لبيئة العمل أثر عظيم في نجاح الفرد والمجتمع، ونقصد بها كل ما يحيط بالإنسان من ظروف قد تؤثر في عمله، سواء كانت معنوية أم حسية، وعندما تكون هذه العوامل إيجابية ودافعة تُصبح “بيئة إنجاز”، وهي ضرورية للتقدم وشرط من شروط النهضة.
وإذا أردنا أن نحقق التنمية الشاملة لبلادنا، ينبغي لنا أولًا تهيئة أسباب سعادة الفرد، ثم مساعدته على اختيار العمل الذي يناسب قدراته وميوله، وتوفير بيئة العمل الجيدة التي تقدم الدعم الإيجابي وتُسهل القيام بالأعمال التي تتوافق مع قدرات المرء، وتوفر له الحافز المالي المناسب عندما يحقق ما يستوجب المكافأة، أو عندما ينجز عمله المطلوب في الوقت المناسب من غير تسويف وعلى النحو الأمثل.
وعلى الفرد أن يكمل الباقي بنفسه من خلال بناء حياته الاجتماعية التي تدفعه للأمام، كاختيار الزوجة المتوافقة معه فكريًا، ويفتش عن الصحبة الصالحة التي تساعده على إخراج مواهبه والاستفادة من طاقاته، وألا يخشى الحركة، حتى في اختياره المدينة التي يرتاح فيها أكثر.
من أكبر عوائق السعادة الوجود بين أناس محبطين، لا يرون إلا الجانب المظلم من الأشخاص والأحداث، فهذه البيئة الفاسدة تعمل على تحطيم نفسيته وتعكر صفو حياته وتجعله بائسًا شقيًّا.
ولن نحصل على بيئة الإنجاز التي تدفعنا للأمام في حياتنا العملية إلا بتوفير البيئة المنزلية الجيدة في الصغر من منزل جيد وتعليم أفضل وأسرة ترعى وتتابع.
إذا لم نستطع توفير البيئة المناسبة لأعمالنا وطموحاتنا وأهدافنا نكون كمن يسبح ضد التيار، وستكون جهودنا أشبه بالذي يغرس شجرة فوق سطح الماء، لا تستقر ولا تستقيم.
الذين لا يختارون البيئة الحسنة لأولادهم، يضعون الكوابح في عجلات حياتهم العملية القادمة. ينبغي للمرء إذا أراد تحقيق أهدافه ونيل السعادة والوصول لتربية ناجحة لصغاره، أن يوفر لنفسه ولمن معه البيئة المناسبة، فالمرء لا يستطيع أن يعيش في عزلته عن بيئته المحيطة، لهذا يجب أن يختار المدرسة وبيئة الحياة الجيدة في مكان جيد بقدر طاقته، فكل ما نسميه البيئة الجيدة، هو يدنا الثالثة التي لا نراها، لكنها موجودة وتدفعنا كما لو كانت جزءًا من أجسادنا.
اترك تعليقاً