اسم معياري

أمبير

andre-marie-ampere-french-physicist-sheila-terryآندريه-ماري أمبير هو الفيزيائي الفرنسي الذي يُنسب إليه مصطلح (الكهرومغناطيسية). بمعنى أن أبحاثه هي المسؤولة عن اكتشاف العلاقة الطبيعية المباشرة بين التيار الكهربائي والمجال المغناطيسي. واسمه هو المعتمد للوحدة المعيارية التي تستعمل لقياس التيار الكهربائي، وهي إحدى الوحدات الرئيسة السبع في النظام المتري. فالأمبير يعبِّر عن شدة التيار الكهربي الناتج عن مرور شحنة قدرها 1 كولوم من خلال جسم موصل، في زمن قدره ثانية واحدة.
ولد أمبير لأبٍ موسر. وقد عُد عبقرياً منذ طفولته وكان يتسلى بقراءة الموسوعات فلم يضطر والده لأن يلحقه بمدرسة نظامية.
لكن القدر لم يلبث أن قلب له ظهر المجن. فعند قيام الثورة الفرنسية أُعدم الأب بواسطة المقصلة على الملأ، وصودرت ثروته. وهكذا اضطر أمبير الشاب لأن يتكسَّب الرزق عبر تعليم الرياضيات والفيزياء للصبية.
لكن شغفه بالبحث العلمي لم يتوقف. وأدت ورقة علمية نشرها حول علم الاحتمالات إلى ذيوع اسمه مجدداً في الأكاديمية العلمية في باريس، فانضم إليها عام 1814م. ما أتاح له حضور محاضرات الزوار الأجانب وكان من ضمنهم الفيزيائي الدانماركي هانز أورستد الذي توقع وجود علاقة خواص مغناطيسية للتيار الكهربي عبر دراسة تأثيره على إبرة البوصلة.
خلبت الفكرة خيال أمبير تماماً. فعطّل كافة مشاريعه الأخرى وكرّس كافة جهوده منذ عام 1820م، لإثبات وجود مجال مغناطيسي للتيار الكهربي. وذاعت أسماء أخرى مهتمة به وبخواصه عبر أوروبا بأسرها من ضمنها (فولتا) الإيطالي الذي نُسبت إليه وحدة الفولت، وكذا الفرنسي الآخر كولوم. وهي جميعها أسماء استعرضناها في هذه الزاوية.
أثبتت تجارب أمبير أنه يمكن توليد القوى المغناطيسية في الموصلات في دائرة مغلقة يمر بها تيار كهربائي. بمعنى أن أي معدن – وليس المغناطيس الصرف – يمكن إكسابه خواصاً مغناطيسية بتمرير تيار كهربي عبره، بل ويمكن التحكم بشدة هذه القوة المغناطيسية عبر التحكم بشدة التيار الذي يمر في الموصل.
على ضوء أبحاثه وابتكاراته المتعلقة بها، عُيّن أمبير رئيساً لقسم الفيزياء بكلية باريس. لكن حرمانه من التعويضات المالية الموعودة من قبل الحكومة أدى به إلى الانسحاب من الحياة العامة ومن ثم الاكتئاب. ومات أمبير دون شهرة كبيرة عام 1836م.
لكن في عام 1881م عُقد اجتماع المجلس الأول لعلماء الكهرباء في باريس، وكان ضمن جدول أعماله تحديد الأسماء المعيارية لوحدات قياس الخواص الكهربائية. فأعطي اسم (فولت) لفرق الجهد، وأعطي اسم العالم (أوم) لوحدة المقاومة. فيما أعطي اسم (أمبير) لوحدة قياس التيار. في اعتراف صريح بالأهمية القصوى لجهود ذلك الفيزيائي الفرنسي في إرساء معارفنا الأولى بخصوص الديناميكا الكهربائية والخواص المغناطيسية للتيار الكهربائي التي تتنوع تطبيقاتها اليوم من أبسط مكبرات الصوت إلى سكك القطارات خارقة السرعة.

أضف تعليق

التعليقات