بيئة وعلوم

أهم نباتات العسل في الطائف وجبال السروات
النباتات العاسلة في المملكة العربية السعودية
أنهارٌ من عسل.. ثروة بحاجة إلى استثمار

  • Abeille-sur-tr-fle-P8100005
  • armeniaca-vulgaris0-1
  • DSCN05531
  • Honeybee-Flowers-Bee03
  • IMG_3543
  • Malus communis 3
  • Agriculture in Najran, fruits
  • shutterstock_76445038

كان الاعتقاد السائد بأن المملكة العربية السعودية صحراوية التضاريس تغطي الرمال معظم أجزائها، مثلما كان الاعتقاد سائداً لدى جميع المهتمين بشؤون النحل، بأن هذه البيئة الصحراوية لم تدع مجالاً لنشوء ووجود سلالة نحل تقاوم هذه الظروف القاسية، لكن الصحيح أن الجغرافيا الممتدة جعلت المملكة تحظى بغطاء نباتي يغطي مساحات شاسعة من أراضيها، كما حظيت بالتباين الواضح في البيئة والتضاريس. والصحيح أيضاً، أن سلالات متنوعة من النحل، تنتج أنواعاً متعددة ومتباينة من العسل تستفيد إلى حدٍ كبير من البيئة المتنوعة في المملكة.
الباحث في تربية النحل ونباتات العسل، ناصر إبراهيم الغصن، من وحدة أبحاث النحل بقسم وقاية النبات في كلية الزراعة بجامعة الملك سعود، عمل على مدى 6 سنوات في وزارة الزراعة ودرس عن كثب وضع النحل في محافظة الطائف خاصة وجبال السروات عامة، وفي بقية مناطق المملكة المترامية الأطراف، وخاصة في الواحات الزراعية، والفياض البرية. والمقال التالي يتناول النباتات العاسلة في المملكة العربية السعودية، وخارطة انتشارها، والمواسم التي تزهر فيها.

ثروة وشفاء
يُعد رحيق الأزهار «المادة السكرية الحلوة» من الثروات الطبيعية الهائلة التي مازالت مختزنة في أزهار نباتات المراعي الطبيعية، والمحاصيل الزراعية، والأشجار الحرجية المنتشرة في المملكة، وعلى طول جبال السروات وعرضها، وفي محافظة الطائف بشكل خاص.

وفي الوقت الذي يمكن أن ينتج عن استثمارها أنهار من العسل، وكذلك حبوب اللقاح – التي غالباً ما تذهب أدراج الرياح – وإذا ما تم جمعها عن طريق انتشار تربية النحل، فإننا سنحصل على أطنان من حبوب اللقاح التي تدخل اليوم في صناعات عدة، منها المواد الغذائية الخاصة للأطفال من البسكويتات والفطائر والكيك والخبز ومواد صيدلية صحية. لذلك فإنها ثروة وطنية دفينة يتوقف استخراجها على انتشار تربية النحل وازدهارها وتطورها.

ونظراً لكثرة أنواع الأزهار بمحافظة الطائف واختلاف مواعيد تفتحها، فقد قُمتُ بتصنيفها لثلاث مجموعات، وهو الأمر الذي ينطبق كذلك على طول مناطق جبال السروات أيضاً، هي: أزهار المراعي الطبيعية، «العسل الصيفي»، وأزهار الأشجار الحرجية «العسل الشتوي»، وأزهار أشجار الفاكهة متساقطة الأوراق.

• أولاً: أزهار المراعي الطبيعية «العسل الصيفي»:
هي النباتات التي تنبت بعد هطول الأمطار خلال أشهر الشتاء: «ديسمبر، يناير، فبراير» وتظهر أزهارها خلال شهري مارس وأبريل وهي من أصناف الأعشاب الحولية والشجيرات المعمرة التي تستأنف حياتها بعد هطول الأمطار التي تنتج العسل وغبار الطلع وتنمو بكثرة في الجبال والوهاد وسفوح المرتفعات مثل:

• السحاء:
الاسم العلمي: Blepharis ciliaris
الاسم الشائع: سحاء شوك الضب.
وهي عبارة عن شجيرة صغيرة ذات شوك قصار لازم للأرض لا يرتفع، يكثر في منابته ولا ورق له، وفي أضعاف شوكه أقماع كثيرة من الأزهار، لونها أزرق وأبيض، ولون عسل السحاء فاتح جداً مائل إلى البياض «مائي»، وهو ذو نكهة متوسطة قليل الكثافة «في تهامة»، عالي الكثافة في المرتفعات «الشفاء والهدا» يتبلور في حدود 3 – 6 شهور من الفرز؛ وهو عالي الجودة وغزير الإنتاج تعتمد شجيرات السحاء على كمية هطول الأمطار. وفي لسان العرب يذكر ابن منظور عن نبات السحاء الذي تأكله النحل فيطيب عسلها.

• الطباق:
الاسم العلمي:Conyza spp
الاسم الشائع: طبَاقَةَ.
أزهاره صفر بوقية صغيرة وكثيفة، وأوراقه قاسية ولامعة مستطيلة شبيهة بورق الشاهي، وهذا النبات ييبس في الصيف ويعيش ثم يتفتح في الربيع. وعسل هذا النبات لونه أصفر ليموني. لذيذ وغزير جداً سميك بدون تبلور. قال أبو حنيفة: أخبرني بعض أزد السراة قال: هو نحو القامة ينبت متجاوراً لا يكاد يرى منه واحدة متفردة. وله ورق طوال دقاق خضر يضمد به الكسر فيجبر. منابته الصخر مع العرعر والنحل تحرسه والأوعال ترعاه أيضاً، وأنشد:
وأشعث أنسته المنية نفسه رعى الشث والطباق في شاهق وعر

• الضرم:
الاسم العلمي: Lavandula spp.
الاسم الشائع: ضرم ـ أكليل الجبل ـ حشيشة العرب، إكليل النفساء ـ قطر الندى.
نبات معمر ييبس في الصيف، ثم يعيش ويتفتح في الربيع ذو سـاق عمودية متفرعة يتراوح طولها بين 20 و60 سم، أوراقها صغيرة إبرية ورائحتها زكية تحتوي على زيت عطري طيار مميز، وأزهارها زرق بنفسجية، تتفتح على شكل سنبلة، محببة للنحل.
عسل هذا النبات عنبري سميك القوام يحتوي على عطره المميز للضرم، ويُعد من أجود أنواع العسل في جبال السروات. وينتشر في المناطق الجبلية العالية كالشفاء وبني سعد وبالحارث وميسان وشفاء ربيع.

• المظ والندغ:
الاسم العلمي: Sarureia montanal.
الاسم الشائع: زعتر بري.
الندغ نبات صغير. معمر يتراوح ارتفاع الساق بين 12 و40 سم، وأوراقها ضيقة متطاولة حادة في قمتها وهي قاسية ولامعة، أزهارها وردية أو بيضاء.
والمظ كما ورد في معجم النبات للدمياطي: هو شجر الرمان الري، وذكره أبو حنيفة والدينوري فقال: «نبات المظ والجبال ينور ولا يربي»، وفي نوره عسل كثير، ويُمص، وتأكله النحل فيجود عسلها، ويقال لعسله المذخ. ويزهر في أوائل شهر أكتوبر، ويُعد من الشجيرات الخريفية.
ويقول السكري: المظ الرمان البري الذي تأكله النحل، وإنما يعقد الرمان البري ورقاً ولا يكون له رمان، وهو من نباتات السراة التي تنبت في أواسط الجبال وليس أعاليها، وهو من الأشجار التي تفضلها النحل، بل وعسله من أجود أنواع العسل.
أما الندغ: بفتح النون وكسرها وضمها وإسكان الدال، فهو: الزعتر البري، وهو ما ترعاه النحل وتعسل عليه. ويتميز هذا النبات بأن عسله يتبلور بسرعة داخل العيون السداسية للقرص الشمعي، وهو نبات رحيقي ممتاز تكثر زيارة النحل له. وغالباً مايكون العسل رخامي الشكل.

• ثانياً: أزهار الأشجار الحرجية «العسل الشتوي»:
• الطلح:
الاسم العلمي: Acacia spp
الاسم الشائع: طلحة، طلاح، شوكة، سمر، سلم.
هناك حوالي 18 صنفاً من هذه الأشجار في المملكة، وتتراوح أحجامها ما بين الشجرة المتوسطة والشجيرة. وهو نبات منتشر في بطون الأودية والجهات الشرقية والجنوبية والشمالية من محافظة الطائف وهو بري. وأشجاره لها أهمية عظيمة للنحل كمصدر لغبار الطلع، أما إنتاجه من العسل فهو قليل إذا تخلف المطر عنه، ولون عسله عنبري «أصفر ذهبي» وأحياناً أحمر غامق، قليل اللزوجة والكثافة، وخفيف الرائحة ذو نكهة جيدة. ويدعى عسلها بعسل الشوكة أو البلة، وبداية تزهيره من مايو حتى نهاية يونيو.
وهو يُعد من الأعسال الممتازة لمعالجة الجروح والحروق.

• السدر:
وهو نوعان: العبري، والضال.
الاسم العلمي: Z. spinachristi, Ziz iphus nummularia:
الاسم الشائع: نبق، سدر.
ينبت شجر السدر في كثير من المناطق بشكل متفرق، وعلى الأخص في شبه الجزيرة العربية، وقد جاء ذكره في القرآن الكريم.
ويقول ابن منظور عنه: السدر شجر النبق. وقال أبو حنيفة: السدر من العضاه وهو لونان؛ فمنه عنبري ومنه الضال وهو ذو شوك، وللسدر ورقة عريضة مدورة، وتسميه بعض العرب الدوم. والسدر الضال عبارة عن شجرة حرجية شائكة من فصيلة النبقيات، ثمارها صغيرة عنابية الشكل واللون لذيذة الطعم، نقيعها يشفي الصدر من أمراضه ويقويه، والسدر يوجد بكثرة حول محافظة الطائف وخصوصاً منطقة الإصدار في الأجزاء الجنوبية الغربية من جبال السروات، الممتدة من الطائف حتى مدن اليمن الكبرى، وقد يلاحظ بكثرة في وادي شوقب ووادي نشران جنوب الطائف، وفي بلاد غامد وزهران وبني شهر وبني عمرو، وفي بلاد بارق ورجال ألمع وصبيا.
ولا يوجد عسل سدر خالص إلا في وسط الجزيرة العربية في منطقة «نجد»، لسببين:
– لأنها منطقة صحراوية ولا زهر فيها إلا أشجار السدر.
– 
هطول الأمطار فيها ضئيل ولذلك لا يزهر معه نباتات أخرى.
أما عسل سدر محافظة الطائف فإنه غالباً ما يكون مخلوطاً مع عسل أشجار الضهياء الذي يتزامن تزهيره مع أشجار السدر. ومعظم أشجار السدر تنتشر بشكل بري في شبه الجزيرة العربية وهي شجرة كبيرة الحجم إلى متوسطة، أوراقها بيضوية صغيرة الحجم، متبادلة على الأفرع، وتحتوي على أشواك الأزهار، صغيرة، لونها أصفر ويمكن مشاهدتها مرتين في العام. وغالباً ما تزهر في أواخر الصيف وأوائل الخريف «أكتوبر ـ نوفمبر» في محافظة الطائف.
وعسل السدر سميك ولزج. عنبري أحياناً أحمر، وإذا خالطه رحيق أزهار الضهياء يصبح لونه عنبرياً خفيفاً طعمه ورائحته مميزة ومعروفة، ويشبه عطره رائحة المادة الرانتجية الناتجة عنه، ومرغوب جداً، غزير الرحيق في الحرارة المعتدلة وهي عديمة الرحيق في الجو الماطر. غير قابل للتحبب إلا إذا خالطته زهرة الضهياء. وهو مسكن مضاد للسمنة، معرق، ومهضم.
ويلاحظ أن عسل السدر المنتج من أراضي جبال السروات ذو رغوة كثيفة إذا ما خالطه رحيق أزهار أخرى لذا يجب على النحال المحافظة على تلك الرغوة وعدم تعريض العسل للتسخين.

• الموالح «الحمضيات»:
ومن أهم الأصناف المنتشرة في المملكة: البرتقال، الليمون، اليوسفي، الجريب فروت، الترنج «أو ترج»، النارنج «خشخاش».
ويهمنا هنا أشجار الليمون (صنف البنزهير) المنتشرة في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية وفي محافظة الطائف بشكل خاص.
والليمون الحامض شجرة ارتفاعها بين 2 ـ 6 أمتار ذات قمة مستديرة، أوراقها بيضاوية متطاولة، جرداء ذات أعناق تحمل في قواعدها آثار أشواك، وبصفة عامة تُعد من أكثر أشجار الفاكهة غزارة في إنتاج أنواع العسل في العالم وأزهارها بيضاء ذات طلع أصفر مائل للون البرتقالي، لها عبير حلو يفوح، وشذا قوي لا يمكن وصفه، يصل مداه ليلاً إلى 500 متر طولي في كل الاتجاهات.
وفترة الإزهار من منتصف «مارس حتى نهاية أبريل»، وزهره يُعد مصدراً للرحيق كبقية مصادر الرحيق المعتبرة. وهذا العسل فاتح اللون أبيض أو عنبري فاتح جداً له نكهة ممتازة ورائحته خفيفة تحتفظ بعبير أزهار الحمضيات. لذيذ جداً لا تجده في أي نوع من أنواع الأعسال يتبلور بشكل حبيبات صغيرة ككتلة لينة.
وعموماً يزرع في المنطقة الوسطى والشرقية والجنوبية والشمالية بين أشجار النخيل لحمايته من الصقيع شتاءً، والشمس والحرارة العالية صيفاً، وتُعد منطقة نجران جنوب المملكة من المناطق التي تشتهر بها زراعة الحمضيات بين مدن المملكة.

• ثالثاً: أشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق
أشجار الحلويات «الحجريات»: من أشهرها: «المشمش ـ الخوخ ـ البرقوق ـ اللوز ـ النكتارين» والتفاحيات: «التفاح ـ كمثرى».

لم تنجح زراعة الحلويات والتفاحيات في المملكة عدا في المناطق الشمالية مثل مناطق تبوك، والجوف، وحائل. أي غير المناطق التقليدية مثل جبال السروات. ورحيق هذه الأشجار غزير جداً ولكن جني النحل قليل من أزهاره إذا كانت درجة الحرارة متدنية جداً «صفر مئوي»، ولكن إذا كانت تدرجات الحرارة مرتفعة نوعاً ما، وخصوصاً فترة الظهيرة، فإن النحل يزورها ويستعمل رحيقها ويخزِّن ما يزيد في الأقراص المجاورة.

وعسل هذه الأشجار مميز ومرغوب، غزير الرحيق في الحرارة المعتدلة، وهي عديمة الرحيق في الجو البارد الماطر.

• أشجار المشمش:
الاسم الشائع: المشمش البلدي.
الاسم العلمي: Aremeniaca vulgaris lam.
شجرة المشمش ذات أفرع ملتوية وقمة مستديرة يتراوح ارتفاعها ما بين 6 ـ 8 أمتار أوراقها بسيطة مسننة لامعة من الأعلى، بيضوية مستديرة تنتهي برأس حاد، أزهارها بيض بحمرة، معزولة بمعدل واحدة أو اثنتين تتفتح قبل ظهور الأوراق. وفترة الإزهار من بداية فبراير حتى منتصف مارس. وزهرها يُعد مصدراً جيداً للرحيق وغبار الطلع إلا أن النحل لا يقوم بزيارة تلك الأزهار إلا في منتصف النهار، إذ إن أحوال الطقس متغيرة وعادة تميل إلى البرودة الشديدة، وزهور المشمش حساسة تجاه الصقيع. وعسلها فاتح اللون ذو طعم ممتاز. وهو بصورة خاصة سريع التمثيل، سريع الهضم، وخفيف.

• أشجار الخوخ:
الاسم الشائع: الخوخ أبوخدين.
الاسم العلمي: Prunus persica stokes.
تنمو في المناطق العالية معتدلة البرودة وشتاؤها قارص مثل الشفاء والهدا وبني سعد وبلحارث وبني مالك. وطول الشجرة تقريباً هو ما بين 4 ـ 6 أمتار، أغصانها فارعة مشيقة، وأوراقها بسيطة جرداء لامعة من الأعلى ذات عنق قصير جداً مقارنة مع نصل الورقة. وأزهارها وردية أو حمراء وحيدة أو كل اثنتين معاً تتفتحان قبل ظهور الأوراق.
فترة الإزهار كالمشمش من بداية فبراير حتى نهاية مارس.
وعسل هذه الأزهار عادة يكون مخلوطاً من أزهار أشجار الحلويات الأخرى كالتفاح والسفرجل والمشمش والبخارى والكمثري. وهو أبيض لذيذ الطعم وخفيف ومسهل ولذلك ينصح به للإمساك الخفيف.

• أشجار اللوز:
الاسم الشائع: اللوز البجلي.
الاسم العلمي: Amygdalus communisl.
شجرة يتراوح ارتفاعها ما بين 6 و12 متراً، ذات لحاء ضارب للسمرة مشقوق طولياً لها أفرع منتشرة، أوراقها متطاولة متبادلة قليلة التسنن. وأزهارها مفردة أو مزدوجة، ولونها وردي أو أبيض وتظهر قبل الأوراق.
عسله جيد جداً أبيض نصف شفاف مع وجود رائحة عطرية خفيفة ولذيذ الطعم، وتُعد أزهار هذه الشجرة غنية بغبار الطلع.

• أشجار التفاح:
الاسم العلمي: Malus comunis poir.
شجرة التفاح يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، كما يبلغ محيط جذعها مترين، قمتها مستديرة كثيفة جداً أفرعها الفتية ذات زغب وتحمل أوراقاً بيضوية مدببة الرأس مسننة، ووجهها السفلي قطني المظهر. وتتخذ أزهارها البيضاء الموشحة بالأحمر على شكل عذق. «شبه عنقود»، وفترة الإزهار من بداية فبراير حتى نهاية أبريل، وعسل هذه الشجرة صاف جداً، ولونه عنبري خفيف وطعمه ورائحته تذكران بشكل خفيف بطعم وعطر شراب التفاح، يتبلور متأخراً بحبيبات كبيرة. ويُعد من الأعسال الممتازة.

نباتات العسل في المنطقة 
الوسطى والشمالية
يتعيَّن الاستفادة من تربية النحل وإنتاج العسل من الأزهار الربيعية التي تظهر بعد هطول أمطار الشتاء، ويتم إزهارها خلال أشهر فبراير ومارس وأبريل قبل تزهير نباتات البرسيم والتي يُعد عسلها من أفخر أنواع العسل نظراً لسقيها بماء المطر، وبُعدها عن مصادر التلوث، ثم بعد ذلك تنقل الطوائف إلى المساحات الشاسعة المزروعة بمحصول البرسيم تحت الرشاشات المحورية في المزارع خلال منتصف شهر أبريل إلى نهاية شهر يونيه، ويتم بذلك استغلال النحل أحسن استغلال بإنتاج نوعين من العسل؛ صيفي مبكر ومتأخر في تلك المناطق الصحراوية.

والعسل المحلي يُعد من أجود أنواع العسل نظراً لانخفاض الرطوبة الجوية وعدم وجود الأنهار التي تسبب ارتفاع المحتوى الرطوبي للعسل. وللمناخ الجاف ولمواسم الأزهار القصيرة أثر ملموس في الحصول على نوعية ممتازة من العسل بعد هطول الأمطار، ويتصف بمذاقه الفريد الذي يشبه طعم الزبد وبرائحته الزكية التي تشبه الشذى، وبلزوجته العالية، بالإضافة إلى خواصه العلاجية.

وقد انتشرت تربية النحل بالمناطق الزراعية في المنطقة الوسطى والشمالية مع التوسع في التنمية الزراعية كما في القصيم، وحائل، وتبوك، والجوف، ووادي الدواسر، والرياض.

المحاصيل الحقلية المزروعة
• البرسيم:
الاسم الشائع: علف الفصة، برسيم حجازي، برسيم حساوي، قت.
نبات معمر ذو جذور يتراوح ارتفاعه بين 20 و70 سم، وتحمل سيقانه الرهيفة أوراقاً ثلاثية مسننة في قمتها، أزهاره بنفسجية أو زرق بنفسجية طولها حوالي 7-10 مم تحمل الأزهار نورات رأسية يتراوح عددها بين 10 و20 زهرة صغيرة، يُعد من أهم مصادر الرحيق وحبوب اللقاح.
وموعد الإزهار يبدأ من مايو حتى نهاية أكتوبر، وهو يزرع في مساحات شاسعة نظراً لانتشار الآليات الزراعية وإدخال نظم ري حديثة مثل الرشاشات المحورية وعسل البرسيم. وألوان البرسيم متعددة من مائي إلى العنبري إلى الأحمر حسب الأراضي المزروع بها وهو لذيذ جداً وذو رائحة عطرة لا يتبلور إلا بعد 6 شهور تقريباً يكون على شكل حبيبات صلبة بيضاء صغيرة وكتلته كالقشدة ويحتوي على %36.85 سكر عنب، و%40.24 سكر فواكه، ويعد أحلى أنواع السكر الطبيعي، وهو نبات رحيقي ممتاز، ومع الأسف لا يستفيد النحل منه دائماً نظراً لعملية الحصد التي تتم في الغالب بدءاً من بداية الإزهار نظراً لاستخدامه علفاً للحيوانات، مع أن الأبحاث الجديدة الخاصة بتغذية الحيوان تنصح بترك البرسيم يزهر %60 حتى ترتفع القيمة الغذائية في السوق. وأوراق البرسيم وعسله ينصح به لمنهكي القوى وللشيوخ والسيدات الحوامل وللأطفال فوق عمر سنة مع وجبة الإفطار.

• أعشاب الربيع
من الأعشاب البرية التي تظهر في فصل الربيع بعد هطول أمطار الشتاء:

• الشفلح:
الاسم العلمي: Capparis spinosa.
الاسم الشائع: لصف كبير، شفلح ملات.
تعد الشفلح شجيرة معمرة، أفرعها أسطوانية ملساء الأوراق، لها أشواك صغيرة وحادة ومنحنية في جوانب الساق، وذات أوراق شاحبة خضراء مستديرة بيضاوية، ويوجد في المملكة حوالي 15 نوعاً. أما الأزهار فهي كبيرة بيضاء وأسديتها دائرية أرجوانية عند الصباح الباكر جداً، وعسل هذه الشجيرة مائي يميل إلى الاصفرار. ويزهر بداية شهر مايو حتى أغسطس، وهذه الشجيرة توجد في الفياض نواحي نجد وخاصة شمال شرق منطقة القصيم في شعيب الحسكي، وضيده شمال الأسياح، ورحيق هذا النبات كثيف جداً غني جداً بالرحيق وحبوب اللقاح وعسل هذا النبات ليِّن كالزبدة يتبلور في حدود السنة.

• القيصوم:
الاسم العلمي: Achillea fragrantissima.
الاسم الشائع: قيصوم ـ القيصوم الجبلي.
وهو نبات صحراوي من النباتات الحولية التي تظهر بعد هطول أمطار الصيف «الربيع» وهو عشب عطري ارتفاعه من 20 ـ 50 سم كثير السيقان، أبيض اللون، مخملي ناعم، وأوراقه صغيرة مستطيلة إلى بيضاوية منشارية الحافة، وأزهاره صفر على هيئة عناقيد كل ثلاث زهرات أو أربع في عنقود، وموعد الإزهار من يونيو حتى نهاية يوليو، وهو نبات غزير الرحيق واللقاح، عسله أحمر اللون، يحتوي على رائحة القيصوم النفاذة، ذو نوعية مميزة، فريد الطعم، والرائحة، توجد في نواحي نجد «المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية» وخصوصاً في الفياض، التي يتجمع بها مياه الأمطار نظراً لانخفاضها عما حولها من الأرض، وتتميز بخصوبتها العالية. وعسله لا يتبلور، وبعد تحليله في مختبر جودة العسل وجد أنه لا يحتوي على سكروز.

• بسباس:
الاسم العلمي: Anisoscialium isoscoadium.
الاسم الشائع: بسباس.
والبسباس نبات صحراوي من النباتات الحولية التي تظهر بعد هطول أمطار الوسمي، متفرعة القمة يتراوح ارتفاعه من 20 ـ 30 سم، وأوراقه ريشية دقيقة متفرعة، وأزهاره بيضاء صغيرة متجمعة على شكل خيمة، وموعد الإزهار من مارس حتى مايو، غزير الرحيق، عسله بني اللون أو أحمر ثقيل ذو نوعية مميزة فريد الطعم، وتوجد هذه النبتة في نواحي نجد والمنطقتين الشرقية والشمالية. وعسل هذا النبات لا يتبلور. ويفضل خلطه مع عسل البرسيم لمنع تبلور الأخير.

أضف تعليق

التعليقات

د. عبد الولي الخليدي

اعتقد ان الاسم العلمي للطباق هو:
Psiadia punctulata

د. عبد الولي الخليدي

هناك نوعين من الضرم وهما
Lavandula dentata
Lavandula pubescens
فايهما الافضل انتاجاالاول اوراقه بسيطة ومسننة والنورة الزهرية فرادية اي غير متفرعةوالثاني اوراقه ريشية عليها شعيرات كثيفة والنورة متفرعة

د. عبد الولي الخليدي

Satureja montana وليس
Sarureia montanal
وشكرا

أحمد الثمالي

مقال رائع ومعلومات موثقة ومفيدة