بيئة وعلوم

زاد العلوم

  • 39b
  • 35b
  • 35c
  • 38d

حماية الحياة الفطرية من الحياة الفطرية
تصاعدت قبل سنوات صرخات الاستغاثة تحذر من الخطر الذي يهدد فصيلة الأفيال في القارة الإفريقية ويعرضها للانقراض. وقتها، شنت حملات واسعة النطاق لحماية الأفيال من الصيد، وأضيف حمل آخر على أثقال الضمير الإنساني يحكي عن أخلاقية المخاطرة بأن تكون الأفيال والديناصورات في خانة واحدة للأجيال القادمة يفصل بينهما تاريخ. واستتبعها إصدار قوانين تحرم المتاجرة بالعاج، السبب الرئيس لصيد الأفيال، وإقامة محميات طبيعية للسماح لها بالتكاثر. واليوم، ولأن العلم يقدم المعلومات المجردة، والمشاعر تقدم مواقف أخلاقية دائمة، زالت مخاوف علماء البيئة نتيجة للأرقام التي تؤكد انحسار الخطر عن هذه الفصيلة، ولكن هيئات حقوق الإنسان لم تكتف بعد من الاستغاثة بشأن الأفيال.
السلطات في جنوب إفريقيا تواجه الآن خياراً صعباً بين الاحتفاظ بالأعداد المتزايدة من الأفيال على أراضيها، وبين قتل عائلات كاملة منها حفاظاً على التوازن البيئي بعد عودة عدد الأفيال هناك إلى الارتفاع من سبعة آلاف إلى اثني عشر ألفاً خلال سنوات عشر فقط.
هذه أنباء سارة للسياح، ولكن مديري المحميات يؤكدون أن هذه الزيادة أصبحت تهدد التوازن البيئي في محمياتهم، فكل فيل يأكل ما يعادل مئة وسبعين كلجم من النباتات يومياً، وقطعان الأفيال تهشم الغابات، وتكدر صفو حياة الحيوانات الأخرى، وإن لم تكن هناك احصاءات تقدر الأضرار الواقعة. وبالرغم من تناقص المياه، فإن أعداد الأفيال في زيادة مضطردة. ولهذا، قد تضطر السلطات لمواجهة خيار التصفية منعاً لوقوع أضرار أخرى. وفي هذه الحال، فإن عائلات كاملة من الأفيال ستصفى، سواء كان أفرادها بالغين أم لا. وذلك لأن الأيتام من الأفيال، خاصةً الذكور، عادةً ما يظهرون سلوكاً عدوانياً إن لم يسيطر عليهم ذكر بالغ.
نشطاء حقوق الحيوان يعارضون قرار التصفية بالطبع، ويصر بعضهم على أن المحميات لا تملك أدلة علمية تبرر مثل هذا القرار نتيجة لأبحاث قاموا بها تؤكد أن مستوى الزيادة في أعداد الأفيال في بعض المحميات أقل مما هو متوقع. ويرى هؤلاء أن لا مشكلة في زيادة الأعداد، حتى وإن أدى ذلك إلى إلحاق الضرر بالغابات، وحجتهم أن المنطقة أساساً هي منطقة سافانا، وليست منطقة غابات.
ومن الخيارات الأخرى المطروحة هناك وسائل منع الحمل، ولكن الخبراء يؤكدون أن نتائج مثل هذا الخيار ليست مضمونة في نطاق واسع، بالإضافة إلى تكلفته المادية. إذ يتوجب على سلطات إحدى المحميات أن تحقن أربعة آلاف أنثى بواسطة الطائرة العمودية لمنعها من الحمل كل سنة. الخيار الآخر يقضي بأن تنتقل الأفيال، في هجرات جماعية، إلى مناطق ذات مساحات أكبر وذلك نتيجة للإنقاص المدروس للمياه المتوافرة في محمياتهم الأصلية.
ورغم التفكير بنقل الفائض من هذه الأفيال إلى محميات أخرى، فإن السلطات تفضل حلاً جذرياً كقرار التصفية، إلا أن هذا القرار لن يكون شعبياً. وتتوقع جنوب إفريقيا أن تواجه ذات الحملة التي واجهتها كندا بشأن حماية الفقمة والنرويج بشأن حماية الحيتان، مما يؤدي إلى تهديد الدخل العائد من السياحة. قرار صعب، بالنسبة لوزير البيئة المسؤول عن السياحة في الوقت نفسه.

الكلمة الأولى
يوجد في العالم اليوم نحو 6000 لغة محكية. واللافت أن الكثير منها مشترك ببعض الكلمات التي تحمل المعنى نفسه، الأمر الذي دفع العلماء إلى الاستنتاج أن هذه الكلمات هي من مخلفات اللغة الأولى التي بدأت تتطور قبل نحو 50000 سنة.
ويرجح العلماء أن الإنسان النياندرتالي الذي انقرض نهائياً قبل 30000 سنة كان هو أول من لفظ كلمة بابا أو Papa ، أو الأب باللغة العربية.
فقد وجدت جمعية متخصصة بأصول اللغات في فرنسا أن كلمة بابا موجودة في 700 لغة من أصل 1000 لغة مختلفة تمت دراستها. وهذه اللغات الألف هي من عائلات اللغات الأربع عشرة. إذ لاحظوا أن في 71 في المئة من الحالات فإن كلمة بابا تعني الأب أو ذكر قريب منه.
ويقول بيار بانسيل رئيس هذه الجمعية إن الأمر يعود إلى وجود أصل مشترك لكل البشر. وقدم استنتاجاته في هذا المجال إلى مؤتمر خاص بأصل اللغات عقد في جامعة أوكسفورد.

دراسة الكذب
لماذا يكذب الناس على بعضهم؟ ومتى؟ هذا ما سعى الباحث روبرت فيلدمان من جامعة ماساشوستس إلى الإجابة عنه من خلال دراسة خاصة.
فقد صوّر الباحث طلابه بكاميرات فيديو خفية، خلال تحدثهم إلى غرباء. ثم جعل الطلاب أنفسهم يحللون بأنفسهم أكاذيبهم.
وقد أقر 60 في المئة منهم أنهم كذبوا مرة واحدة على الأقل خلال عشر دقائق من المحادثات مع الغرباء. وقد تنوعت أقوالهم ما بين المبالغات المقصودة إلى الكذب المحض. وبمقارنة حال الرجال بحال النساء تبين للباحث أن الطرفين يكذبان بالنسبة نفسها. وفيما كذّبت النساء بهدف جعل الغرباء يشعرون بالراحة، أي من باب المجاملة والرقة، فإن الرجال كذبوا ليظهروا أمام الغرباء أنهم أفضل حالاً مما هم عليه في الواقع.

الأسماك والانحباس الحراري
ما الذي يمكن أن يغيره في الطبيعة ارتفاع معدلات الحرارة درجة مئوية واحدة؟ سؤال يطرحه المشككون في خطورة الانحباس الحراري على البيئة، ولكن النتائج المقلقة بدأت تظهر. فقد أجرى فريق من المتخصصين في جامعة إيست أنغليا في بريطانيا دراسة على أحوال الأسماك في بحر الشمال الفاصل ما بين بريطانيا والدول الإسكندنافية.
وتقول خلاصة الدراسة التي استغرقت 25 سنة، أن ارتفاع حرارة المياه خلال هذه الفترة وصل إلى 0.6 درجة مئوية، الأمر الذي أدى إلى هجرة 21 نوعاً من السمك. وفي التفاصيل أن 15 نوعاً من السمك هاجرت شمالاً حيث المياه السطحية أكثر برودة، و6 أنواع هاجرت إلى الأعماق حيث التيارات والمياه أبرد مما هي على السطح. وكمعدل عام، فقد تغيرت المناطق الأكثر اكتظاظاً بالأسماك نحو 173 كيلومتراً عن مواقعها قبل 25 عاماً. ويقول العلماء في هذا الفريق إنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإن أنواعاً مهمة من السمك التجاري مثل القد قد يواجه الانقراض بحلول العام 2050م.

أضف تعليق

التعليقات