بداية كلام

ما أجمل أحلام طفولتك؟

Mardiتسديداتي تخطئ مرمى أحلامي
مرضي عبدالعزيز – فنان مفاهيمي
ككل أطفال العالم، كان حلمي أن أكون لاعب كرة قدم تصفِّق له الجماهير، وتهتف باسمه مريم، ابنة جارتنا جميلة، لم تكن مريم بنفس حُسن أمها، لكني تمنيت أن تقف خلف عائلتها تصفِّق على أهدافي العشرين، بل واحد وعشرين، اثنين وعشرين، وكلما أعجبت بنفسي ركلت الكرة من جمجمتي لتستقر بقلبي. هذا الحلم كاد أن يتحقق لولا أن جسمي الذي كان حينئذٍ قد تجاوز المئة باوند وقف عائقاً، أمام تحقيق ذلك الحلم.bedayat kalam1 فعندما يأتي الاختيار، سأختار ملء معدتي بالتأكيد، ولتذهب أحلامي وقلبي ومريم وأمها والتصفيق للجميع، لا.. لم تكن تلك الباوندات وحدها العائق، أذكر أنني اشتريت كرة بعشرة ريالات، كانت من تلك الكرات التي تعاندك دائماً، تركلها نحو المرمى فتصطدم بالأشياء المجاورة وتحطمها. إنها حقيقة مُرَّة، أقسم أني لم أكن غشيماً لكنها الكرة البلهاء، التي لا تعرف طريق المرمى.
في أحد الأيام، دخل أبي إلى المنزل، وأخذ الكرة بيده اليسرى وأذني في يده الأخرى، وساقنا سوقاً للمطبخ. أوقفني بجانب الثلاجة وأحضر سكيناً، وضعت يدي على قلبي، لكن السكين استقرّت في الكرة. أخيراً، استرجعت أنفاسي، وحمدت الله، وخرج كل الهواء من الكرة ومعه كل أحلامي.

 

aljoharahموطني كوكب غير الأرض
الجوهرة منور – فنانة تشكيلية

«أن أعود إلى الكوكب الفضائي الذي جئت منه». في طفولتي كنت أعتقد بإيمان عميق بأني أنتمي لأحد الكواكب الأخرى بالمجموعة الشمسية غير كوكب الأرض. وما دعم هذا الاعتقاد كوني ولدت في بداية الشهر السابع، والصور الكثيرة التي أرى فيها نفسي في صندوق زجاجي يساعدني على التنفس (الحاضنة الصناعية) كوّنت لدي اعتقاد أن رئتي تتنفس أفضل في كوكب آخر، تخيلته مختلفاً عن كوكب bedayat kalam2الأرض، منظَّماً دون حُكم أشخاص، بل بحكم مهام ومسؤوليات، لكل مجموعة مهام تقوم بتنفيذها لحفظ نظام الكوكب!
لأصل إليه، كنت أستمر بصناعة مركبة فضائية من الكرتون وأزخرفها، أضعها على سطح المنزل بانتظار أن يحل عليها سحرٌ ما من طاقة ذلك الكوكب، فتتحوَّل إلى حقيقة وتأخذني إلى هناك. ولكن كل مرة كانت ظروف الطقس تدمِّر المركبة لأصنع أخرى بعدها بقليل مع الأمل نفسه حتى عامي العاشر. وما زلت أحلم بذلك العالم المسالم حيث النظام وحس المسؤولية والخير للجميع يسود بعيداً عن الصراعات والأنا المدمرة.

 

Sameerحلمي على مقعد درَّاجة
سمير خميس – مُعلِّم

عندما أفكِّر في أجمل أحلام طفولتي، أتذكر درَّاجتي دائماً..
أتذكر تلك «العصريات» البعيدة بنسماتها الصيفية اللطيفة، أتذكر تلك الطرق الخالية من الناس، تلك البراري الشاسعة بترابها الأغلى من الذهب، ذلك الأفق اللامنتهي الذي لا يمل من موعده المعتاد مع غروب الشمس عند نهاية كل يوم.. مع انتصاف العمر بكل أزماته، تستيقظ فينا كل أحلام طفولتنا، أحلام تحققت، أحلام وئدت، وأخرى ابتلعتها أحلام الأيام التالية..
bedayat kalam3في العام الماضي استيقظ حلم الدرَّاجة الغافي. اخترت واحدة كانت مناسبة بعض الشيء لإحياء حلمي القديم. عندما وضعت قدميّ على دواستيها، اكتشفت أن حيواتنا تشبه الدرَّاجات كثيراً، فمقعدنا على الدرَّاجة هو المكان الذي نرتضيه لأنفسنا، وعجلاتها هي الأيام التي نعيشها، ودواستاهما هما جهدنا الذي سيصل بنا حيثما نبتغي، ومقودها هو قرارنا غير المؤجل. وفي اللحظة التي نختار أن ندوس على مكابحها، نكون قد اكتفينا من الحياة.

 

Naiefأحلام اليقظة
نايف كريري – إعلامي

ذات طفولة بريئة كوردة بيضاء، لم يكن اللعب وشقاوته كل ما أفعله فيها، فقد كنت متحفزاً لما سيكون بعد هذه المرحلة، لارتباطها بأحلام مؤجلة. ولم يكن من سبيل إلى ذلك إلَّا بمزاولة أحلام (اليقظة)، فقبل أن تستسلم عيناي لنوم طويل، بعد مشوار يوم حافل بكل مهارات الطفولة، كان لا بد من أن أطلق العنان لخيالي ليذهب بعيداً بعيداً، وتارة يعود وأنا مستيقظ أنتظره، وتارات يعود وقد سرقني النعاس.
bedayat kalam4كثيرة كانت تلك الأحلام التي لا أذكر إلَّا طيفها، وبعضها تحقق، والبعض الآخر ليس بعد.. فمنذ أن غادرنا ابن عمّي (إبراهيم) لمواصلة دراسته الجامعية في الرياض، وأنا أنتظر اللحظة التي أغادر فيها قريتي لإكمال دراستي الجامعية أيضاً، لأجرِّب حياة السفر بالطائرة، وحياة الغربة. ومنذ الطفولة كنت أحلم أن أقود سيارتي الخاصة مثلما كانت لأبي سيارته، وظل الحلم قائماً إلى أن ساعدني هو على تحقيقه وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية.
حينما عاد ابن عمي بعد سنوات أربع دراسية ومن ثم أصبح معلِّماً، راودني حلم جديد أن أصبح ذلك المعلِّم الذي كان أقصى غايات الأم والأب، وقبلهما الجد والجدة أن يكونوا في وظيفة كهذه.
وكما كانت الحياة شحيحة على من كان حولي في تلك الفترة، كان الحلم الأكبر أن أصبح صاحب ثروة عظيمة، وصاحب أموال طائلة، حتى أحقق كل ما أريده من سفر وترحال وتعلم وبناء منزل وصرف على مشتريات متعددة.. وأن أكف أيضاً عوز الحاجة لكل من كان معي في تلك المرحلة، أشاهد احتياجه للمال وعجزه عن الحصول عليه. ولكنها الحياة تمضي وأنا أبحث عمّا يصنع لي ولهم السعادة في هذه الحياة.

أضف تعليق

التعليقات

أبو البدر

ما أجمل ذكريات الطفولة ، وما ألذ الأحلام حينها
كثير من آمالناوأوقفته ظروف الحياة قسرا..
ولكن يظل الأمل يحيط بنا من كل جانب…
ألم يقل الشاعر : ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
كم أنت مبدع يا نايف…

غازي خيران الملحم

الطفولة عالم البراءة والجمال,ودنيا التلقائية وصدق المشاعر..والتعبير عن الذات بعفوية مباشرة دون لف او زوغان..ولا يتحرج من شوهاته..ويلح بتحقيقها حتى لو بالبكاء..يادهر عد بي الى مهدي..الى صدرامي..

ا

طارق المالكي

عجلة الحياة لا تتوقف فإن لم نواكبها تركتنا خلفها. القلم عجلتك و أناملك الجهد الذي سيأخذك حيث تريد.
مبدع كعادتك يا أستاذ سمير.