الحياة اليومية

صيانة التكييف
صناعة موسمية لدرء الأخطار

في الصيف، خاصة خلال الصيف، يشتد الضغط الذي نمارسه على مكيّف الهواء، هذا الجهاز الذي صار حاضراً أبداً في بيوتنا وأماكن عملنا، والذي باتت تعتمد عليه راحتنا ورفاهيتنا. والصيانة بشقّيها الوقائي والتصحيحي وحدها تستطيع أن تضمن لأجهزة التكييف استمراريتها وقدرتها على العطاء بالفاعلية القصوى وتحمي الاستثمار فيها، وتضبط تكلفة إصلاحها. وفيها ما يتجاوز ضمان أداء المكيف، ليشمل جوانب صحية واقتصادية كما تؤكد المعلومات التي استقيناها من المهندس المختص نبيل خمّار.

ممّ يتألف المكيف؟
يتألف مكيف الهواء من قطع وأجزاء عديدة تتكامل وظائفها لتأدية مهمة مشتركة ألا وهي تعديل الجو في الأماكن المغلقة، بحيث يصبح مريحاً لجهة الحرارة والرطوبة ونقاوة الهواء. إن تعرض أية قطعة من المكيف لعطل أو ضرر ينعكس على أداء المكيف ككل وقد يؤدي إلى تلف في قطع أخرى، نشير إلى أهمها، وهي:

الضاغط (Compressor)، ويوجد منه أنواع مختلفة. إن طاقة التبريد لأي جهاز تعتمد بشكل رئيس على طاقة الضاغط. ويعمل الضاغط عادة بسرعة دورات ثابتة، مما يحتم عليه العمل بشكل متقطع. ولهذا نرى الجهاز يبدأ بالعمل، ومن ثم يتوقف مرات عديدة خلال فترة التبريد. وعادة يستخدم ضاغط واحد في الأجهزة الصغيرة والمتوسطة، وأكثر من واحد في الأجهزة الكبيرة.
المبادلات الحرارية (Radiators). ويستخدم عادة مبادل حراري واحد للتبريد (Evaporator) ومبادل حراري واحد كمكثف (Condenser). وتصنع المبادلات عادة من مواسير النحاس ولدائن الألمنيوم.
مروحة دفع الهواء الداخلي.
مروحة دفع الهواء الخارجي.
وحدات تنقية الهواء (Air Filters)، ويجب التنبه هنا إلى أن هذه المصافي تُصنع من مواد وسماكات مختلفة، تنعكس على فاعلية تنقيتها للهواء، خاصة في مجال إزالة جزيئات الغبار الصغيرة.
لوحة تغذية الجهاز بالكهرباء والتحكم به.
وحدة تسخين الهواء الكهربائية.
مواسير غاز التبريد مع الصمامات واللوازم وغاز التبريد.
وحدة التحكم بالحرارة والرطوبة.
أبرز المتاعب والأعطال
وبما أن أجهزة التكييف هي ميكانيكية الحركة، فإنها تصاب بأعطال معينة بمرور الوقت، وقد تصل هذه الأضرار إلى فقدان الفاعلية تدريجاً، ثم تلف بعض الأجزاء والتوقف عن العمل جزئياً أو كلياً. ومن أبرز هذه الأعطال:


انسداد منقيات الهواء (الفلاتر) بالغبار والجزيئيات الصلبة التي تتراكم عليه، الأمر الذي يخفض نسبة الهواء البارد المدفوع إلى الداخل، ويزيد من الضغط على المروحة.
تسرّب غاز التبريد من خلال تفسخات صغيرة قد تظهر على الأنابيب نتيجة التقلبات الحرارية أو عوامل الزمن. وإذا تسرب الغاز جزئياً تنخفض فاعلية المكيف، الأمر الذي يؤدي إلى استهلاك للطاقة أكبر بكثير من المفروض. وإذا تسرّب الغاز بالكامل، تنعدم قدرة المكيف على التبريد.
تجمّع الغبار على المبادل الحراري للمبخر الأمر الذي يؤدي إلى حدوث
عفونة عند اختلاطها بماء التكييف ونمو البكتيريا.
التواء لدائن المبادلات الحرارية المصنوعة من النحاس والألمنيوم، مما يؤدي إلى تخفيض فاعليتها.

انسداد حركة الهواء في محيط المكيف من الخارج والداخل، الذي لا ينعكس فقط على طاقته التبريدية بل قد يزيد أيضاً من الضغوط عليه بكل ما في ذلك من استهلاك إضافي للطاقة، واحتمال وقوع أعطال فيه.
لحماية المكيف وخفض الاستهلاك
وإلى جانب الصيانة من قبل المهندس أو الفني المختص، فلمستخدم جهاز التكييف دور كبير في حمايته من الأعطال وإطالة عمره وتخفيض استهلاكه للطاقة، ولأجزائه الداخلية أيضاً. ومن أهم ما يجب أخذه بعين الاعتبار في هذا المجال ما يأتي:

عدم الإكثار من إطفاء المكيف وإعادة تشغيله. إذ يستحسن ألا يعاد تشغيل المكيف إلا بعد عشر دقائق، وبعض الأجهزة يحتوي على عداد زمني لهذه الغاية.
تشغيل المكيف بواسطة الضابط الحراري (الترموستات) وليس بواسطة مفاتيح الكهرباء.

الحرص على نظافة الموقع المحيط بجهاز التكييف بحيث يبقى بعيداً عن جملة أشياء يمكن أن تدخله مثل أوراق الشجر من الخارج، أو البخار المتصاعد من المطبخ أو من غسّالات الملابس وما شابه في الداخل.. كذلك يجب رفع كل العوائق التي قد تعرقل حركة الهواء في جوار المكيف.
عدم ترك الأبواب والنوافذ مفتوحة، لأن ذلك يسرّب الهواء المبرّد إلى الخارج، ويرهق المكيف الذي يصبح عليه العمل لفترة أطول كي يصل بالبرودة إلى المستوى المطلوب.
يستحسن استخدام موانع لدخول أشعة الشمس إلى الأماكن المكيفة، سواء أكان ذلك من الخارج لإضافة ظل على النوافذ، أو من الداخل بواسطة الستائر، أو فيلم عاكس للحرارة على الزجاج. فضوء الشمس المباشر يرفع الحرارة، ويزيد من دون طائل المجهود المطلوب من المكيف.

إطفاء الإنارة غير الضرورية، خاصة خلال فترة الغياب أو النوم، وأيضاً إطفاء كل الأدوات الكهربائية غير الضرورية. لأن الإنارة والأجهزة الكهربائية تعتبر من المصادر الداخلية للحرارة.
وأخيراً ضبط درجة الحرارة المطلوبة عند مستويات معتدلة، ولا بأس في رفع هذا المستوى خلال الغياب عن المنزل. لأن الجسم سيشعر بالبرودة والراحة خلال العودة إليه من خلال الفارق مع الحرارة في الخارج. لا بل من الأفضل ألا يكون هذا الفارق كبيراً عند الانتقال من مكان حار إلى آخر مكيّف.
الصيانة الوقائية والتصحيحية
تهدف الصيانة الوقائية إلى التأكد من سلامة أجزاء المكيف كافة وحسن أدائها لوظائفها استباقاً لوقوع أية أعطال محتملة. وتتخذ شكلين من المعاينة:

المعاينة العامة قبل بدء موسم التبريد (وموسم التدفئة إن وجد) أي مرتين في السنة.

المعاينة الدورية للقطع الرئيسة في جهاز التكييف مرة كل شهر أو شهرين حسب الحاجة.

وتشمل الصيانة الوقائية بشكل خاص:

تنظيف منقيات الهواء (الفلاتر) أو استبدالها مرة كل شهر وأحياناً خلال أقل من شهر.
قياس كثافة غاز التبريد وضبطها، بحيث تبقى عند المستوى الموصى به من الجهة المصنعة من دون أية زيادة أو نقصان.
تسليك مصارف مياه التكثيف المجمعة من المبخر.
تنظيف المبادلات الحرارية بالفرشاة والمشط.

إعادة تقويم لدائن المبادلات الملتوية باستخدام مشط خاص.
معاينة التوصيلات الكهربائية وأجهزة التحكم والاطمئنان إلى سلامتها.

إضافة إلى ذلك هناك الصيانة الطارئة أو الصيانة التصحيحية التي يجب القيام بها عند استشعار أي خلل مهما كان بسيطاً، مثل:

الملاحظة أن المكيف لا يفي بنسبة التكييف المتوقعة منه، أو تلك التي اعتدنا عليها.
صدور صوت قوي أو ضجيج ملحوظ عند تشغيله (إقلاع المروحة أو الضاغط).
وجود بقع هوائية باردة وأخرى دافئة في المكان نفسه.

انبعاث رائحة غير مستحبة منه عند تشغيله.

ارتفاع فاتورة الكهرباء بشكل كبير عمّا كانت عليه.

———————————————

صيانة المكيف واكتساب عادات سليمة في تشغيله:
يزيد من فعالية التبريد،
يطيل عمر المكيف،
يخفض استهلاك الكهرباء،
يحمي المنزل من الحوادث

أضف تعليق

التعليقات