غيورغ أوم هو الفيزيائي الألماني الذي تم اعتماد اسمه وحدة معيارية لقياس مقاومة التيار الكهربي في أي موصّل.
فقد لاحظ العلماء مبكراً أن الكهرباء إذا مرت في جسم ما تنتج عنها حرارة محسوسة وقد يتوهج الجسم الموصل بسببها. لكنَّ لم يفهم أحد الرابط بين ذلك كله حتى جاء أوم ورتّب ملاحظاته بخصوص “مقاومة” ذرّات الأجسام لمرور التيار الكهربي بها، وعلاقة هذه المقاومة بفرق الجهد (ووحدته الفولت) وبشدة التيار الكهربي المارّ (ووحدته الأمبير).
ولد غيورغ أوم ( Georg Ohm) قرب نيورنبورغ في ألمانيا في عام 1789 لأب مهتم بالعلوم والرياضيات. وفي سن السادسة عشرة التحق بالجامعة لدراسة الرياضيات والفيزياء والفلسفة. تخرج وواصل دراسة الدكتوراة من دون أن ينشر أطروحة. ثم عمل مدرساً للمرحلة المتوسطة. وفي تلك الفترة ركَّز دراسته على الظاهرة التي أخذت بلبّ المجتمع العلمي آنذاك: الكهرباء!
قرَّر أوم منذ البداية أن يخالف الرأي السائد بعدم ارتباط فرق الجهد بشدّة التيار الكهربي المار في الجسم، بل أصرَّ على اكتشاف قانون يربط بين العاملين. فاستثمر أمواله الخاصة لقياس خصائص التيار الممرّر في مواد بمختلف الأحجام والخامات. ولاحظ أن فرض فرق كبير في درجة الحرارة بين طرفي أي سلك يؤدي إلى انتقال الحرارة من الطرف الساخن إلى البارد، ما يمكن تفسيره بانتقال الألكترونات بين الطرفين لخلق توازن. أي إن فرق درجة الحرارة يصنع تياراً. والمزيد من الملاحظة قاد أوم إلى وضع الملاحظات البدهيَّة التي نعرفها اليوم بخصوص موصلية المواد: التيار الكهربي يمر في الموصلات السميكة أكثر منه في تلك الرقيقة. والموصلات الأقصر تنقل التيار بكفاءة أعلى من تلك ذات الأطول. والأهم من ذلك، أنه اكتشف أن كل مادة لها طبيعة موصلية مختلفة.
قرَّر أوم أن يطلق صفة “المقاومة” على خاصية امتصاص التيار عوضاً عن نقله من قبل المادة الموصلة، وقادته أبحاثه إلى صياغة القانون الذي يربط العلاقة الثابتة بين فرق الجهد والمقاومة وشدة التيار: المقاومة تساوي فرق الجهد مقسوماً على شدة التيار.
نشر أوم أبحاثه قبل أن يبلغ الأربعين من العمر، لكن الجامعات الألمانية لم تعترف بها بسهولة بالنظر لتواضع درجته العلمية. واستغرق الأمر أكثر من عشر سنين قبل أن يتنبه الألمان لأهمية اكتشافاته اعتماداً على الاهتمام الذي نالته من قبل نظرائهم الفرنسيين!
قضى أوم الفترة التالية في دراسة الصوتيات هذه المرة، ونشر أبحاثاُ بالغة الأهمية في هذا المجال كذلك. وفي آخر حياته عيّن أخيراً أستاذاً في جامعة ميونيخ. وفي عام 1881، أي بعد وفاته بسبعة وعشرين عاماً، تم اعتماد اسمه معياراً للمقاومة الكهربية تقديراً لأبحاثه القيِّمة.