مشكلة التقويم والتقييم
ناصر الخياري
مشرف تربوي
من أهم مزايا التعلُّم عن بُعد تخفيض التكاليف الاقتصادية بتقليص المباني والتجهيزات المدرسية وأعداد المعلمين. لكنه يحرم الطالب من الاستفادة من التعليم الحضوري والحصول على خبرات تعليمية، وتربوية، ومهارات اجتماعية من خلال ممارسة الأنشطة التفاعلية، والمواقف المتنوِّعة داخل المدرسة. إن دور الأسرة في التعلُّم عن بُعد يُعد الركيزة الأساسية؛ بمتابعة حضور أبنائهم، وأدائهم المهام، والتواصل مع الإرشاد الطلابي لمعالجة المشكلات. فإجادة المعلِّم، والطالب، والأسرة لاستخدام المنصات والتطبيقات شرط لنجاح عملية التعلُّم عن بُعد. ومع أن التعليم عن بُعد يتيح التوسع في فرص التعلُّم، لكن لا يمكن من خلاله استخدام عمليتي التقويم والتقييم معاً، إذ إنّ عملية التقييم للحكم على أداء الطالب، ونتائج التعلُّم بالاختبارات والواجبات تنحصر في شكل إلكتروني، وهذا يفوِّت على الطالب فرصة تحسين المستوى المعرفي والسلوكي والاجتماعي المتوفرة في التعليم الحضوري.
المأخذ الوحيد هو افتقاد التواصل
محمد آل سعد
مدير التخطيط والتطوير التربوي في تعليم نجران سابقاً
نحن اليوم في أوج التطوّر الرقمي والذكاء الاصطناعي، وما التعلُّم عن بعد إلا أحد أوجه ذلك التطور، وله أهمية كبرى في هذا الوقت بالذات. كما أن له مزايا عديدة منها إنه نظام يساعد على إيصال المعلومة بشكل ممتع وسريع وسهل الاستيعاب وبأقصر وقت وأقل جهد، ويكسب المتعلّم مهارات شخصية أهمها مهارات التعلّم الذاتي، ويساعد على متابعة مستوى تقدُّم المتعلّم بشكل لا يقبل التخمين، ويجعل المتعلّم أكثر اهتماماً وذلك لاستخدامه التقنيات الجديدة التي لا تخلو من عنصر التشويق. ولا شك أنه يقلِّل من الهدر في الموارد، ويقضي على ما كان يسمى بغياب المتعلمين أو التسرب الدراسي.
مقابل هذه المزايا هناك مأخذ واحد فقط على هذا الأسلوب، ألا وهو فقدان التواصل المباشر بين الطالب ومعلميه وزملائه.
ينمِّي مهارة التعلُّم الذاتي
علي أحمد القطان
معلم في المرحلة الثانوية
رغم وجود عديد من سلبيات التعلُّم عن بُعد التي يضعها المنصهرون في بوتقة التعليم من طلاب ومعلمين وأولياء أمور ومشرفين أيضاً، إلا أن هناك عدداً من الإيجابيات يجب عدم إغفالها، أولها وأبسطها توظيف التقنية في التعليم، وتوجيهها بدلاً من اقتصارها على الترفيه أو على برامج التواصل، مما لا يضيف للمتعلِّم إلا النزر القليل من الفائدة والخبرة. ومن الإيجابيات أيضاً تنوُّع الأدوات والوسائل التعليمية باستخدام برامج متعدِّدة وتطبيقات متنوِّعة ليتسنى للمتعلِّم اختيار الأنفع والأفضل.
ومن أهم الإيجابيات بنظري هو أن التعلُّم عن بُعد ينمِّي في المتعلِّم مهارة التعلُّم الذاتي، مع وجود تفاوت بين المتعلمين بحسب العمر والمرحلة، وهنا يزعم كثير من أولياء الأمور بالتحديد أن الصغار لا يمكن لهم تحقيق التعلُّم الذاتي، في حين أن هؤلاء الصغار يمارسون التعلُّم الذاتي بشكل احترافي في تحقيق ميولهم وهواياتهم. وهذا يكشف عن أمر وجيه ومعضلة يجب أن يُنظر إليها بعين الاعتبار وأن تأخذ أولوية قصوى في المعالجة، وهي عزوف الطلاب عن التعلُّم وفقدهم للدافعية. إن عدم وجود الرغبة والقناعة لديهم بالتعلُّم هو السبب الرئيس في خلق مستويات متدنية لدى الطلاب.
وهناك إيجابيات أخرى أقل أهمية، منها مثلاً تقنين الجهد والوقت للمعلِّم حيث إن التصحيح سيكون آلياً.
أخيراً أنا لست مع التعلُّم عن بُعد في معرض كلماتي هذه، إنما هي مجرد عملية مراجعة وتقييم. والأفضل برأيي هو الجمع بين التعليم الحضوري والتعلُّم عن بُعد إن سمحت بذلك الظروف.
الحاجة إلى برامج ومقرَّرات ملائمة
وسام محمد غويش
مدير مشاريع تعليمية
بات التعلُّم عن بُعد ضرورة مُلِّحة وبديل فعّال عن التعليم حضوراً، خاصة في ظل الأزمات والجائحة التي يمر بها عالمنا اليوم.
وتتميز هذه التجربة ببعض نقاط القوة التي يجب أن نركِّز عليها، وأهمها تعليم الطالب كيف يتعلَّم وليس ماذا يتعلَّم، مما يزيد فرص الاستفادة من المعرفة اعتماداً على الذات وتطوير مهارات التعليم الذاتي لدى المتعلمين.
وحيث إن التعلُّم عن بُعد أفقد العملية التعليمية كثيراً من الحاجات والطرق التي تسهل استيعاب المادة العلمية والتفاعل والمشاركة بين المعلِّم والمتعلِّم، إلا أنه ساعد في حل المشكلة التعليمية خلال فترات الحجر الصحي، كما جعل المتعلمين قادرين على استيعاب الظروف والمعطيات والاسهام في اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
وأتاح التعلُّم عن بُعد فرصة إيجابية للربط بين المعلِّم والمنزل. مما أعطى العملية التعليمية قيمة وأسبغ عليه صفة المسؤولية الجماعية. فأصبح الكل يملك الدافع لتوفير المناخ الملائم للتعليم.
وفي هذا السياق، أنصح بتوفير برامج توعوية مسموعة ومرئية ومقروءة لتحفيز المتعلّم واطّلاعه على فوائد التعلُّم عن بُعد ومضار عدم الالتزام به وقت الضرورة. كما يجب وضع برامج ومقررات تتناسب مع ظروف هذا النوع من التعلُّم وتأهيل الكوادر التعليمية نفسياً وتربوياً للحصول على النتائج المرجوة.
دراسه عن بعد تعلم انقليزي ولا اعرف اقراء ولا اكتاب
و كلل حصص