لطالما كان السباق، بما يتضمنه من حركة عالية السرعة ودراما تغذيها قوة الإثارة والمنافسة الشرسة، عنصرًا أساسًا في السينما لعقود من الزمن. فجرى تصوير السباق في أفلام من أنواع مختلفة تتراوح بين الدراما والحركة والكوميديا، ولكنها جميعًا قدَّمت للجمهور تجربة مثيرة تتجاوز حدود الشاشة.
فمن مطاردات السيارات الشهيرة في الأفلام الكلاسيكية إلى سباقات “الفورمولا 1” المثيرة في الأفلام الحديثة، تُعدُّ السباقات بمنزلة استعارة لتحديات الحياة والسعي وراء الأحلام وانتصار الروح الإنسانية. ويمكن العثور على إحدى أقدم صور السباقات في السينما وأشهرها في الفيلم الكلاسيكي “لو مان” من إنتاج عام 1971م، ومن بطولة الممثل الأمريكي ستيف ماكوين. وتدور أحداث هذا الفيلم على خلفية سباق السيارات السنوي الشهير في فرنسا المعروف بـ”لومان 24 ساعة”، وهو سباق يتميز بقدرة التحمل. فيُقدِّم الفيلم صورة جريئة وواقعية لعالم رياضة السيارات، ويسلِّط الضوء على المتطلبات الجسدية والنفسية التي تواجه السائقين وهم يدفعون أنفسهم وطاقاتها حتى الحدود القصوى.
أمَّا ما يتعلق بالحركة، فقد أصبحت أفلام مثل سلسلة “السريع والغاضب” (Fast & Furious) (من عام 2001م إلى الوقت الحاضر) مرادفة للحركة والإثارة، مع مزيج من السيارات السريعة، والحركات المثيرة الجريئة، والمنافسات الشديدة، التي جسَّدت كلها روح ثقافة سباقات الشوارع، إلى جانب موضوعات أخرى مثل الولاء للعائلة والفداء.
ومن جهة أخرى، تتجسَّد الكوميديا في فيلم الرسوم المتحركة “سيارات” من إنتاج شركة بيكسار عام 2006م، حيث تجد السيارة المجسمة بطلة الفيلم “لايتنينغ ماكوين” في مواقف فكاهية خلال المنافسة في سباق “بيستون” للسيارات. ومن خلال تلك المواقف، يستكشف الفيلم موضوعات الصداقة والتواضع وأهمية البقاء صادقًا مع الذات وسط ضغوط المنافسة.
عربيًا.. الهجن بدل السيارات
وإذا كانت معظم الأفلام الغربية التي تتناول السباقات ترتكز على سباقات السيارات، فكان لا بدَّ من أن تكون أبرز الأفلام العربية التي تتناول موضوع السباقات مستمدة من موروثها العربي التقليدي: سباقات الهجن. لذلك، نجد أن أحد أبرز أفلامها الفيلم السعودي “هجّان” (2023م)، من إنتاج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، وكتابة مفرّج المجفل وعمر شامة، وبطولة الفنان عبدالمحسن النمر، وإخراج أبو بكر شوقي. وينقلنا هذا الفيلم إلى عالم سباقات الهجن من خلال قصة الصبي “مطر”، وهو مراهق لم يكن يهتم بسباقات الهجن، ولكنه كان متعلقًا بناقته “حفيرة”، وكانت علاقته بذلك العالم لا تتعدى القدر الذي كان يتيحه له ارتباطه بشقيقه الهجّان “غانم”. وإنما مع تطور الأحداث يجد “مطر” نفسه في عالم سباقات الهجن من دون قصد، فكان عليه أن يبذل كل ما في وسعه لإثبات جدارته بأن يكون رجلًا،
الفيلم السعودي “هجّّان” (2023 م)، من إنتاج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”.
فيلم عربي آخر عن سباقات الهجن، وإن كان من النوع الوثائقي، هو فيلم “أسرار سباق الهجن” من إنتاج وكالة أنباء الإمارات (وام) عام 2022م، وتبلغ مدته حوالي 12 دقيقة، وعُرض بـ12 لغة عالمية. وهو إطلالة تاريخية وثقافية على رياضة سباق الهجن في دولة الإمارات العربية المتحدة وارتباط الإبل بالثقافة الإماراتية.وأن يصبح بطلًا داخل هذا العالم الذي تحكمه قواعده الخاصة.
اترك تعليقاً