قصة مبتكر
قصة ابتكار
روبرت أدلر
شماعة الملابس
ولد روبرت أدلر في فيينا بالنمسا عام 1913م. وحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة فيينا عام 1937م. وبعد هجرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقراره في ولاية شيكاغو, بدأ العمل عام 1941م في شركة زينيث للإلكترونيات. أثناء الحرب العالمية الثانية, عمل في مجال المعدات العسكرية كالطائرات والدبابات وغيرهما. وبعد الحرب, توجه إلى العمل في تكنولوجيا التلفزيون, وهو المجال الذي أبدع فيه وأضاف إليه الكثير من الابتكارات. وكان أهم ما اخترعه في هذا المجال هو جهاز التحكم عن بعد، اللاسكي المعروف بـ الريموت كونترول ، إذ قام بتطويره ليصبح كما هو في أيدينا اليوم. عندما التحق أدلر بشركة زينيث, كانت الشركة مبتكرة جهاز التحكم عن بعد، ولكنه كان متصلاً بسلك، فلم يكن عملياً أبداً. فقام أدلر بابتكار جهاز آخر ليصبح لاسلكياً. وفي عام 1960م كان أدلر يلقب بأبي الريموت كونترول. في الثمانينيات, باعت شركة زينيث 9 ملايين من التلفزيونات بسبب الريموت كونترول. وعندما كانت الصحافة تسأله عن اختراعه, كان يقول: من المعقول والمنطقي بأن تتحكم بجهاز التلفزيون من أي مكان تجلس فيه, وهنا تأتي أهمية اختراعي للريموت كونترول . وبعد 35 عاماً من التحاق أدلر بشركة زينيث, انضم إلى قسم الأبحاث في الشركة ولعب دوراً مهماً في هذا المجال. بعد ذلك أصبح يعمل كمستشار للشركة نفسها, بالإضافة إلى انضمامه إلى شركة إكستيل حيث كان يشغل منصب رئيس قسم الأبحاث. كما أنه كان محاضراً في قسم الهندسة الإلكترونية بجامعة الونيوس في أوبرانا. وقد عرف روبرت أدلر بشغفه الشديد بتعلم كل ماهو جديد وتعطشه لمعرفة المزيد. فقد حصل على رخصة قيادة الطائرة، كما أنه تعلم اللغة الروسية وذلك لأنه كان ذاهباً مع وفد شركة أي إي إي إي إلى موسكو, وحتى يتمكن من إلقاء ورقته باللغة الروسية ليفهمهم ويفهموه جيداً. بالإضافة إلى إتقانه اللغات الألمانية والفرنسية والإنجليزية. وكانت من هواياته تسلق الجبال في فصل الصيف، وظل يمارس هذه الهواية حتى قبل موته بعام, وهواية التزلج في فصل الشتاء التي ظل يمارسها حتى أصبح عمره 89 عاماً. كما أنه كان شغوفاً بالفنون, حيث كان أحد أعضاء معهد شيكاغو للفنون وعضواً فعالاً في مسرح وأوركسترا شيكاغو، بالإضافة إلى شغفه الكبير بالسفر حول العالم سواء أكان للعمل أو للمتعة. في عام 1963م, تقلد أدلر منصب مدير قسم الأبحاث في شركة زينيث. وتقاعد سنة 1982م ولكنه ظل المرشد التقني لها حتى عام 1999م. حصل على العديد من الجوائز، أهمها جائزة مخترع العام (1967م) تقديراً لاختراعاته في مجالات متعددة منها أجهزة وأنظمة الاتصالات في الطائرات والرادارات, والتلفزيون والراديو, والمنتجات الإلكترونية. كما حصل على جائزة أديسون للهندسة الإلكترونيةعام 1980م. لم يتوقف أدلر من العمل. حتى أنه استحدث وأضاف الكثير من التطورات في تكنولوجيا اللمس في 1 فبراير 2007م أي قبل وفاته بـ 14 يوماً، عن عمر ناهز 93 عاماً، حصل خلاله على 140 براءة اختراع!
هناك الكثير من الأشياء المبتكرة بسيطة الصنع, ولكنها تصبح ضرورة تسهِّل لنا الكثير في حياتنا. واحدة من هذه المبتكرات هي شماعة الملابس. لا أحد يعرف بالتحديد من هو مبتكر شماعة الملابس ولا حتى كيف كان شكلها. ولكن المؤرخين يؤكدون أن أول شماعة ملابس في التاريخ كانت خشبية من صنع توماس جيفرسون, الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية. ودليلهم على ذلك أن جيفرسون اخترع الكثير من الأدوات كالمحراث الخشبي, آلة طباعة الصحف المتنقلة, كرسي ويندرسون المتحرك.. وغير ذلك الكثير. حتى القرن الثامن عشر، كانت الملابس تعلَّق إما على الخطافات، أو أنها تبسط في الخزانة. واستمر هذا الوضع حتى عام 1850م، وبعد ذلك أخذ الناس في استخدام الشماعات. ففي العهد الفيكتوري, كانت ملابس النساء فخمة وغالية الثمن، مما أدى إلى تطور صنع الشماعة لتصبح ملائمة لتلك الملابس. كما استمر تطور الشماعات, حتى أصبح لكل غرض شماعة مخصصة له, كالأحزمة, الأثواب, السراويل وغيرها. وبحلول أوائل 1900م, كان هناك المئات من التصاميم للشماعات حيث سجلت براءة اختراعها في مكتب الولايات المتحدة للاختراعات. أما الشماعة المعروفة الآن البسيطة الصنع من الأسلاك المعدنية، فهي من اختراع الكندي ألبرت بارخوس. بدأ ألبرت العمل في شركة محلية تدعى تيمبير ليك المتخصصة في صنع إطارات المصابيح والأشياء المصنوعة من الأسلاك. وقد عمدت هذه الشركة إلى ضم كل الموظفين المبتكرين من أمثال ألبرت. وفي يوم من عام 1903م, وصل ألبرت إلى مكان عمله وأراد أن يعلِّق قبعته ومعطفه كعادته على الخطَّافات المتوافرة للعمال. ولكنه لم يجد أياً منها خاوياً. فوقعت عيناه على قطعة من السلك المعدني, فأخذها وقام بطيها بطريقة طوق مستطيل ثم لف أواخر الطرفين عند المركز، ووضع معطفه على شماعته المبتكرة وباشر في عمله. وما أن رآها باقي الموظفين حتى طلبوا منه نسخة من هذا الابتكار. وسرعان ما أخذت الشركة بتسويق هذا الاختراع. وعلى الرغم من ذلك، لم يحصل ألبرت على أي تعويضات إضافية مقابل اختراعه. كما أن شماعة الملابس المصنوعة عام 1920م لا تزال معروضة في متحف برايتن ببريطانيا. واتخذت الشمَّاعات لاحقاً أشكالاً وألواناً وأحجاماً مختلفة. حتى أصبحت اليوم متنوعة التصاميم, وضرورة من الضروريات في كل منزل بل في كل مكان وصولاً إلى السيارات والطائرات.