مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
مارس - أبريل 2023

اللؤلؤ


عبود عطية

منذ نحو ثلاثة آلاف سنة والكتابة عن اللؤلؤ لم تنقطع. فهل بقي ما لم يُقل؟
لقد حضر اللؤلؤ أولًا في الأساطير والحكايات الشعبية، ومن ثم في كتب التاريخ والآداب وعوالم الاقتصاد والحياة الاجتماعية والفنون الغنائية والبصرية، وصولًا إلى الدراسات التي تخرج اليوم من مختبرات البحث العلمي. وكان من الطبيعي أن يكون الحضور الأقوى لهذه الجوهرة الثمينة في المجتمعات التي اعتمدت عليها في نظام معيشتها كما كان الحال في الخليج العربي حتى أقل من قرن مضى.
فهل صحيح أن الكتابة عن اللؤلؤ في الخليج العربي تشبه “بيع الماء في حارة السقائين” لكثرة ما كُتب سابقًا عنه؟ الجواب: ربما. ولكن الصحيح أيضًا هو أن صورة اللؤلؤ في الوجدان باتت شاحبة بفعل عوامل عديدة، فصيده ما عاد نمط حياة، واستزراعه بات مجرد صناعة باردة أدت إلى حجب مهابته عن عيون الكثيرين، الأمر الذي أدى بدوره إلى زعزعة مكانته التاريخية، ليس في أسواق الحلي والمجوهرات فحسب، بل في وجدان الإنسان المعاصر. كما بهتت صورته عند الأجيال الصاعدة باهتماماتها الجديدة، وبهتت صور أجدادها الغواصين في ذاكرتها، ليس في الخليج العربي فحسب، بل في كل المجتمعات التي عاشت على صيد اللؤلؤ.
في هذا الملف، وبأقصى ما يمكن من الاختصار، يلقي عبود عطية نظرة خاطفة على التحوّلات التي طرأت على عالم اللؤلؤ وتجلياته الثقافية، ويسعى لتصويب بعض المفاهيم الشائعة عنه اليوم، علّ في ذلك ما يعيد لهذه الجوهرة الجميلة والثمينة بعض “إشراقها” الحضاري في وجدان القارئ.

باستثناء الذهب، ما من شيء نفيس في العالم حمل من الدلالات المتنوعة والمتناقضة ما حمله اللؤلؤ في تاريخ الإنسانية. فلآلاف السنين، بقي اللؤلؤ رمزًا للرخاء والمكانة الاجتماعية عند من يتزين به، وعنوانًا للشقاء والخطر والموت عند الباحثين عنه، وصورة للجشع والمال عند الوسطاء ما بين هذين الطرفين. ومنبع كل هذه الدلالات المتناقضة هو الشغف بجمال هذه الحبيبات الكروية وبياضها الذي يلمع.

فكما هو حال الذهب، فتن اللؤلؤ الملوكَ والأثرياء والفقراء والنساء واللصوص وغيرهم؛ فمن امتلكه أعزّه واعتز به، ومن لا يملكه ظل يحلم بذلك. وفي السعي إليه مات الآلاف، وخيضت حروب، وحاولت شعوب السيطرة على أخرى، إذ لطالما تمتعت هذه الجوهرة الصغيرة بقدرة عجيبة على شلّ عقل البشر ودفعهم إلى ركوب المخاطر والقيام بأعمال طائشة ومتهورة للاستحواذ عليها. وعندما يُشلُّ العقل ينفتح على مصراعيه أمام الخيالات الجامحة والأساطير، ومنها على الثقافة والفنون والآداب.

ينقسم تاريخ اللؤلؤ إلى قسمين: الأول امتد لآلاف السنين منذ فجر الحضارات الإنسانية وحتى مطلع القرن العشرين، عندما كان كل لؤلؤ العالم طبيعيًا من دون تدخل الإنسان في تشكيله، والثاني بدأ في القرن العشرين مع بدء إنتاج اللؤلؤ في مزارع خاصة، وما زال مستمرًا حتى يومنا هذا. وفي حين أن العالم لا يرى في هذا التطور غير وفرة في الإنتاج أتاحت امتلاك اللؤلؤ لشرائح اجتماعية أوسع بكثير مما مضى، فإن هاتين المرحلتين التاريخيتين تكادان تخلوان من أي جامع مشترك.

فلو توجهت سيّدة اليوم إلى متجر مجوهرات وطلبت عقدًا من اللؤلؤ، لكان من الممكن في بعض المتاجر أن يأتيها البائع بباقات من اللؤلؤ الزراعي، وفي كل باقة 50 أو 100 خيط من أطوال وأحجام مختلفة، كما لو كان بائع خضار يعرض عليها حُزمًا من البقدونس. ولكن ماذا لو طلبت هذه السيدة عقدًا من اللؤلؤ الطبيعي، واشترطت أن يكون منتظمًا، أي أن تكون حباته متطابقة في الشكل والحجم؟

عندما تتشكل اللؤلؤة وتتراكم طبقاتها فوق بعضها، يبدأ لمعانها الجميل. فالصدفة أخذت ما كان أولًا دخيلًا مزعجًا واستخدمته لإنتاج شيء ذي قيمة أكبر…

عالمة النفس سوزان سي. يونغ

عندما تزوج شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي الإمبراطورة ثريا، طلب صياغة طقم كامل من اللؤلؤ المنتظم ليكون هدية لها. ولكن الزواج انتهى بعد سبع سنوات إلى الطلاق قبل أن يتمكن التجّار من جمع ما يكفي من اللآلئ المنتظمة لتلبية هذا الطلب. وأكثر من ذلك، يجزم المطّلعون أن هناك بعض كبار الأثرياء في هذا العالم ممن عاشوا وماتوا ولم يروا في حياتهم حبلًا من اللؤلؤ الطبيعي المنتظم، أي أن كل حباته بالمقاس نفسه.

قبل استرزاعه وبعده

في تاريخ اللؤلؤ مزاعم كثيرة حول موطن اكتشافه الأول واستخدامه الأول وأول من تزين به. فقد ورد ذكره في نصوص قديمة، في الصين في الألف الثالث قبل الميلاد، وفي الملاحم الشعرية الهندوسية في الألفية الثانية، وفي ملحمة جلجامش في نهاية تلك الألفية. غير أن تطورًا حصل قبل سنوات قليلة عندما اكتشف المنقبون عن الآثار في عام 2017م لؤلؤة في قبر يقع على جزيرة مروح قبالة إمارة أبوظبي، وأكد فحصها بعد عامين بواسطة جهاز “الكربون 14”، أنها تعود إلى ما بين 5600 و5800 سنة قبل الميلاد، أي أن عمرها نحو 8000 سنة. وبهذا حُسم الجدل، وانتزع الخليج العربي الاعتراف العالمي بامتلاك الإثبات الملموس على أنه الموطن الأول للؤلؤ.

كان اللؤلؤ في الهند ولا يزال حتى اليوم زينة للرجال من المهراجات وكبار الأثرياء.

وخلال التاريخ الطويل للؤلؤ الطبيعي، كانت مصادره الكبرى ثلاثة: الخليج العربي، والبحر الأحمر، وخليج منار ما بين الهند وسريلانكا؛ رغم ظهور إطلالات أخرى من وقت لآخر لكنها كانت محدودة المفاعيل وغير مستدامة. فاكتشاف اللؤلؤ في المياه العذبة في بريطانيا واسكتلندا دفع الرومان إلى غزو الجزيرة في القرن الأول قبل الميلاد، ولشراهتهم في استخراجه، قضوا بسرعة على الأصداف المنتجة. وفي القرن السادس عشر، اكتشف اللؤلؤ في أحواض بعض الأنهار الأمريكية. وكان في معظمه يُصدّر إلى أوروبا، غير أن صيده الجائر قضى عليه بشكل نهائي قبل حلول القرن التاسع عشر، ولم يبق منه للنصف الأول من القرن العشرين ما يُحسب له حساب غير القليل قبالة ساحل المكسيك. وفي القرن الثامن عشر برزت أستراليا كمصدر كبير للؤلؤ من بحر الجنوب، ولكن من دون أن ترقى نوعيته إلى مستوى ينافس لؤلؤ الخليج وجواره في البحر الأحمر والهند.

وحفل تاريخ اللؤلؤ بالأساطير والقصص. بعضها يُصدّق وبعضها غير قابل للتصديق حتى ولو كان حقيقيًا. منها على سبيل المثال القصة الشهيرة التي يرويها المؤرخ الروماني بلينيوس، وتقول إن كليوباترا سحقت لؤلؤة من أحد قرطيها ووضعتها في مشروبها، لتبين لمارك أنطوني مدى الرخاء الاقتصادي في مصر. إلى هنا قد يبدو الخبر عاديًا. ولكن بلينيوس نفسه يقول إن ثمن هذه اللؤلؤة كان يقدّر بستين مليون “سيسترس”، وهي عملة رومانية من الفضة، أي ما يعادل أكثر من 1,875,000 أونصة من الفضة، أي ما يعادل نحو 40 مليون دولار أمريكي في وقتنا الحاضر! ألم نقل إن للؤلؤ القدرة على شل العقل؟ من دون الجزم هنا إن كان ذلك عقل بلينيوس أم كليوباترا.

وطوال تلك القرون استمر اللؤلؤ عمود الحياة التي قامت في مجتمعات عديدة من الشرق الأقصى وحتى المكسيك غربًا، ورمزًا للحسن والجمال. حتى أن إطلاق اسمه على الإناث معروف في كل الحضارات، وحتى لنعت الأمكنة والمدن بأنها الأغنى والأجمل في محيطها الواسع. ولآلاف السنين تزيّن به الرجال والنساء من علية القوم على حدٍ سواء، قبل أن تحتكره النساء بدءًا من القرن التاسع عشر الميلادي على مستوى العالم، باستثناء الهند حيث لا يزال مهراجاتها وأحفادهم يتزينون حتى اليوم بعقود وحلي من اللؤلؤ في المناسبات الاجتماعية الكبيرة.

وهكذا استمر عالم اللؤلؤ على ما كان عليه لآلاف السنين، حتى بدايات القرن العشرين، عندما مكّنت الأبحاثُ الحديثة اليابانيين من استزراعه. ففي عام 1904م، سجّل الياباني كوكيشي ميكوموتو براءة اختراع لإنتاج اللؤلؤ في مزارع. وفي عام 1916م، أنزل ميكوموتو نفسه أول لؤلؤ زراعي إلى الأسواق.

وبعد سنوات قليلة كان اللؤلؤ الزراعي خلالها ثمينًا جدًا لقلته ولشبهه الكبير باللؤلؤ الطبيعي، تكاثر إنتاجه وراحت أسعاره تتدنى. وبعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، تعرضت لضغوط كبيرة للبوح بـ “سر المهنة”. فصار يُزرع في الصين أيضًا، ولكن بعمالة يابانية. وراحت مزارع اللؤلؤ تتكاثر لاحقًا حتى وصلت إلى أستراليا ورأس الخيمة خلال العقود القليلة الماضية.

مجموعة من لآلئ المياه العذبة.

وتعزز الإنتاج الصيني أكثر بسبب تلوث الخلجان والبحيرات في اليابان. فصارت هذه الأخيرة تستورد اللؤلؤ الزراعي من الصين، وتفرزه حسب المقاسات والنوعيات، وتعيد تصديره على أنه ياباني. ومعظم هذه الصادرات يتوجه إلى بيروت التي أصبحت من أكبر مراكز توزيع اللؤلؤ الزراعي في العالم.

أما الضربة القاصمة التي قضت على صيد اللؤلؤ الطبيعي، ووفرت حياة أفضل للغواصين الذين اعتاشوا عليه، فقد تمثلت باكتشاف البترول في البحرين عام 1932م، وبعدها بست سنوات في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي شكل تحوّلًا وانقلابًا شاملًا في الحياة الاقتصادية وموارد الرزق. فانصرف الخليجيون إلى العمل في الصناعة الجديدة ومشتقاتها، من دون أية التفاتة إلى الوراء. وما إن حلّ منتصف القرن العشرين حتى كان عالم اللؤلؤ الطبيعي قد انهار تمامًا، بحيث لم يبقَ اليوم من أسطول اللؤلؤ الخليجي الذي كان يضم نحو 3000 سفينة قبل قرن من الزمن غير بضعة زوارق، ومن باب الحفاظ على التقاليد فقط. وحدها أستراليا من كل العالم تمتلك اليوم أسطولًا بحريًا للؤلؤ. ولكن مهمته الرئيسة هي جمع الأصداف لتلقيم المزارع، وقد يَستخرج ما في جوف بعضها من لآلئ طبيعية.

على شبكة الإنترنت ودلالات ذلك

لضيق المجال سعى هذا الملف إلى تلافي ما هو متداول بكثرة حول اللؤلؤ في تاريخه ونوعياته وألوانه ما بين الأبيض والأسود، والأصداف المنتجة، وطرق استزراعه العديدة وغير ذلك. ويمكن لمن يرغب في الاطلاع على المزيد من التفاصيل في هذه الموضوعات العودة بسهولة إلى الإنترنت.

فعلى محرك البحث غوغل، يوجد أكثر من 7 ملايين صفحة باللغة العربية حول اللؤلؤ، أو ذُكر فيها اللؤلؤ بشكل أو بآخر. ويرتفع هذا العدد إلى أكثر من مليار و300 مليون صفحة باللغة الإنجليزية. صحيح أن بعضها قد يكون مكررًا، أو قد يكون عن شيء أو شخص يحمل اسم اللؤلؤ، ولكن يبقى لذلك دلالاته أيضًا.

وعلى موقع “غودريدز” يوجد أكثر من 18 ألف كتاب يدخل اللؤلؤ في عناوينها. وهنا أيضًا قد لا يكون بعض هذه الكتب حول الجوهرة، ولكن للأمر دلالاته أيضًا، وأهمها التعبير عن الوقع الكبير الذي كان للؤلؤ على الثقافة في كل حضارات العالم باستثناء إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى.

ما بين الخليج العربي والبحر الأحمر
اللافت في البحث على الإنترنت هو الفارق الهائل بين حجم ما كُتب عن الخليج العربي ولؤلؤه، وحجم ما كتب عن لؤلؤ البحر الأحمر، علمًا أن هذا الأخير كان أحد المصادر التاريخية للؤلؤ في العالم، وجودة لآلئه مشهود لها. وفي تفسير ذلك لا نجد إلا سببين وهما على الأرجح: الفرق في حجم الإنتاج وعدد الذين اعتاشوا على اللؤلؤ بين هنا وهناك، وتنوع مصادر الرزق على الساحل الغربي للجزيرة العربية، الذي كان يشمل الطرق التجارية والزراعة والصناعة والحج، بحيث عجز اللؤلؤ عن فرض نفسه محورًا أساسًا للحياة باستثناء أماكن محدودة وصغيرة نسبيًا مثل أرخبيل فرسان، وهو أشهرها.

بعد الحكم السليم، يُعد الماس واللؤلؤ من أندر الأشياء في العالم…

جان دي لا بروير

كان ولا يزال وسيبقى على قدم المساواة مع الماس والياقوت

أغرب ما في البحث عن القيمة التجارية للؤلؤ هو أن معظم الكتب والمقالات التي تتناول هذه الجوهرة بشغف، وتريد لها أن تستعيد مكانتها، تورد قصة تاريخية شهيرة، تُستغل عمدًا أو جهلًا للطعن في قيمة اللؤلؤ وتأكيد تدنيها بعد ظهور اللؤلؤ الزراعي. تقول هذه القصة إن ثريًا أمريكيًا يُدعى مورتون بلانت أراد في عام 1916م شراء عقد من اللؤلؤ المنتظم لزوجته من دار المجوهرات الفرنسية “كارتييه”، فعرضت عليه الدار آنذاك عقدًا بلغ ثمنه مليون دولار أمريكي. ولما كان الثري الأمريكي يفتقر إلى السيولة اللازمة، اتفق مع البائع على أن يعطيه قطعة أرض في الجادة الخامسة في نيويورك ثمنًا لهذا العقد. ولكن عندما أعيد طرحه للبيع في المزاد العلني عام 1956م، بيع بمبلغ 151,000 دولار أميركي فقط. أما دار المجوهرات الفرنسية، فقد بنت مقر فرعها في نيويورك فوق تلك الأرض التي تُعتبر اليوم من أغلى العقارات في العالم.

ولكن الحقيقة هي أن هذه القصة تكاد أن تكون حادثًا، وإن عبّرت في جانب منها عن مسار تقييم اللؤلؤ الطبيعي، فإن ذلك قد ينطبق على فترة قصيرة من الزمن. فاللؤلؤ الطبيعي كان وما زال من أغلى الجواهر في العالم على قدم المساواة مع الماس والياقوت.

ففي ديسمبر من عام 2011م، بيعت في دار المزاد العلني “كريستيز” اللؤلؤة التاريخية “لا بيريغرينا” التي كانت بحوزة الممثلة الأمريكية الراحلة إليزابيث تايلور. وهي لؤلؤة ذات شكل إجاصي دائري مشدود من جهة واحدة، تزن نحو 55 قيراطًا (11 غرامًا)، عثر عليها صياد في بنما، ووصلت بسرعة إلى ملوك إسبانيا، ولاحقًا إلى الأسرة الإمبراطورية الفرنسية، وظهرت في لوحات تاريخية عديدة. ورغم أن الممثلة الأمريكية أعادت صياغتها ضمن عقد من الماس والياقوت، ورغم أن دار المزاد العلني قدرت قيمتها بثلاثة ملايين دولار أمريكي فقط، فقد بلغ ثمنها في المزاد 11 مليون دولار أمريكي. ويحرص الإعلام على القول إن هذا المبلغ هو ثمن اللؤلؤة من دون أي اكتراث لما حولها من ماس وياقوت، وفي هذا كثير من الصحة.

لا شك في أن تاريخية “لا بيريغرينا” زادت من قيمتها. ولكن ماذا لو جردنا اللؤلؤ الحسن من القيمة التاريخية؟

الجيّد غير التاريخي 105 آلاف دولار للحبة
في عام 2007م، بيع في المزاد العلني عقد من اللؤلؤ يُعرف باسم عقد “بارودا”، نسبة إلى أصحابه السابقين مهراجات بارودا في الهند، ولكن لا قيمة تاريخية له. وتألف هذا العقد من خيطين مختارين من العقد الأصلي المؤلف من سبعة خيوط، يتضمنان سوية 68 لؤلؤة “كاملة الأوصاف” متدرجة من الكبرى (16.04 ملم) وحتى الصغرى (9.47 ملم)، فبلغ ثمنه 7,200,000 دولار، أي ما معدله أكثر من 105 آلاف دولار للؤلؤة الواحدة.

وحتى ولو تركنا اللآلئ “كاملة الأوصاف”، فإن ما هو متوسط الحُسن منها يبقى باهظ الثمن. حتى ليقال بشكل عام، إن ثمن عقد من اللؤلؤ الطبيعي من أدنى مستوى، يعادل ثمن أفضل عقد مشابه شكلًا من اللؤلؤ الزراعي. واستطرادًا، فإن ثمن عقد من أدنى مستوى من اللؤلؤ الزراعي، يعادل ثمن أفضل عقد من اللؤلؤ الاصطناعي المقلّد.

بشهادة من مختبر موثوق
ولأنه ليس صحيحًا على الإطلاق أن المعاينة البصرية تكفي لتمييز اللؤلؤ الطبيعي عن الزراعي، بل يتطلب الأمر فحص اللؤلؤ بواسطة الأشعة للتأكد من تكوينها الداخلي، فإن اللؤلؤ الطبيعي لا يُشترى إلا إذا كان مصحوبًا بشهادة من مختبر موثوق تؤكد ذلك. ولحسن الحظ، فإن أحد أفضل المختبرات في العالم لفحص اللؤلؤ هو على مقربة منا في مملكة البحرين.

تشكل اللؤلؤ تحت المجهر

تأرجحت نظريات تكوّن اللؤلؤ خلال التاريخ بين الخرافات وأساطير الوثنيات القديمة وملامسة العلم من قريب أو بعيد، إلى أن ظهرت نظرية العالم السويدي لينّه في القرن الثامن عشر، وهي أقرب النظريات إلى الحقيقة. تقول هذه النظرية إنه عندما يتسلل طفيل ما إلى ما بين الصدفة الصلبة والدثار في المحارة، يُستثار هذا الدثار فيتقوس فوق الطفيل، ويشكل كيسًا أو جيبًا فوقه لعزله بواسطة ترسبات جيرية في شكل بلورات ميكروسكوبية من الأراغونيت. ويُفرز مع الأراغونيت مادة عضوية تسمى “كونكيولين” للصق البلورات الجيرية بعضها ببعض فتبدأ اللؤلؤة بالتشكل.

من المرجّح أن هذه النظرية صحيحة في جانب ما، خاصة أنها تُستعمل في تقنية استزراع اللؤلؤ. ولكن في السنوات الأخيرة من القرن العشرين، أُخضعت كمية كبيرة من اللآلئ للفحص بواسطة الميكروسكوب الإلكتروني. ولدهشة العلماء، تبيّن أن بعض اللآلئ تحوي فراغات في وسطها وليس نواة صلبة، والأغرب منها لآلئ لا تحتوي لا على فراغات ولا على نواة من أي مادة أخرى غير مادتها.

فهل يمكن القول إن بعض المحارات لا تحتاج بالضرورة لطُفيل لتستثار؟
بانتظار ما سيقوله العلم.

في القرآن الكريم ومعاجم اللغة
حُسن الدُنيا ونعيم الجنّة

ورد ذكر اللؤلؤ في القرآن الكريم في ست آيات. اثنتان منها لوصف رخاء العيش في الجنة وتوفر أفضل لباس وزينة للمؤمنين. والآيتان هما:

  1. “إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ” (سورة الحج:23)
  2. “جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ” (فاطر:33)

كما ورد ذكر اللؤلؤ في ثلاث آيات من باب التشبيه، تعبيرًا عن أقصى ما يمكن أن يبلغه حسن الإنسان:

  1. “وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ” (الطور:24)
  2. “وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا” (الإنسان:19)
  3. “كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ” (الواقعة:23)

أما الآية السادسة فهي في قوله تعالى عن البحرين اللذين يتشكل فيهما اللؤلؤ:

  1. “يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ” (الرحمن:22)

والمقصود بالبحرين البحر العذب والبحر المالح.

وفي المعاجم اللغوية تحظى كلمات اللؤلؤ ومشتقاتها بتفسيرات متقاربة جدًا، لا تختلف عن بعضها إلا في التوسع والشرح. فنجد في المعجم القاموس المحيط:

“لُؤْلُؤُ: الدُّرُّ، واحِدُهُ لُؤْلُؤَةُ، وبائِعُه: لآّلٌ ولآّءُ ولأْلاَءُ. والقياسُ: لُؤْلُؤِيُّ، لالآِّءُ ولالالٌ، وَوَهِمَ الجوهريُّ، حِرْفَتُهُ اللِّئَالَةُ، والبَقَرَةُ الوَحْشيَّةُ. ولَألأَت المرأةُ بِعَيْنِها: بَرَّقَتْها. ولَألأَتِ النارُ: تَوَقَّدَتْ. وتَلأَلَأ البَرْقُ: لَمَعَ”.

ومما جاء في لسان العرب لابن منظور ضمن بند لألأ:

“اللؤلُؤَةُ: الدُرَّةُ، والجمع اللؤْلُؤُ واللآلِئُ، وبائعُه لأْآءٌ، ولأْآلٌ، ولأْلاءٌ

… وقال علي ابن حمزة: خالف الفرّاء في هذا الكلام العربَ والقياس، لأن المسموع لأْآلٌ والقياس لُؤْلُؤِيٌّ، لأنه لا يُبنى من الرباعي فَعَّالٌ، ولأْآل شاذّ.
… وتَلأْلأَ النجمُ والقمر والنار والبرق، ولأْلأَ: أضاءَ ولمع.
وقيل: اضطرَب بَرِيقُه.

وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: يتلأْلأُ وجهُه تَلألُؤَ القمر أَي يستنِير ويُشرِق، مأخوذ من اللؤلؤ.
… وقول ابن الأَحمر: مارِيّةٌ، لُؤْلُؤَانُ اللَّونِ أَورَدَها * طَلٌّ، وبَنَّسَ عنها فَرقَدٌ خَصِرُ، فإِنه أَراد لُؤلُؤيَّتَه، برّاقَتَه”.

واللؤلؤيّ في معجم اللغة العربية المعاصر اسم منسوب إلى لُؤلُؤ. عِقْد لؤلؤيّ: ما كان بلون اللؤلؤ. دُهن لؤلؤيّ: لونه أبيض لمّاع.

والدُّخن اللُّؤلؤيّ: (النبات) حشائش استوائيّة لها عناقيدُ أزهار طويلة كثيفة، وحبوب بيضاء تُستخدم طعامًا.

واللأْلاءُ في المعجم الوسيط: ضَوء السّراج ونحوه، يُقال: أَبصرت لألاء السراج.

اللؤلؤ في الشعر العربي
دموع وأسنان وعناء ودلالات

لو اقتصرت ثقافة شخص ما على بيتين فقط من الشعر العربي، فيُحتمل أن أحدهما هو البيت القائل:

فأمطرت لؤلؤًا من نرجس وسقت
وردًا وعضّت على العُنّاب بالبرَدِ

ورغم أن عوامل عديدة أدت إلى شهرة هذا البيت، مثل اختلاف الباحثين في نسبته ليزيد بن معاوية أو للوأواء الدمشقي، أحد شعراء سيف الدولة، وحتى الاختلاف على جودته الشعرية لما فيه من تكلّف يطيح بصدق المشاعر، فإن ما يهمنا منه هو استعارة اللؤلؤ لوصف الدموع، وهو أحد أكثر التشبيهات رواجًا في الشعر العربي؛ واستطرادًا في الآداب الغربية أيضًا. نجد هذا التشبيه عند كثيرين، مثل ابن المعتز في بيته القائل:


وجفونُ عينكَ قد نثرنَ مِنَ البُكا
فوقَ المدامعِ لؤلؤًا وعقيقَا

وقبله عند كعب بن زهير في قوله:

وما أنسَ لا أنسها والدمعُ منسربٌ
كأنَّهُ لؤلؤٌ في الخدِّ محدورُ

وثمة تشبيه آخر يقارب هذا في رواجه، ألا وهو تشبيه بياض الأسنان الجميلة باللؤلؤ، ونجده عند طائفة كبيرة من الشعراء تمتد من البحتري قديمًا بقوله:

كأنما يبسمُ عن لؤلؤٍ
منضّدٍ أو بَرَد أو أقاحْ

إلى الشاعر السوري جلال الدين الدهان في عصرنا الحالي بقصيدته المغناة:

اللؤلؤ المنضودُ في فمك الجميلْ
فيه السعادة للشقي وللعليلْ
فإذا تفتحت الشفاهُ ثوانيًا

وهناك أيضًا توظيف اللؤلؤ للغزل ببياض البشرة أو الحسن بشكل عام، مثل قول ابن الرومي:

يا غصُنًا من لؤلؤ رطْبِ
فيه سرورُ العين والقلبِ

لكن ماذا لو تركنا جانبًا “ميلودرامية” الدموع والإعلانات عن معجون الأسنان ولون البشرة، وتوقفنا أمام حضور اللؤلؤة الجوهرة وعالمها في الشعر العربي؟

قد تحضر اللؤلؤة حليةً عند كثيرين مثلما حضرت عند النابغة الذبياني:

بالدُّرِّ والياقوتِ زَيَّنَ نحرَها
ومُفَصَّلٍ من لؤلؤٍ وزبرجدِ

كما نجد الدرّة مع استعارتها في البيت الواحد، كما هو الحال عند خليل مطران:

إذا ما انفرط العقدُ       بما أنفسَه الشـاري
فأغلى لؤلؤ البــحرِ       فدى لؤلؤةِ الــدارِ

لكن ثمة حضورًا أقوى من كل ما تقدّم، سواء أكان ذلك على مستوى الصنعة الأدبية أم على مستوى المشاعر الإنسانية.

الغوص وشقاؤه وغلاله

إحدى أغلى القصائد على قلوب الخليجيين هي قصيدة للأعشى نظمها بعدما زار دارين واطلع على صيد اللؤلؤ فيها، وما يكابده الغوّاصون للظفر بـ “الدرة”، وفيها يقول:

كأنها دُرَّةٌ زَهراءُ أَخرَجَها
غَوّاصُ دارينَ يَخشى دونَها الغَرَقا

وكثيرًا ما يعتمد على هذا البيت إلى جانب أبيات قليلة أخرى لغيره من شعراء الجاهلية لدحض المزاعم الغربية القائلة إن عرب الجاهلية كانوا يجهلون الإبحار والغوص.

والواقع أن نظم القصائد في الغوص سعيًا وراء اللؤلؤ يشكل فصلًا كاملًا في تاريخ الشعر العربي. فالإبحار للغوص ومتاعبه وما يصاحبه من آلام وآمال وأحلام وفيض من المشاعر، تبدأ بالقلق ولا تنتهي بالحنين إلى البيت، شكّل مادة دسمة للشعراء. والاستنجاد بمحركات البحث يمكنه أن يهدينا إلى طائفة كبيرة من الأبيات أو القصائد التي قيلت في الغوص واللؤلؤ. ويمكننا أن نجد على شبكة الإنترنت محاولات عديدة لتوثيق ما نظمه هذا الشاعر أو ذاك في الغوص وصيد اللؤلؤ. غير أننا سنتوقف هنا أمام اثنتين من أفضل هذه الدراسات، إحداهما عن اللؤلؤ في الشعر القديم وحصرًا عند شاعر واحد هو أبو الطيب المتنبي، والثانية هي عن الغوص في الشعر الخليجي المعاصر.

ليس اللؤلؤ سوى رأي البحر في الصدف…

جبران خليل جبران

لآلئ المتنبي
الدراسة الأولى هي تلك التي أعدها الدكتور عبدالرحمن بن سعود الهواوي بعنوان “اللؤلؤ في الشعر العربي” وتقع في سبع صفحات عرض فيها لأشكال حضور اللؤلؤ في شعر المتنبي. يعدد الباحث في هذه الدراسة 14 بيتًا للمتنبي ذكر فيها اللؤلؤ في صور وتشبيهات مختلفة، وأتبع كل واحد منها بمعناه اعتمادًا على تفسير أبي البقاء العكبري. وفيما يأتي عيّنة منها بتصرف:

قال أبو الطيب في قصيدة له في أبي دُلَف:

لَو كَانَ سُكنايَ فِيكَ مَنقَصَةٌ
لَم يَكُن الدُّرُّ سَاكِنَ الصَّدَفِ

والشاعر إذ يتحدث هنا إلى السجن، يقول له إن نزوله فيه لا ينتقص من قيمته، كما أن الصدف لا ينتقص من قيمة الدرّ الذي يسكنه.

وقال في قصيدة يمدح بها الحسين بن إسحاق التنوخي:

فَتاةٌ تَساوَى عِقدُها وَكَلامُها
وَمَبسمُها الدُّريُّ في الحُسنِ والنَّظم

أي أن كلام محبوبة الشاعر قد استوى في الحسن والنظم مع قلادتها وثغرها.

وقال أبو الطيب في قصيدة يمدح بها سيف الدولة:

وَهَذَا الدُّرُّ مَأمُونُ التشَظّي
وأنتَ السَّيفُ مَأمُونُ الفُلُولِ

والمعنى أن الشاعر يشبه شعره بالدرّ الذي لا يخاف تشظيه، ولا يمكن الاعتراض فيه. فالدرّ إذا طال عليه الأبد لا بُد له من التغير، إلا هذا الدر، يقصد شعره فإنه يزيد حسنًا على مر الأيام، وأنت السيف، يقصد سيف الدولة، الذي لا يخشى عليه ولا يثلم حَدّه.

وقال أيضًا في قصيدة يمدح بها أبا العشائر الحمداني:

ويُظهِرُ الجَهلَ بي وأعرِفُهُ
والدُّرُّ دُرٌّ بِرَغمِ مَن جَهِلَه

هنا شبّه أبو الطيب في بيته هذا شعره في قوته وبلاغته وجودته بالدر النفيس، فما عليه بمن لا يعرف أو يفهم شعره إضافة له هو. فشعره وهو يحتاجان إلى رجل حاذق فطن بصير ليعرفه ويقيم شعره كمثل الدر الذي يلزمه خبير في تحديد ماهيته وجودته ونفاسته.

وقال في قصيدة يمدح بها سيف الدولة:

وَمَن كُنتَ بَحرًا لَهُ يا عَليُّ
لَم يَقبَلِ الدُّرَّ إلّا كِبارَا

لقد شبه أبو الطيب في بيته هذا سيف الدولة بالبحر الواسع العظيم بما يحتويه من منافع لعظمة أميره هذا ومكانته وكرمه. ولذا، فالغائص في هذا البحر للبحث عن الدر يتمنى أن يحصل على اللآلئ الكبيرة، وهذا ما كان يتمناه الشاعر من سيف الدولة.

في الشعر الخليجي المعاصر
أما الدراسة الثانية التي لا بد من الإشارة إليها، فهي التي أجراها الدكتور الرشيد بو شعير بعنوان “الغوص على اللؤلؤ في شعر الخليج العربي الحديث”. تقع هذه الدراسة في 36 صفحة، وهي من أدق القراءات التحليلية لما نظمه الشعراء الخليجيون في الغوص ونمط العيش الذي كان اللؤلؤ عماده الأساس.

يصنّف الدكتور بو شعير إنتاج الشعراء الخليجيين الذي يتناول الغوص وفق خمس رؤى مختلفة نعرض هنا لجانب منها باختصار لضيق المجال.

فهناك الرؤية الرومانسية، التي قد تكون “ذات مستوى سطحي تسجيلي، حيث يتعامل الشاعر مع البحر والغوص من الخارج، بوصفهما من المشاهد الطبيعية الخلابة التي تداعب الحس الجمالي وتدغدغ عاطفة الإعجاب أو الهيام على الطريقة الرومانسية”، ويضرب الباحث مثلًا على ذلك قصيدة “البحر” للشاعر القطري محمد أحمد المطوّع، التي يقول فيها:

قواربٌ فوقه كالدرّ في نظمٍ
أم أنها ماثلت أشجار وديانِ
لولا البحورُ فما كانت بنافعة
الله سيّرها في ماء خلجانِ
الدرّ يكمن في أحشائه حُللًا
ويستقر بقاعٍ كل مرجانِ

وهي الرؤية نفسها التي نجدها عند سلطان خليفة في قصيدته “شاطئ المحار”:

أتيتُ أستفسر الشطآنَ عن صدفٍ
حوى اللآلِئ هل يدري خفاياهُ
هذي المحارة هل تدري بداخلها
كنزًا هو الكنزُ أغرانا بمرآهُ

وبعد أن يستعرض الباحث الصور المختلفة التي اتخذتها هذه الرؤية الرومانسية، معرّجًا على طابع الرحلة البحرية، كما هو الحال في قصائد للشاعر الإماراتي خلفان بن مصبّح والكويتي محمد الفايز، يتوقف أمام صورة الملحمة البطولية، حيث يعتز الشاعر الخليجي بآبائه وأجداده من الغواصين الذين كانوا يتحدون أخطار البحر وأهواله، وينتزعون رزقهم عنوة من دون خوف.

ومن أبرز هؤلاء الدكتور مانع سعيد العتيبة في مطولته الشعرية المعروفة “المسيرة”، ففي جزء كبير منها يتابع الشاعر رحلة الغوص من بدايتها حتى نهايتها، ومن أبياتها للبداية:

كلّ صيف يُبحر الوالدُ في عرضِ الخليجْ
فإذا حان رحيلٌ قام في الحيّ ضجيجْ
ودّعوهم بابتسامٍ لا بنوحٍ أو نشيجْ
واطلبوا من خالق الكون لهم عودًا بهيجْ

ومن أبياتها بخصوص فتح المحارات بعد جمعها:

ثم يأتي كشفُ أسرار المحاراتِ الدفينةْ
وهنا أحلى لقاءٍ يُفرح النفسَ الحزينة
بعضها جـادت بخيرٍ غيرها كانت ضنينة
هي بعـد البيـعِ دخـلٌ يتمنى أن يُعينه
وعلى صدر الغواني زادت الزينةَ زينة

وبخصوص نهاية الرحلة يقول:

وعلى الشاطئ كان الأهلُ في أحلى اجتماعْ
يرقبون الأفقَ النائي فإن لاحَ الشراعْ
ضجّ بالترحاب أطفالٌ وصاحوا باندفاعْ
مرحبًا يا من إليكم ظمِئ القلبُ وجاعْ

ويدرج الباحث رؤية خليفة الوقيان في قصيدته “المبحرون مع الرياح” ضمن هذه الرؤية الرومانسية، لأنه ينظر إلى هذه الشريحة الاجتماعية نظرة مثالية تعبّر عن تعاطفه معها وإشفاقه عليها.

أما الرؤية الواقعية، فهي الرؤية التي نظر فيها الشعراء إلى الغوص بوصفه مظهرًا من مظاهر المعاناة المادية والجسدية والعذاب النفسي والجور الاجتماعي، لا نظرة رومانسية جمالية أو بطولية. ومن هؤلاء يعدد الباحث سالم بن علي العويس وعلي السبتي ومحمد الفايز.

ومن صور هذه الواقعية قصيدة العويس “الغوص واللؤلؤ”، التي تتضمن صورة قاسية عن معاناة الغواصين وسوء معاملة النواخذة لهم:

هيهاتَ أيّتها السفينُ فإنما
وضحَ النهارُ ولاتَ حينَ خيالِ
للخيزرانة فوق ظهرك لمعةٌ
كالبرق تلمَع في المريضِ البالِ
كي تدفعيهم إلى البحر الذي
يقضون فيه لضعفهم في الحالِ

ويستعرض الباحث في هذا الإطار المواقف المختلفة حتى التناقض عند الشعراء من الغوّاصين. ففي حين يتعاطف العويس معهم، نرى أن علي السبتي يلقي باللوم على هؤلاء لا على النواخذة الذين يستغلّونهم، فيقول عن الغوّاصين:

سلني فعندي بعضُ معرفة
بالمبحرين تخالهم غرقى
وتخال من زيفٍ عيونَهُمُ
نبعَين من نهر الهوى شُقَا
أين الهوى من عين لاهثة
خلف السراب تظنه برقَا

ويرى الباحث أن رؤية السبتي هذه تتضمن ثورة مكبوتة، فكأنه ينتظر منهم أن يتمردوا على أوضاعهم وأن يغيّروا ما بأنفسهم حتى يغيّر الله ما بهم.

في المقابل، يتعاطف الشاعر مبارك بن سيف في قصيدته “سفن الغوص البائسة” مع الغوّاص:

وترى الغوّاص منهوكَ القوى
يقتفي آثارَ درّةْ
قد يلاقيها إذا طال عناؤه
قد يلاقيها ويمسكها ويفرحْ
وتكون المسكة الأولى له آخرَ مرةْ
ثم يبدلها ويفديها بتمرةْ

وعلى المنوال نفسه يعرض الباحث للرؤيتين العبثية والرمزية. وبعد أن يفرد حيّزًا واسعًا للأشكال ومبانيها في هذا الشعر، يخلص إلى القول: “إن الغوص على اللؤلؤ في شعر الخليج العربي يشكل حضورًا متميزًا بوصفه ظاهرة أدبية وملمحًا من ملامح أصالة هذا الشعر وعراقته وارتباطه بالتربة الخليجية المحلية، ويعكس رؤى فكرية وفنية متباينة.. وإذا كانت هذ الظاهرة الأدبية المتميّزة قد تلاشت حدودها تاريخيًا بانتهاء عهد الغوص في الخليج العربي، فإنها تظل وجدانيًا بوصفها نبعًا ثرًّا من المنابع التي يمتح منها الشعر العربي في هذه المنطقة”.

ما اللؤلؤة إلا ابنة الألم الطويل وثمرة داء دفين…

مي زيادة

في الأدب والسينما
صورتان لا ثالث لهما: اللعنة والثروة

قدّم الأدب والسينما صورة للؤلؤ تعكس صورة الغوص وصيده. إنسان محطم يقف على شاطئ البحر قابضًا بيده على لؤلؤة ثمينة، ثم يقذف بها في البحر قهرًا. والسبب أن ثمة خسارة أكبر تسببت بها هذه اللؤلؤة: موت شخص عزيز. هذا الموقف الإنساني نراه هو نفسه تقريبًا في فِلم سينمائي وكذلك في رواية كتبت على بعد آلاف الأميال منه.

الفلم هو “بس يا بحر”، أول فلم سينمائي كويتي، ولا غرابة في أن يكون موضوعه عن علاقة الخليجي بالبحر عمومًا، والغوص على اللؤلؤ بشكل خاص. وأقوى مشاهد هذا الفلم الذي أخرجه خالد الصديق عام 1972م، هو ما نراه في آخره: أم الغواص مساعد تعفّر وجهها برمال الشاطئ منتحبة على ابنها الذي قضى غرقًا. ولشدة حزنها وغضبها على اللؤلؤ تمسك بما كان صاده ابنها منه وتقذف به إلى البحر، وكأنها لا تريد شيئًا منه بعد أن أخذ منها ابنها.

الصورة المأساوية نفسها نجدها في الرواية القصيرة التي كتبها الأديب الأمريكي جون ستاينباك بعنوان “اللؤلؤة” عام 1947م، في أشهر الأعمال الأدبية عن اللؤلؤ من دون منافس قريب. تحوّلت سنة صدورها إلى فلم سينمائي أمريكي – مكسيكي من إخراج إميليو فرنانديز. ومن ثم صوّرت فِلمًا مرة ثانية في عام 2001م، بإخراج ألفريدو زاكارياس وبطولة ريتشارد هاريس.

تروي هذه القصة، والفلمان، حكاية شعبية كان ستاينباك قد استلهمها من صيادي اللؤلؤ خلال زيارة سابقة إلى المكسيك. وفحواها أن رجلًا يُدعى كينو غاص في البحر بحثًا عن لؤلؤة تكفي لعلاج ابنه من عضة سرطان بحر، ولكنه يعثر على لؤلؤة ضخمة تساوي ثروة. وما إن ذاع الخبر، حتى فجّرت هذه اللؤلؤة جشعًا وخداعًا وعنصرية بغيضة وانهيارًا للقيم الأخلاقية والإنسانية عند الذين سعوا إلى الاستحواذ عليها. حتى إن امرأته حاولت أن تأخذ اللؤلؤة منه لترميها في البحر. وعندما يتوجه كينو مع عائلته إلى المدينة لبيع اللؤلؤة، يتعرض إلى كمين مسلّح، ويُصاب ابنه بطلق ناري ويموت. فيعود الرجل وزوجته إلى قريتهما ويدفنان ابنهما. وبعد إلقاء نظرة أخيرة على اللؤلؤة التي أصبحت صورة مأساة، يقذف الرجل بها إلى البحر.

إن عقد اللؤلؤ لا يخسر قيمته إذا انقطع، لأن ثمن الخيط نصف قرش…

علي الطنطاوي

مغامرات كبيرة حول الصغير والثمين
ولأن اللؤلؤ صغير الحجم وثمين كان من الطبيعي أن يفرض نفسه مادة للصراع في قصص وأفلام المغامرات. ومن أشهر الأفلام الكلاسيكية في هذا المضمار فلم “سنغافورة” لعام 1947م، وهو من إخراج جون براهم، وبطولة فريد ماكموري وإيفا غاردنر. يروي هذا الفلم قصة حفنة من اللآلئ يمتلكها مهرّب عالمي، يخوض صراعًا مع شركائه بغية الاحتفاظ بها وحده. ولكنه في النهاية يرضى بالتخلي عنها لدواعٍ رومانسية. ورغم “تفاصح” بعض النقاد الذين استقبلوا الفلم بفتور آنذاك، فإن نجاحه التجاري حضّ على إعادة تصويره مرة ثانية في عام 1957م بعنوان “إسطنبول”، بعد نقل مكان التصوير إلى تركيا، وقام ببطولة هذه النسخة إيرول فلين وكورنيل بورشرز.

وعلى المنوال نفسه، نجد اللؤلؤ مادة للمغامرات في روايات عديدة، مثل رواية “اللؤلؤة السوداء” في عام 1969م للكاتب سكوت أوديل، التي تروي قصة فتى يعثر على لؤلؤة سوداء كبيرة، يتوهم والده أنها “لؤلؤة الجنة”. ومع الشهرة التي تأتي بها اللؤلؤة إلى عائلة الفتى وقريته، تأتي أيضًا اللعنة. وطبعًا، لم تتأخر السينما كثيرًا في نقلها على الشاشة.

في الفن التشكيلي
من التسلل الخجول إلى مركز اللوحة

تسلل اللؤلؤ إلى الفن الأوروبي تسللًا يعكس صورة مكانته وتوفره. ففي بداية عصر النهضة، لم يظهر اللؤلؤ إلا على شكل زينة في ملابس قديسي الكنيسة الكاثوليكية. وخلت صور الملوك تمامًا منه. ولكن ببطء شديد راح حضوره يتعاظم تدريجًا.

فلو أخذنا ثلاث لوحات لثلاثة متتالين من ملوك إنجلترا على سبيل المثال، لوجدنا أن الملك هنري السابع يظهر في اللوحة، التي رسمها فنان فرنسي مجهول، مزينًا قبعته بلؤلؤة واحدة. أما ابنه هنري الثامن فيظهر في اللوحة التي رسمها هانز هولباين عام 1538م، وقد زين ملابسه وقبعته بعدة لآلئ. وبالوصول إلى أي لوحة تقريبًا تمثل ابنته الملكة إليزابيث الأولى، نرى حضور اللؤلؤ طاغيًا من التاج على رأسها حتى أطراف ثوبها مرورًا بالعقود والأقراط بما يكفي لتأسيس متجر مجوهرات.

وفي هولندا، اتخذ حضور اللؤلؤ مسارًا مختلفًا، خاصة بعد ازدهار تجارتها البحرية وتأسيس شركة الهند الشرقية الهولندية عام 1602م. فقد أدى ذلك إلى رخاء اجتماعي ونشوء برجوازية متمكنة، وفي الوقت نفسه وفّر التجار كميات كافية من لؤلؤ الخليج العربي والبحر الأحمر والهند لتصل إلى أيدي هذه البرجوازية. وهذا ما يفسر حضور اللؤلؤ البارز في اللوحات الهولندية العائدة إلى القرن السابع عشر.

ثلاث لوحات للفنان الهولندي فرمير تظهر فيها نساء تتزين باللؤلؤ.

أحقًا أن قرطها من اللؤلؤ؟
رسم الفنان الهولندي فرمير 21 لوحة يظهر فيها اللؤلؤ بشكل أو بآخر. بعض هذه اللوحات حمل اسمًا يشير إلى أن اللؤلؤ هو الموضوع الرئيس، مثل “امرأة وعقد لؤلؤ” في عام 1664م، والموجودة اليوم ضمن مجموعة “غيمالد غاليري” في برلين، وبعضها حمل أسماء مختلفة.

“الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” هو الاسم الذي اختاره متحف موريتشاوس في لاهاي في عام 1995م، للوحة أخرى رسمها فرمير عام 1665م. وشهرة هذه اللوحة حديثة العهد جدًا، إذ إنها عندما بيعت في عام 1881م، لم تجد مشتريًا يدفع مقابلها أكثر مما يعادل 25 دولارًا أمريكيًا، لأنها كانت في حالة سيئة. وبعد ترميمها، انتقلت ملكيتها إلى متحف موريتشاوس في عام 1902م، حيث عُرضت طوال القرن العشرين تقريبًا تحت اسم “وجه شابة”. غير أن عرضها في عدة عواصم من خلال معرض جوّال في النصف الثاني من القرن الماضي، لفت الأنظار إلى أهميتها. وفي عام 2004م، اختار الهولنديون في استطلاع للرأي هذه اللوحة أجملَ لوحة في بلادهم. وصارت توصف بأنها “موناليزا شمال أوروبا”.

ولأن الفتاة الظاهرة في اللوحة مجهولة الهوية، أدت تسميتها “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” إلى نسج رواية متخيلة كتبتها الأمريكية تريسي شوفالييه في عام 1999م، تزعم أن هذه الفتاة كانت خادمة فرمير، وأنها كانت على علاقة عاطفية بالفنان، وأن هذا القرط هو من مجوهرات زوجته. ولاقت الرواية رواجًا أدى إلى إنتاج فلم سينمائي ومسرحية مقتبسين عنها.

في عام 2014م، ظهر فجأة من يقول إن هذا القرط هو من المعدن وليس من اللؤلؤ بدليل لمعانه الحاد. والمفارقة أن صاحب هذا الرأي لم يكن خبيرًا في الفن ولا اختصاصيًا في اللؤلؤ، بل عالم فيزياء فلكية يُدعى إيكه فنسنت.

تتعزز ملاحظة هذا العالِم بالإشارة إلى أن شهرة فرمير تعود إلى براعته في رسم انعكاس الضوء الخارجي على ما في دواخل البيوت. وفي اللوحات الإحدى والعشرين التي رسمها هذا الفنان، ما من واحدة تظهر لؤلؤًا يعكس الضوء بهذا الشكل الفج والحاد. فلو كان قرط هذه الفتاة من اللؤلؤ لظهر بياضه كاملًا، مع بقعة مضاءة أكثر بقليل من باقي جوانبها.

إلى ذلك، يمكننا أن نضيف أن فرمير كان فنانًا ريفيًا إلى حدٍ ما، وعاش حياة أقرب إلى الفقر ولم يورث عائلته غير الديون المتراكمة عليه. أما حجم هذه اللؤلؤة المزعومة فهو من الضخامة بحيث أن ثمنها يعادل ثمن بيت كبير، وحيازة مثلها كان حكرًا على الملوك وكبار الأثرياء، خاصة وهي على ما يُفترض أحد قرطين، الأمر الذي يرفع ثمنها عدة أضعاف ما كان يمكن أن يكون عليه لو كانت وحيدة. ومن المستحيل بالنسبة لجوهرة مثل هذه أن تكون في عهدة زوجة فرمير أو ضمن ملكيته، ولربما صح القول إن هذا الفنان على الأرجح لم يرَ لؤلؤة مشابهة وبهذا الحجم طوال حياته.

إن قلب الإنسان يشبه البحر إلى حدٍ كبير، فيه العواصف والمدّ والجزْر، ولكن في أعماقه هناك لؤلؤه أيضًا…

فنسنت فان غوخ

لؤلؤة الخليج في القافلة
قصص واستطلاعات رائدة

منذ سنواتها الأولى، تناولت القافلة لؤلؤ الخليج العربي في عدد ملحوظ من الاستطلاعات المصورة والقصص الكثيرة، كان أولها في عدد قافلة الزيت لشهر يونيو عام 1958م بعنوان “اللؤلؤ” من دون توقيع. ومن شبه المؤكد أن هذا كان أول استطلاع مصوّر في الصحافة الثقافية الخليجية حول هذا الموضوع، كما احتل غلاف المجلة.

وتميّز هذا الاستطلاع غير المُوَقّع عن غيره مما كُتب أينما كان بأنه الوحيد الذي يتضمن مشاهدات حية لرحلة صيد اللؤلؤ في مياه الخليج وليس روايات وذكريات. كما تضمن تعدادًا لمواضع “المغاصات” وجمعًا لمعاني المفردات الخاصة بعالم الغوص، بعضها معروف وبعضها الآخر نسمعه لأول مرة، مثل أن نزول دفعة من عشرة غواصين دفعة واحدة إلى تحت الماء لخمس مرات متتالية تُسمى “اكحمة”!

ولكن اللافت أنه في استطلاعين آخرين نُشرا في عددي فبراير 1985م بقلم عصام السيّد ونوفمبر 1988م بقلم علي المرهون، نجد بعض المفردات المختلفة في قاموس الغواصين، وأحيانًا للدلالة على الشيء ذاته. الأمر الذي ربما يعود إلى اختلاف اللهجات المحلية بين منطقة وأخرى على ساحل الخليج.

وإضافة إلى الاستطلاعات، نشرت القافلة عددًا من القصص القصيرة حول اللؤلؤ. كانت أولاها بقلم السوري قدري قلعجي في عدد ديسمبر 1964م بعنوان “اللؤلؤة الفريدة”، وفيها ما يستحق التوقف أمام موضوعها رغم أنه ذو “ميلودرامية” قصوى.

تروي هذه القصة رحلة صيد كانت غير موفقة إلى أن أهمل النوخذة المتزوج حديثًا أداء الصلاة، فعثر غواص على لؤلؤة كبيرة وثمينة، ولكن النوخذة رماها في البحر لأن العثور عليها لم يكن حلالًا. ولكن صيادًا على متن السفينة اصطاد لاحقًا سمكة، وعند شق بطنها عثر على اللؤلؤة نفسها، ففرح الجميع باسترجاعها وقرروا إهداءها للنوخذة كي يقدمها لعروسه!

وبعد ذلك بأكثر من عقدين من الزمن، ظهرت الحكاية نفسها بصيغة أخرى بقلم الأديب الكويتي منذر الشعار وبعنوان “عودة اللؤلؤة”، ولكن مع نوخذة شرير وظالم، يتوب لاحقًا فيعثر فريقه على لؤلؤة تساوي ثروة… ولكنها هذه المرة لا تُهدى إلى النوخذة، وكأن الكاتب الكويتي يعرف حقيقة العلاقة ما بين الغوّاصين والنوخذة، التي يجهلها الكاتب السوري.

تبقى الإشارة إلى أن إحدى أجمل القصص القصيرة في هذا المجال، قد تكون تلك التي كتبها الشعار نفسه في عدد مايو 1981م، بعنوان “رأس المحار”، وتروي قصة حلم جميل وطموح انتهى في مياه الخليج، من خلال شاب يحب فتاة ويريد الزواج بها، ولا سبيل له إلى الحياة الجميلة التي يريدها لعروسه إلا أن يغوص على اللؤلؤ وأن يعثر على رأس المحار. ولكنه عندما يحقق ذلك في رحلة الغوص الأولى، ينتهي فريسة لأسماك القرش. إنها واحدة أخرى من القصص التي تترافق فيها هذه الجوهرة مع الموت.


مقالات ذات صلة

ماذا لو لم يكن البَقر موجودًا في هذا العالم؟
الجواب هو: لكان العالم بتاريخه وحاضره غير العالم الذي نعرفه.

ولماذا اللون الأخضر؟
ألأنه جميل؟
نعم، إنه جميل، ولكنه أكثر من ذلك بكثير.

في هذا الملف، نذهب إلى جولة في رحاب الكون، لاستطلاع بعض ما نعرفه عن هذه الأجرام السماوية الجميلة، وعن حضورها الآسر في الثقافة والعلوم، ودورها في تطوير الحضارة الإنسانية.


0 تعليقات على “الملف: اللؤلؤ”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *