زاد العلوم

زاد العلوم

الكومبيوتر يداوي نفسه
التطور السريع الذي طرأ على صناعة أجهزة الكومبيوتر وبرامجها خلال السنوات الأخيرة جاء مصحوباً ببعض السلبيات، منها أن الكومبيوتر الشخصي على سبيل المثال يفشل أحياناً في متابعة عملياته، ومواقع الإنترنت تنقطع أحياناً عن العمل لأسباب مجهولة، وأخيراً وليس آخراً أن البرامج المطورّة والمخصصة لتحسين أداء الكومبيوتر تتسبب غالباً بظهور مشكلات غير متوقعة سلفاً.

لذا قام فريقا أبحاث من جامعتي «ستانفورد» و«كاليفورنيا» بتصميم نظام متكامل مهمته استدراك الخطأ واستعادة المعلومات التي أضاعها الكومبيوتر بأقصى سرعة ممكنة، وأطلق عليه اسم (Recovery-Oriented Computing) أي «الحوسبة ذات التوجه الاستدراكي».

ويقول مصممو هذا النظام إنه يقوم على قواعد أربع هي:
1 – الاستدراك السريع انطلاقاً من أن المشاكل واقعة لا محالة.
2 – قيام الموردين بتأمين معدات أفضل تساعد العاملين على الأجهزة في اكتشاف مصادر الأخطاء، خصوصاً في الأجهزة متعددة الأجزاء.
3 – إضافة إمكانية «إلغاء الأمر» على أنظمة التشغيل، ليتسنى للعاملين على هذه الأنظمة تصحيح الأخطاء.
4 – قيام علماء الكومبيوتر بتطوير برامج لفحص الأخطاء والمساعدة في تدريب العاملين عليه، أي بعبارة أخرى أن يقوم الكومبيوتر بإصلاح نفسه بنفسه.

تشبّهوا بأبي بريص!
لاصق.. بلا صمغ!
قدرة أبو بريص في السير على سقف الغرفة أو أي مكان آخر كانت تحيّر الناس، لكنها كانت تثير استغراب العلماء وإعجابهم. إنه يلصق قدميه على الجدار ويتعلق بهما وفي نفس الوقت يسير بسرعة مذهلة.

مع تقدم العلم استطاع العلماء كشف لغز هذا الالتصاق، لكن من أين لهم أن يقلدونه.. مؤخراً نشر مجموعة من العلماء الإنجليز بحثاً في مجلة (ناتشور ماتيريالز) يصفون فيها كيف استطاعوا نسخ وسيلة أبو بريص في التعلّق بالسقف وهم بالتالي في سبيلهم إلى ابتكار لاصق بدون صمغ. فقدرة هذا الكائن الصغير اللاصقة تأتي من شعيرات صغيرة في أسفل أقدامه تلتصق بأي سطح تلمسه من خلال حركة شَعرية وقوى إضافية نابعة من تفاعلات ما يُسمى الكهرباء الراكدة Electrostatic Interaction وتتعزز هذه القدرة بوجود أعداد هائلة من هذه الشعيرات في أسفل قدم أبو بريص وهو ما لم يستطعه العلماء، بل اكتفوا بأعداد أقل ولكنها تبدو فعّالة كما تدل التجارب الأولى. ويؤكد قائد الفريق العلمي أنه في حال لبس رجل قفازات عليها اللاصق الجديد (الذي لا يتوافر منه الآن إلا قطعاً صغيرة) فإنه يستطيع التعلق بأي مكان بكفاءة أبو بريص تماماً. وفي حال نجاح التجارب فلا شك أنه سوف يكون لهذا اللاصق استخدامات هامة لا حصر لها في كل مجال يخطر بالبال.

نظرية كل شيء مستحيل!
اعترف ستيفن هوكينغ أشهر علماء الفيزياء النظرية المعاصرين بأن العلم لن يتمكن من الوصول إلى النظرية التي تفسّر كل شيء (Theory of everything)، الشهيرة والتي بموجبها ستتم المصالحة بين نظرية الجاذبية عند آينشتاين التي تفسر حركة الأشياء على النطاق الكوني الكبير ونظرية الكوانتم (Quantum) التي تدرس حركة الجزئيات دون مستوى الذرة. وقد أعلن هوكينغ ذلك في آخر محاضرة له، علماً بأنه في كتب سابقة كان يتنبأ باقترابه من الحل، أي الوصول إلى النظرية. واللافت في ذلك أن السبب في عدم قدرة العلم للوصول إلى تلك المعرفة، كما قال، هو السبب المعروف على نطاق واسع في أوساط العلماء الفيزيائيين منذ الثلاثينيات من القرن العشرين، وهو أن المشاهد في نظرية الكوانتم يلعب دوراً في الحدث نفسه أو أنه نفسه هو جزء من الحدث. وبما أننا نحن البشر ننتمي إلى الكون الذي نحاول معرفته «وجب علينا أن ننظر إليه من خارجه لنعرف ماهيته» وذلك ما ليس في قدرتنا.

وهوكينغ هو صاحب كتاب «تاريخ الوقت»، وأيضاً كتاب «الكون في قشرة جوز» الذي صدر مؤخراً بالعربية عن سلسلة عالم المعرفة في الكويت.

الصين.. تحترق من الباطن
عشرة ملايين طن من الفحم تحترق تحت الأرض في الصين. هذا هو الرقم الذي تعلنه السلطات الرسمية في بكين، في حين أن بعض الخبراء الغربيين يرفع الرقم إلى ما بين مئة ومائتي مليون طن سنوياً.

وتنفث هذه الحرائق المندلعة في العروق الفحمية على أعماق متفاوتة وتمتد حتى عشرات الكيلومترات في بعض المواقع ما بين 2 و 3 في المئة من مجموع ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن احتراق الوقود الفحمي في العالم بأسره، أي ما يعادل مجمل ثاني أوكسيد الكربون الناجم عن كل السيارات في أميركا.

واندلاع هذه الحرائق الجوفية يعود إلى أن بعض عروق الفحم الخام تكون قريبة في بعض المواضع من سطح الأرض، ويحتك مباشرة بأوكسجين الهواء، فيتأكسد، وترفع هذه الأكسدة حرارته. وباندلاع النار في طرف العرق يستمر الحريق في الامتداد من دون توقف وصولاً إلى نهايته.

والحرائق الجوفية في مناجم الفحم ليست جديدة، وتعاني منها بلدان عدة في القارات الخمس. غير أن الصين التي تمتلك أكبر احتياطي في العالم من الفحم يقدر بـ 115 بليون طن، تعاني من الحرائق الجوفيه في 86 موقعاً مختلفاً على طول حزام الفحم الذي يلفها شمالاً بطول يزيد على 5000 كيلومتر.

الخبيـرة في الحـرائـق الجـوفيـة أنوبـا براكــاش من جامعـة آلاسكا تقول: «إن إطفاء هذه الحرائق مستحيل تقنياً ومادياً.. وأفضل ما يمكن القيام به هو التركيز على الحرائق الجديدة التي يمكن الوصول إليها..».

والأسوأ من كل ذلك أن بعض الدول الغربية عرض تقديم المساعدة على الصين لإطفاء هذه الحرائق على مدى عشرين عاماً، مقابل أن يُسمح له بإنتاج حصة موازية من ثاني أوكسيد الكربون من دون ضغوط واعتراضات دولية..!

نائمة.. وتستمر في استهلاك الكهرباء
أنظمة «التنويم» التي دخلت على الأدوات الكهربائية المنزلية، بحيث صارت تسمح بتشغيلها بكبسة زر واحدة بدلاً من اثنتين أو ثلاث، تحوّلت إلى مسرب لهدر الطاقة الكهربائية، وبكميات لا يمكن تصديقها.

فالتلفزيون والكومبيوتر والفيديو والراديو والمنبه وسخّانات الميكروويف ومعظم الأدوات التي تبقى موصولة بالتيار تستهلك كميات مختلفة من الطاقة حتى عندما تكون متوقفة عن العمل.

الكومبيوتر الشخصي مثلاً يستهلك نحو 140 واط خلال العمل، وعندما يكون نائماً يستهلك 27 واط، وعندما يكون مطفئاً (off) يستهلك نحو 5 واط. ولوقف الاستهلاك تماماً يجب سحب الفيشة.

المثل المدهش هو التلفزيون. إذ أن مشاهدة التلفزيون يعمل بقوة 80 واط لمدة ثلاث ساعات يومياً يؤدي إلى استهلاك 240 واط. ولكن الجهاز نفسه يستهلك 15 واط في الساعة لمدة 21 ساعة يكون فيها «نائماً»، أي ما مجموعه 315 واط ونحن لا نرى منه غير زر أحمر صغير مضاء.. أي أن التلفزيون مكلّف على صعيد استهلاك الكهرباء وهو مطفأ أكثر مما هو عليه وهو يعمل!!

الأرقام المتفرقة تبدو صغيرة، ولكن مجموعها قد يكون مفاجئاً. إذ أن «وكالة البيئة والسيطرة على الطاقة» الفرنسية احتسبت الطاقة الكهربائية المهدورة من قبل المعدات والأجهزة «النائمة»، فتبين لها أن البيت الفرنسي الواحد يستهلك ما قيمته أكثر من 4 يورو شهرياً في هذا المجال الضائع، أي نحو 50 يورو سنوياً. وتحتسب الوكالة مجموع الهدر في فرنسا بأسرها بالقول: «لو أن كل بيت يحرص على عدم إبقاء أدواته الكهربائية في حالة انتظار لتم توفير طاقة تعادل إنتاج محطة نووية»!!

أضف تعليق

التعليقات