الحياة اليومية

ساعة واحدة تكفي لإخراج الجسم من دائرة التحكم!
الحرارة.. تضرب ضربتها

مع بدء فصل الصيف، يصبح الحر واقعاً يفرض نفسه على حياتنا اليومية. التكييف، الملابس، السلوك اليومي.. كل ذلك يتغير للتعامل مع هذا الضيف القسري الذي يحل ببلادنا لثلاثة أشهر أو أكثر. ويبقى أن الحر الشديد ليس مزعجاً فقط.. إنه خطر.. وهذا ما يناقشه هذا الموضوع..

قبل بضعة أسابيع، حدثتنا وكالات الأنباء عن موجة حر ضربت جنوب الهند وبلغت ذيولها حدّ الكارثة، إذ أدت إلى مقتل نحو ألف شخص. وفي البلاد العربية، وإن كان ليس هناك من مبرر لرسم صورة بمثل هذا التشاؤم، فإن حرّ الصيف يبقى موجباً للحذر لكونه المصدر الأول للمتاعب الصحيّة، متفاوتة الخطورة، خلال أشهر عدة.

من أكثر هذه المتاعب شيوعاً – وأبسطها إذا جاز التعبير – هي الإصابة بحروق في الجلد، خصوصاً عند مرتادي المنتجعات البحرية وهواة السباحة. فبشرة الجسم الخارجية تقوم مقام الدرع الواقي من أشعة الشمس الحارقة. لكن هذا الدرع لا يمكنه أن يصمد كثيراً حين يفرط الشخص فـي التعرض لأشعة الشمس سهواً أو عمداً لاكتساب اللون الأسمر لبشرته. إذ سرعان ما يتغير لون البشرة إلى الحمرة، فالسمرة الداكنة، ثم التقشير لاحقاً.. ويمكن لهذه الحروق أن تصل إلى درجات خطيرة يصاحبها الالتهابات الداخلية وارتفاع الحرارة وحتى التشوه..

ضربة في الشمس.. ضربة في الظل
ما يسميه الأطباء «الضربة الحرارية» المعروفة عند الناس، بـ «ضربة الشمس». قد تحدث في الشمس، وقد تحدث في الظل أيضاً. ولا تقتصر الإصابة بها على العاملين في الشوارع المكشوفة، أو التائهين في الصحراء الملتهبة، بل من الممكن أن يواجهها العاملون تحت الأسقف، أو في الغرف. والعبرة في الأمر تتوقف على ارتفاع درجة الحرارة. وعمّال الأفران، والمصانع، والمطابخ في المطاعم من أكثر الناس إصابة بالضربة الحرارية مع أنهم لا يتعرضون للشمس مباشرة..!

عند الإصابة بالضربة الحرارية يشعر المصاب أولاً بصداع شديد جداً في رأسه، وينعكس هذا الصداع على رؤيته حيث يعاني تشوشاً واضحاً ولا يعود يرى الأمور كما كانت قبل دخوله دائرة الضربة الحرارية، وتدريجياً يفقد القدرة على التحكم في عضلاته الإرادية، ثم يفقد الوعي، كما يصاب بتشنجات عصبية شديدة تضع الجسم كله خارج منطقة التحكم الذاتي..! ساعة واحدة من الدخول في غيبوبة الضربة الحرارية تكفي لإنهاء حياة الإنسان، ما لم يخضع إلى الإسعاف والعلاج السريعين. في مثل هذه الحالة يتعرض مركز تنظيم درجات الحرارة في الجسم إلى ارتباك خطير، ويفقد خاصية إفراز العرق، وقد تصل حرارة الجسم إلى 41 مئوية، وهي درجة تجرّ مخاطر أكثر تعقيداً إلى الجهاز العصبي وباقي المراكز الحيوية في الجسم..!

عوامل خارجية.. عوامل داخلية
ومثلما هناك عوامل خارجية تهدد الإنسان بالضربة الحرارية؛ فإن هناك أيضاً عوامل داخلية تساعد على تسهيل حدوث الضربة.

الجسم الجاف يحمل عاملاً داخلياً يسهّل وصول الضربة الحرارية إليه. فهو قليل في احتياطيات السوائل، وفي المناخ الحارّ يتعرض هذا الاحتياطي إلى نقص من خلال عمليات التعرق السريع. ولهذا وجب الإكثار من احتساء السوائل، وبخاصة الماء.

وبذل المجهود العضلي الشديد عامل داخلي آخر، خاصة في المناخ الحار الرطب. الرطوبة العالية تعيق قدرة الجسم الذاتية على التبريد من خلال التعرق. ولذا يُعتبر اليوم الشديد الرطوبة المعتدل الحرارة أشد خطراً على الرياضيين من اليوم الجاف الشديد الحرارة. وتنطبق القاعدة ذاتها على العمّال. ويزداد الخطر على الأطفال والمسنين بشكل خاص.

والملابس غير المناسبة عامل شبه داخلي يلحق الضرر بالجسم. وأكثرنا يختار في الصيف ملابس خفيفة منسجمة مع إحساس جسده بالحرارة. لكن هناك مخاطر غير واضحة في الملابس التي نظنها صيفية. ويقع بعض الرياضيين في أخطاء حين يختارون ملابس غير مسامية النسيج، فهذا النوع من الملابس يحول دون تبخر العرق، وينسحب هذا الخطأ على القفازات وخوذات السلامة. والسليم في الاستخدام هو خلعها أثناء فترات الاستراحة.

الإسعاف يصل
لو أصيب أحدنا بضربة حرارية مفاجئة.. فماذا يجب على الآخرين عمله..؟

أولى خطوات إنقاذ المصاب بالضربة الحرارية هي نقله إلى مكان ظليل، ومن ثم العمل على تخفيض درجة حرارة جسمه بمساعدة الثلج، والأفضل وضعه في حوض ماء وتزويد الحوض بالثلج. وكل ذلك يتم أثناء استدعاء المساعدة الطبية التي يجب أن تصل بشكل عاجل.

وهناك حالات تضرب فيها الحرارة ضربتها في موقع لا تتوافر فيه مثل هذه الإمكانيات. وفي هذه الحالة يجب العمل السريع على إبعاد المصاب عن المنطقة الحرارية وتبليل جسمه بالماء البارد، ونقله فوراً إلى أقرب مستشفى.

——–

سلامة الرأي

في الصيف يتضاعف الخطر
أربعة أصدقاء.. خطرون..!!

«كل شيء على ما يرام. والسيارة سليمة وجاهزة طيلة الوقت للانطلاق إلى أي مكان». هذا ما يقوله اطمئنانك إلى سلامة سيارتك التي تعرفها أكثر من أي شخص آخر..!

المحرك، الفرامل، الأنوار، بوق التنبيه، أحزمة السلامة، جهاز تكييف المقصورة، حتى جهاز الراديو.. كل شيء مطمئن.

ولكن.. هل درجة اطمئنانك إلى أداء الفرامل تساوي درجة اطمئنانك إلى حالة الإطارات..؟ قد تقول: «نعم»..! وقد تقول: «لا»..!

في الحالين أنت على يقين من أن العلاقة بينك وبين الحركة والتنقل تتحكم فيها، أولاً، أربع عجلات على الأقل، وتفهم – كما يفهم الجميع – أن لكل واحدة من هذه العجلات وضعاً حساساً في تحمّل الوزن الثقيل الذي تسير في الشوارع برفقته..!

وأنت أيها المحمول في السيارة أكثر الوقت ترافق أربعة أصدقاء (على الأقل) لا تعرف ظروف أي منهم..!

ما الذي يحدث كثيراً..؟
– ينفجر إطار سيارة بصورة مفاجئة وتنقلب السيارة.
– يتسلخّ إطار أثناء رحلة طويلة فينقطع السائق ومن معه في طريق مقفر.
– يتأخر موظف عن عمله بسبب ثقب صغير أصاب أحد الإطارات مساء أمس.
– تتعــرض الســـيارة أثناء الســير إلى اهتـزازات غريبـة لا يعرف السائق مصدرها.

وقد يحدث أكثر من ذلك على الرغم من اطمئنان السائق إلى إطارات سيارته..!!

أصدقاء سلامتك الأربعة لهم وضعهم الخاص دائماً. في الصيف والشتاء يحتاجون منك إلى أن تكون أكثر قرباً، وأسرع تلبية لاحتياجاتهم. إنهم يحملونك، ويحملون وزن سيارتك، والوزن الإضافي الناتج عن مرافقيك والأمتعة. يحملون كل ذلك بواسطة هواء ومطاط وأسلاك فقط..!

وفي مثل هذه الأيام الصيفية؛ يحتاجك أصدقاؤك أكثر. الهواء في الداخل يسخُن، والمطاط في الخارج يعاني حرارة الجو والإسفلت والحركة معاً..! وسلامتك ترتبط بالأوضاع التي تصير إليها أمور الإطارات..!

الجزء المطاطي يتآكل، وتقل مقاومة الأسلاك الداخلية، ومداسات الإطارات تنوء بحمل الوزن الزائد، والهواء يزيد وينقص..

أنت لا تعرف شيئاً، وتفعل كل شيء خطرٍ: تنطلق بسرعة خاطفة، تنعطف بلا مبالاة، تعبر فوق الرصيف مختصراً الطريق، تدوس الأجسام الملقاة في الشارع، تناور بين الحفر والمطبات وتضرب – أو تقع – في بعضها، تدوس الفرامل زاحفاً بالسيارة زحفاً..!

ربما لا يلفت سمعك الصراخ الذي يتقطع أسفل سيارتك. وقد لا تلاحظ الميلان الطفيف الذي يعتري استقامة سيرك على طريق ممتد. والأكثر خطورة هو أنك لا تعير واحداً من إطارات سيارتك نظرة واحدة في الشهر الواحد..!

أصدقاؤك خطرون ما لم تكن العلاقة بينك وبينهم قائمة على محاذير السلامة.

موقع الإطار يتطلب حرصاً من نوع خاص، فالإطاران الأماميان غير الإطارين الخلفيين. السرعة في الظروف غير المؤاتية لها ضررها المضاف إلى كونها خطراً في ذاتها. لكل إطار عمره الافتراضي المبني على نوعية الاستعمال. ضغط الهواء في كل إطار يتطلب حذراً ودقة.

وهناك قائمة طويلة من المهم الوفاء بها من أجل الحفاظ على صداقة آمنة مع إطارات السيارة، وحتى لا يحدث ما يحمد عقباه.. فحوادث المرور التي تتسبب بها الإطارات تملأ أخبارها كل مكان..!!

أضف تعليق

التعليقات