قصة مبتكر
قصة ابتكار
ليليان غيلبرت
90 ثانية يسّرت الحصول على النقد!
أم لـِ 12 ولداً، وعضو في 20 جمعية، وحاملة شهادتي دكتوراة، ومبتكرة، ومستشارة إدارية. امرأة مدهشة من حيث القدرة على التوفيق بين الحياة العائلية والعمل والابتكار. فبصفتها ربة بيت، ابتكرت ليليان جيلبرت العديد من أدوات المطبخ الحديث، ومنها الخلاَّط الكهربائي، الرفوف داخل باب الثلاجة، وحاوية النفايات المطبخية التي تُفتح بضغط من القدم. كما أجرت هذه المبتكرة دراسات على 4,000 امرأة لتحدد المقاسات الدقيقة والمثالية للأدوات المطبخية وطاولات الطعام وارتفاعات الرفوف المعلقة، وهذا ما قادها إلى أن تكون المساهمة الكبيرة في نشوء علم "تنظيم مساحة العمل". تميزت حياتها بالعمل الدؤوب والاستقامة. فكانت أول من تعرف علمياً على أثر الضغوط النفسية وقلّة النوم وسوء التنظيم على مسار العمل. واعتبرت بحوثها هذه من أسس علم الإدارة الصناعية. ألفت ستة كتب، وأسست شركتين مع زوجها للاستشارات الإدارية، وظلت خلال سنوات عملها الستين تقدم النصح كمستشارة لست رؤساء أمريكيين. وكانت غيلبرت قد ولدت في كاليفورنيا عام 1878م. وحكم عليها منذ طفولتها برعاية أمها المريضة وإخوتها الأربعة الصغار. غير أنها دخلت المدرسة وهي في التاسعة، وتخصصت أولاً في الأدب الإنجليزي وحازت على شهادة الدكتوراة الأولى من جامعة بيركلي. وبعد زواجها من فرانك غيلبرت وإنجابها 12 مولوداً ثم وفاة زوجها، عادت ليليان إلى الجامعة في سن الخمسين لتنال شهادتي ماجستير ودكتوراة في علم الهندسة الصناعية. وكانت أول امرأة تنتخب في الأكاديمية الوطنية للمهندسين، وحازت على العضوية في 20 جمعية هندسية عالمية. قبل أن تتوفى في العام 1972م. وقد سُئلت ليليان ذات مرة كيف استطاعت التوفيق بين دراستها وعملها وأبنائها، فقالت: "كنّا ندرّس علم الإدارة.. فكان حريٌّ بنا أن نطبقه في بيتنا".
كان الملل من صفوف الانتظار، وصعوبة الحصول على النقد في أي وقت من الأسباب الأكثر إزعاجاً لعملاء البنوك، حتى عقود قليلة خلت. لكن جون شبرد بارن, الإداري في شركة "توماس دولارو" المعروفة بطباعة أوراق العملة وتصنيع المعدات المصرفية في بريطانيا, كان ذا تفكير عملي، وكان يؤلمه أن "لا تستطيع الحصول على نقد من حسابك في إجازة آخر الأسبوع!" كان شبرد على علاقة وثيقة بتقنيات طبع العملات، ثم عمل في نقل النقود بسيارات مجهزة خصيصاً لذلك وتحمل اسمه، وكان يعتقد أن خطوته التالية ستكون حُكماً في مجال صرف الأموال للعملاء، حالماً بتوفير النقد من خلال آلات تنتشر على الطرق. وجاءت الفرصة الحاسمة حينما رتبت 90 ثانية فقط لشبرد لشرح فكرته للمدير العام لبنك "باركليز". وعندما بدأ الحديث، بدا المدير وكأنه غير عابئ بالموضوع. وفي الثانية الخامسة والثمانين كمايقول شبرد، رد المدير بحزم: "إذا أمكنك عمل الجهاز الذي تحكي عنه فسأشتريه فوراً". وسرعان ماتم التعاقد على صنع ستة أجهزة للتجربة.. ثم أتبعت بخمسين جهازاً آخر. استغرق العمل عاماً كاملاً ليتحول الحلم إلى حقيقة. ورُكِّب الجهاز الأول خارج أحد فروع باركليز في شمال لندن في يونيو 1967م. وكان البنك قلقاً من ردود فعل الناس والبنوك الأخرى. ولكن، خلال بضعة أسابيع فقط، ظهر جهاز آخر في بنك وستمنستر المنافس وقد صنتعه شركة أخرى غير "دولارو". نجحت الفكرة وصار الصرّاف الآلي حديث الناس. حمل شبرد فكرته إلى الولايات المتحدة، وأمام مؤتمر ضمّ أكثر من ألفي مدير بنك، أعطي 12 دقيقة لتوضيح عمل جهازه. ويتذكر شبرد كيف أن فكرته قد "استقبِلت كفكرة أوروبية ساذجة تريد أن تُباع في أمريكا". لكن بنك فيرست بنسلفانيا لم يتأخر في شراء الأجهزة، فطلب تركيب ستة منها في فروعه في فيلادلفيا. وكرّت السبحة. كانت أجهزة شبرد تعمل ببطاقات ورقية سميكة يستلمها العميل من البنك، وكل بطاقة تصرف مبلغ 10 جنيهات فقط. ولهذا فإن الأمريكيين يعتبرون أن البداية الحقيقية للصراف الآلي بمعناه المعاصر، تمت على يد دونالد وتزل الموظف في شركة "دوكوتل" الذي صمم أجهزة تستخدم أول بطاقات ممغنطة عام 1969م. وقد سُجِّل الاختراع في أمريكا باسمه. ووضع الجهاز الأول خارج مبنى بنك "كيمكال"، وكانت حملته الدعائية تقول: "في 3 سبتمبر 1969م سيفتح الفرع أبوابه في التاسعة صباحاً.. ولن يُغلق أبداً!"