مجلة ثقافية منوعة تصدر كل شهرين
مايو – يونيو | 2019

المجوهرات السعودية التراثية
كنوز عريقة تُحرِّك الحنين إلى الماضي


جانيت بينهيرو وهنوف السليم

ما إن حطت أقدامنا معرض المجوهرات السعودية التراثية، أضاء من أمامنا في العتمة صفَّان متلألآن من أغطية الرأس السعودية العريقة المرصَّعة بالجواهر القديمة، يسلبان لب الناظر إليهما، فيتذكر قصصها الغنية بالجَمَال والثروة والتقاليد التاريخية. كما تكاد أغطية الرأس المذهلة المعروضة على نصف مجسم أسود أن تنطق جمالها وتاريخها، فيسبح كل من ينظر إليها في عالم من الخيال والحنين إلى الماضي. كلها قطعٌ نادرة من المشغولات اليدوية في التراث النسائي التي يتم عرضها لأول مرَّة، وقد ارتدتها المرأة السعودية قديماً.

في زيارة لنا إلى متحف البحرين الوطني، وتحديداً إلى معرض “لقاء الثقافات في تصاميم مجوهرات المملكة العربية السعودية”، الذي يشرف عليه برامود كومار، وصممه المهندس المعماري الفرنسي كريستوف مارتن، شاهدنا مجموعة باهرة من القطع المرصَّعة بالجواهر التي كانت من ممتلكات المرأة السعودية الشخصية الثمينة في الماضي. وألقينا نظرة استثنائية على حياة النساء اللواتي حافظن على تقاليد المملكة الثقافية على مدى آلاف السنين. ويظهر تنوُّع الألوان والأنماط أشكال التأثيرات الخارجية على التصاميم السعودية، التي سنذكرها بالتفصيل لاحقاً.
ويرجع معظم قطع الزينة التي شاهدناها إلى النصف الأول من القرن العشرين، مع بعض التعديلات والتغييرات التي يمكن ملاحظتها في القطع التي تعود إلى فترة ما بعد الستينيات. وتلك القطع هي من مقتنيات مجموعة فنون التراث، التي تتخذ من الرياض مقراً لها، والتي تأسست في عام 1986 بمبادرة خاصة للمحافظة على الثقافة المادية لثروات شبه الجزيرة العربية، لا سيما المملكة العربية السعودية، وتتضمَّن المجموعة نحو 60 ألف قطعة من القطع الفنية الأثرية.

صندوق الكنز اللامع
منذ عصر الأساطير، والثقافة العربية ترتبط بالمجوهرات بعلاقة وثيقة. وقد فتح الولع ببريقها نافذةً دائمة تطل على حياة الشرق الأوسط وثقافته. وتستخدم القطع المعروضة، التي هي نتاج بيئة المملكة الصحراوية، لأغراض متعدِّدة تتراوح من علامات للقبائل إلى دلائل لوضع المرأة الاجتماعي والاقتصادي وأمنها المالي. فقد كانت المجوهرات ثروة المرأة الشخصية، تدل على أناقتها ومكانتها. وعلى الرغم من أن الفضة كانت تنتقل عادةً إلى الجيل التالي، فقد كان شائعاً في عموم أنحاء المنطقة أن تُذاب الحُلي بعد وفاة مالكته وورثتها لصنع قطع جديدة.
يستعرض صندوق كنوز التاريخ المتلألئ بالمعرض الأقراط وحُلي الأنف والقلائد والأساور وأحزمة الخصر والخواتم والخلاخل والتمائم التي تستخدم لدرء “العين”، ومجموعة مختارة من أغطية الوجه والمنسوجات المرصَّعة بالجواهر التي تستخدم كأغطية للرأس. وتُعرض غالبية الجواهر كمجموعات كاملة ترتديها النساء السعوديات، سواء في حياتهن اليومية أو المناسبات، وتُثير الخيال برسم رؤى قديمة للكثبان الرملية والقوافل البدوية ومراسم الزفاف التقليدية والمحاربين الذين يزينون نسائهم بثرواتهم.

أنماط المجوهرات
مما رأينا، كان هناك نوعان من الحُلي المنتشرة في المنطقة، وهما: الحُلي التي كانت تتزيَّن بها السيدات اللواتي يعشن نمط الحياة الحضرية، والنوع الآخر للسيدات اللواتي كن يعشن نمط حياة البدو الرُحل. وكانت الفئة الأولى تُفضل استخدام المجوهرات الذهبية والأحجار الكريمة، في حين تفضل الأخرى استخدام الحُلي الفضية والأحجار شبه الكريمة أو الزجاجية والبلاستيكية، وقد يعزو ذلك لخوفهن من جذب قُطَّاع الطُرق وتعرضهن للسرقة، في حين كانت النساء اللواتي يعشن الحياة الحضرية أكثر استقراراً مما مكنهن من اقتناء الحُلي الأغلى ثمناً.

امتزاج الثقافات
كانت شبه الجزيرة العربية، التي تبلغ مساحتها 2.7 مليون كيلومتر مربع، موطناً للتمازج المبكر لثقافات العالم. وساعدت مسارات التجارة على اتصال المناطق المأهولة فيها بثقافات متنوِّعة. وعلى مدى مئات السنين، أدى اختلاط الثقافات المتنوّعة من الجنوب والشمال والشرق والغرب في شبه الجزيرة إلى تنوِّع التصاميم المحلية، مما أثر على الأشكال الإبداعية الرائعة المعروفة بالتصميم السعودي.
وتأتي كل قطعة فريدة من التصاميم المعروضة لتصف حكاية امتزاج الجغرافيات المتباعدة وكيف تداخلت الثقافات لتنتج عنها هذه الأعمال الفنية. فقد كانت الثقافة المادية تجول العالم طولاً وعرضاً، وكانت المنتجات التي يتم إنتاجها في منطقة معينة تُنتظر بفارغ الصبر في الأقاليم الأخرى، سواء القريبة منها أو البعيدة. وتُظهر التنقيبات الأثرية في عموم شبه الجزيرة العربية بعض أقدم الأمثلة على المجوهرات، حيث تم استخراج أقدم آثار الثقافة المادية التي أتت على شكل مجوهرات، وتشمل أسوار وقلائد مصنوعة من الحجر والمواد الزجاجية والصدف وعرق اللؤلؤ. كما تم العثور أيضاً على نماذج من التمائم المرصعة بالياقوت، ودبابيس شعر من البرونز، وخرز مصنوع من الزجاج. وثمة نماذج أخرى من المشغولات النفيسة تم العثور عليها في مواقع متعدِّدة من المملكة، أغلبها من الذهب، وتشمل قناعاً وقفازاً من الذهب، بالإضافة إلى أساور وقلائد مزينة بوجوه منقوشة على حُلي متدلية ومطعمة بالياقوت واللؤلؤ والفيروز. أما بالنسبة للنماذج التي عُثر عليها، والتي تعود إلى عصور لاحقة، وتحديداً القرن الأول والقرن الثاني الميلادي، فتتضمَّن أقراطاً ذهبية متدلية على شكل أجراس وعدة أنواع من خرزات الفواصل، وأساور من الفضة الملتوية. وهذه القطع، إلى جانب حُلي الرأس الرائعة، تُظهر تقارباً كبيراً مع أنماط المجوهرات المعاصرة.

قراءات مُثيرة للاهتمام
تُشير هيذر كويلر روس في كتابها الذي يحمل عنوان “فن المجوهرات البدوية، لمحة عن السعودية” الصادر عام 1981، أن المجوهرات عامةً تُعد من أقدم أشكال الفن الزخرفي في التاريخ، والجانب الشيق في ذلك هو أن معظم الميزات البدائية للتصاميم القديمة تظل مهمة وأساسية لتصميم المجوهرات اليوم. وتُشير إلى أهمية التفكر والتعمق بالاستخدام المستمر لعديد من هذه التصاميم المتباينة من مختلف الحضارات التي تفصل بينها حواجز هائلة زمانية ومكانية لكن تصاميمها تتشابه نوعاً ما. على سبيل المثال، فإن الفيروز يحظى بالتفضيل نفسه والاهتمام في كلٍ من الجزيرة العربية والجنوب الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى ضوء ذلك، فإنه من الممكن أن نتعقب كيف تم نقل بعض أنماط المجوهرات من حضارة إلى أخرى، ولكن لا تزال هناك ثغرات كثيرة في تاريخ تصميم المجوهرات، خاصةً المجوهرات والتصاميم العربية، وهذا ما دفعها إلى استمرارية البحث عن التفاصيل التي بإمكانها أن تملأ تلك الثغرات. وتذكر هيذر في كتابها أن الوقت وحده فقط بجانب البحث الدؤوب سيوفران الروابط المفقودة في السلاسل المتداخلة لتاريخ المجوهرات. وفي الوقت الحالي، كشفت الحفريات في شبه الجزيرة العربية عن عديد من الأدلة المثيرة للاهتمام. لكنه حتى الآن، تلك الأدلة ليست موثقة بالكامل- ولم يكتمل البحث والتحقيق في تلك المواقع الأثرية. وإلى أن يتم تزويد العالم بمزيد من الحقائق، فإنه يجب أن يعتمد موضوع المجوهرات البدوية على الأدلة التي قدَّمتها القطع الموجودة اليوم ومجموعة لا حصر لها من القرائن التي يوفرها المؤرخون والمستكشفون وعلماء الآثار.

تأثير المناطق المجاورة على التصاميم
وفي تواصل لنا مع أمين المعرض من مكتبه في دلهي بالهند، حدثنا برامود كومار عن تدفق التصاميم الثقافية العالمية إلى الثقافة المحلية، وكيف خلقت مجموعة تصاميم جديدة ومحلية. وقال إن تأثير ثقافات العالم في أنماط مجوهرات شبه الجزيرة العربية لا يقتصر فقط على الصور المرئية للتصاميم النهائية، فعديد من التقنيات التي نراها هنا هي ابتكارات جاءت من مختلف أنحاء العالم.
وعلى الرغم من أنه من المستحيل تحديد أصل وإرث تقنية تصنيع بعينها، إلا أنه يمكن الخروج باستدلالات وتخمينات حولها. فالأشكال الدائرية الكبيرة هي من المنطقة الغربية المتأثرة بإفريقيا، والأجسام الأصغر ولكن أكثر تعقيداً هي من المنطقة الشمالية، ومن الشرقية القطع التقليدية المزينة بأحجار الفيروز. ويظهر تأثير عمان واليمن في مجوهرات المنطقة الجنوبية، وهي المنطقة التي يوجد فيها أكبر عدد مُسجل من الحِرَف اليدوية والمجوهرات التراثية. أما التصميم السعودي التقليدي الخالص فهو من عمق أرض المنطقة الوسطى القاسية وقليلة السكان، والتي لم تحظ بالقدر نفسه من الاتصال مع الخارج.
وقال كومار إن الثقافة المادية للمملكة العربية السعودية، خاصة تقاليدها الغنية بالمجوهرات، لم تُدرس بالتفصيل حتى الآن. وتحتاج هذه القصة الشيقة لشبه الجزيرة العربية، التي تقع في تقاطع طرق العالم القديم والتي تُعدُّ بوتقة للتصميم، إلى من يرويها، وبالتالي، كان ذلك الدافع لعرض هذه المجوهرات وتقديمها إلى العالم، ودافعاً كبيراً لدراستنا التفصيلية لتلك المجوهرات.

سوق المجوهرات في المملكة إلى مزيد من الازدهار
من المتوقع أن ينمو سوق الذهب والماس في المملكة العربية السعودية بنسبة %8 بحلول عام 2022، وذلك بسبب تزايد عدد الشباب وتوافر المجوهرات بتصاميم حصرية أنيقة والنمو الاقتصادي في البلاد. وإضافة إلى ذلك، سوف يُسهم دخول التجارة الإلكترونية وتوسيع عديد من مصنعي المجوهرات العالميين البارزين نشاطهم في إنعاش سوق الذهب والماس في السنوات المقبلة.
وقد دعمت حكومة المملكة العربية السعودية توطين وتوسيع سوق المجوهرات السعودي من خلال مبادرة برنامج التحوُّل الوطني الذي يؤهل المواطنين للعمل في هذا القطاع. وتهدف هذه المبادرة إلى إنشاء مركز متخصص لتأهيل المواطنين للعمل في قطاع الذهب والمجوهرات وتزويدهم بقواعد الحرفة وتعريفهم بخطوات العمل وسلسلة التوريد المختصة.

التصاميم النجدية
تقبع التصاميم النجدية الفريدة في قلب الجزيرة العربية، وتعكس أنقى أشكال تصاميم الحُلي في المملكة. إذ حتمت جغرافية الموقع بأن تكون التصاميم أقل تأثراً بالحضارات المجاورة الأخرى. وتعدُ القلادة الذهبية أحد أقدم الأنماط المستخدمة في المنطقة، حيث تطوق القلادة المطلية بالذهب عنق المرأه، وتتدَّلى منها قطع مستديرة الشكل من الفيروز والمرجان مع فواصل من فصوص المرجان والفيروز والعقيق. وثمة قطعة أخرى حتمّ علينا جمالها أن نتوقف أمامها طويلاً، وهي نصف مجسم أسود مُزين بالكامل بالحُلي النجدية، تظهر فيه زينة الرأس المُتقنة تُمسك بالغطاء وتمنعه من التحرّك والانسدال أثناء هبوب الرياح، ونوع معقد من الحلي يشبه الأقراط يثبّت حول القماش الذي يغطي الأذنين وتنسدل منه مجموعة من السلاسل حول الوجنتين كما الشلّال المنهمر. إذ إن الأقراط الصغيرة فقط هي التي تُلبس حول شحمة الأذن. كما يظهر بين الحلي النجدية عدد من الخواتم الذهبية المرصعة بأحجار الفيروز التي حافظت على رواجها طوال تلك السنين، وما زالت تزين يدي المرأة النجدية حتى يومنا الحالي.

تصاميم المنطقة الشمالية
تتميز المنطقة الشمالية بالأطواق المُتقنة ذات الحُلي المتدلية والألوان المتعدِّدة، التي يتم ترصيعها بالمرجان والزجاج واللؤلؤ. كما اشتهرت النماذج الشمالية باستخدامها تقنية التحبيب الدقيق والتخريم. أما انتشار استخدام الفيروز فيُعزى إلى كون المنطقة تقع بالقرب من الدول الرئيسة المنتجة لهذا الحجر. وقد كانت الأحجار الكريمة المتوافرة محلياً تحدّد شكل الحلية النهائي، مما يحكي قصة هذة القلادة المُرصعة بالفيروز والمرجان والعقيق والحُلي المتدلية المصهورة بأشكال وأحجام مختلفة.

تصاميم المنطقة الشرقية
ما بين السوار والخاتم، تظهر هذه الحُلية الفريدة من نوعها وتصميمها، تشابه شكلها مع رقاق الثلج البلوري، وتمتد من رسغ اليد وتنتهي بخاتمٍ لكل أصبع من أصابع اليد الخمسة، ولكن ما يخطف عين ناظرها هو أحجار الفيروز المتناهية الصغر التي تنتشر عليها كما ينتشر الثلج على الأرض. ويتمثل التأثير الفارسي في حرفية الزخارف المنمّقة والدقيقة التي تظهر في كثير من المجوهرات القديمة في المنطقة الشرقية.

تصاميم المنطقة الجنوبية
تُعد المنطقة الجنوبية موطناً للحرفيين وتجَّار المجوهرات على مر التاريخ. ومن الشائع أن قطع المجوهرات الراقية والأكثر إتقاناً على مستوى شبه الجزيرة العربية العلامة المميزة هي من إنتاج الجنوب. وتشابه الحلي الجنوبية في تصاميمها أنماط المجوهرات العمانية واليمينة، وتعكس في أريحيتها للعين وبساطة تصاميمها نسائم الريح بين جبال مُدنها. وينتشر في تصاميم هذه المنطقة استخدام العملات المعدنية والخرز حول الحبال القطنية. والعملة الظاهرة في القلادة هي التالر النمساوي (تالر ماريا تيريزا) الذي كان شائع الاستخدام عالمياً وفي الجزيرة العربية منذ أواخر القرن الثامن عشر، حتى بدايات القرن العشرين الميلادي.

تصاميم المنطقة الغربية
تحكي تصاميم المنطقة الغربية رواية القرون الطويلة والمتوالية من الاحتكاك بالتجار والحجاج من جميع أصقاع الأرض. وبالتالي، فإن المجوهرات في المنطقة مستلهمة من مجموعة واسعة ومتنوعة المصادر، خاصة وأن النسوة أثناء موسم الحج كن يقمن أحياناً ببيع مجوهراتهن للحصول على أموال إضافية. وهذا ما جعل كثراً من الأنماط الجديدة تجد طريقها إلى قاموس التصميم المحلي. ومنها سوار الفضة المصنوع من قطع متنوِّعة التصميم، كل على حدة، ثم تلحم مجتمعة إلى صفيحة قاعدة السوار.

المحافظة على الإرث
ومما رأينا، فقد أنفق الخبراء سنوات عدَّة في إعادة تأهيل بعض القطع وترميمها، وأيضاً في البحث عن تاريخها كي تكون جاهزة للعرض. وقد أدهشنا العمل الدقيق خلف عرض هذه القطع الثمينة الذي تطلب اتخاذ إجراءات أمنية مشدَّدة وعدداً من العمال بمعدات الحماية لمنع تلف القطع الأثرية. وقد تم تعيين المهندس المعماري واختصاصي علم المتاحف الفرنسي، كريستوف مارتن مصمماً لمعرض “لقاء الثقافات في تصاميم مجوهرات المملكة”. فمنذ عشر سنوات، ضمت أعمال مارتن تصميم أماكن العرض وتركيب المجوهرات في أول متحف أمازيغي في مراكش. وفي حديث لنا مع مارتن من مكتبه في باريس أخبرنا أن المتحف يحتوي على مجموعة مجوهرات كبيرة وجميلة. وفي سؤالنا لمارتن عن تجربته في مجال الحفظ الوقائي، أخبرنا بأن حفظ هذه القطع خلال تخزينها في المتحف تطلب توفير إضاءة اصطناعية ومستوى رطوبة ودرجة حرارة ثابتة يسهل التحكم بهما، للحؤول دون تلف القطع.

مجموعة فنون التراث


تأسست مجموعة فنون التراث بهدف المساعدة في إحياء مجال الإبداع في المملكة، ونشر المعلومات عن الثقافة السعودية الغنية والمتنوِّعة داخل المملكة وخارجها. ومن المقرر الاحتفاظ بهذه المجموعة التي ليس لها مثيل من حيث الجودة والحجم في منشأة مصممة لهذا الغرض في الرياض.
وأعلنت لنا المديرة العامة سمية بدر عن بدء أنشطة التوعية المهمة داخل شبه الجزيرة العربية لأول مرة. وقالت إن من الضروري أن تطلع مجتمعات الخليج العربي كافة على هذه المجموعة المهمة من الفن والتاريخ العربي.
وعند سؤالها عن أكثر القطع الفنية التي لفتت انتباهها، أشارت سمية بدر إلى أغطية الرأس المرصعة بالجواهر. فهذه القطع لم تكن متاحة للعيان في الماضي، وهي تروي جماليات الحياة الخاصة. وأوضحت إن الأساليب والتقنيات المذهلة التي تتمتع بها القطع المعروضة تمنح الباحثين وعامة الجمهور من المهتمين فرصاً هائلة ليصبحوا أكثر اطلاعاً على الماضي الثقافي الغني لشبه الجزيرة العربية. والمعرض في جوهره يحكي قصة التصاميم التي سلكت الطرق نفسها التي سلكها البخور والتوابل والعلوم وحجاج بيت الله الحرام.
وتتطلع سُمية إلى أن يتمكن هذا المعرض من تعزيز الاهتمام والتفاعل مع هذه الكنوز الحقيقية الآتية من الماضي التي أصبحت أمام أعيننا بعد أن كانت مستترة.


مقالات ذات صلة

على الرغم من وجود العديد من التساؤلات حول مستقبل الكتب المادية، فقد أطلقت الفنانة الإسكتلندية المفاهيمية “كاتي باترسون” في عام 2014م فكرة إنشاء “مكتبة المستقبل” كمشروع فني تطلعي يجمع بين كونه كبسولة زمنية أدبية ومشروعًا بيئيًا. كرّست “باترسون” جلّ اهتمامها بما ستتركه البشرية للأجيال القادمة؛ لذلك ابتكرت فكرة إنشاء هذه المكتبة في مدينة أوسلو النرويجية. […]

استطاعت الدول الناطقة باللغة الألمانية (ألمانيا، والنمسا، وسويسرا) أن تخلق نموذجاً في النهضة والتفوّق بالاعتماد على الأيدي العاملة المؤهلة مهنياً، وقد حقَّق هذا النموذج نجاحاً باهراً على مستوى العالم، فيما تسعى دول كثيرة داخل أوروبا وخارجها للاستفادة منه، ففي هذا البلد المزدهر اقتصادياً، يُعدُّ التدريب المهنيّ سرّاً من أسرار نجاحه، بل وربما ريادته عالمياً، فبفضله […]

من المؤكد أن للعلوم والتكنولوجيا تأثيراً عميقاً على المجتمع، لكن العكس صحيحٌ أيضاً، بحيث يشكِّل المجتمع، بصورة كبيرة، الطرق التي تتطوَّر بها العلوم والتكنولوجيا. ومع ذلك، تُظهر التجربة أنه لا يمكن دائماً للعلماء، من ناحية، وعامة الناس والحكومات والشركات، من ناحية أخرى، فهم بعضهم بعضاً بوضوح، لهذا السبب كان لا بدَّ من وجود خبراء ذوي […]


0 تعليقات على “المجوهرات السعودية التراثية”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *