غربال يحوِّل مياه البحر إلى مياه شرب
أثارت أغشية أكسيد الغرافين اهتماماً كبيراً منذ فترة طويلة، كوسيلة تقطير تكنولوجية واعدة بسبب قدرتها الكبيرة على فصل الغاز وترشيح المياه. وبعد عناء طويل تمَّ التوصل إلى تطوير أغشية قادرة على تصفية ونخل الأملاح وغيرها.
وأظهرت أبحاث جديدة توصّل إليها مجموعة من العلماء من جامعة مانشيستر الإنجليزية، ونشرت حديثاً في مجلة “نايتشر نانوتكنولوجي” أن هناك إمكانات فعلية لتوفير مياه الشرب النظيفة لملايين الأشخاص الذين يكافحون للحصول على مصادر مياه نظيفة كافية.
فقد أظهرت أغشية أكسيد الغرافين، التي تمّ تطويرها في “معهد الغرافين الوطني”، إمكانية تصفية الجسيمات النانوية الصغيرة، وجزيئات عضوية أخرى وحتى أملاح كبيرة. ولكن حتى الآن لم يكن بالإمكان استخدامها لإزالة الأملاح الشائعة في تقنيات تحلية المياه، التي تتطلَّب منخلات أصغر.
أما الأبحاث السابقة في جامعة مانشيستر نفسها، فقد كشفت أنه إذا غمرت أغشية أكسيد الغرافين بالماء، تصبح منتفخة قليلاً فتتدفق الأملاح الصغيرة من خلال الغشاء إلى المياه، ويبقى فوق الغشاء الأيونات والجزيئات الأكبر.
لكن فريق مانشستر وجد الآن طريقة جديدة يمنع بموجبها انتفاخ أغشية أكسيد الغرافين عند تعرضها للمياه. وتقوم هذه الطريقة على التحكم بدقة بحجم المسام في الغربال، الذي يصبح بإمكانه تصفية الأملاح خارج المياه، وجعلها صالحة للشرب.
ويقول الفريق إن هذه الأغشية المطوّرة، ليست فقط صالحة لتحلية المياه، ولكن التحكم بحجم المسام في الغربال يفتح فرصاً جديدة لتصنيع أغشية تحت الطلب، قادرة على تصفية أيونات وفقاً لأحجامها.
والحال أن الأمم المتحدة توقَّعت أنه بحلول العام 2025 فإن %14 من سكان العالم سوف يواجهون ندرة المياه النظيفة الصالحة للشرب. غير أن هذه التكنولوجيا تبدو قادرة على إحداث ثورة في تنقية المياه في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في البلدان التي لا تستطيع تحمل تكلفة محطات التحلية الكبيرة. إذ يمكن بواسطة هذه الأغشية الجديدة إنشاء محطات تحلية على نطاق صغير دون المساومة على نوعية المياه العذبة المنتجة.
المصدر:
https://www.sciencedaily.com/releases/2017/04/170403193120.htm