مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
يناير – فبراير | 2025

اليد في الفن

من جدران الكهوف إلى اللوحة المعاصرة

عزت القمحاوي

احتلت اليد على الدوام مكانة محورية في فن الرسم، ولربَّما كان رسم الأيدي أقدم الأعمال الفنية على الإطلاق. فقد عُثر في كهف سولاويزي في إندونيسيا على رسوم تمثّل أيدي الإنسان منفّذة بطريقة وضع اليد على الجدار ورشّ ما حولها بطلاء ملوّن، وتعود إلى ما قبل 40 ألف سنة.

ومن دون أي تواصل معلوم ما بين إندونيسيا والأرجنتين في ذلك الزمن، ظهر الفن نفسه وبالتقنية نفسها من خلال عشرات بصمات الأيدي المطبوعة على جدران كهف لاس مانوس في الأرجنتين، وتعود إلى 11 ألف سنة خلت.

في الحضارات القديمة، كانت الأيدي تُرسم بواسطة خطوط تحدد إطارها، ويُطلى ما هو داخل هذه الخطوط بلون واحد، فتبدو اليد خالية من العمق وكأنها ذات بعدين فقط. وكان على تاريخ الفن أن ينتظر عصر النهضة الأوروبية ودراسة تشريح اليد على أيدي ليوناردو دا فنشي وميكل أنجلو؛ ليصبح رسم اليد واقعيًا. ولربَّما صحّ القول أجمل من الواقع كما نرى في موناليزا ليوناردا، ولوحات رافائيل، وتماثيل ميكل أنجلو. حتى إن هذه الدراسات لليدين وما تتضمنه من عظام وعضلات أصبحت أعمالًا خالدة تُباع اليوم بعشرات الملايين.

باكتمال البراعة التقنية في رسم اليد، تحوّل اهتمام الفنانين إلى تحميل وضعية اليدين خطابًا يشير إلى هوية صاحبهما، كما نرى في لوحة “المرابي وزوجته” للفنان كوانتان ماتسيس، وفي أعمال معظم الأساتذة اللاحقين من أمثال: كارافاجيو، وروبنز، وبوشيه، وفراغونار.

وفي العصر الحديث، يستمر حضور الأيدي بوصفها موضوعات رئيسة في أعمال عديدة، من أغربها ما يشبه العودة إلى الجذور الأولى، مثل لوحة الفنانة الأمريكية سالي مورغان، التي صممت “بصمة يد” من رقائق ذهبية في عمل شبيه ببصمات اليد في العصر الحجري.


مقالات ذات صلة

الربيع قُل “الربيع”، فتعصف في الذهن صورة الأرض الخضراء المزهرة، والنسيم العليل. ولكن الربيع أكثر من ذلك. فهو “شباب الزمان”، كما قال عنه أحمد أمين. وهو احتفال وتذكير بهيج بأن الحياة دورية ومتجددة باستمرار. كما أن جماله لا ينحصر فقط في الطبيعة المذهلة أو الأصوات المبهجة، ولكن أيضًا في الشعور العميق بالأمل. فعندما نشهد صحوة […]

إذا ما أخذنا درسًا من أسلافنا، فلا ينبغي لنا أن نعدَّ قدوم الربيع أمرًا حتميًا، بل ربَّما علينا إعادة النظر في أفعالنا التي تؤثر في التغيُّر المناخي، وتعطِّل إيقاع المواسم والتناوب الطبيعي للفصول، وذلك لتجنب وقوع ظاهرتين اثنتين باتتا من معالم فصل الربيع في مواقع عديدة من العالم. منذ مدة ليست ببعيدة برز مفهومان حديثان […]

يقول الفيلسوف الأمريكي، رالف والدو إيمرسون، إن “الأرض تضحك في الزهور”. وبالفعل فإن أكثر ما تظهر هذه الضحكة من خلال الزهور المتفتحة في الربيع. ولذلك نجد أن الزهور هي الرموز الأكثر تمثيلًا لهذا الفصل الواعد. فلكل زهرة رمزيتها الفريدة في كل ثقافة على حِدة، وهو ما يُسهم في السَّرد العام للتجدّد في فصل الربيع.  تشمل […]


0 تعليقات على “اليد في الفن”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *