احتلت اليد على الدوام مكانة محورية في فن الرسم، ولربَّما كان رسم الأيدي أقدم الأعمال الفنية على الإطلاق. فقد عُثر في كهف سولاويزي في إندونيسيا على رسوم تمثّل أيدي الإنسان منفّذة بطريقة وضع اليد على الجدار ورشّ ما حولها بطلاء ملوّن، وتعود إلى ما قبل 40 ألف سنة.
ومن دون أي تواصل معلوم ما بين إندونيسيا والأرجنتين في ذلك الزمن، ظهر الفن نفسه وبالتقنية نفسها من خلال عشرات بصمات الأيدي المطبوعة على جدران كهف لاس مانوس في الأرجنتين، وتعود إلى 11 ألف سنة خلت.
في الحضارات القديمة، كانت الأيدي تُرسم بواسطة خطوط تحدد إطارها، ويُطلى ما هو داخل هذه الخطوط بلون واحد، فتبدو اليد خالية من العمق وكأنها ذات بعدين فقط. وكان على تاريخ الفن أن ينتظر عصر النهضة الأوروبية ودراسة تشريح اليد على أيدي ليوناردو دا فنشي وميكل أنجلو؛ ليصبح رسم اليد واقعيًا. ولربَّما صحّ القول أجمل من الواقع كما نرى في موناليزا ليوناردا، ولوحات رافائيل، وتماثيل ميكل أنجلو. حتى إن هذه الدراسات لليدين وما تتضمنه من عظام وعضلات أصبحت أعمالًا خالدة تُباع اليوم بعشرات الملايين.
باكتمال البراعة التقنية في رسم اليد، تحوّل اهتمام الفنانين إلى تحميل وضعية اليدين خطابًا يشير إلى هوية صاحبهما، كما نرى في لوحة “المرابي وزوجته” للفنان كوانتان ماتسيس، وفي أعمال معظم الأساتذة اللاحقين من أمثال: كارافاجيو، وروبنز، وبوشيه، وفراغونار.
وفي العصر الحديث، يستمر حضور الأيدي بوصفها موضوعات رئيسة في أعمال عديدة، من أغربها ما يشبه العودة إلى الجذور الأولى، مثل لوحة الفنانة الأمريكية سالي مورغان، التي صممت “بصمة يد” من رقائق ذهبية في عمل شبيه ببصمات اليد في العصر الحجري.
اترك تعليقاً