مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
نوفمبر – ديسمبر | 2020

أخلص للنص وأرضى المتلقي
لارشيه وترجمة المعلقات إلى الفرنسية


د. أسماء فرنان
مسؤولة الترجمة في دار بونييه و كو في فرنسا

رغم انتشار ترجمات معلّقات الشعر الجاهلي وشهرتها في الثقافات الغربية، واعتبارها مصدراً للشعر العربي والغربي، إلا أن هناك عدداً قليلاً من الترجمات الكاملة والمتسقة لهذه المعلَّقات، بل لا تخلو هذه الترجمات من بعض الملاحظات السلبية، كعدم تمكُّن المترجم من الوصول إلى معنى النص أو بقائه في حيز أكاديمي بحت. وهذا ما حدا بالمستشرق الفرنسي بيار لارشيه، المتخصص في اللسانيات والأستاذ في جامعة “إيكس أن بروفانس”، إلى إجراء دراسات مرجعية تضمَّنت شروحات وتعليقات كثيرة وبحوثاً أكاديمية عن المشكلات التي اعترضت سبل المترجمين إلى بلوغ ترجمة نوعية للمعلَّقات والشعر الجاهلي، ومن بعدها الاشتغال على ترجمتها بنفسه.

المستشرق الفرنسي بييار لارشيه.

يعدّ اشتغال المستشرق بيار لارشيه على المعلَّقات السبع وترجمتها من أهم الأعمال التي قُدِّمت للقارئ الفرنسي والمكتبة الفرنسية. وقد اختار المترجم الفقرة الشعرية بالفرنسي التي تتألَّف من بيتين كمقابل للبيت الشعري العربي الذي يتألَّف من شطرين، معتمداً على البحر الشعري الفرنسي المسمى “الإسكندري” ليمسك بإيقاع القصيدة وعناصرها التي تمنح القصيدة بنيتها وتماسكها.
أدرك لارشيه الصعوبات التي واجهت محاولات ترجمة قصائد المعلَّقات، بغض النظر عن اللغة المستهدفة، وهو ما أشار إليه المستشرق أندريه ميكيل في تقديم مؤلف لارشيه “المعلَّقات”، الصادر في عام 2000م، حيث طُبع عدة طبعات كانت آخرها في عام 2015م. 
فقد كان من بين المآخذ على تلك الترجمات أن أصحابها لم يتمكنوا من الوصول إلى عمق المعلَّقات… بينما اعتبر المستعرب الفرنسي أندريه ميكيل الذي تصدَّرت مقدِّمته كتاب لارشيه، أن هذه الترجمة هي من أحسن الترجمات، وأشاد بالنقلة التي أحدثها في ترجمة نصوص معقَّدة، خاض في ترجمتها كثير من المترجمين، من دون أن يوفقوا في إيصال عمقها للمتلقي في اللغة المستهدفة بالترجمة. بل أكَّد أندريه ميكيل تفوُّق لارشيه على جميع الذين حاولوا نقل الشعر الجاهلي إلى الفرنسية. 

خوض تجربة ترجمة المعلَّقات
درس لارشيه المجتمع في العصر الجاهلي وترجم المعلَّقات، هو نفسه يعيش في القرن الحادي والعشرين، وينحدر من ثقافة فرنسية، لكنه يعرف الثقافة العربية من خلال تجربته الخاصة، الواقعية والفكرية؛ فهو متخصِّص في اللسانيات العربية الكلاسيكية والحديثة. وبالتالي، يمتلك المؤلِّف جميع مؤهلات المترجم الضليع، على رأي بيار ريفنك؛ الذي يحدِّد المهارات الثلاث للمترجم المثالي وهي اللغوية والثقافية والمعرفية، التي اجتمعت في شخصه.
متكئاً على تجارب سابقيه وعثراتهم، وبعد بضع سنوات من الدراسات والبحوث ذات العلاقة، بدأ لارشيه ترجمة خاصة للمعلَّقات السبع (امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، ولبيد بن ربيعة، وعنترة بن شداد، وعمرو بن كلثوم، والحارث بن حلزة) إلى اللغة الفرنسية، محدداً من خلالها المشكلات التي واجهها المترجمون للمعلَّقات، وعدم إحاطتهم بعمقها وما تختزله من رموز وبيئة وأسماء ومسميات، في الوقت الذي كان هو نفسه قادراً على الوصول إلى هذا العمق، فجاءت الترجمة التي قدَّمها تتمة لما قدَّمه هو سابقاً للقارئ الفرنسي من بحوث ودراسات عن المعلَّقات العربية والأدب الكلاسيكي بشكل عام.
وعندما سئل لارشيه عن سبب خوضه في ترجمة المعلَّقات بعد أن كتب كثيراً من الدراسات على المعلَّقات وتعليل أسباب إخفاق المترجمين الذين سبقوه في ترجمة المعلَّقات، للوصول إلى المعنى الحقيقي لها، رد بالقول: “إن المعلَّقات هي أشهر النصوص الشعرية القديمة، وبشكل خاص، ما قبل الإسلام وأن هذا القديم هو مرادف لغوياً وحرفياً لكلمة “كلاسيكي” وأي أدب من هذا النوع، مرموق وأكاديمي، يؤدي دائماً إلى تفسيرات أو تأويلات جديدة، لا يفهمها إلا المتعمق في دراستها (…)”.
لذا، اعتبر النقاد الفرنسيون أن نسخة لارشيه هي “تأويل” جديد لهذه القصائد، التي وجدت مترجماً ضليعاً في اللغة العربية، يتحكم في قواعدها ويتقن كنهها ويفهم جيداً البيئة التي قدمت منها تلك القصائد.

صعوبات ترجمة المعلَّقات
إلى الفرنسية

من خلال الاطلاع على دراسات لارشيه حول المعلَّقات والشعر الجاهلي، قبل نشر ترجمته، يكتشف القارئ أنه أمام مترجم ملم بجوانب وبيئة هذه المعلَّقات، وأنه مهّد لترجمته هذه بكثير من الأبحاث والدراسات المستفيضة، لتجاوز كل ما وقع فيه سابقوه ممن حاولوا ترجمة قصائد الشعر الجاهلي ولم يوفَّقوا في الوصول إلى جوهرها الشعري، وكذلك نقل بيئة هذه المعلَّقات.
ويفسِّر المختصون جودة ترجمة لارشيه وأهميتها في الثقافة الفرنسية بكون المترجم أخلص للنص الأصلي، كما تمكن من إرضاء المتلقي أو القارئ الفرنسي الذي استقبل نصوص عمرو بن كلثوم وعنترة بن شداد وامرؤ القيس وغيرهم بشيء من الفضول والشغف، خاصة وأن هذا القارئ لمس احترافية لارشيه في منحه نصاً مفعماً بالحياة البدوية والبيئة الصحراوية، من دون أن ينسى تقديم شروحات تساعد القارئ على الانصهار في بيئة النص الأصلي من غير أن يتكبد عناء البحث لفهم المصطلحات المستعملة، وذلك بعد أن زوده المترجم بالوسائل التي يحتاجها لفهم النص الشعري للمعلَّقة بالكامل، وبالتالي الاستمتاع بجماليتها واكتشاف تفرد البيئة القديمة التي شهدت ولادة هذه القصائد، تلك البيئة التي يجهلها القارئ والمثقف الفرنسي ويندفع نحو اكتشافها والتلبس بجمالية طبيعتها وبساطتها من خلال التواطؤ لحظة قراءته مع ترجمة لارشيه.
ورغم ما يشهده الشعر من تراجع في فرنسا، حيث تحوَّل القارئ إلى “قارئ مناسباتي”، فإن نسخة المعلَّقات شهدت إصدار طبعات عديدة منها، وهذا دليل على أن المتلقي أو المثقف الفرنسي يبحث عما وراء حدوده لاستقراء عوامل غير معروفة لديه، علّها تجيب عن بعض التساؤلات عن بدايات حياة الإنسان عبر أرجاء المعمورة التي لا يعرفها.
كان لارشيه ذكياً في التعامل مع ترجمة المعلَّقات بالتعرض للتفاصيل والاستعانة بالهوامش والحواشي لشرح المعلَّقة، لأنه كان يعرف طبيعة تفكير المتذوق للشعر، ويعرف جيداً أن المثقف الناطق باللغة الفرنسية لا يبحث عن القصائد التي تشبع ذائقته الشعرية وحسب، ولكنه يرغب في استكشاف مواطن خفية لعادات وتقاليد غابت عن الشعر الحديث. ولذلك حاول المترجم تقديم الظروف والحيثيات والبيئة التي أحاطت بالنص الأصلي، وكتب في التوطئة أن هذه النصوص المترجمة تم تأليفها منذ حوالي خمسة عشر قرناً، أو قبل ذلك بكثير، وبالتالي فإن اللغة التي استعملت في المعلَّقات هي غير اللغة التي استعملها الشعراء في الأزمنة اللاحقة.
وبفضل خيارات الترجمة التي اعتمدها لارشيه، فإنه تمكَّن من دفع القرَّاء الفرنسيين إلى الانخراط في قراءات شعرية مغايرة تماماً لما عهدوه في الترجمات السابقة للمعلَّقات، إضافة إلى اكتشاف عالم جديد وجوانب ثقافية وإثنوغرافية جديدة غريبة عليهم. وأكثر من ذلك فقد منح المترجم قرّاء الفرنسية لغة فرنسية مختلفة عن لغتهم اليومية، أو حتى تلك التي كتب بها الكتَّاب الفرنسيون.

الاختيارات والترجمة التأويلية
كانت الاختيارات المتعلِّقة باللغة والشرح، بالإضافة إلى التقنيات المعتمدة، خاصة مسألة التأويل والتلقي والقراءة الفاعلة للمتلقي، رهاناً وضعه المترجم ضمن أولوياته، كي يبلغ هدفه، وهو تقديم ترجمة جيدة للمعلَّقات تتخطى العقبات التي اعتلت ترجمات سابقيه. فاجتهد في الحفاظ على المتعة الجمالية للمعلَّقات والإخلاص للنص العربي الأصلي، ففتح بذلك الأفق المعرفي أمام الدارسين من المستعربين وكذلك أمام المثقف والمتذوق للشعر بشكل عام.
استعان لارشيه بالتأويل في ترجمة القصائد. وكتب في البداية مقدمةً وضع من خلالها المتلقي موضع الطالب الذي يكتشف عالماً وبيئة وموضوعاً لم يسبق أن اكتشفه. كما اشتغل على القيمة الفنية لكل قصيدة، محافظاً على تناغمها الأصلي والإبداعي، معتمداً على العلاقة الاستثنائية للولاء الدلالي الذي أسسه مع النص الأصلي، ومركزاً على الأسلوب البلاغي واحترام النظم الشعرية المتناسقة مع النص الأصلي.

فنيات الارتقاء بترجمة المعلَّقات
أولى النقاد اهتماماً كبيراً باختيارات المؤلف في الترجمة، التي وصفت بأنها الأنسب والأهم لترجمة المعلَّقات. لكنهم أبدوا في الوقت نفسه اهتماماً بمسألة المتلقي، الذي هو القارئ الفرنسي.
يقول الباحث من جامعة تلووز ماركوس سيمون: “إن المترجم له الحرية في اختيار أن يكون مخلصاً لمؤلف النص الأصلي ولغته باتباعه حرفياً أو مخلصاً إلى قارئ النص في اللغة المستهدفة من خلال تقديم نص يتوافق مع ثقافته وعقليته”. 
إن النص الذي ترجمه بيار لارشيه إلى الفرنسية، هو نص لثقافة وأدب يختلفان عن ثقافات الغرب. والترجمة لا تعني بالضرورة أن الغرض منها هو القراءة الصامتة فقط، فمن الضروري ملاحظة الشكل الكتابي للعرض التقديمي لجمهور القرن الحادي والعشرين، الذين اعتادوا على شكل الشعر المكتوب أكثر من شكله الإلقائي.
فمن بين عديد من النظريات حول الترجمة، ومن دون الإفراط في التفاصيل، نذكر من واحدة، استعان بها المترجم في ترجمة المعلَّقات، وهو الذي يقول في الصفحة 153 من كتابه “الترجمة”: “إنّ الترجمات التي تخضع إلى أنظمة الاتصال التي تستخدم لغات مختلفة (رموز مختلفة)، لا يمكن تحديد وضع المترجم فيها؛ لأن ذلك يعتمد بشكل أساسي على تموضع المترجم بالنسبة للمتلقي وعلى قبول بيئته لها؛ وتكون نتاج تركيب محاكاة بيئة أجنبية مع بيئة أصلية، إلى درجة تبدو مصطنعة في نظر القارئ المستقبل للنص المترجم”.
استعان لارشيه في ترجمته للمعلَّقات السبع بـ”النموذج المنهجي” الذي اقترحه ج. لامبرت (1989م)، ووضع بيانات لمؤلف كل معلَّقة، فمثلاً يقول: “عاش المؤلفون في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وهذا العصر الوثني هو الذي يوفِّر سياق فنهم اللفظي؛ النص عبارة عن نص شعري: أي هو عبارة عن قصائد مؤلفة باللغة العربية الفصحى (يصعب الوصول إليها من قبل القرَّاء العرب المعاصرين من دون تعليقات متخصصة)، ويمكن أن تصلح تماماً “للترجمة” من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية أو أي لغة أخرى، وهو ما يحدث في الواقع عندما يتم تدريسها في المدارس أو شرحها والتعليق عليها في الكتب. تم إلقاء القصائد في الوقت الذي تم تأليفها فيه – إذ كانت مخصصة للنقل الشفهي – لكن الأجيال العربية ورثتها كنصوص مكتوبة (بعد جمعها وتقديمها في المجلدات، وهي أعمال لعلماء فقه اللغة الذين عاشوا بعد حوالي مئتي عام من اختفاء أصحاب القصائد)؛ ويبدو أن النصوص المكتوبة قد احتفظت بسمات شفهية صعبة. ثم إن المتلقي الأول للقصائد هم عرب تلك الحقبة الزمنية ويمكن أن يكونوا من عامة الناس وليس شرطاً أنهم كانوا يفقهون الشعر”.
وعندما ترجم معلّقة عنترة بن شداد، أرفقها بملاحظات وشروحات كثيرة على هامش النص المترجم. فهو يعلم أن المتلقي لن يكتفي بقراءة من دون تفسير أو تأويل، فأسند شرحه إلى الهوامش والحواشي، معتمداً على الشروحات التي قدَّمها كثير من الباحثين العرب في شعر المعلَّقات.
كان بإمكانه وهو الشاعر الفذ أن يجعل قصيدة عنترة بن شداد أو قصيدة امرؤ القيس على شاكلة قصائد جواشيم دو بيلاي أو رونسارد؛ ولكنه رأى أن ذلك غير مناسب تماماً للشعر الجاهلي. فالاختيار الأمثل لشكل القصائد هو أكثر ما يثير الانتباه في ترجمة لارشيه للمعلَّقات، بحيث جعل لها جانباً جمالياً يشهد على مكانتها كقصائد، ثم اختار مقاطع ليجعلها مألوفة للقارئ الفرنسي، مستحضراً التركيب الثنائي للشعر العربي الكلاسيكي، المكوّن من مقطعين أي بيتين.
غير أن المترجم حوّل البيت الشعري العمودي في الشكل العربي الأصلي إلى بيت شعري أفقي؛ وبالتالي، تقع عين القارئ الفرنسي على التراكيب الثنائية، على أزواج من الخطوط التي تمنح النص فسحة وتميزاً.
وتعدّ ترجمة بيار لارشيه الترجمة الوحيدة التي اعتمدت هذا الشكل في تموضع القصائد. فالترجمات التي سبقت لم تعط للقصيدة فسحتها في الشكل، ولم تهتم بالشكل العروضي بحيث ترتب الأبيات على التوالي بشكل مدمج، مثل ترجمة جاك بيرك الذي لم يهتم للعَروض، ووضعها بشكل عشوائي.

هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
Les poètes ont-ils laissé pièce à poser  

أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
As-tu reconnu la demeure imaginée?  

يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
Ô demeure de ‘Abla, à El-Jiwâ’, parle 

وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
Et bon jour, demeure de ‘Abla, et salut !

فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّه
J’y arrêtai ma chamelle, pareille à un Fortin, 

فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
pour éteindre le besoin de m’attarder. 

وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُن
‘Abla advenait à El-Jiwâ’ et les nôtres 

بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
À Hazn et à Sammân et à Moutathallam.

عنترة بن شدّاد
‘Antara b. Shaddâd


مقالات ذات صلة

يستطيع المتأمل في تجربة محمد الفرج بسهولة ملاحظة ملمح يتكرَّر في أعماله، وهو أن الفنان لا يتورَّع عن كشف الذهنية التي أوصلته إلى تنفيذ عمله الفني.

صاحب حركة النهوض التي عاشتها الثقافة العربية، أثناء القرن التاسع عشر وامتدادًا إلى العقود الأولى من القرن العشرين، تدفق عدد من المفاهيم أوروبية المنشأ التي قُدّر لها أن تغيّر مسار الثقافة العربية نتيجة لجهود العديد من المترجمين والباحثين والمفكرين لا سيما من تعلم منهم في أوروبا أو أجاد لغات أجنبية. وهذه المفاهيم كثيرة ومتنوعة تمتد […]

من الملاحظات المهمة التي سمعتها من عدد من الفلاسفة الذين شاركوا في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة في ديسمبر 2021م، أن الحضور الغالب كان من غير المحترفين في الفلسفة. والمقصود بالمحترفين هنا هم أساتذة الجامعات وطلاب الدراسات العليا تحديدًا. فالمعتاد في مؤتمرات الفلسفة في العالم هو أن يحضرها أسـاتذة الجامعات الذين يقدمون أوراقًا علمية في المؤتمر […]


0 تعليقات على “لارشيه وترجمة المعلَّقات إلى الفرنسية”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *