رسالة المحرر

رسالة المحرر

بين أيديكم العدد الثالث من القافلة الجديدة، بعد أن قطع فريق تحرير المجلة شوطين مهمين في العددين، الأول والثاني.. وهاهو الشوط الثالث ينقضي مفعماً بترحيب القراء من جهة، ومطالباتهم وملاحظاتهم من جهة أخرى. رسائل القراء، بعد العدد الثاني، تنبئ عن نشوء نقطة التقاء بينهم وبين فريق التحرير، بعد أن أصبح وجه المجلة الجديد مألوفاً. من الطائف سررنا برسالة وكيل المحافظ، عبدالله الربيعان، التي أبلغتنا أن أهل المصيف، من المعجبين بالمجلة، أقاموا هناك حفلاً في أحد الفنادق، احتفاء بعودة حبيبتهم إليهم. ومن الأستاذ عبدالرحمن ابن عبدالعزيز التويجري، استقبلنا رسالته المشفوعة بدعائه بأن يعيننا الله على “استمرار القافلة متميزة كما ظهرت في هذا العدد”. ونحن نثني على دعائه ونضيف إليه أن يوفقنا المولى لنكون دائما عند حسن ظنه وظن جميع قرائنا.

1
عددنا الجديد يبدأ بموضوع شديد الأهمية على المستويين الإقليمي والعالمي، هو عودة نفط العراق، وما ستتركه زيادة إنتاجه من النفط على ميزان الأسعار، مع الأخذ في الاعتبار شروط هذه العودة والتكهنات المتضاربة حولها. وفي مناخ الطاقة ذاته يخرج القارئ من موضوع نفط العراق، ليدخل إلى عالم زيوت التشحيم، ذلك العالم المكتظ بالأنواع والأسرار، ولا نعرف منه إلا ما تلفظه سيارتنا وتبتلعه في محطات زيوت التشحيم.

2
مناخ القضايا يبدأ في هذا العدد بباب قول في مقال. والمقال هو ما يطرح عن وسطية الإسلام وسماحته ونظرته إلى حريات الإنسان. والقول في مناقشة هذا المقال للدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامي المعروف. وفي هذا المناخ نستكمل موضوع جامعاتنا السعودية في جزئه الثاني، الذي يختص بعلاقة هذا التعليم بسوق العمل ضمن دائرة النقاش السائد في المنعطف الحالي لتنميتنا الوطنية الاقتصادية.

3
في مناخ العلوم والتقنية تعرض المجلة موضوعاً عن البلاستيك، الذي يحيط بنا من كل صوب وتسأل إن كان هذا البلاستيك الكثيف المتعدّد عدواً أم صديقاً لبيئتنا.؟ وفي موضوع بالغ الأهمية تنطلق المجلة من المرض الشهير (سارس) لتطرح مجموعة من الأسئلة عن الطب: هل هو عاجز أمام مستجدات الأمراض؟ ولماذا رغم كل التقدم الطبي الحاصل، تجد الإنسانية نفسها، ومعها جيشها من الأطباء، حائرة أمام إيجاد العلاج لهذه الأمراض الذي تظهر دون سابق إنذار.

الفاصل المصور
وكالعادة تستريح القافلة عند الملف المصور، الذي يقترب في هذا العدد حين يستضيف المصورة الفوتوغرافية، ريم محمد الفيصل، من فكرته الأساس بأن يكون فوتوغرافياً يحمل طابع الفن للفن واللّقطة للّقطة. ريم الفيصل في هذا الملف تقدم صوراً بالأبيض والأسود، انتقتها من ديوانها الفوتوغرافي الذي جاب أصقاع الأرض بحثاً عن سؤال إنساني مقيم، تحسه بسكون غير هادئ وعاطفة دون إفصاح.

4
بعد ذلك، وفي مناخ الحياة اليومية، يجد القارئ نفسه أمام الرصيف، ذلك الكائن (المدني) المتعدد الوجوه. ومن الرصيف ينتقل إلى السياحة، الموضوع الذي يفرض نفسه كل صيف. والمجلة تتناول هذا الموضوع من باب شروط السياحة الممتعة وخصوصية السياحة المعلبة، والأخيرة هي التي أمعن فريق تحرير المجلة في قراءة إيجابياتها وسلبياتها، إضافة إلى تناول الأبعاد الثقافية للسياحة. وفي باب السلامة، ضمن هذا المناخ، تواكب المجلة حضور الشمس القوي في أيامنا هذه. وتطرح هذا الحضور بالتوعية لجانب مهم وهو الضربة الحرارية أو ضربة الشمس.

5
يحل بعد ذلك مناخ الثقافة والأدب، وفي مطلعه موضوع عن محطة القدس الإذاعية، أول محطة عربية بعد القاهرة. يليه موضوع للكاتب والناقد إلياس سحاب عن العربي المعاصر ولغته، حيث يلقي الضوء على مخاطر اهتزاز علاقة الإنسان بلغته الأم. وبعد ديوان الأمس عن فخر المرأة بالرجل وديوان اليوم الذي يتناول الديوان الجديد للشاعر جاسم الصحيح “الأبجدية تنتحب”، يطالع القارئ مراجعة لمجموعة فهد المصبّح القصصية الجديدة: “الزجاج وحروف النافذة”، حيث نتعرف من خلال هذه القراءة
على جنس القصة القصيرة جدا.

6
وفي خاتمة تطوافها تقدم المجلة ملفها في ظل سؤال كل مضيف لضيفه: “قهوة أم شاي؟” وقد طارد فريق تحرير المجلة هذا السؤال العادي البسيط، ليكتشف تاريخ المشروبين الشهيرين وحاضرهما وأنواعهما واستهلاكهما حول العالم. كما يناقش الملف موجة الأخبار الطبية عن أثرهما الإيجابي على الصحة، بعد أن ساد الاعتقاد لفترة طويلة بضررهما البالغ!.

أضف تعليق

التعليقات