مما قد يعرضها للانفجار.
بطاريات الليثيوم في حياتنا اليوم شيء لا يمكننا الاستغناء عنه، لكن للمستخدم دوراً كبيراً في الحد من أخطارها. وللشركات أيضاً .. فنحن قد نرضى بالأكبر (الأكبر بعض الشيء فقط!) إذا كان آمناً أكثر.
الألبان لأصحاب
الماشية فقط
كشفت الدراسات التي أجراها فريق من الباحثين بجامعة «ماينس» الألمانية أن الأوروبيين الأوائل لم يكن باستطاعتهم هضم الألبان ومنتجاتها. وقد توصل الباحثون إلى هذه النتيجة عن طريق قيامهم بدراسة بقايا عظام يعود تاريخ وجودها إلى الفترة ما بين العامين 5840 و5000 قبل الميلاد. وتعود قدرة الإنسان البالغ على هضم الألبان ومنتجاتها إلى إنزيم «اللكتيز» الذي يقوم بهضم مادة «اللاكتوز» الموجودة باللبن. ويؤدي غياب هذا الإنزيم إلى الإصابة بمتاعب في الجهاز الهضمي عند تعرضه للألبان. وقد وجد الباحثون أن الجين المنتِج لإنزيم «اللكتيز» كان نادر الوجود في المادة الوراثية التي تعود إلى الأوروبيين الأوائل. وتوصلت الدراسات إلى أن القدرة على هضم اللبن قد نشأت نتيجة لتعلم الإنسان الأوروبي رعي الماشية وتربيتها والحصول على ألبانها، وهو الأمر الذي بدأ منذ ما يقرب من 9 آلاف عام. وفي ذلك الوقت، شكلت القيمة الغذائية العالية للألبان والفائدة الصحية التي تمد بها من يتناولها, قوة طبيعية شديدة الجذب لصالح المادة الوراثية التي تحتوي على الجين المنتج لإنزيم «اللكتيز». وهذا ما تؤيده الأبحاث الحديثة التي أجريت على سكان أوروبا الحاليين. فقد وُجد أن الجين المنتج لهذا الإنزيم موجود في %90 من السكان في الوقت الحالي. ويؤكد عالم الأحياء بول شيرمان بجامعة «كورنيل» الأمريكية في دراسة أخرى، أن الأشخاص الذين عاش أجدادهم الأوائل في بيئات سمحت لهم بتربية الماشية والحصول على ألبانها، هم من يملكون في وقتنا الحالي الجين المنتِج لإنزيم «اللكتيز» في مادتهم الوراثية. أما هؤلاء الذين تعود أصولهم إلى بيئات لم تسمح بتربية الماشية، فإنهم لا يملكون هذا الجين، وبالتالي لا يستطيعون هضم الألبان أو منتجاتها.