بيئة وعلوم

زاد العلوم

السمنة ودواؤها المفقود

من المدهش أن تكون المشكلة الصحية الأكثر انتشاراً في العالم، لم تحظَ حتى الآن بدواء يعالجها. إنها مشكلة السمنة التي تضمن عائدات مالية لمن ينتج دواءً ناجحاً في محاربتها أكثر من كل ما يمكن أن تدره كل الأدوية الأخرى مجتمعة. ويكفي لتأكيد ذلك أن في أمريكا وحدها يبلغ عدد الذين يحتاجون إلى معالجة سمنتهم أكثر من مئة مليون نسمة. ولكن لا دواءً ناجحاً حتى الآن. فلماذا عجز الطب والصيدلة عن اختراع هذا الدواء؟
نظرياً، يجب على هذا الدواء أن يعمل على واحد من محورين، إما التفاعل مع الدهون الزائدة مباشرة لتخليص الجسم منها، وإما التفاعل مع الدماغ لقطع الشهية الزائدة للطعام.
على المحور الأول، يبدو الأمر مستحيلاً، لأن كمية الشحوم المتشكلة في السمنة تقاس بعدة كيلوغرامات، وهذا يعني أن التفاعل معها كيميائياً غير وارد، لأنه يتطلب مركبات كيميائية قد تكون بأوزان لا يستطيع الجسم تحملها، كما أن مثل هذا الدواء قد يدمِّر الدهون الضرورية للجسم أولاً وخاصة نسيج الدماغ.
أما على المحور الثاني فقد أنتجت إحدى الشركات الأمريكية بالفعل دواءً درَّ عليها نحو بليون دولار شهرياً. وفي العام 2006م، استوردت شركة أوروبية الدواء نفسه تحت اسم مختلف. ولكن الشركتين عادتا وسحبتا الدواء من الأسواق تحت ضغط الدعاوى القضائية التي بلغ عددها في أوروبا فقط 36,000 دعوى، ووفاة خمسة أشخاص، بسبب الآثار الجانبية التي شملت الكآبة والتوتر والميل إلى الانتحار، وهي مشكلات موجودة أصلاً بشكل أو بآخر عند الذين يعانون من السمنة.
واليوم تستمر المختبرات في بحثها عن هذا الدواء الذي يعدها بالثروة. وفي انتظار أن تثمر هذه الأبحاث يبقى مصير السمنة رهناً بمصير المواجهة بين الإرادة والبيولوجيا.

التلسكوب على شاشة الكمبيوتر

التلسكوب.. هذا الاختراع الذي يسمح لنا بمراقبة الكواكب والنجوم، يعود إلى مئات السنين ولا يزال يتطور حتى يومنا هذا. حتى أصبح بدوره إلكترونياً، قد تواجه صناعته خطر الانقراض، إذا تطورت شهية الكمبيوتر في ابتلاعه.
فمن دون تحمل كلفة شراء تلسكوب لمشاهدة الأجرام السماوية وظواهرها المختلفة، بات بالإمكان إنزال برنامج خاص من موقع «stellarium.org»، لمشاهدة صور واقعية وشاملة للنجوم والكواكب والمجرات على شاشة الكمبيوتر. وكل المطلوب لهذه الغاية تحديد موقعك (موقع جهازك) خلال طلب البرنامج، لتتمكن بعدها من تصفح الأجرام السماوية فوق رأسك، ومركبتك الفضائية إلى ذلك فأرة الجهاز.

التعليم بألعاب الفيديو

هل يتجه التعليم إلى مرحلة تقلب أحدث مناهجه رأساً على عقب؟ الأمر محتمل إذا نجحت الخطوة التجريبية التي بدأتها مدرسة جديدة فتحت أبوابها في سبتمبر الماضي في مدينة نيويورك، ويقوم منهج التعليم فيها على تلقين كل المواد الدراسية للطلاب من خلال أنشطة مستوحاة من ألعاب الفيديو.
تقول مصممة هذا المنهج المتطور كاتي سالين، «إن ألعاب الفيديو تجذب الأولاد إلى أداء عمليات معقدة، يفشلون فيها مراراً وتكراراً حتى ينجحوا في أدائها من دون أن يضغط عليهم أحد لأجل ذلك. وهم يمضون طوعاً ساعات طوال أمام هذه الألعاب أكثر من أي نشاط آخر».
وكانت سالين قد أسست قبل سنوات أربع «معهد اللعب» الذي صمم ألعاب فيديو تلقِّن المواد المدرسية. وبعد عدة اختبارات ناجحة في عدد من مدارس نيويورك، تم تأسيس المدرسة الجديدة بموافقة من إدارة التعليم في الولاية، وانضم إليها 72 تلميذاً في الصف السادس، يدرسون من خلال الألعاب المواد الأساسية التي تشمل الإنجليزية والرياضيات والدراسات الاجتماعية. أما الوعد الذي يقطعه المنهج الجديد، فهو إبقاء التلاميذ على تفاعل مع التقنية، وتحضيرهم للعمل لاحقاً في مجالاتها العليا.

هل يمكن تبريد الطعام بالميكروويف؟

يمكن لأجهزة الميكروويف في منازلنا أن تُذيب الجليد عن الطعام وترفع حرارته حتى الغليان خلال أربع دقائق فقط. فهذه الأجهزة تحوِّل الكهرباء إلى موجات كهرومغناطيسية قصيرة جداً وذات تردد عالٍ، وعندما تصطدم هذه الموجات بجزيئات الماء أو بعض الدهون في الطعام، فإنها تسرِّع دوران الإلكترونات حول البروتونات، مما يؤدي إلى ارتفاع حرارتها، وتنتقل هذه الحرارة بالتالي إلى باقي الجزيئات التي يتألف منها الطعام. وهذه الآلية هي ذات اتجاه واحد، لا يمكن أن تحصل في شكل معاكس.
وللعلماء طريقة لإبطاء الحركة على مستوى الذرَّة، وذلك من خلال أشعة اللايزر. فإطلاق هذه الأشعة على ذرَّة يجعل هذه الذرَّة تمتص كل الفوتونات التي تتشكَّل منها هذه الأشعة، لتعود وتعكسها في كل الاتجاهات، الأمر الذي يؤدي بالذرَّة إلى ما يقارب الجمود. وهذا ما يؤدي بدوره إلى انخفاض حرارتها لمئات الدرجات المئوية خلال أقل من ثانية.
ولكن، لأن أشعة اللايزر تؤدي هذا الدور بشكل أفضل على العناصر المؤلفة من جزيئات بسيطة غير مركَّبة، يقول العلماء إن صناعة جهاز لتبريد الطعام فوراً، لا يزال أمراً بعيداً عن الممكن. إلا إذا كان هناك زبائن يكتفون بتناول وجبة مؤلفة من ألف ذرَّة صوديوم مثلاً.

أضف تعليق

التعليقات