كتب عربية

في النفس.. والفن والأدب والحكمة
تأليف: د. حسان المالح
الناشر: دار الفكر، 2018م
في هذا الكتاب يحاول الدكتور حسان المالح، الطبيب المتخصِّص في الطب النفسي، تبسيط العلوم النفسية ومفاهيم الطب النفسي وتقريبها لعامة الناس، من خلال طرح موضوعات وقضايا علمية مفيدة في مختلف المجالات المرتبطة بالعلوم النفسية. يحتوي الكتاب على معلومـات جديدة لم يسبـق لأحد أن تناولها بشكل جدي من قبل، ويعرض لمستجدات واكتشافات جديدة في مجال الطب النفسي.
ومن منطلق أن هناك ارتباطاً واضحاً بين الميدان النفسي والفن والأدب والحكمة، سعى الكاتب إلى الإسهام بنشر الوعي العلمي النفسي وتحسينه وتطويره من خلال التطرُّق إلى الأدب والكتابة وتبيان دورهما في الطب النفسي. كما تحدَّث عن الفنون من سينما ومسرح وفنون تشكيلية ليظهر أثرها على الإنسان ودورها في العلاج النفسي واستخدامها كوسيلة لتفريغ الشحنات العاطفية الداخلية سواء الإيجابية أو السلبية، للوصول إلى الراحة النفسية المطلوبة. ولا ينسى الكاتب أن يتناول في القسم الأخير من الكتاب الحِكَم والأقوال المفيدة المعاصرة التي تحمل أبعاداً نفسية حياتية مما يشكِّل إضافة مهمة إلى الكتابات النفسية العربية، لا سيما أن تلك الحِكَم والأقوال باتت تستخدم في العلاج المعرفي وتنمية الذات والتفكير الإيجابي.

قصة شغف..
مقالات عن الرياضة العالمية ونجومها
تأليف: رالف شربل
الناشر: دار الفارابي، 2018م
يعرض هذا الكتاب للكاتب والصحافي والمحلِّل الرياضي رالف شربل لأبرز الأحداث والتطوّرات الرياضية التي حصلت بين فترة حدَّدها بين عامي 2010 و2017م، ويتوقّف عندها ليسلّط الضوء على أهم محطاتها ووقائعها مثل كأس العالم في جنوب إفريقيا عام 2010م ضمن قسم خاص بعنوان “موندياليات”، والألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو في عام 2016م.
يحتوي الكتاب على عدد من المقالات يعرضها الكاتب بأسلوب سرديّ مشوّق، ينقل من خلاله الشغف الرياضي الذي يشعر به. فيروي فيها عدداً من سير نجوم وأساطير الرياضات الأكثر شعبية في العالم اليوم مثل كرة القدم وكرة السلة وكرة المضرب وألعاب القوى. كما يضم مقالات مرتبطة بأحداث كروية مهمة، قام الكاتب بتحليلها وقدّم معلومات عنها تهم الرياضيين والإداريين والمنظِّمين وكل من يهتم بعالم الرياضة. وينتقل الكاتب إلى عالم آخر ليكشف عن الرهانات السياسية حول الرياضة، وتداخل عالم السياسة مع عالم الرياضة، والموقع الأساسي الذي باتت تحتله في حياة المجتمعات. أما هدف الكتاب فهو نقل المعرفة الرياضية إلى أكبر عدد من القرّاء، وإبقاء شعلة الشغف مضيئة مهما قست الظروف وكثرت العقبات.

سُلطة البلاغة في الخطاب العربي
تأليف: حمدة خميس
الناشر: اتحاد كُتَّاب وأدباء الإمارات، وهيئة أبوظبي للثقافة والفنون، 2018م
يتناول كتاب الشاعرة البحرينية حمدة خميس، دراسة الخطاب بمختلف أنواعه، ويسلِّط الضوء على البلاغة والخطاب من منظور أبعد من الإطار اللغوي الضيِّق ليدرس تأثيره في كلٍّ من المجال السياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي، وقدرته على توجيه الرأي العام والتلاعب بالعقول من خلال الكلام المخادع والتزييف. وتقول الكاتبـة إنَّ كل ذلك ممكـن من خلال الدلالة والإيحاء والضمير المستتر والمصادرة الخفية واللغة المستبدَّة والأسلوب الذي يشبه الوظيفة الاجتماعية وأبعاد الحس التحليلي.
وتضيف إنَّ اللغة، إضافة إلى كونها أداة مشكّلة للواقع وأساس شبكة تعبير ونظاماً رمزياً يلزم فرض علاقات اجتماعية ويبني التواصل بين البشر، فبإمكانها أن تقوم بالرقابة والعنف والكذب والاحتقار والقمع، وأن تعبّر عن الرغبة والمتعة والتحدي واللعب، كما أنها مجال للكبت عن طريق الاستبطان.
ولعل الفكرة الأهم التي تطرَّق إليها الكتاب، هي في المأزق التي تعيشه اللغة العربية التي فقدت في الزمن الحالي القـدرة على الإنتاج المعـرفي، بسبب فشل الحداثة في مشروعها الثقافي والإبداعي في تجديد اللغة وإعادة إحيائها في ظل التقدّم التكنولوجي والمعرفي الغربي الكبير.

الفن الإسلامي في الصين
تأليف: يانغ قويبينغ
ترجمة: د. أحمد أمين
الناشر: برنامج دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع دار الحكمة في الصين، 2018م
يقدِّم هذا الكتاب استكشافاً لتاريخ المسلمين في الصين، ويلقي الضوء على آثارهم المعماريةِ والفنية، لا سيما فن عمارة وزخرفة المساجد، وخاصةً المساجد العتيقة الأربعة؛ مثل، مسجد تشينغجينغ وتربة لينغشان بمدينة تشِوانتشو – بمقاطعة فوجيان، ومسجد قوانغتا في قواتغتشو ومسجد العنقاء ومقبرة هوي هوي في هانغتشو، ومسجد شيانخة ومقبرة بهاء الدين في يانغتشو. كما يتناول المساجد في شينجيانغ، المنطقة التي تقع في شمال غرب الصين، والتي تُعدّ بوابة الصين المنفتحة على العالم الخارجي. ويعيش في شينجيانغ أكثر من أربعين مجموعة عرقية، ومن هؤلاء نجد الويغور، والكازاخ، والهوي، والأوزبك، والقيرغيز، والطاجيك، والتتار، وقد اتخذ هؤلاء جميعاً الإسلام ديناً قوميّاً لهم. ولذلك فقد عرّف الكاتب بكل مجموعة وبمساجدها الخاصة بها. هذا بالإضافة إلى تقديمه تفاصيل عن عمارة الخانقاه، والقبة، والمزار، والضريح. ومن خلال كل ذلك يتناول التأثيرات، سواء الخارجية أو المحلية، التي تعرَّضت لها العناصر المعمارية الصينية في العصر الإسلامي. وفي قسمه الأخير، يقدِّم إشارات إلى فن الخط، والمخطوطات الدينية، والخزف، مع شرح لتطور العناصر الفنية والزخرفيةِ على التحف والآثار المعمارية. ويختتم المؤلف كتابه بوضع تسلسل زمني موجز للتاريخ الصيني حتى تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949م.

لغز الأصهب
تأليف: علي محمد الماجد
الناشر: مكتبة المتنبي، 2018م
تُعدُّ رواية “لغز الأصهب” للروائي السعودي علي محمد الماجد من الأعمال الأدبية القليلة في العالم العربي التي تحمل نفساً بوليسياً في المضمون.
تدور أحداث الرواية عن الكاتب (الأصهب) الذي يتسلَّم جائزته في حفل توزيع جوائز النخبة للآداب، فيقدِّم مكافأة مالية لمن يقتله، لتكتشف الشرطة فيما بعد بأنه قُتل في مكتبه بأكثر من سلاح، ويتولى المحقق «ماجد» التحقيق في ملابسات الجريمة.
تم توظيف الشخصيات وبناؤها بأوصاف عديدة ودقيقة. فكان ظهورها مدروساً بعناية فائقة، وهذا ما يدل على أن المؤلِّف درس شخصياته ومكوناتها النفسية قبل الكتابة. وقدَّم شخصية المحقق البوليسي بطريقة إنسانية، كما يسلط الضوء على جوانب حياته التي كان يحاول إخفاءها أثناء التحقيق، وهذا ما يعيد إلى أذهانِنا صورة البناء المعتمد عالمياً في الروايات البوليسية.
وعن الواقع والخيال في الكتابة يقول المؤلف إنها “واقعية بحتة، ولا توجد رواية من خيال محض. فالرواية الناجحة والصحيحة لا بدّ أن توازن ما بين الاثنين”. وحول كتابته قال إنه يعالج القضايا الاجتماعية بطريقته الخاصة، فقد سبق له أن تناول معاناة المرأة في عالم الرجل ومعاناة الرجال في حياتهم اليومية ومن بينها التقاعد وتربية الأطفال والحقد والحسد ما بين الأقارب.

نظرية الأدب الرقمي .. ملامح التأسيس وآفاق التجريب
تأليف: د. أحمد زهير الرحاحلة
الناشر: دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، 2018م
بعد أن دخلت على عصرنا الحديث تقاليد وممارسات جديدة، أخذت جميع الأنشطة الإنسانية تقريباً تدخل طوعاً وكرهاً في التحولات الإلكترونية، مستعينة بالتكنولوجيا وتطبيقاتها المتجدِّدة. ومما لا شك فيه أن الآداب والفنون لن تستطيع الصمود طويلاً أمام هذه التغييرات التكنولوجية الجارفة. ولأنها لا بدّ من أن تخسر كثيراً في سعيها للمحافظة على تقاليدها وأصولها، كان الأولى بها أن تتكيف مع أدوات العصر الجديد ووسائطه، وأن تدخله على نحو يحفظ لها القيمة الجوهرية والوظائف الحيوية مهما كان الشكل أو الوسيط.
يبدأ الكتاب بسؤال عن إمكانية هذه المزاوجة بين الأدب والتكنولوجيا، وبالتالي دخول الأدب في الممارسة التجريبية، والانفتاح على المستويات المعرفية كافة. ومن ثم يستكشف مواصفات النوع الأدبي الناتج عن هذه المزاوجة. وهذا النوع الأدبي الذي يعرف بـ “الأدب الرقمي” ينفتح على التكنولوجيا وتطبيقاتها، عبر وسيط إلكتروني قادر أن يجمع بين المبدع والنص والمتلقي في وقت واحد، وضمن فضاء رحب لحرية المشاركة في العملية الإبداعية.
ويكمن الهدف من هذا الكتاب في إلقاء الضوء على هذا التطور المهم في النظرية الأدبية، وعرض مختلف الآراء والأعلام والمصادر والأعمال المتصلة بالإبداعات الرقمية التي يمكنها أن تكون مفيدة للباحثين في هذا الحقل الجديد، وكذلك من أجل حث المشتغلين والمبدعين فتح باب للحوار والنقاش حول الأدب الرقمي قضاياه وأسئلته التكوينية. وبذلك يسعى هذا الكتاب إلى التأسيس لمرحلة إبداعية جديدة.

كتب من العالم

الأحلام الزرقاء: العلم والقصة وراء العقاقير التي غيرت عقولنا
Blue Dreams: The Science and the Story of the Drugs that Changed Our Minds by Lauren Slaterتأليف: لورين سليتر
الناشر: 2018 ,Little, Brown and Company
بعدما يقرب من سبعين عاماً على بدء وصف الأطباء للعقاقير المؤثرة عقلياً، لا أحد يفهم بالضبط كيف تعمل هذه العقاقير – أو لماذا لا تعمل – لتؤثِّر في أدمغتنا.
يقدِّم كتاب “الأحلام الزرقاء” القصة التفصيلية لاكتشاف وتطوير الأدوية النفسية، بالإضافة إلى العلوم والأشخاص الذين يقفون وراء اختراعها، كما ترويها لنا الكاتبة واختصاصية علم النفس لورين سليتر، التي تشارك تجربتها الخاصة في استخدام الأدوية النفسية، لا سيما بعد أن أصبحت في عام 1988م أول مريضة في الولايات المتحدة تتناول عقار البروزاك (Prozac) الذي يُعدُّ ثورة في علاج الأمراض النفسية والاكتئاب في ذلك الوقت.
وهكذا تعرض قصة الطب النفسي من الأدوية الأولى المستخدمة فيه، مثل الليثيوم والثورازين، مروراً بالبروزاك وصولاً إلى مضادات الاكتئاب الرئيسة الأخرى المستخدمة حالياً. كما تقوم سليتر بتسجيل العلاجات التجريبية التي تشمل الفطر السحري، وأحدث عقاقير الذاكرة والعلاجات الوهمية وحتى الغرسات العصبية. وفي معرض تحليلها لكل علاج، تطرح سليتر ثلاثة أسئلة أساسية: كيف ولد الدواء؟ وكيف يعمل (أو فشل في العمل)؟ وماذا يكشف عن الأمراض التي يوصف من أجل معالجتها؟
ومن خلال مزج تاريخها الشخصي في المرض وممارسة الطب النفسي على حدٍ سواء دون خوف أو تردُّد، تقدِّم سليتر بحثـاً شاملاً وواسـع النطاق، يضع الطب النفسي وأبرز العلاجات المستخدمة فيه في العصر الحديث تحت ضوء جديد.

التعاطف مع الخائن: بيان رسمي للترجمة
Sympathy for the Traitor: A Translation Manifesto by Mark Polizzotti
تأليف: مارك بوليزوتي
الناشر: 2018 ,The MIT Press
بالنسبة للبعض، الترجمة هي النموذج الأضعف للأدب أو الشر الذي لا بدّ منه إن لم تكن تزييفاً صريحاً. وبالنسبة للبعض الآخر هي الجسر الذهبي الذي يعبر عليه التفاهم بين الثقافات، وهي السبيل الأمثل للإثراء الأدبي. في هذه الدراسة، حاول مارك بوليزوتي إعادة صياغة النقاش حول مكانة الترجمة ضمن إطار أوضح. ومن خلال تجنب كل هذه المواقف المتطرفة، واعتماد خطاب مجرد يعيد تركيز الضوء على أسئلة رئيسة مثل، ما هو الهدف النهائي للترجمة؟ ماذا تعني “الأمانة للنص”؟ (أمانة على ماذا؟) هل لا بدّ من خسارة شيء ما في جوهر النص خلال الترجمة؟ وهل يمكن كسب شيء ما؟ هل هناك أهمية للترجمة؟ وإذا كان الأمـر كذلك ، فلماذا؟ وسواء جاء هذا الكتــاب دليلاً أو بياناً رسميــاً ، فإن مـارك بوليزوتي يدعو إلى التعاطف مع المترجم ليس بوصفــه “خائن” بل باعتبـاره شريكاً مبدعاً للمؤلف.
في كتاب “التعاطف مع الخائن”، يوضح الكاتب كيف يمكننا من خلال النصوص المترجمة، قراءة عملية الترجمة وليس مجرد الترجمة النهائية، وكيف علينا الاحتفاء بالترجمة واعتبارها إنجازاً يجب الافتخار به وليس مجرد مشكلة يجب حلها والتعامل معها كأمر قال عنه الكاتب الألماني غوته “مستحيل، وضروري، ومهم”.

الثريا
The Chandelier by Clarice Lispector, translated by Benjamin Moser, Magdalena Edwards
تأليف: كلاريس ليسبكتور
الناشر: 2018 ,New Directions
تُعدُّ كلاريس ليسبكتور إحدى أهم الكُتَّاب في البرازيل في القرن العشرين. وكانت هذه الرواية التي صدرت في عام 1946م من أهم رواياتها على الإطلاق، وترجمت مؤخراً للمرة الأولى إلى الإنجليزية.
تتبع هذه الرواية قصة بطلتها فرجينيا، وهي الأصغر بين ثلاثة أشقاء نشأوا في مزرعة هادئة في قرية متواضعة. وكانت فرجينيا قد كوَّنت مع شقيقها الأقرب إليها، دانيال، ما سمَّياه بـ “جمعية الظلال”، الجمعية الوهمية المبنية على أساس الوحدة والصدق، حيث كانت فرجينيا تحيا في الظل، ولكن وفق مبادئ الصدق الخاصة بها، وتعيش حياة عاطفية معقَّدة باطنية للغاية، تتأثَّر بشكل سلبي بكل ما يحدث خارج عالمها، وكانت وهي طفلة تستلقي على الأرض من دون أن تتحرَّك وتنظر إلى الثريا المتوهجة مثل العنكبوت الرائع على السقف. وفي يوم من الأيام، استطاعت أن تتنبأ من خلال الأضواء التي كانت ترسمها تلك الثريا كم ستكون حياتها مرعبة وممتعة وقاسية في آنٍ.
وهذا ما عاشته بالفعل عندما انتقلت للعيش في المدينة في مرحلة لاحقة، حيث بقي الشعور بالوحدة مرافقاً لها، فلم تتوقف عن استحضار طفولتها في قريتها الهادئة. ومن خلال كل ذلك، بَرِع ليسبكتور في وصف المشاعر الدقيقة والغوص في الأعماق البشرية والصراعات النفسية الصعبة في تدفق نثري فريد.

امتلك عقلك: رحلة في العالم الجديد الشجاع لقرصنة الدماغ
Mein Kopf gehört mir: Eine Reise durch die schone neue Welt des Brainhacking by Miriam Meckel
تأليف: ميريام ميكيل
الناشر: 2018 ,Piper  
يطرح كتاب ميريام ميكيل، الصحافية الألمانية وأستاذة العلاقات العامة والتسويق، أسئلة عميقة حول المجال الجديد المتعلِّق بتحقيق الأمثلية العصبية أو neuro-optimisation وإطاره الأوسع، أي الأسلوب الحالي لقياس الذات والكمال الذاتي، بالإضافة إلى التطبيقات العديدة والابتكارات التكنولوجية التي تقود هذا التوسع.
وقد أدت مشاركة ميكيل في تجربة تحفيز الدماغ، التي تتضمَّن ستاً وثلاثين ساعة من دون نوم، على التفكير بعمق في الأفكار التي تستكشفها شركات التكنولوجيا حالياً. فهي تكشف كيف تعمل شركات التكنولوجيا المختلفة من أجل تصنيع شريحة من شأنها تحسين أداء الدماغ البشري. وتقف ميكيل بقوة ضد هذه الفكرة، مؤكدة أن التلاعب في القدرات العقلية البشرية يرقى إلى التلاعب بالشخصية، التي هي إحدى العناصر الرئيسة التي تجعلنا بشراً. ولهذه الغاية، تقدِّم في هذا الكتاب حججاً فلسفية وتاريخية لمحاربة هذه الفكرة، وتستكشف المفهوم البشري للذات خلال قرون مضت، وتقدِّم رؤية بانورامية على مر التاريخ.
تُعدُّ الأفكار التي تضمَّنها هذا الكتاب عرضاً مضاداً لكتاب كيفين كيلي بعنوان “المحتوم” أو (The Inevitable)، الذي يقول فيه إنه ينبغي لنا أن نتبنَّى التغييرات التكنولوجية المقبلة، بما في ذلك التحرُّك نحو التتبع المستمـر للأشخاص ومراقبتهم بواسطة التكنولوجيا. كتاب”امتلك عقلك” دعوة واضحة لمزيد من المناقشة حول هذا الموضوع المهم والمثير.

أن نفهم المدينة: تطور الاتجاهات الحضرية
Comprendre la ville
évolution des tendances urbaines
تأليف: مجموعة مؤلفين
الناشر: 2018 ,Le Cavalier Bleu
المكان الحضري هو الفضاء العام ومساحة التعبير والساحة التجارية ومكان الاحتفال والتنشئة الاجتماعية، ولكنه في الوقت نفسه المكان الذي يسود فيه العنف ورفض الآخر.
لتحليل هذه الجوانب المتعدِّدة للمدن الحضرية، ومن خلال صور من فرنسا وأماكن مختلفة من العالم، يحاول خمسة مؤلفين من أمثال مارك دومون، أستاذ التخطيط العمراني وتخطيط المساحة بجامعة ليل، وإيزابيل دي ميزون روج، المؤرخة الفنية، وعلماء الاجتماع جان مارك ستيبي، وهيرفي مارشال، وتيبووت بيسوتزي، رسم وجوه المدن العصرية المتعدِّدة من خلال مجالات بحث مختلفة جداً، ليُظهروا كيف أن فهم هذه التجمّعات السكانية لا يمكن أن يقوم على مجال معرفي واحد، وإنما من خلال تكامل مجالات متعدِّدة، مثل علم الاجتماع والاقتصاد والجغرافيا البشرية والتاريخ وغيرها. كما يؤكد الباحثون الخمسة على أن واقع المدن الجديد بات يفرز علوماً ومجالات معرفية جديدة من المفيد تحديدها والشروع في دراستها عن كثب. وبالإضافــة إلى المجالات البحثية المختلفة، يتنـاول المساهمـون في هذا الكتاب مواضيع مختلفة مثل فنون الشوارع وتصحر مراكز المدن والإعلانات وضواحي المدن وهويات سكان المدن وتصميم الشوارع فيها وإعادة تحديد الأماكن العامة ومراكز التسوق، وغيرها من ملامح المدينة.

مقارنة بين كتابين

وعد الواقع الافتراضي

 

فجر كل شيء جديد:
لقاءات مع الواقع والواقع الافتراضي
تأليف: جارون لانييه
الناشر: 2017 ,Henry Holt and Co
Dawn of the New Everything: Encounters with Reality and Virtual Reality by Jaron Lanier

 

خبرة حسب الطلب:
ما هو الواقع الافتراضي، كيف يعمل، وماذا يمكن أن يفعله
تأليف: جيرمي بيلنسون
الناشر: W. W. Norton & Company, 2018
Experience on Demand: What Virtual Reality Is, How It Works, and What It Can Do by Jeremy Bailenson

يروي كتابان صدرا مؤخراً لاثنين من روَّاد الكتابة في الواقع الافتراضي، قصة تكنولوجيا الاتصالات بوصفها الأكثر إثارة منذ ظهور السينما في بدايات القرن العشرين.
ففي أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، وفي وادي السيليكون بالتحديد، وُصف جارون لانييه صاحب كتاب “فجر كل شيء جديد” بأنه “أبو الواقع الافتراضي”. وفي عام 2014م، قام جيريمي بيلنسون، الأستاذ في جامعة ستانفورد، وأحد معاوني لانييه الذي كان يعمل معه في برنامج الواقع الافتراضي، بسلسلة من العروض التجريبية في مجال الواقع الافتراضي لعدد من الشركات وخبراء التكنولوجيا لاقت تفاعلاً إيجابياً كبيراً، ما دفعه إلى المضي في أبحاثه في مجال تطوير هذه التكنولوجيا الرائدة.
يتناول هذان الكتابان قصة تطوُّر الواقع الافتراضي من حُلم غريب صعب المنال إلى رهان يكلِّف الشركات مليارات الدولارات. فكتاب غارون لانييه “فجر كل شيء جديد” عبارة عن مذكرات تعود إلى بدايات علاقة المؤلف مع الواقع الافتراضي، حين لم تكن هذه التكنولوجيا بالنسبة له تحدياً هندسياً غريباً، بل أشبه بهدف لشخص يسعى إلى تحقيق أحلامه الطفولية بتحويل سحر الكون إلى واقع معيش ولو افتراضياً. أما كتاب بيلنسون”خبرة حسب الطلب” فهو سرد أوضح للواقع الخيالي الذي يبدو حقيقياً.
لذلك، إذا كنا نريد استكشاف بدايات الواقع الافتراضي، وإذا كنا نرغب في قراءة كلا الكتابين، فمن الطبيعي البدء بكتاب غارون لانييه “فجر كل شيء جديد”. فهو كتاب مختصر موجَّه للأشخاص العاديين وليس للمختصين فقط.
فمن ضمن أمور أخرى، يجيب هذا الكتاب عن سؤال مثير للجدل حول فائدة الواقع الافتراضي. فيقول لانييه إنه بعيداً عن ألعاب الفيديو التي ترتكز على تكنولوجيا الواقع الافتراضي، فقد بدأت مؤسسات إعلامية رائدة مثل “نيويورك تايمز” و”فايس ميديا” في إنتاج برامج وثائقية وإخبارية تعتمد على الواقع الافتراضي ليدخل المشاهد أكثر في قلب الحدث.
أما بالنسبة لبيلنسون، فبالإضافة إلى إدارة “مختبر التفاعل الافتراضي في جامعة ستانفورد”، الذي أسسه في عام 2003م، فهو أحد مؤسسي “STRIVR”، وهي عبارة عن شركة أطلقها عندما كان طالباً جامعياً ولاعب كرة قدم في فريق الجامعة. فقد أدرك وقتها قدرات الواقع الافتراضي كأداة تدريب، لأن مشاهدة لقطات اللعبة على شاشة الفيديو شيء، وتجربة ذلك من خلال سماعة الواقع الافتراضي شيء آخر. إذ إن الفرق يكمن في ما يسمى “الوجود” أو “الإحساس الغامر بأنك موجود بالفعل” كما يقول بيلنسون.
ووهم الوجود هو ما قاد لانييه منذ البداية. إذ يقول: “كنت أتوق لرؤية ما كان في داخل رؤوس الأشخاص الآخرين، أردت أن أريهم ما استكشفته في الأحلام”. والكتاب مليء بمثل هذه اللحظات الذاتية.
ولكن السؤال الأكبر الآن هو إلى أين سيأخذنا الواقع الافتراضي بعدما أصبح وسيطاً مهماً؟
حتى اليوم تعاني تكنولوجيا الواقع الافتراضي من قصور أساسي. حيث يأتي وهم الوجود بتسمير رؤوسنا أمام الشاشة والغرق فيها. ولكن نظراً لأن الواقع الافتراضي لا يزال بدائياً إلى حدٍّ ما، فإن ذلك يجعل من المستحيل تقريباً التواصل مع الآخرين بطريقة واقعية. وحسب بيلنسون، لن يصبح الواقع الافتراضي تكنولوجيا ضرورية إلا عندما يمكننا من التحدث والتفاعل مع الآخرين بشكل يبدو واقعياً تماماً. ويضيف: “في يوم من الأيام سنتوصل إلى ذلك”.