قصة مبتكر
قصة ابتكار
إيرمال فريز
عربة التسوق
ولد إيرمال فريز في ولاية أنديانا بأمريكا عام 1913م, وتربى في إحدى مزارعها, قبل أن يتحول إلى عَلَم من أعلام الصناعة الأمريكية, لا بسبب نشاطه في الصناعات الحربية, بل بسبب ابتكار في غاية البساطة. فقد انتقل هذا الرجل من المزرعة العائلية في أنديانا إلى ولاية أوهايو حيث بدأ العمل كمشغِّل لإحدى الآلات في أحد المصانع. ثم استدان بعض المال من زوجته لإنشاء شركته الصناعية الخاصة لصنع الأدوات, خاصة أن الحرب العالمية الثانية أوجدت حاجة كبيرة لمثل هذه المنتجات, شأنها في ذلك شأن كل إنتاج صناعي آخر. عرفت شركة فريز, الحاصل على شهادة في الهندسة من معهد جنرال إلكتريك, نجاحاً مهماً. وفي العام 1959م, دخل الرجل في مشروعات ناجحة كثيرة مع عملاء من مستوى شركة فورد وجنرال إلكتريك ووكالة الفضاء الأمريكية. ولكن السنة نفسها شهدت ابتكار فريز لأداة ستكون مصدر ثروته الكبرى. فعندما كان هذا الصناعي الكبير ذات يوم في نزهة عائلية مع الأصدقاء، انتبه إلى أنه قد نسي فتَّاحة المشروبات الغازية في البيت, فاضطر لاستعمال أداة من أدوات تصليح السيارة لفتح العلبة. وذات ليلة، لم يستطع فريز النوم، فقرر الذهاب إلى مصنعه للعمل. وهناك أتته فجأة فكرة فتَّاحة العلب المعدنية. ابتكر أولاً ذراعاً معدنياً قادراً على قص معدن العلبة وفق خط مستقيم يتم حفره على سطحها الخارجي. ولكن أطراف هذه الأداة كانت حادة وتتسبب بجروح بالغة للأطفال. فطوَّر اختراعه في عام 1962م ليجعله آمناً أكثر. فقام بإلصاق حلقة صغيرة كالخاتم بالذراع المعدني على سطح العلبة, بحيث يتم سحبها إلى الوراء من غير نزعها كلياً. وفي العام 1963م, حصل فريز على براءة اختراع هذا النمط من فتاحات العلب, وباعه إلى إحدى شركات إنتاج المشروبات الغازية. ومن ثم راح يصنِّع أنظمة مماثلة لمختلف الصناعات الغذائية. وما أن حل عام 1980م حتى كانت شركته هي الرائدة عالمياً في هذا المجال، ووصل دخلها إلى 500 مليون دولار سنوياً. وتطور انتشار استخدام الفتَّاحات المرفقة بالعلب سواء أكانت مشروبات غازية أو أطعمة معلبة، حتى طغت على الفتاحة المنفردة. وعندما توفي فريز في العام 1990م, ترك وراءه شركة عملاقة ذات فروع عديدة ما بين أمريكا وألمانيا, قامت كلها على ابتكار فتَّاحة العلب المرفقة.
نجحت عربات التسوق في أن تفرض حضورها على كل المتاجر الكبيرة أينما كان في العالم. وأكثر من ذلك فقد أصبحت رمزاً للتسوق، بدليل أن بعض المخازن الكبرى بات يضع مجسمات عملاقة لهذه العربات, ويضعها أمام مدخله للدلالة على وجوده, وللاستفادة من حجمها وشكلها في مجال الإعلان. وقد مرَّت عربة التسوق بمراحل كثيرة قبل أن تصل إلى شكلها المعروف اليوم. فظهرت الحاجة إليها منذ النصف الأول من القرن العشرين, عندما سمح اختراع الثلاجة للعائلة بأن تشتري دفعة واحدة حاجاتها من السلع المختلفة لأيام عديدة مقبلة. قبل ذلك، كانت السلة التي تحملها المرأة من بيتها تكفي لاحتواء المشتريات, وأحياناً الأكياس الورقية التي توزعها المتاجر. ولكن مع تضخم حجم هذه المشتريات ووزنها, كان لا بد من ابتكار وسيلة تسهِّل عملية التسوق داخل المتاجر. كلما جعلت التسوق سهلاً أمام الزبون, اعتمد أكثر فأكثر على متجرك وازداد ربحك ، هذا هو المفهوم الذي جعل الأمريكي سيلفان جولدمان يفكِّر بطريقة ما تسهِّل حركة الزبائن أثناء تسوقهم وتغريهم باختيار أكبر قدر ممكن من الأصناف من دون أن يكترثوا لثقلها. وفي عام 1936م, صمم جولدمان كرسياً خشبياً قابلاً للطي، وزوَّده بسلتين فوق بعضهما, ثم أضاف أربع عجلات للكرسي كي يصبح متحركاً. ومن ثم عمل على تبسيط اختراعه بعض الشيء، فصمم سلتين من الأسلاك المعدنية فوق بعضهما البعض, وطرحها للاستعمال في متجره الخاص سنة 1937م, ونال براءة اختراعه هذا سنة 1940م. وأثمرت الجهود التي بذلها جولدمان في التعريف بابتكاره، الذي لقي رواجاً كبيراً, مما دفع المبتكر إلى إنشاء مصنع خاص لهذه العربات التي أصبحت السلعة الرئيسة التي يبيعها وجعلت منه مليونيراً. وراجت عربات التسوق أينما كان في العالم من المخازن الكبرى إلى البقالات الصغيرة. ولم يعد استعمالها حكراً على متاجر المواد الغذائية, بل دخل أيضاً إلى معظم المتاجر على اختلاف أنواعها وصولاً الى بعض المكتبات. إذ, بموازاة عربة التسوق التي تسير على عجلات تم استنباط السلال الصغيرة التي تحمل باليد للتسوق المحدود حجماً. ولهذه الأخيرة وظيفة أخرى غير إراحة المتسوق. فهي أيضاً تسحب الذرائع من الذين تسوِّل لهم أنفسهم أن يضعوا مشترياتهم في جيوبهم لأنهم لا يستطيعون حملها كلها في أيديهم... وفيما ينتهي دور سلة التسوق أمام صندوق المتجر, فغالباً ما يسمح للعربة بالخروج من المتجر وصولاً إلى مواقف السيارات. على أن يعمل بعض الموظفين في المتجر نفسه على جمع العربات من الخارج وإعادتها إلى مدخل الزبائن.