توقيع اتفاقية ثقافية بين “القافلة” وقناة “العربية”
وقّعت أرامكو السعودية، يوم السبت 1 صفر 1439هـ (21 أكتوبر 2017م)، في مقرها الرئيس بالظهران اتفاقية ثقافية مع “قناة العربية”. وقضت الاتفاقية بمنح القناة ترخيصًا غير حصري لنشر مواد مجلة “القافلة”، بما في ذلك الأعداد السابقة من المجلة والأعداد الجديدة على موقع قناة العربية الإلكتروني وذلك خلال مدة هذه الاتفاقية التي ستكون سنة واحدة قابلة للتجديد. كما تضمَّنت الاتفاقية منح القناة ترخيصًا غير حصري لإعداد أعمال مشتقة جديـدة تعتمد على محتويـات مجلة “القافلة”، بما في ذلك، المواد الوثائقيــة الثقافيـة والصور المنشورة معها، والمواد المُعدَّة لبرامج وسائط التواصل الاجتماعي.
وقد وقّع الاتفاقية عن قناة “العربية”، المدير العام للقناة، الأستاذ تركي الدخيل، فيما وقّعها عن أرامكو السعودية، نائب الرئيس لشؤون أرامكو السعودية، الأستاذ ناصر عبدالرزاق النفيسي.
وبهذه المناسبة، علّق النفيسي على توقيع الاتفاقية قائلًا: “تُعد خطوة مهمة في مجال التعاون مع القنوات الإعلامية المتميزة كقناة العربية التي تستقطب جمهورًا واسعًا، فيما يُعد موقعها على الإنترنت أحد المواقع الإعلامية الرصينة التي تحظى بإقبال واضح من جميع الشرائح الاجتماعية وخاصة الشريحة الشبابية. كما أننا نطمح من خلال هذه الاتفاقية إلى تسليط مزيدٍ من الضوء على مشاريع الشركة العملاقــة وعلى مبادراتها الاجتماعيـة والثقافية والبيئية”.
من جانبه أشاد الدخيل بالاتفاقية واعتبر أنها شكل من أشكال التعاون، بين مؤسستين كبيرتين، لخدمة المحتوى العربي، وتقديم مواد مميزة تليق بالإنسان العربي على الصُّعد كافة. معتبرًا إياها كإحدى مبادرات أرامكو السعودية وإسهاماتها في خدمة المجتمع والثقافة العربية ونشر المعرفة.
وبهذه المناسبة قام المدير العام للعربية ومرافقوه بزيارة إلى مركز تنظيم تخطيط وتوريد الزيت، واستمعوا إلى شرح مفصَّل عن مهمات المركز وأقسامه، بما فيها الشاشات الإلكترونية العملاقة، التي تختص بمراقبة وتنسيق الأعمال الرئيسة لشبكة المنتجات النفطية المكرَّرة، وتنسيق أعمال التخطيط وجداول الفرض، ومراقبة وتنسيق أعمال شبكة الزيت الخام في المملكة، ومراقبة وتنسيق أعمال شبكة توزيع الطاقة الكهربائية، وتحقيق التكامل بين أعمال الزيت والغاز والشحن البحري وخطوط الأنابيب والتكريـر في أرامكو السعودية.
كما زار الوفد مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي واطلعوا على مكوناته الرئيسة مثل المكتبة وبرج المعرفة ومتحف الأطفال والمتحف ومختبر الأفكار والمسرح وقاعة العروض الإبداعية وشاهدوا عرضاً عن البرامج الإثرائية الموجَّهة إلى مختلف الفئات العمرية في جميع مناطق المملكة.
رقمية العصر هل تلغى ذاتية الإنسان؟
نشرت إحدى المجلات الأمريكية مقالاً لكاتب ساخر جعل عنوانه :”من أنا”. وجاء جوابه لنفسه عن نفسه عبارة عن قائمة من الأرقام، جاء فيها: ولدت عند تقاطع خط عرض 42 مع خط طول 63، عمري 47، طولي 175 سنتمتراً، وزني 75 كيلو جراماً، أسكن رقم 19 شارع 74، بطاقتي الشخصية رقمها 3189، رقم سيارتي 8549، رقم حسـابي في البنك 63817.
هكذا أخذ الكاتب يملأ الورقة بالأرقام المختلفة، إلى أن انتهى وكتب في نهاية المقال: “هذا هو أنا”. ويبدو من خلال هذه الأرقام التي رصَّها هذا الكاتب في مقالته أنه يسخر، ولكن هذه السخرية ليست من شخصه وإنما باعثها العصر الذي نعيش فيه، والذي تحوّل الناس فيه إلى أرقام ورموز لا تشير من قريب أو بعيد إليهم باعتبارهم ذواتاً متفرّدة، لهم قلوب يفرحون ويحزنون بها، بل تحوّل أكثر الناس في ظلّ هذا التقدّم التقني إلى إحصاءات ومتوسطات وأرقام. وحيث إنه كان من المفترض في ظل هذا التقدم التقني أن يكون له مغزى إنساني جوهره تهيئة المجال لتنمية المجتمعات وفق اعتبارات إنسانية غايتها الاعتناء بالإنسان والارتفاع بمستوى معيشته، ليكون أكثر إنسانية من قبل، إلا أنَّ هذا التقدم التقني أسفر عن انتكاسة خطيرة للذات الإنسانية التي أصبحت تعيش حالة من الاغتراب واليأس “حيث أصبح الإنسان في المجتمع الصناعي كائناً مدجناً بلا أفق ولا تاريخ، يميل بطبعه إلى الاستمرار في حالته ولا يتطلع إلى حالة أسمى”. إن أزمة الذات الإنسانية التي أثارها التقدم التقني قد وجدت انعكاسها لدى عديد من الأدباء الغربيين الذين عبّروا عن انهزام الذات الفردية للإنسان وضياعها في تيه هذا العصر أمثال توماس وولف في روايته تطلع إلى وطنك ياملاك التي بدأها بهذه الكلمات “كل واحد منا هو مجمل الكل الذي لم يأخذه في حساباته. عُد بنا إلى أيام العراء وإلى الليل مرة أخرى وسترى الحُب الذي بدأ في كريت منذ أربعة آلاف سنة مضت قد انتهى بالأمس في تكساس”.
خلف أحمد أبوزيد
مصر
السيارة الكهربائية حلم العرب
طالعت مجلة القافلة (عدد يوليو- أغسطس 2017) وأعجبني مقال “الطريق لا يزال طويلاً أمامها، واقع السيارات الكهربائية في العالم” الذي رصد فيه د. عبدالله محمد عيتاني السيارة الكهربائية منذ بداية صناعتها عام 1910م، وما آلت إليه تلك الصناعة اليوم والتي أصبحت تقارب نسبة %1 من حجم السيارات المصنعة في العالم، حيث بلغت مبيعاتها حتى 2017 حوالي 2 مليون سيارة. وأورد ما جاء في توقعات الوكالة الدولية للطاقة أن سيارة من كل 4 سيارات في عام 2040 ستكون كهربائية تعمل كلياً بالكهرباء، أو هجينة. ما لفت نظري في المقال أنه دعوة عامة للمستثمرين العرب ورجال الأعمال والحكومات إلى الدخول في صناعة ستمثل حجر الزاوية في المستقبل. فنحن كعرب لم ندخل إنتاج السيارة التقليدية حتى الآن، فَلِمَ لا ندخل في صناعة سيارة المستقبل الكهربائية ونبدأ في إنتاجها؟
إن حلم سيارة كهربائية عربية ليس بعيد المنال فهل سنحققه كعرب ونكون أحد روَّاده وصانعيه؟ يمكننا أن نبدأ في هذه الصناعة رغم تكلفتها العالية الآن، شرط استغلال الطاقة الشمسية التي تتوافر في دولنا العربيـة بدرجة كبيرة خلال معظـم أيام العـام، لتكون مصدرنا الرئيس للطاقة الكهربائية بجانب طاقة الرياح و غيرها من المصادر المتجدّدة.
مصطفى أحمد البواب
مصر